حكاية من بلدي "فزعة أسود"

جودت صيصان
30-09-2023

الفزعة هي ثقافة وعادة وتقليد فلسطيني أصيل يعتز ويفتخر به كل فلسطيني منذ قديم الزمان وحتى الآن، حيث تتجلى الفزعة في المظاهر الاجتماعية في الأفراح ومواسم الحصاد وبناء البيوت ...الخ.

 أما بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1917م فظهرت الفزعة الوطنية، حيث كان يتداعى الفلسطينيون عندما تتعرض قرية أو مدينة فلسطينية أو مقاومين لهجوم أو حصار من قبل القوات البريطانية أو المستوطنين الصهاينة، وعلى سبيل المثال لا الحصر في الثورة الفلسطينية الكبرى وبالتحديد عام 1938م حاصرت قوات كبيرة من القوات البريطانية مجموعة من المقاومين والقادة الفلسطينين وعلى رأسهم الشيخ عارف الحمدان في بلدة طمرة في منطقة الجليل فتداعى أهل طمرة والقرى المجاورة وحمل حوالي 500 شخص سلاحهم وكمنوا للقوات البريطانية على الطريق العام قرب قرية البروة قضاء عكا، وعندما وصلت القوات البريطانية هاجمها الفزيعة بالرصاص فقتلوا وجرحوا حوالي 40 قتيل وجريح بريطاني.

وبعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين في عام 1948،1967م زادت الفزعات الوطنية وخاصة في مساندة وحماية الفلاحين الفلسطينين في موسم الزيتون الذين يتعرضون لمضايقات واعتداءات وسرقات من قبل جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه.

أما المظهر الأخير والذي سنختم به حكايتنا فهو الفزعة لحماية واسناد الفلسطينين لبعضهم بشكل عام وللمقاومين بشكل خاص، وما جرى في مخيم جنين قبل أيام خير دليل، عندما حاول جنود الاحتلال اعتقال قائد كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين محمد أبو البهاء فتصدى له المقاومين من كل الفصائل وقدموا ثلاثة منهم أرواحهم فداءً له ونجا بفضل الله أولاً ومن ثم بفضل تضحيات إخوانه المجاهدين، فالفزعة هي هي لكنها اليوم أكثر عطاء وتضحية.

فرحم الله الفزيعة الوطنية وكل من سار على دربهم من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين.