الحركات الاستيطانية غوش إيمونيم نموذجًا

إنعام حامد
13-07-2022
تحميل المادة بصيغة PDF

دراسات

 

 

 

 

 

الحركات الاستيطانية

غوش إيمونيم نموذجًا

 

 

 

 

 

 

إنعام حامد

 

 

 

 

مركز القدس للدراسات

حزيران/ يونيو 2022

 

 

 

المحتويات..

مقدمة

أهمية غوش إيمونيم

مبدأ أرض إسرائيل

تأسيس حركة غوش إيمونيم

الهيكلية التنظيمية لغوش إيمونيم

العلاقة مع السلطة الحاكمة

البُعد الأيديولوجي للحركة

النهج السياسي- الاستيطاني

المُمارسات السياسية

أثر غوش ايمونيم على الهوية والمجتمع

التحولات الداخلية

الخاتمة

قائمة المصادر والمراجع

أبرز زعماء حركة غوش إيمونيم الاستيطانية

شعارات وفعاليات غوش إيمونيم

 

 

 

 

دراسات

الحركات الاستيطانية

غوش إيمونيم نموذجًا

إنعام حامد

 

إنعام حامد "في سبيل الاستيطان، يجب أن تكون الحياة قاسية، بل مُستحيلة على الفلسطينيين، على أمل أن يهجروا البلاد".

"غوش إيمونيم"

 

مقدمة:

تجمع منظمة غوش إيمونيم، بين كونها حركة دينية قومية يهودية متطرفة، وحركة سياسية لكنها غير حزبية إذ لم ترتبط بالعمل البرلماني، وإنما قامت على مبادئ دينية[1]. تَركز عملها الواسع في الفترة الواقعة بين عامي(1974-1988)، حيث رسّخت خلالها النشاط الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة[2]. يُعتبر الحاخام (تسفي كوك) الأب الروحي لهذه المنظمة، في حين يُعد الحاخام (موشيه ليفنغر) زعيمها العملي[3]. أما "مركاز هراب" فهو المدرسة الدينية الذي نبتت فيه أفكارها[4]. تُعد غوش إيمونيم من الحركات الأساسية السياسية التي أثرت في صُنع القرار السياسي في "إسرائيل" على المستويين الحكومي والشعبي. فقد استطاعت فرض سيطرتها، وتثبيت مواقفها على الخارطة السياسية. وترسيخ النهج الاستيطاني الذي تتميز به "إسرائيل". هذا لا يعني أنّ غوش إيمونيم هي وحدها التي تُمثل الجانب اليميني المتطرف في "إسرائيل"، فالحركة الاستيطانية هي جزء أساسي من المشروع الصهيوني، إذ ينظر اليمين لتلك الحركات الاستيطانية بأنها خزان انتخابي ومن ثمّ تلبّى طلباتهم كافّة بسبب ما تُفضي إليه من قمع تجاه الفلسطينيين[5]. كما تنبع أهمية غوش إيمونيم بالتحديد من كونها نشأت في وقت كان المجتمع الإسرائيلي فيه يُعاني من هزات سياسية عنيفة، فوجدت بذلك التربة الخصبة لنشر أفكارها والظهور بمظهر المدافع عن أمن "إسرائيل" وإنقاذها مما عُرف بالسياسية الانهزامية في أعقاب حرب أكتوبر1973[6].

استفاد التيار الديني الصهيوني من ظروف مكنته من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، ومن ثمّنجح لأول مرّة في عام 1967 في تضمين البرنامج السياسي للحكومات الإسرائيلية، بندًا يعتبر الاستيطان في المناطق التي احتلت مهمة وطنية من الطراز الأول ويتوجب توجيه موارد الدولة لتطويره، وهذا البند أحدث طفرة هائلة في المشاريع الاستيطانية، وبذلك يكون التيار الديني القومي قد جعل من المستحيل أن تتطور اتفاقية أوسلو إلى تسوية دائمة، وبما يمنع إقامة دولة فلسطينية[7].

 

 أهمية غوش إيمونيم

تنبع أهمية غوش إيمونيم من خلال توظيفها واستغلالها وفقًا إلى العامل الديني وطرح أيديولوجيتها المستوحاة من التوراة، ومن ثمّ تكريس الربط بين أرض "إسرائيل" والمصادر الدينية، لتنفيذ الوعد الإلهي بإقامة مملكة إسرائيل الكبرى لـ "شعب الله المختار". مما منح الحركة مرونة وحرية العمل، سيما وأنها تبلورت كحركة فوق حزبية مستقلة عملت خارج إطار الكنيست[8].

تعتبر الحركة وفروعها وطريقها في الماضي واتجاهها في المستقبل ظاهرة سياسية معاصرة، ويعد أسلوبها نمطًا فريدًا من نوعه في الحياة الإسرائيلية[9]. فكان جل فكرها ومعتقدها حول الحق في استيطان كل موقع من "أرض إسرائيل"، كجزء من إنقاذ الأرض من الغرباء، فتوسع نشاط الحركة، من منطلق استيطاني، ليشمل جوانب تعليمية وتربوية وسياسية[10].

تركز نشاط غوش إيمونيم في محورين: الأول، سياسي ويتجسد في تشكيل لوبي ضاغط على الحكومة الإسرائيلية تمنعها من تقديم أي تنازل. والثاني، عملي ويتمثل في العمل على تثقيب الضفة الغربية وقطاع غزة بسلسلة كبيرة من المستوطنات، من أجل وضع الحكومة الإسرائيلية أمام الأمر الواقع. وفي هذا الإطار حصلت الحركة على تأييد سياسي من شخصيات سياسية وأعضاء كنيست مُعظمهم من المنتمين للأحزاب اليمينية والدينية. وحصولها على تأييد شبه رسمي من حكومة الليكود بعد صعوده إلى الحكم عام 1977. واعتبرت غوش إيمونيم أن احتلال الضفة الغربية كان معجزة ربانية حصلت بأدوات اليهودية والصهيونية والاستيطان والأمن والتضحية[11].

امتدت نشاطات غوش إيمونيم خلال الفترة بين 1974-1987، وقد مرت بثلاثة مراحل:

  1. (1974-1979)، تميزت بالمُعارضة للواقع والتي تحمل أبعاد مسيانية.
  2. (1980-1983)،المرحلة الأساسية، تحالفت فيها الحركة مع اليمين الإسرائيلي.
  3. (1984-1987)، مرحلة الارتباك، والتي أدت إلى اختفاء الحركة تنظيميًا لكن روحها بقيت قائمة في أوساط عدد من المستوطنين[12].

 

مبدأ "أرض إسرائيل"

شكلت حركة غوش إيمونيم قلب النشاط الاستيطاني منذ تأسيسها من قبل متطرفين وبعض المسؤولين النافذين، صاغت أفكارها وأهدافها ووسائلها بناء على رؤية حلولية وإضافات أخرى لقادة الحركة الميدانيين، والتي يمكن إجمالها بأن السكان الفلسطينيين ليسوا أكثر من نُزلاء غير قانونيين، ويشكلون تهديدًا للخلاص، بالإضافة إلى التأكيد على قداسة "أرض إسرائيل" وأن الهوية القومية ليست مجرد واقع ثقافي واجتماعي وإنما هي واقع جغرافي سياسي وقد عكس الشعار الشعبي للحركة "أرض إسرائيل لشعب إسرائيل طبقًا لتوراة إسرائيل" هذا الفهم[13].[14].

اعتمدت الحركة منذ انطلاقتها مرجعية حاخامية، مثّلها الحاخام تسفي كوك، الذي اعتبر القومية اليهودية أداة مقدّسة لتحقيق العودة لـ "أرض إسرائيل"، إذ إن" دولة إسرائيل ليست كيانًا سياسيًا فقط، بل مرحلة انتقال من الكارثة"، من أجل ذلك اتخذ تلاميذه من نشاط حركة غوش إيمونيم الاستيطاني واجبًا دينيًا.

 اهتم المفدال الذي انطلقت منه غوش إيمونيم حتى العام 1967، بالقضايا الدينية بالأساس. وبحدوث الانقلاب السياسي عام 1977 أصبحت قيادة المفدال للصهيوينة الدينية قد اعتراها القدم، ولم تستطيع التواصل مع الجيل الجديد المبهور بالانتصار. إلى أن جاءت مشاركة المفدال في حكومة رابين عام 1974 والتي حملت مشاريع تسوية مع دول عربية، والتي كانت صادمة للجيل الجديد المنبهر بفكرة الخلاص[15]. كذلك قادت نتائج نصر 1967م الراب تسفي كوك، والذي تحولت فتاواه الدينية إلى أوامر بالنسبة لغوش إيمونيم، إلى تبني موقف جريئ وجديد[16]. فبدأ بالتشديد على قضية حق اليهود على الأرض لتصبح خطابًا مركزيًا، بمعنى أنها قضية باتت مُلحة في التيار الديني القومي بشكل أكبر من قضية "شعب أو توراة إسرائيل". فأصبح هم غوش إيمونيم هو موضوع الأرض وأن تتحول الشريعة الدينية إلى أيدولوجيا تبريرية لأغراض الاحتفاظ بها[17]. هذا ما حمّل الحاخام تسفي كوك عندما ظهرت بوادر الصراع بين حركة غوش إيمونيم وحكومة "إسرائيل" بعد هزيمة 1973، موقفًا متشددًا ضد الحكومة الإسرائيلية مُحذرًا إياها من اتخاذ قرار بالتنازل عن الأراضي التي احتلت[18]. فإنّ غوش إيمونيم تشكل عقبة في وجه أية حكومة قد تنظر في التخلي عن الضفة الغربية[19].

 

تأسيس حركة غوش إيمونيم

في 1 آذار/ مارس 1971 عُقِدَ اجتماع تأسيسي تم الاتفاق فيه على تنظيم حركة غوش إيمونيم داخل المفدال[20]، وخلال فترة قصيرة أعلن أعضاء الحركة أنّ حركتهم سوف تعمل كحركة مُستقلة. ولاحقًا اعترف الاتحاد الصهيوني العالمي بالحركة كحركة صهيونية، سوف تتلقى دعمًا ماليًا ضخمًا من المنظمة الصهيوينة العالمية، ومن جهات أخرى عن طريق الوزارات الإسرائيلية[21]. كما أغدق اليهود الأغنياء على غوش إيمونيم المال والتقنيات الحديثة، بما لم  يمكن الحركة من إقامة مستوطنات فحسب، وإنما مكنها أيضًا من إيجاد تطور صناعي لا بأس به في الضفة الغربية. وحظيت الحركة بالدعم السياسي في موضوع الاستيطان من كل الأحزاب اليمينة المتطرفة (كاخ وهتحيا ومراشا)، ومن اليمين (الليكود)، لكنها لم تدن بولاء لأي منهم[22]. إضافةً إلى إقامة الحركة ذراعًا استيطانيًا اسمته "أمناه" تلقى دعمًا ضخمًا من حكومات الليكود مكنتهم من إقامة عدد كبير من المستوطنات وبالتالي شكلت الحركة مجالس إقليمية استيطانية على مساحات كبيرة في الأراضي المحتلة[23].

ومن أهم شخصيات تأسيس غوش إيمونيم الرئيسة، حنان بورات[24]، وهو من العناصر الطلائعية التي طالبت ببناء مستوطنة"غوش عتصيون".وأيضًا موشيه ليفنغر، الذي اعتبر أن السلام يأتي فقط  بواسطة قوة "إسرائيل" التي ستأتي عبر الاستيطان. تجدر الإشارة إلى أنّ نشاط حركة غوش إيمونيم قد بدأ بعد حرب 1973، من أجل تنظيم الحركة تنظيمًا فاعلًا، لأن التنسيق كان قائمًا من قبل وعلى كل المستويات، غير أن الصعوبات حالت دون إقامة التنظيم، وكانت مرتبطة بالأمور السياسية العامة في البلاد، وباللامبالاة بسبب الشعور بالأمن وانعدام الشعور بالخطر الخارجي والداخلي، سيما وأن "إسرائيل" قد خرجت منتصرة عام 1967، كذلك أحدثت هزيمة حرب الغفران خللًا في الجهاز الإسرائيلي، وكان لها دور كبير في خلق اتجاه نحو العمل والتنظيم للدفاع عن مكتسبات حرب حزيران[25]. فقد شكلت هذه الحالة تحولًا عميقًا في الفكر الديني اليهودي، مزجت بين الصهيونية والشريعة اليهودية. بالتالي نشأ اتفاق ضمني بين حزب العمل وبين الحركات الاستيطانية الدينية التي تملأ الفراغ الفكري والسياسي للأيديولوجيا الاشتراكية الصهيونية، والتي توقفت تمامًا عن الإجابة عن الأسئلة التي بدأت تُطرح داخل المجتمع الإسرائيلي[26].

وعليه تعتبر غوش إيمونيم نهاية جمود حضاري واجتماعي كبير. نشأت بهدوء خلال سنوات كثيرة وعندما نشأت الأوضاع التاريخية الخاصة برز فجأة رأسها المتطرف. هبطت على المجتمع الإسرائيلي بعد حرب الغفران. ويمكن القول إنها ترجمت الخطاب الصهيوني "الهرتسلي" من طموح علماني لخلق دولة ذات سيادة لليهود إلى استعادة رؤيوية لكل "أرض إسرائيل".

 

الهيكلية التنظيمية لغوش إيمونيم

جاء اختيار اسم غوش إيمونيم "كتلة المؤمنين"، على اعتبار أنه لا يوجد يهودي خال من الإيمان، ولهذا فإن الحركة صالحةلكل يهودي مؤمن بالوطن والشعب وبالديانة، فضمت بذلك الكثير من اليهود[27]. حيث حدد زعماء الحركة بأنها ليست حزبية، بل هي حركة مستقلة فوق حزبية، تربطها علاقات مع الأحزاب التي تساند الاستيطان. ولم تعتمد بطاقات حزبية لأعضائها ولا يطلب من الأعضاء القيام بأعمال فوق طاقتهم التنظيمية، وبسبب هذه القرارات لم تكن هناك إمكانية لمعرفة أعضاء الحركة، باستثناء عدد من النشيطين الكبار. كما ضمت عناصر متطرفة وعناصر أقل تطرفًا، قد يصفها البعض بالمعتدلة [28].

تنظيميًا اعتمدت غوش إيمونيم، سكرتاريا من تسعة أعضاء لمواكبة الأحداث، ومجلسًا عامًا يجتمع حسب التوصيات، والأمر اللافت هُنا أنّ غوش إيمونيم قد أبرزت دورًا هامًا للإعلام في مسيرتها، فاعتمدت إصدار إعلانات للصحافة، بجانب توزيع منشورات بحجم مكثف من أجل شرح الأهداف التي تنوي إنجازها، مما كان له الأثر القوي لنمو الحركة سريعًا في فترة قصيرة من الزمن. ودأبت الحركة على تقوية علاقتها مع الصحافة، وإفساح المجال أمام الصحفيين لكتابة مقالات داعمة ومؤيدة للحركة في عدد من الصحف، كصحيفة يديعوت أحرونوت وصحيفة معاريف. كذلك أولت الحركة اهتمامًا خاصًا بالتلفاز كون الكاميرا تستطيع تحويل حركة احتجاجية بسيطة إلى عمل كبير ومؤثر.

سعت غوش إيمونيم على إضفاء الصبغة القانونية على كل مُستعمرة قامت بتأسيسها وذلك بتسجيلها في سجل التنظيمات كتنظيم قانوني وكتابة دستور لها يكون بمثابة اتفاقية داخلية تلزم جميع أعضاء المستوطنة وتحدد الحقوق والواجبات للأفراد فيها. أما الصلاحيات الممنوحة لجمعية المستوطنة، فتتمثل في شراء الأراضي وتقسيمها بين المستوطنين، والتخطيط للخدمات، إضافة إلى إقامة مصانع جديدة تتبع المستوطنة لتعزز من دخول المستوطنين[29].

من الجدير بالذكر، أن لكل مستوطنة مؤسسات، مثل: 1- الاجتماع العام وتُشكل السلطة العليا. 2- المجلس الإداري: وهو السلطة التنفيذية. 3- لجنة المراقبة: مهمتها مراقبة مختلف الأعمال في المستوطنة. أما فيما يتعلق بسياسة المستوطنات التي أقامتها غوش إيمونيم، فقد عملت على استيعاب كل يهودي يرغب بالاستيطان، وتوفير العمل داخل المستوطنة أو حتى خارجها لكل مستوطن[30].

تشكلت قوة غوش إيمونيم من تيارين رئيسين: القوميون الراديكاليون، وهم متدينون لكنهم لا يؤسسون مواقفهم على الدين وإنما على اعتباراتهم الأمنية، فلا يقيمون الفرائض الدينية. والأصوليون الراديكاليون، وهم أصحاب فكرة شمولية تشمل القيم والرموز القومية، حيث يتبنون مواقف سياسية متطرفة يعتبرونها جزءًا أساسيًا من منظومة شاملة من العقائد وأنماط  الحياة وهي منظومة مستمدة من الشريعة والتقاليد الدينية، (فكر اليشفاه)[31].

 

العلاقة مع السلطة الحاكمة

أدارت غوش إيمونيم صراعًا عنيدًا مع حكومات "إسرائيل" (التي تولت الحكم والسلطة خلال فترة عمل الحركة، وهي حكومات المعراخ والليكود)، ضد الانسحاب من أي جزء من الأراضي الفلسطينية، كما أدارت صراعًا موازيًا من أجل إقامة المستوطنات في الأراضي المحتلة، معتبرةً أي قانون أو قرار حكومي يتعارض مع مبدأ  "أرض إسرائيل الكاملة تحت السيادة اليهودية"، قرارًا غير شرعي[32]. هذا الموقف أنتجته يشيفاة مركاز هراب ومنحته معنى دينيًا. فقد حددت غوش إيمونيم علاقتها مع السلطة الحاكمة في "إسرائيل" على أساس تحقيق المصلحة القومية المشتركة، وتبني السياسات الاستيطانية، ورأت أن أي تقصير من قبل السلطة الحاكمة في تحقيق الأهداف الصهيونية يعتبر خيانة قومية، لدرجة أن الحركة قد هددت بعض الحكومات إذا حاولت إخلاء المستوطنات باستخدام السلاح ضدها، وأن هناك إمكانية كبيرة لحدوث حرب أهلية إذا فعلت ذلك[33].

 تَعتبر غوش إيمونيم أن الانسحاب من المناطق الفلسطينية ليس خطًأ أمنيًا فقط، وإنما تيه في البوصلة لكافة الإسرائيليين،فقررت الحركة العودة إلى تعزيز روح العمل الصهيوني وإرجاع الدين الصهيوني اليهودي إلى السلطة. ذلك من خلال الدعوة إلى دراسة تعاليم التوراة، والذي تعتقد الحركة أنّه يُحافظ على وحدة البلاد، حيث عُمق الدين -وفقًا لعقيدة غوش إمونيم- يوجد في الأرض نفسها، ومَن يفقد تلك الأرض المقدسة وتوراتها يفقد هويته[34].

نلمس هُنا فيما يخص علاقة غوش إيمونيم بالسلطة الحاكمة، بأن العلاقة مع حكومة العمل من 1974-1977، قد أتاحت للحركة حرية في التحرك والمناورة والانطلاق لتحقيق أهداف استيطانية. هو ما جعلها تنجح في تثبيت قواعدها وممارسة للاستيطان دون أية مُعارضة، فضلاً عن إطلاق يدها في عهد الليكود[35]، حيث اعتبرت حكومة العمل غوش إيمونيم مُتنفسًا للجمهور الغاضب، بينما رأت الليكود فيها مكسبًا سياسيًا. كما اعتبرت غوش إيمونيم أن قواعدها ازدادات فعاليتها في عهد المعراخ (العمل) أكثر من الليكود، فالمعراخ أكثر حنكة على الساحة الدولية. غير أن الحركة رأت في الليكود فرصًة سانحة من أجل تمرير خططها الاستيطانية، لأن الليكود دائم التأكيد على وجوب تحقيق أهداف الصهيوينة بتعزيز الهجرة، وأن أي مشروع ينص على التنازل عن الضفة الغربية يُعتبر انتهاكًا صارخًا حق الشعب الإسرائيلي"، فكان في وصول الليكود إلى الحكم عام 1977 فرصة ذهبية فعلية لغوش إيمونيم لتحقيق أطماعها الاستيطانية، فكانت أولى بوادر الدعم لها من الحكومة إضفاء صفة الشرعية على مستوطنات "غير رسمية" أقامتها الحركة في ظل حكومات المعراخ[36].

لم تمنح غوش إيمونيم سلطة القانون وديمقراطية الدولة أهمية كبيرة، إذ تدعي أن "دولة إسرائيل" أُقيمت حتى تطبق مفاهيم الصهيونية الاستيطانية وليس لتكون ديمقراطية ويتم التباهي بها. وما يعزز هذا الطرح ما قاله الحاخام كوك أحد كبار الحركة: "نسير وفق تعاليم التوراة فقط، لأن التوراة أبدية أما الحكومة فهي ظاهرة زائلة"[37]. كما رأت الحركة أن القوانين لطالما لا تتفق مع أوامر الله فمن الواجب عدم الانصياع لها لأن الاستيطان في المناطق المحتلة هدف أسمى، لأنه يجري تنفيذًا لإرادة الله وليس للقانون الإسرائيلي[38].

 

البُعد الأيديولوجي للحركة

تدخل أيديولوجيا غوش إيمونيم ضمن الأيديولوجيا غير القانونية، ذلك لاعتمادها على اقتبسات من التوراة فهي لم تطرح أفكارها بشكل مستقل، بل استغلت الباعث الديني لحمل اليهود على الإيمان بالوعد الإلهي لـ "شعب إسرائيل"، كما أنها اقتبست من التراث الديني ما يُحقق لها مصالحها السياسية[39].

يعتمد زعماء غوش إيمونيم، على قول بن غوريون: "ليس المهم ما يقوله الغوييم[40] ولكن ما يعمله اليهود"، ومن هُنا تتجسد أيدولوجية صهيوينة متدينة، تعمل على ترجمة مطالب دينية روحانية إلى مطالب سياسية واقعية حيوية، فكان هدف الحركة التركيز على جمع الشتات وتمكين الدولة لتكون دولة رادعة. وعليه فهدف الحركة الأساس يتمثل في بث الروح لدى اليهود من أجل تحقيق الحلم الصهيوني استنادًا على التوراة والتراث اليهودي[41]. كما عملت الحركة على إبراز دور غير المتدينين المهم في سبيل تحقيق أهدافها، مظهرة اهتمامها بالجيش، ودافعة طلابها للخدمة العسكرية والانضمام إلى الجيش المقدس في نظرها والذي يمثل سلطة "شعب الرب على الأرض"[42].

سعت الحركة إلى الربط والجمع بين اليهود عن طريق تكثيف الهجرات وتوطين المهاجرين، وزيادة الرغبة الطلائعية عند الشباب، والاستيطان الأمني داخل "إسرائيل" وحتى خارجها، وبدون ذلك سيتفكك المجتمع من الداخل. ما قامت به غوش إيمونيم عبارة عن حرب دينية وليست سياسية، ذلك وفقًا لما صدر عن الحركة بعد اتفاقية كامب ديفد بأن الخطر يكمن فيسياسة الدولة بأن تجر البلاد إلى حرب الأخوة، في المقابل فإنّ عدو الحركة هو حركة السلام!، والتي تُعتبر صاحبة فكرة الانسحاب من بعض الأراضي.

 

النهج السياسي- الاستيطاني

ينطلق نهج الحركة الاستيطاني من مبدأين: الحق التاريخي والحق الإلهي، وأن السيطرة على الأرض وفقًا لتعاليم التوراة تكمن في ملكية الأرض ومن ثم احتلالها. أما حدودها فهي كُل أرض تلمسها أقدام اليهود. الخطير هُنا أن الحركة لا تعتبر الاحتلال أمرًا كافيًا لفرض السيطرة على الآخر وإنما يجب تحقيق الاستيطان كخطوة أولى للضم النهائي[43]. حيث تؤمن غوش إيمونيم بأن المستوطنات في "يهودا والسامرة" سوف تحقق وعود التوراة، وستخلق أمرًا واقعًا في المجال السياسي يُساعد بتحقيق السيادة الإسرائيلية على هذه الأراضي[44]، فالنظرة الاستيطانية لدى الحركة هي مُكملة لحركات استيطان سابقة وليست جديدة. فقد سارت على خُطى مَن سبقها بالسعي لإقامة مجتمع ديني في واقع استيطاني.

فيما يتعلق بأهم ما يُميز مشروع الحركة، سعيها في زرع المستوطنات بين المدن والقرى العربية، وفي التجمعات السكانية العربية، أي الاستيطان في المناطق التي تجنبتها المشاريع الاستيطانية الأولى، ذلك يشير إلى تبادل الأدوار بممارسات الحركات والأحزاب والجهات القائمة على الاستيطان، والتي تهدف لزيادة عدد المستوطنات بغية تفتيت المناطق الفلسطينية، ما يحول دون إنشاء أي كيان فلسطيني موحد[45].

يصف الكاتب دان عومر حركة غوش إيمونيم بأنها "تشكل المخزون البشري للفاشية اليهودية الجديدة"، حيث تمتلك كل الأدوات التي تشجع على الاستيطان، ونبذ فكرة التعايش بالمطلق[46]. حيث ضمت غوش إيمونيم أشهر الحاخامات المُتعصبين، مع التنسيق مع الأحزاب المتطرفة الأخرى والتي ساعدتها بإنشاء العديد من المستعمرات الدينية، بالإضافة لشن حملات من الحقد العنصري تجاه الفلسطينيين.

 

المُمارسات السياسية

زعماء الحركة وداعموها يرون بأن معاملتهم للفلسطينيين مُستمدة من الهالاخاه[47]، التي تتوقف على قوة اليهود لطرد الفلسطينيين الأغيار من البلاد. كما عارضت الحركة فكرة الحكم الذاتي الفلسطيني بأي شكل من الأشكال على الأراضي المحتلة عام1967، وقد صرّح لمتحدث باسم الحركة "مائير إيندور"، جاء فيه: "على العرب أن يعرفوا أن هناك سيدًا هنا وهو الشعب اليهودي، يحكم أرض إسرائيل، والعرب مقيمون مؤقتون وجِدوا هُنا بالصدفة وهناك وصايا في التوراة بخصوص مثل هؤلاء وعلينا التصرف معهم" [48].

فيما يرتبط بالقضية الفلسطينية، لم تكن الحركة تفرق بين "إسرئيل" داخل الخط الأخضر وبين الضفة الغربية، ففي نظرهما هما وحدة واحدة، فهي تطلب من الفلسطينيين الاعتراف بشكل علني بشرعية المشروع الصهيوني وترى ضرورة إجبارهم على الانصياع لقوانين الدولة، وحينها فقط سيحصلون على حقوق سياسية[49].

يُعتبر مفهوم الأمن بالنسبة إلى الحركة متحركًا؛ لأنه يواكب السياسات التوسعية الاستيطانية التي توجدها "إسرائيل"، مع الاعتماد على حقائق فُرضت أرضًا، وتجاهل لكل الاعتبارات التي تتجسد في الاتفاقيات الدولية. السلام وفقًا لغوش إيمونيم، هو السلام الداخلي لـ "شعب إسرائيل"، مهمته تنظيم الحياة من أجل تحقيق تماسك وتلاحم داخلي، مع التشديد هُنا أيضًا على خطورة الانسحاب من أي منطقة لأن الانسحاب قد يُعجل في وقوع الحرب الداخلية. كما ترى الحركة أنّ تكثيف الاستيطان يُمهد بصورة واسعة لإمكانية الاعتراف العربي بـ "إسرائيل"، ومن ثم إحلال السلام، مما يساعد في استتباب الأمن الداخلي في "إسرائيل". يقول الحاخام ليفنغر: "ليس السلام في حد ذاته هدفًا، لكنه أسلوب من أجل تحقيق الكثير من الأهداف". فنرى هُنا مبدأ الحركة في كون القوة والسلام وجهين لنفس العملة.

 

أثر غوش ايمونيم على الهوية والمجتمع

الأثر الأكبر لحركة غوش إيمونيم كان على الثقافة والهوية الجماعية، فقد سعت للتأكيد على المركزية اليهودية والإثنية. ذلك ساهم في أنّ يتغلغل خطاب الحركة لوعي أوساط متنوعة داخل المجتمع الإسرائيلي، مع خلقها حدودًا بين فكر قومي-ديني-يميني-علماني، مقابل فكر آخر اعتبرته الحركة مُشتظ ومُعارض (اليسار)، فنجحت الحركة في ترسيخ مفهوم "أرض إسرائيل" بدلًا من مصطلح "دولة إسرائيل"[50]. أما فيما يتعلق بالتأثيرات الثقافية التي خلفتها الحركة، على المستوطنين والمجتمع الإسرائيلي، فقد رسخت فكرة أنّ احتلالها الجبال والهضاب الفلسطينية سيجعلها تحتل القلوب أيضًا، فكان أثر الحركة كبيرًا بعد الحرب وامتد سنوات، من ناحية التأهب الثوري المُتدين من أجل إقامة دولة شريعة عصرية وقومية، فقدبدا نجاح "ثورة الإيمان" مضمونًا بسبب عدم وجود أيديولوجيا مُنافسة تعمل على تفسير الوضع السياسي والاجتماعي في "إسرائيل"[51].

وفقًا لـ "غدعون أورون"، نجحت غوش إيمونيم في إقامة استيطان واحد على الأقل في السنة، وبالرغم من أنّ عدد منتسبيها لم يكن كبيرًا فقد كان لديها تأثير كبير في الدولة والشرعية، واستطاعت السيطرة على تقاليد ومعالم في الدولة، ذلك ظهر وفقًا للمناصب الذي تقلدها زعماء الحركة في الوحدات القتالية المختلفة والشاباك، فقد زرعوا في كُل مكان بغية الحفاظ على مسيرتهم وحمايتها[52].

لم تكن غوش إيمونيم الحركة اليهودية الوحيدة الحديثة، لكن تأثيرها كان الأكبر في صفوف الشعب لأن معظم أعضائهاكانوا الأقرب في الأفكار للراف كوك[53]. فقد نفذت غوش إيمونيم خلال عشر سنوات من مشاريع استيطانية، ما قام به المشروع الاستيطاني الصهيوني خلال مئة سنة، إذا ما قورن عملها بحركة الكيبوتس ومشاريع التوطين الرسمية[54].

 

التحولات الداخلية

تمتعت الحركة بسياق لم يدفع فيه الإسرائيليون ثمنًا للاحتلال، ورغم تبني الاحتلال رؤية الحركة في الحلول العسكرية والعنيفة للانتفاضات الفلسطينية، إلا أنّه من الناحية الأخرى تخلى عن فكرة استبدال الأرض بالدولة. ثم ساهم توقيع اتفاقيات "أوسلو" وقيام السلطة الفلسطينية وسيطرتها على قسم من "أرض إسرائيل" (وفقًا لما أدلت به الحركة) في عمليات معاكسة للخلاصية وللحتمية التاريخية التي نادت بها الحركة وآمنت بها، فالتنازل الذي حدث كان لا  ينسجم مع تلك الحتمية. ولّد ذلك اهتزازًا إيمانيًّا بمفهوم الخلاص، الذي قامت على أساسه الحركة منذ سنة 1974[55].

 واجهت الحركة معضلة ديمغرافية، حالت دون تحول تصورها إلى حقيقة على أرض الواقع، فلم تنجح في طرد الفلسطينيين من أجل إنشاء كيانية يهودية محضة، فالواقع الديموغرافي شكّل للحركة عائقًا، رغم مثابرتها الاستيطانية المُستمرة[56]. فبدأت تظهر مشاكل داخلية في الحركة، سببها اختلاف وجهات النظر والرؤيا بين العناصر المُتطرفة والعناصر الأقرب للاعتدال. من ثم انتقل أتباع الحركة لأطر أخرى لا تقل تطرفًا، إذ إنهم ما زالوا يتمسكون بتنفيذ مخطط "دولة إسرائيل الكبرى" وفق مستويات متفاوتة.

يتمثل أتباع غوش إيمونيم في نموذجين، وهما:

أولًا: مجلس المستوطنات"ييشع"، تشكّل في سنة 1980، وهو يُمثل الإطار الرسمي للمستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، جاء تأسيسه على خلفية معارضة رؤساء المجالس الاستيطانية لأفكار الحكم الذاتي للفلسطينيين. جاء تشكيل هذا المجلس لعدة أسباب، أبرزها ضعف غوش إيمونيم، فقد لاحظت القيادة في المجالس الاستيطانية ضرورة وجود جسم يُكمل ما بدأت به غوش إيمونيم، ويرعى مصالح المستوطنات والمستوطنين. وأنّ يكون هذا الجسم مُمثلاً عنهم وناطقًاباسمهم، إضافة إلى خيبة أمل المستوطنين بعد توقيع اتفاق السلام مع مصر، وتخوفهم من فكرة الحكم الذاتي الفلسطيني[57].

ثانيًا: شبيبة التلال، تشكّل بتكليف حكومي رسمي بعد الانسحاب من غزة عام 2005، من أجل خلق حقائق استيطانية على أرض الواقع[58]، وبالرغم من ذلك لا يقبل عناصره بسلطة الدولة ويتمسكون بأفكار متطرفة، فيسعون إلى الانفصال والاعتزال في قمم التلال في "يهودا والسامرة"[59]. شبيبة التلال تطرفهم أكبر من تطرف مَن سبقهم، ويُفضلون الإقامة في المناطق العسكرية وتجمعات شرقي نابلس وهضاب الخليل، حيث يرون أنّهم هناك يستطيعون التصرف بعنف وشراسة تجاه الفلسطينيين[60]. بعد اشتباكاتهم مع الفلسطينيين أصبحوا يُنادون بإنشاء كيان ذاتي منفصل يجاور "دولة إسرائيل"، وكان الوصف الدارج لها بأنها دولة الخلاص. بعد عهد غوش إيمونيم أتباع كوك، ازدادت قوة الكتائب اليهودية والتي كما هو ظاهر ستكون أكثر فتكًا وتقنية من سابقتها[61].

 

الخاتمة

شكلت غوش إيمونيم المنطلق الأول للفكر الديني القومي والمتطرف، القائم على عقيدة توراتية تلمودية. هيمنت على المُجتمع الإسرائيلي، والذي يبحث عن هوية تكفل له البقاء على هذه الأرض "أرض الميعاد".

يشير الواقع السياسي إلى أن انتهاء نشاط غوش إيمونيم ودورها الفعال بعدما غطت أراضي فلسطين واستباحتها بالمستوطنات، وأنشأت أيدولوجيا استيطانية شكلت قاعدة فيما بعد. وبفعل تأثير الحركة هذه ازداد الترغيب الديني والسياسي بشأن استمرار عمليات الاستيطان. والتي ستتحقق بالإجماع بين الهيمنة العسكرية والإيمان الديني.

لعب العامل الديني دورًا بارزًا في إظهار صفة غوش إيمونيم كحركة دينية واستيطانية تتميز بوجود علاقات قوية وروح عمل مُتفانية بين أعضائها، فقد أنهت غوش إيمونيم دورها وعملها بتميز، موّرثة الفكرة لأجيالٍ لن يكونوا أقل فتكًا وتطرفًا منها.

هذه الحركات الاستيطانية لديها شعور دائم بعقدة النقص، لأنها لم تُشارك في إقامة الدولة، وهو ما يظهر في عنجيتها وهمجيتها التي تُمارسها في الضفة الغربية توطئة لنكبة ثانية، وتأسيسًا للدولة من جديد في الضفة الغربية، حتى تأتي الساعة المُناسبة لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية.

 

 [1] الزرو، صلاح. المتدينون في المجتمع الإسرائيلي .ص397.

 [2] منصور، جوني. معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية والإسرائيلية. ص323.

 [3] موشيه ليفنغر: هو الشخصية المركزية التي عملت على إنشاء غوش إيمونيم، واحتل المركز القيادي الأول فيها، تتلمذ على يد الحاخام كوك، وقاد أتباعه للاستيطان في الخليل، وبقي فيها حتى وفاته، كان شديد العداء للفلسطينيين، ويعتبر أي سلام مع العرب لا يساوي الحبر الذي يكتب به.

 [4] دوعر، غسان. المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية- الاعتداء على الأرض والإنسان.ص140.

[5] الأمثلة على الارهاب والوحشية الممارسة تجاه الفلسطينيين، ما حدث مع عائلة دوابشة والشهيدة عائشة الرابي. وغيرهم من ضحايا هذه الحركات الإجرامية.

 [6] أبو غزالة، محمود وآخرون. حركة غوش إيمونيم بين النظرية والتطبيق.ص7.

 [7] النعامي،صالح. في قبضة الحاخامات.ص428.

[8] أبو غزالة، محمود. مرجع سبق ذكره.ص8.

[9] روبنشتاين ،داني.غوش إيمونيم الوجه الحقيقي للصهيونية.ص7.

[10] منصور، جوني. معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية والإٍسرائيلية.323.

[11] مصطفى، مهند. المستوطنون من الهامش إلى المركز.ص21.

[12] المرجع السابق.

[13] عوض، أحمد رفيق. دعامة عرش الرب-عن الدين والسياسة في إسرائيل. ص340.

[14] إن "أرض إسرائيل"، وفقًا لغوش إيمونيم، ليست هي فلسطين التاريخية بل تضم الأردن وسوريا والعراق ومصر، ويتوجب على "إسرائيل"، بحسبها، بناء مدن جديدة في كل منطقة الشرق الأوسط. وبهذا فإن رؤية الحركة إمبريالية واضحة.

[15] مصطفى، مهند. مرجع سبق ذكره.ص23-24

[16] بشارة، عزمي. دوامة الدين والدولة في إسرائيل، مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد 1، العدد 3، (صيف 1990)، ص41.

[17]  المرجع السابق.

[18] بعث الحاخام كوك برسالة عام 1974، إلى وزير الدفاع في حكومة رابين والذي كان وقتها شمعون بيرس، جاء فيها: "أن أية تنازلات جغرافية، ملغية وباطلة، لم تكن ولن تكون في يهودا والسامرة".

[19] دوعر،غسان. مرجع سبق ذكره. ص141. 

[20] المفدال: حزب سياسي صهيوني تشكل عام 1956، من المتدينيين. ومن المبادئ التي نادى بها الحزب: بناء دولة إسرائيل وتقوية وجودها، وتعميق الخلاص لها. سياسيًا تبنى المفدال مواقف يمينية متشددة، مُناديًا بتعزيز الاستيطان ومعارضًا إقامة دولة فلسطينية. مُشجعًا الانضمام إلى الجيش والتجنيد في الوحدات القتالية، مُعتبرًا إياها فريضة أخلاقية.

[21] شحادة، امطانس، وحسام جريس. دولة رفاه المستوطنين.ص20-21.

[22] دوعر، غسان. مرجع سبق ذكره.ص141.

[23] مصطفى، مهند. مرجع سبق ذكره.ص 24.

[24] حنان بورات كان عضوًا في المفدال، ومن أشد مُعارضي الانسحاب من الأراضي المحتلة 1967.

 [25] أبو غزالة، محمود.مرجع سبق ذكره.ص 29.

[26]  عوض، أحمد رفيق، مرجع سبق ذكره.ص 337.

[27] ابو غزالة،محمود.مرجع سبق ذكره.ص31. 

[28] دوعر،غسان.مرجع سبق ذكره.ص 141.

[29] ابو غزالة،محمود.مرجع سبق ذكره.42-43. 

[30]  المرجع السابق 45-46.

[31] حيدر، عزيز. ظاهرة اليشيفوت (المدارس الدينية القومية). ص 81.

[32] المرجع السابق. ص81.

[33] أبو غزالة، محمود.مرجع سبق ذكره.ص 49.

[34] ארן، גדעון. קוקיזם: על עלייתו של גוש אמונים.447. 

[35] أبو غزالة، محمود. مرجع سبق ذكره. ص 51.

[36]  شحادة،امطانس. مرجع سبق ذكره. ص21.

[37] أبو غزالة،محمود. مرجع سبق ذكره. ص 77-78.

[38] الزرو، صلاح.مرجع سبق ذكره.ص 399.

[39]  أبو غزالة، محمود. مرجع سبق ذكره.

[40] الغوييم: غير اليهود.

[41] أبو غزالة، محمود. مرجع سبق ذكره.ص110.

[42] المرجع السابق. ص117.

[43] المرجع السابق. ص111.

[44]  شحادة، امطانس. مرجع سبق ذكره.ص21.

[45] شحادة، امطانس. مرجع سبق ذكره.ص21.

[46] دوعر، غسان. مرجع سبق ذكره.ص 140.

[47] الهالاخاه: الشريعة الشفوية.

[48]  مصطفى،مهند.مرجع سبق ذكره.ص29. 

[49] المرجع السابق.ص31-32. 

[50] مصطفى، مهند. مرجع سبق ذكره. ص32.

[51] مصطفى، مهند. مرجع سبق ذكره. ص34-35.

[52] ארן، גדעון. קוקיזם: על עלייתו של גוש אמונים.450-451.

[53]  المرجع السابق453.

[54] المرجع السابق455.

[55] مصطفى، مهند. مرجع سبق ذكره. ص33-34.

[56]  المرجع السابق. 

[57] مصطفى، مهند. مرجع سبق ذكره. ص35-36.

[58] النعامي،  صالح. مرجع سبق ذكره.407.

[59] ضاهر، بلال، المجموعات الاستيطانية المتطرفة ليست هامشية.ص 161.

[60] ארן، גדעון. קוקיזם: על עלייתו של גוש אמונים.459.

[61] المرجع السابق.459.

 

 

قائمة المصادر والمراجع

1- أبو غزالة، محمود وآخرون. حركة غوش إيمونيم بين النظرية والتطبيق. القدس: جمعية الدراسات العربية، 1984.

2- بشارة، عزمي. دوامة الدين والدولة في إسرائيل. مؤسسة الدراسات الفلسطينية: مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد1، العدد3، صيف 1990.

3- حيدر، عزيز. ظاهرة اليشيفوت (المدار الدينية والقومية)، مجلة قضايا إسرائيلية، العدد8، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، رام الله. 2002.

4- دوعر، غسان. المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية- الاعتداء على الأرض والإنسان. مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات،بيروت.2012.

5-  روبنشتاين، داني. غوش إيمونيم الوجه الحقيقي للصهيونية. ترجمة: غازي السعدي. عمان: دار الجليل للنشر. ط1. 1983.

6- شحادة، امطانس. وحسام جريس. دولة رفاه المستوطنين.المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، ط1. 2015.

7- ضاهر، بلال. المجموعات الاستيطانية المتطرفة ليست هامشية. مجلة قضايا إسرائيلية، العدد31-32، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، رام الله. 2008.

8- عوض، أحمد رفيق. دعامة عرش الرب-عن الدين والسياسة في إسرائيل. عمان: الأهلية للنشر والتوزيع.ط1. 2011.

9- مصطفى، مهند. المستوطنون من الهامش إلى المركز-رؤية المستوطنين للصراع- من غوش إيمونيم إلى البيت اليهودي، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية"مدار"، رام الله،2013.

10- منصور،جوني. معجم الأعلام والمصطلحات الصهيونية والإسرائيلية. المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية"مدار"،رام الله،2013.

11- النعامي، صالح. في قبضة الحاخامات- تعاظم التيار الديني الصهيوني في إسرائيل وأثاره الداخلية والإقليمية، الرياض: مركز البحوث والدراسات- مجلة البيان.

12- ארן، גדעון. קוקיזם: על עלייתו של גוש אמונים. ترجمة: مرعي الراعي، طبع في إسرائيل، 2013.

 

 

أبرز زعماء حركة غوش إيمونيم الاستيطانية

 

 

موشيه ليفنغر 1935-2015                       تسيفي كوك 1891 -1982  حنان بورات 1943 -2011

 

شعارات وفعاليات غوش إيمونيم