أحداث جامعة النجاح.. القصة والمواقف

فضل عرابي
18-06-2022
تحميل المادة بصيغة PDF

تقارير

أحداث جامعة النجاح.. القصة والمواقف

فضل عرابي

 

 

لم يكن مشهد يوم الثلاثاء 14 حزيران/ يونيو في "جامعة النجاح الوطنية" من قمع أمن الجامعة لوقفة طلابية داخل الحرم الجامعي نظمها "الحراك الطلابي المستقل" للمطالبة بتوفير حياة جامعية آمنة تمكّن الطلبة من الدراسة.. حدثًا عابرًا بالنسبة لجامعة النجاح عمومًا، وفي ما يخص سلسلة الأحداث أخيرًا.

 

فقد أصيب عدد من الطلاب بجروح ورضوض نتيجة اعتداء أمن الجامعة عليهم خلال الوقفة التي أقاموها داخل الجامعة، احتجاجًا على فصل عدد من الطلبة من قِبَل الإدارة، إثر اعتصام سابق كان تعرض المشاركون فيه للاعتداء من الأجهزة الأمنية  والشبيبة وأمن الجامعة، بحسب المصادر الإخبارية. [1]

 

وأفادت مصادر طلابية أن "أربعة طلاب نقلوا إلى المستشفى العربي التخصصي في نابلس، بعد إصابتهم برضوض وجراح في رؤوسهم، في حين أظهرت فيديوهات تم تداولها اعتداء الأمن الجامعي على الدكتور ناصر الدين الشاعر. وأظهرت الصور لحظة ركل رجل أمن لطالب في وجهه بعد ضربه وتمزيق ملابسه، كما أظهرت مشاهد أخرى إلقاء الطلاب من بوابة الجامعة إلى الشارع بينهم مصابون بجراح ودماؤهم تسيل من رؤوسهم". [2]

ونفى الدكتور الشاعر في تصريحات صحفية أن يكون مقصودًا في الاعتداء عليه، مبينًا "أن ما حدث في جامعة النجاح هو امتداد للأحداث في الأيام السابقة". [3]

حياة جامعية آمنة

قال المتحدث باسم الحراك الطلابي صهيب حمد: ما حدث هو "أننا نظمنا وقفة احتجاجية ضد قرارات الجامعة، وأهم مطالبنا هو حقنا في حرية التعبير، فحرية التعبير هي حق للجميع".

 

وأضاف في تصريحات صحفية: جاءت الوقفة لمطالبة إدارة الجامعة بتحديد وظيفة أمن الجامعة، وهي الحفاظ على أمن الجامعة، فلا يوجد طالب يريد أن يعيش في جامعة يُعتدى عليه فيها من قِبَل أمنها.

مشيرًا إلى إصابة أعداد كبيرة من الطلاب، وبعضهم شجت رؤوسهم وسالت دماؤهم نتيجة اعتداء أمن الجامعة عليهم.

وأكّد أن الوقفة كانت سلمية، "وطالبنا بحقوقنا، ولم نعتدِ على أحد مطلقًا، وإن الجامعة بهذه الأفعال وصلت إلى الهاوية وتسير في هذا الطريق". [4]

فيما قال الطالب عبد الله عبيد في تصريحات صحفية: اعتدى أمن الجامعة على الطلبة بصورة "وحشية" خلال الوقفة الاحتجاجية التي طالبت بتوفير بيئة آمنة، ثم قاموا بالإشارة لهم بحركات غير لائقة من خلف أسوار الجامعة، مبيّنًا أن الجامعة تحولت إلى ثكنة عسكرية بعد الاعتداء على الطلبة بالضرب المبرح.

وأضاف: كان الطلبة في الساحة، فيما كان ممثلو الطلبة في اجتماع مع الإدارة، في الوقت الذي رفض فيه أمن الجامعة إدخال بعض الطلبة إلى ساحة الجامعة بما في ذلك الطلبة الذين لديهم محاضرات.

وأردف "ما تعرضنا له أشبه بالمصيدة بعد محاولتنا إدخال الطلبة حاصرنا نحو 100 عنصر أمن، وبدأ في أعقابها الضرب عبر الاستفراد بالطلبة على شكل مجموعات، إلى جانب رش غاز الفلفل عدا عن إصابات تعرض لها الطلبة في الرأس".

وأكد أن الطالبات لم يسلمن من الاعتداء والضرب من قِبَل الأمن الجامعي في النجاح، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب أشبه بـأسلوب "العصابات". [5]

جذور المشكلة

يوم الأربعاء 8 حزيران\ يونيو قمعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اعتصامًا نظمته الكتلة الإسلامية في الجامعة، تنديدًا واستنكارًا لـ "تغول أمن الجامعة المستمر ضد طلبتها، والاعتداء على ممثلها".

 

ووصفت الكتلة في بيان لها، اعتداء أمن الجامعة على ممثلها، بأنه "وحشي وغير قانوني"، ومخالف لأبسط متطلبات الحياة الجامعية الآمنة، وتعدٍ صارخ على الجامعة وأسرتها وإرثها ومكانتها.

وأفادت مصادر إعلامية، أن الأجهزة الأمنية منعت تصوير الوقفة التي نظمتها الكتلة أمام مقر الحرم الجديد، ولاحقت الصحفيين في المنطقة واعتدت على عدد من المشاركين.

وقال الصحفي ليث جعار إن "عناصر الأجهزة الأمنية هاجمته أثناء عمله واعتدت عليه بالضرب والشتم وحطمت كاميراته بشكلٍ كامل"، موضحًا أنهم منعوا الصحفيين والطلاب من التصوير. [6]

لاحقًا وفي يوم الأحد 12 حزيران\ يونيو قررت إدارة الجامعة فصل 5 طلاب من الكتلة الإسلامية، و5 من الشبيبة، و5 موظفين من أمن الجامعة. [7]

فيما رفضت الكتلة الإسلامية، والشبيبة الفتحاوية في بيانات منفصلة قرارات إدارة الجامعة فصل عدد من كوادر الطرفين، في الوقت الذي أكدت فيه الجامعة أنّ هذه القرارات اتخذت بناءً على توصيات لجنة التحقيق المنبثقة عن قرار عمداء الجامعة. [8]

موقف إدارة جامعة النجاح

صدر بيان عن الجامعة، جاء فيه: "نعلمكم بأن الدوام يوم الأربعاء، والخميس 15 و16 حزيران\ يونيو الجاري، سيكون إلكترونيًا، ويشمل المختبرات والمساقات العلمية الأخرى". [9]

وفي بيان آخر، أكدت جامعة النجاح أنها تأسف لما حدث على بوابات الجامعة: "على الرغم من اتخاذ الجامعة خطوات حاسمة بهذا الاتجاه لمنع تكرار المظاهر التي حدثت خارج أسوارها، إلا أن إصرار بعض الجهات على تأجيج الأزمة داخل الجامعة أدى إلى حدوث ما حذرنا منه مرارًا".

وأكدت الجامعة أن الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية لحركة حماس، وتحت شعار "الحراك الطلابي"، قامت بالعمل على الدعوة لاعتصام منذ يومين، ومرّ اعتصامها دون أي مشكلات تُذكر، إذ التزم أمن الجامعة بالضوابط الإدارية الناظمة، واتخذت الجامعة بحق من خالف منهم أقسى العقوبات، وهي الفصل النهائي من الجامعة.

وأضاف البيان: "إن ما حدث ظهر أمس، عند بوابات الجامعة، بدأ بدعوة الكتلة الإسلامية ومن خلال (الحراك الطلابي) لوقفة داخل الجامعة، ومرت بهدوء وسلام، ولم يعترض أي شخص من الجامعة المعتصمين، وفي تلك الأثناء اجتمعت إدارة الجامعة مع مجموعة من الطلاب، واستمعت إلى مطالبهم ووعدتهم بالنظر فيها بجدية وبحد أقصى بداية الأسبوع القادم، وفوجئت الإدارة المجتمعة مع مجموعة من الطلاب باتصالات هاتفية تتحدث عن مشكلة على بوابات الجامعة".

وتابع: "بعد الاستماع لشهادات ميدانية، فإن ما حصل هو محاولة مجموعة خارجية وطلبة ممن تم فصلهم اقتحام بوابات الجامعة، ما تسبب باندلاع مشكلة عند البوابات بينهم وبين أمن الجامعة، ما أسفر عن إصابة عدد من الطلبة وعناصر من الأمن بجروح بسيطة". [10]

الكتلة الإسلامية ترفض قرارات إدارة الجامعة

رفضت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، كافة القرارات الصادرة من قِبَل إدارة الجامعة بحق طلبتها، والتي قضت بفصل 5 طلبة من الكتلة من إجمالي 15 شخصًا.

وأكدت الكتلة خلال مؤتمر صحفي عقدته أمام بوابات الجامعة يوم الثلاثاء 14 حزيران/ يونيو أنها ستناضل ضد قرار الفصل بكل الوسائل النقابية والحقوقية والقانونية والإعلامية حتى إسقاطه.

وأمهلت الكتلة إدارة الجامعة حتى الخميس 16 حزيران\ يونيو لتلبية مطالبها بإسقاط العقوبات عن كوادرها، وتوفير حياة جامعية آمنة وعمل طلابي حرّ بعيد عن السطوة الأمنية والقمع البوليسي.

وقالت الكتلة إن إدارة الجامعة حاولت تصدير ما جرى على أنه خلاف بين الأطر الطلابية أو الطلبة، وهو أمر منافٍ للحقيقة تمامًا، مشددة على أنه لا خلاف مع أيّ إطار طلابي، وأن الاحتجاج والتحرك كان ضدّ سياسات الجامعة وتغوّل أمن الجامعة على الحركة الطلابية.

وأكدت الكتلة على استمرار النضال النقابي والقانوني ضد تغوّل أمن الجامعة واعتداءاته على الطلبة، "لن نقبل أن تكون جامعة النجاح بإرثها وتاريخها ووزنها ساحة لممارسات القمع البوليسي".

وتساءلت الكتلة "بأي حق يكرر الأمن الجامعي استخدام العنف بحق الطلبة؟ وكيف يقرر رئيس الأمن الجامعي طرد الطلبة بالعنف والقوة من داخل الحرم الجامعي، ويتغوّل على صلاحيات عمادة شؤون الطلبة، وتكون له الكلمة بمنع أيّ نشاط طلابي وتحديد تفاصيله؟".

وأوضحت أن هذه الممارسات هي سبب الأزمة، وما لم يتم وضع حد لها فإن الأزمة مستمرة ومرشحة للتصاعد.

وأكدت الكتلة استمرار نشاطها الطلابي ونضالها الوطني والنقابي مهما كانت التضحيات. [11]

ثلاث كتل طلابية تدعو رئيس الجامعي لتقديم اعتذار رسمي

طالبت كل من جبهة العمل الطلابي، والقطب الطلابي، وكتلة الاستقلال الطلابية، رئيس جامعة النجاح عبدالناصر زيد، بتقديم اعتذار رسمي إلى عموم الطلبة والهيئة التدريسية وأبناء الشعب الفلسطيني، عن الاعتداءات التي حدثت في حرم الجامعة، وطالت العشرات من الطلبة على أيدي أفراد الأمن الجامعي.

ودعت إلى تغيير "منظومة الأمن الجامعي"، وإعادة هيكلتها وفق أسس وضوابط وطنية وأخلاقية، وتحديد دور الأمن في حماية الطلبة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة لهم، ووقف التجاوزات.

كما دعت إلى محاسبة جميع عناصر الأمن المعتدين على الطلبة وفق القانون واللوائح المعمول بها في الجامعة، ومحاسبة "الموظفين الإداريين" الذين يثبت تورطهم في إعطاء التعليمات لموظفي الأمن بالقمع، وكل من لم يلتزم بالحيادية.

وطالبت الكتل برفع القبضة البوليسية المتمثلة بالتدخل المباشر من الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى كبح جماح العقلية البوليسية التي تتعامل بها إدارة الجامعة، والمتمثلة بمحاربة الأطر الطلابية وأنشطتها والتعامل معها كخصم، أو سياسة الكيل بمكيالين والانحياز إلى طرف على حساب طرف آخر، متناسية أهمية الأطر الطلابية كونها جزءًا أصيلًا من ماضي وحاضر ومستقبل الجامعة. [12]

الشاعر: ما حدث لا يجب أن لا يمرّ دون حساب

شدّد نائب رئيس الوزراء الأسبق والأكاديمي الفلسطيني ناصر الدين الشاعر، على أن ما حدث في جامعة النجاح لا ينبغي أن يمرّ دون حساب وعقاب، بما يضمن ردّ الاعتبار لكل المعتدى عليهم.

وقال "إن ما حصل معي لا يكاد يذكر مقارنة بما واجهه الطلبة الأبرياء من وحشية وعنف".

ووجه الشاعر شكره لكل الأصوات المهولة التي تضامنت معه، أو عبّرت عن استنكارها وغضبها لما تعرّض له من سلوك معيب تظهره كاميرات التصوير.

 وأضاف: "سنبقى الحراس الأوفياء لمؤسساتنا الوطنية ولمستقبل أبنائنا في وجه المتغولين عليهم".[13]

 

 

 

 

إدانات واسعة

أدانت مؤسسات حقوقية، وفصائل فلسطينية، اعتداء أمن جامعة النجاح على طلبة الجامعة، وقمع حراك للحركة الطلابية، منها:

  • الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان

أعربت الهيئة عن أسفها جراء الأحداث التي وقعت في جامعة النجاح، مضيفة أنه كان بإمكان أمن الجامعة التعامل مع التجمع بطريقة مختلفة واستيعاب الوضع دون اللجوء الى القوّة المفرطة والعنف ورش الغاز في مواجهة الطلاب والطالبات.

 

وأضافت في بيان: هذه هي المرّة الثانية خلال أسبوع التي يعتدي فيها أمن جامعة النجاح على الطلاب بالضرب، ما يستدعي قيام الجامعة بإجراءات جدّية لمراجعة سلوك أمن الجامعة وعنف بعض عناصره، واتخاذ إجراءات حازمة لضمان عدم تكرار ما حدث، وضبط سلوك أفراد أمن الجامعة وكفّ تدخلهم المباشر في النشاطات الطلابية.

 

وحملت  الهيئة إدارة الجامعة المسؤولية الكاملة عن سلوك الأمن واعتداءاته، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق، وفق أنظمة الجامعة، ونشر نتائجه لضمان شفافية الإجراءات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت تورطه في الاعتداء على الطلاب، مع تقديم الاعتذار لمن تم الاعتداء عليهم، وضمان حق جميع الطلاب في التعبير والتنظيم والعمل النقابي بحرية.[14]

  • مركز "مساواة"

دعا المركز الفلسطيني لاستقلال المحاماة والقضاء "مساواة"، لـحلّ جهاز أمن جامعة النجاح فورًا، وإجراء تحقيق مستقل بأحداث العنف والاعتداء وإطلاق الرصاص الذي أوقع مصابين، من بينهم أستاذ جامعي، ومسَّ بكرامة الطالبات وحوَّل الحرم الجامعي إلى مركز اعتقال واعتداء ممنهج على حياة وكرامة الناس على نحو لم يسبق له مثيل، ونشر نتائج التحقيق وإنفاذ قراراته، وأن تلتزم إدارة الجامعة بصفتها المسؤولة عن جهاز أمن الجامعة بالاعتذار العلني وتعويض الضحايا.

وشدّد على أن "المدخل لحل الأزمة وصون الرسالة الأكاديمية يتطلب تحديدًا دقيقًا وحصريًا لمهام أمن الجامعة، بحيث يحدد عدده ويحظر عليه التدخل في أيّ شأن أكاديمي أو مهني له علاقة بالجامعة وطلابها". [15]

  • مؤسسة الحق

أما مؤسسة الحق فقد رأت في بيان لها أن الاعتداء على الطلبة باستخدام القوة والأدوات الحادّة ورشّ الغاز انتهاك جسيم لحياة وسلامة الطلبة، مشيرة إلى أنه "ليس الاعتداء الأول من نوعه من قِبَل عناصر أمن الجامعة، حيث تكرر هذا المشهد بالاعتداء على الطلبة من قِبَل أمن الجامعة في مرات سابقة، بما يجعل إدارة الجامعة تتحمّل مسؤولية الأحداث المؤسفة كون الأمن يتبع إدارة الجامعة مباشرة، بما يتطلب التدخل الفوري من قِبَل إدارة الجامعة لوضع حدّ لتدخل أمن الجامعة في الحياة الطلابية بعيدًا عن مهامه المناطة به وفق أنظمة الجامعة".

وطالبت "الحق" بـ "فتح تحقيق جادّ ومسؤول من قِبَل إدارة الجامعة وإحالة كل من يثبت تورطهم للقضاء المختص، واتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بحماية حق الطلبة في التعبير وممارسة العمل النقابي الطلابي داخل الجامعة، وضمان عدم تكرار مثل تلك الأحداث". [16]

  • مجموعة محامون من أجل العدالة

أكدت مجموعة "محامون من أجل العدالة" متابعتها "للأحداث الدموية" التي وقعت داخل حرم جامعة النجاح، وما رافق هذه الأحداث من قيام العشرات من موظفي أمن الجامعة بقمع وضرب وصل حد الإيذاء البليغ المقصود، باستخدام أدوات حادّة كانت بحوزة عناصر الأمن بالإضافة لاستخدام غاز الفلفل في وجه الطلبة، والاعتداء بالضرب على أحد المحاضرين في الجامعة أثناء وجوده بين الطلبة.

 

وأبدت المجموعة، استهجانها واستغرابها مما آلت إليه الأمور داخل الحرم الجامعي، وقالت إنها تنظر إلى ما حصل من سلوك يعبّر عن نهج عنيف تتم تغذيته بمزيد من العدوانية والكراهية داخل صرح علمي كبير مثل جامعة النجاح، حتى أصبحت الجامعة مكانًا لانتهاكات حقوق الإنسان والاعتداء على الكرامة الإنسانية، وسط صمت مريب للمؤسسة الرسمية وأجهزتها التنفيذية التي نأت بنفسها عن التدخل والوقوف على مسؤولياتها الوظيفية رغم سيل الدماء في حرم الجامعة، حتى وصل الأمر لمطاردة الطلبة في الشوارع العامة وإطلاق النار من الأسلحة والبنادق.

واعتبرت المجموعة أن ما حصل من أحداث دموية هي جرائم واضحة بما فيها الشروع بالقتل، والتي تستوجب تدخل النائب العام للقيام بمسؤولياته القانونية بفتح تحقيق جنائي وإصدار الأوامر باعتقال كلّ من تورط في الاعتداء على الطلبة لصون مكانة وهيبة الحق العام. [17]

  • الائتلاف الفلسطيني للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "عدالة"

من جانبه، طالب الائتلاف الفلسطيني للحقوق الاقتصادية والاجتماعية "عدالة" بمحاسبة المسؤولين عن مشاهد الاعتداء المهين على طلبة جامعة النجاح خلال وقفة نظمها الطلبة للمطالبة بـ"جامعات آمنة" بعد حادثة اعتداء سابقة على الطلاب الأسبوع الماضي، مطالبًا مجلس أمناء وإدارة الجامعة بأخذ موقف جدّي وفوري ينهي مسلسل امتهان كرامة الطلاب والمعلمين وحل ما يسمى جهاز أمن الجامعة ومحاسبته لإعادة الاعتبار للمعتدى عليهم من طلاب وأساتذة في الجامعة.

وأكد الائتلاف أن سياسة القمع والترهيب في جامعة النجاح ليست بجديدة، بل هي ممتدة منذ سنوات في محاولة لكسر النموذج الذي رسمته جامعة النجاح في الانتفاضة الثانية حيث خرّجت عشرات الشهداء والمناضلين، مشيرًا إلى أن تحويل الجامعة لثكنة أمنية تكمّم الأفواه وتكسر الرؤوس أمرٌ مرفوض ومستنكر ويتحمل مسؤوليته مجلس أمناء الجامعة الذي سمح بإخراج بيان صادر عن إدارة الجامعة يحمّل فيه الطلاب مسؤولية ما حدث من اعتداء، رغم أن العمل الطلابي والوطني داخل الجامعات شكّل تاريخيًّا واحدًا من أهم أعمدة النضال الفلسطيني.

وأشار الائتلاف إلى أن ما يحدث في جامعة النجاح هو امتداد لحالة تغوّل القبضة الأمنية وحالة القمع والاعتداء والملاحقة التي تمارس ضد أبناء شعبنا عند أي محاولة للتعبير عن الرأي على اختلاف القضايا، مؤكدًا بأن هذه السياسة مؤشر خطير يهدد السلم الأهلي ويحرف البوصلة عمّا يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي من اعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني وأسراه، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات.

وقال الائتلاف في بيانه أنّ أيّ إجراء يستثني محاسبة كلّ المتورطين بالاعتداء لما فيه ردّ اعتبار للمعتدى عليهم من طلاب وأساتذة، هو بلا تأثير ولن ينهي الأزمة وحالة التبرير غير المنطقية وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة واستمرارها والإساءة لصرح علمي شكل حالة نضالية في سنوات سابقة. [18]

  • حركة حماس

أكدت حركة " حماس " رفضها وإدانتها لما سمّته الاعتداء الإجرامي الذي نفّذه أمن جامعة النجاح بحقّ الطلاب والطالبات خلال وقفتهم الطلابية السلمية، واصفة ذلك ببلطجة تتحمل مسؤوليته إدارة الجامعة التي أعلنت موقفًا منحازًا ضد القانون والعمل الطلابي الحرّ.

وطالبت الحركة بضرورة محاسبة المحرّضين والمتورّطين في جريمة الاعتداء على الطلبة، والسّاعين إلى تنفيذ أجندة أمنية توتيرية خارجة عن قيم شعبنا والبعيدة كلّ البُعد عن المصالح الطلابية والوطنية.

ودعت الفصائل الوطنية والإسلامية وما وصفته بقوى شعبنا الحيّة إلى الاضطلاع بدورها في حماية جامعة النجاح وكل المرافق التعليمية من العبث بها أو التعدّي على استقرارها، وحرية العمل النقابي والطلابي فيها.

 كما دعت مجلس أمناء الجامعة إلى تحمّل مسؤوليته في حماية هذا الصرح العلمي. [19]

  • الجهاد الإسلامي

من جانبه، أدان المتحدث الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين بشدة الاعتداء العنيف الذي قام به عناصر أمن جامعة النجاح، من قمع للحراك الطلابي الداعي لإقامة حياة جامعية آمنة.

وطالب عز الدين بوقف حالة العربدة التي يمارسها أمن الجامعة، والتي طالت الأستاذ الدكتور ناصر الدين الشاعر وطرده من الجامعة، وإصابة عدد من الطلبة والطالبات بإصابات وجراح مختلفة.

ودعا إدارة الجامعة بما لها من تاريخ عريق وارث أكاديمي مشهود بالوقوف عند مسؤولياتها بحق حالة الفلتان وعدم السماح بتحول الجامعة إلى مسرح للقمع والتنكيل.

وطالب عز الدين، كافة الأطر الطلابية، والانتماءات بالوحدة والتكاتف والحرص على المسيرة التعليمية، والتعاون على أرضية الوعي وتفويت الفرصة على المتربصين. [20]

  • الجبهة الشعبية

أدانت الجبهة الشعبية، اعتداء أمن جامعة النجاح الوطنية على احتجاج سلمي نظّمه عدد من الطلاب والأكاديميين، واصفة هذا الاعتداء "بالبلطجة"، التي جرى تشريعها وتمهيدها والتغطية عليها من قِبَل إدارة الجامعة.

ورأت أن ما جرى من أحداث في جامعة النجاح أمر مُخجل تتحمّل إدارة الجامعة مسؤوليته، في ضوء قراراتها المجحفة بحق عدد من الطلاب ومساواتها الضحية بالمعتدي.

ودعت لسرعة تطويق هذه الأحداث، ومحاسبة مرتكبيها، وإلى أن تتوقف إدارة الجامعة عن سياسة الكيل بمكيالين، وتبني إجراءات سريعة وعاجلة تعيد الهدوء وحالة الانتظام إلى الحياة الجامعية.[21]

  • الجبهة الديمقراطية

من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية، إنه قد آن الأوان لوضع حد لهذه الممارسات القمعية بحق الحركة الطلابية من قِبَل أمن الجامعة، و التي فاقت حدّ التصور وتعدّت كل الخطوط الحمراء.

ودعت كافة الكتل الطلابية للتوحد ورصّ الصفوف في مواجهة سياسة الجامعة وأمنها الذي لا يعير احترامًا لحرمة الجامعة ولا لحرمة الدم الفلسطيني.

وحملت إدارة الجامعة، كامل المسؤولية بعدم استجابتها لدعوة القوى والمؤسسات، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق محايدة من القوى والمؤسسات والجامعة والكتل الطلابية، ومحاسبة كل المتورطين في الاعتداء على الطلبة.  [22]

  • حركة المبادرة الوطنية

أدانت حركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" أحداث العنف التي شهدتها جامعة النجاح، معبرةً عن استهجانها لإقدام أجهزة أمن الجامعة على استخدام العنف ضد طلاب في الجامعة.

و أكدت "المبادرة" على احترام حرمة الجامعات الفلسطينية، و حرية الرأي والتعبير دون قيود، وعلى حق الطلاب في ممارسة النشاطات الوطنية والثقافية والأكاديمية وفي مقدمتها حقهم في إجراء الانتخابات الديمقراطية الدورية لمجالس الطلبة في مواعيدها السنوية. [23]

جامعة النجاح تعيد الطلبة المفصولين وتستأنف التعليم الوجاهي

في يوم الخميس 16 حزيران/ يونيو قررت إدارة الجامعة، عودة الطلبة المفصولين إلى مقاعد الدراسة واستئناف الدوام الوجاهي يوم الأحد 20 حزيران/ يونيو، جاء ذلك عقب اجتماع عقده مجلس أمناء الجامعة مع اتحاد الطلبة والكتل الطلابية.

وأوردت الجامعة في بيان لها أنه: دار خلال الاجتماع برئاسة نائب رئيس المجلس الأستاذ الدكتور رامي الحمد الله "نقاشات جديدة وصريحة تمخض عنها عدة قرارات تحفظ سلامة الطلبة وتساهم في استقرار العملية التعليمية".

وأضاف البيان أن مجلس أمناء النجاح "سينظر باهتمام شديد لمطالب الكتل الطلابية وتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق المشكلة من قِبَل مجلس الأمناء بعد الأحداث الأخيرة".

وأفاد أنه "قرر عودة الطلبة المفصولين إلى الدوام لحين البتّ في الاستئنافات المقدمة من قِبَلهم على أن تقوم إدارة الجامعة بالنظر بروح الأنظمة والتعليمات في حقهم".

وأضاف: "جرى الاتفاق على أن مرجعية الأنشطة الطلابية هي عمادة شؤون الطلبة، وأن طاولة الحوار هي الحلّ الأمثل لأية إشكاليات ممكن أن تحدث". [24]

إلى ذلك قالت الكتلة الإسلامية إن اللقاء الذي عقد مع الإدارة كان إيجابيًا حيث توافق المجتمعون على ضرورة العمل بكل مسؤولية لحلّ الأزمة القائمة وإزالة جذورها بما يضمن عدم تكرارها في المستقبل.

وأضافت: "وافقنا على تعليق مؤقت للخطوات التصعيدية وعودة الدوام للجامعة ليوم واحد هو الأحد الموافق 2022/6/19"، مشددة على أنه لا تراجع عن تحقيق مطالبها ومطالب الطلبة العادلة التي عبّرت عنها سابقًا وعبّر عنها بيان الرفاق في الأطر اليسارية.

وتتمثل مطالب الكتلة والأطر الطلابية في إعادة هيكلة منظومة الأمن في الجامعة على أسس مهنية وتجريم أي استخدام للعنف والاعتداء على الطلبة والهيئة التدريسية ومحاسبة كلّ الموظفين المتورطين بالاعتداء على الطلبة وتوتير الأجواء الجامعية.

من جانبها، قالت الشبيبة الفتحاوية في جامعة النجاح إنّ الكتل المشاركة هي، مجلس اتحاد الطلبة، حركة الشبيبة الطلابية، والكتلة الاسلامية، جبهة العمل التقدمية، والقطب الديمقراطي، وكتلة الاستقلال، كتلة نضال الطلبة، كتلة اتحاد الطلبة التقدمية.

وشددت في بيانها على أنه: "لا توجد أي مسميات أخرى تمثل الطلبة، مشيرة إلى عودة الدوام الوجاهي يوم الأحد القادم". [25]

 

[1] - https://2u.pw/8qRNX

[2] - https://2u.pw/UQ0mL

[3] - https://2u.pw/UQ0mL

[4] - https://2u.pw/8qRNX

[5] - https://2u.pw/EOHnt

[6] - https://2u.pw/G8QPB

[7] - https://2u.pw/t6YIz

[8] - https://2u.pw/ZVqzC

[9] - https://2u.pw/61kQp

[10] - https://2u.pw/Xa7ze

[11] - https://2u.pw/CpWRj

[12] - https://2u.pw/GAt3y

[13] - https://2u.pw/Dp7FZ

[14] - https://2u.pw/az5zM

[15] - https://2u.pw/TdJTR

[16] - https://2u.pw/Xjzlf

[17] - https://2u.pw/bvq31

[18] - https://2u.pw/Glff6

[19] - https://2u.pw/4c47h

[20] - https://2u.pw/r5P5o

[21] - https://2u.pw/qIdvn

[22] - https://2u.pw/sDeIm

[23] - https://2u.pw/TQDMf

[24] - https://2u.pw/1xkvC

[25] - https://2u.pw/F4Gqp