أسبوع على تهديد نتنياهو بالضم.. السيناريو المرجح؟
عماد أبو عواد
25-06-2020
عماد أبو عوّاد\ مركز القدس
بعد اسبوعٍ من اليوم، من المفترض أن يُعلن بنيامين نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية، ووفق تهديداته فإنّه عازمٌ على الضم بالحد الأقصى المُمكن استغلالاً لوجود ترامب في البيت، كونها ربما فرصة لن تتكرر، في ظل المُعطيات التي تُشير أنّ ترامب لربما يخسر الانتخابات القادمة، وبأنّ الدمقراطيين غير معنيين بالضم وفق خطة ترامب.
يُمكن القول أنّ نوايا نتنياهو تصطدم بالنوايا الحقيقية له، فمنذ بداية حديثه عن الضم، كان من الواضح أنّ المغزى من وراء الطرح، هو دعاية انتخابية داخلية محضة، أراد من خلالها نتنياهو سحب أصوات الصهيونية الدينية، من حزب يمينا، باتجاه الليكود، في ظل سعيه نحو الحصول على أغلبية واضحة، تمنحه الاستمرار في ظل لائحة الاتهام في ثلاث قضايا مختلفة.
هل سيضم نتنياهو الأسبوع المقبل؟ يبقى هذا السؤال الأكثر اشغالاً للكثير من المحللين، فمنهم من ترسخت لديه القناعة أنّ الاحتلال مقبل على عملية الضم بحدها الأقصى كما جاء في صفقة القرن، وهناك من يذهب إلى أنّ الضم لن يتعدى نسبة رمزية لأهداف داخلية مرتبطة بالإيذان ببدء المشروع.
وقبل الخوض في السيناريو الأكثر ترجيحاً، تجدر الإشارة إلى أنّنا أمام ثلاثة تيارات أساسية صهيونية فيما يتعلق بالضم، الأول لا يريد الضم مطلقاً لما له من تأثيرات سلبية ذات صلة بتشويش علاقة الاحتلال مع بعض الأنظمة الإقليمية كالأردن والعالمية كدول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الخوف من انزلاق "إسرائيل" إلى دولة ثنائية القومية، وانتهاء احتمالية حلّ الدولتين، وبالتالي تحول اليهود والفلسطينيين إلى شركاء في دولة واحدة ثنائية القومية وذات أغلبية عربية.
فيما التيار الثاني الذي يريد الضم، ولكن ليس كما ورد في خطة ترامب، هذا التيار يُمثل المستوطنين اللذين يرون أنّ ما ورد في خطة ترامب، يُمهد لاحتمالية قيام دولة فلسطينية، كذلك يسمح بوجود مستوطنات معزولة، والأهم من ذلك أنّه يكبح جماحهم في التوسع ومصادرة المزيد من الأراضي، حيث يؤمن هؤلاء بأنّ سيطرتهم يجب أن تشمل كلّ الضفة الغربية.
ثلاث تلك التيارات والذي يُمثله الليكود في الغالب، يرى بأنّ عملية الضم يجب أن تكون ولو بحدها الأدنى، لأنّ ذلك سيُبقي على ثقة الناخب الإسرائيلي بالحزب، في ظل حقيقة أنّ نتنياهو يسعى للانتخابات الرابعة قريبا وليس مع نهاية ولاية الحكومة الحالية، ليقطع الطريق على جانتس من أن يستلم مقاليد رئاسة الوزراء.
أمام التيارات الأساسية الثلاث هذه، يُمكن رؤية أنّ الملف ليس بالسهل من ناحية الحكومة الصهيونية، والتي عملياً على الأرض تُسيطر على كل الأراضي التي وردت في خطة ترامب ويزيد عن ذلك، وهذا يجعلها أمام أربعة سيناريوهات:
- وهو الأكثر ترجيحاً، أن يتم اعلان تأجيل مسألة الضم مع بداية شهر تموز، ليُحمل نتنياهو مسؤولية ذلك إلى شركاءه في الحكومة، مع التعهد بالاستمرار بالعمل من أجل تطبيق الضم، وفرض السيادة الصهيونية على الأراضي التي تحتلها "إسرائيل" في الضفة الغربية.
- أن يتم الإعلان عن ضم نسبة بسيطة من التي تم الإعلان عنها، وهي المستوطنات التي تُعتبر بمثابة مدن كبيرة وتقع خلف الجدار العازل، وربما تتراوح هذه النسبة من 5 إلى 10%، ويحتل هذا السيناريو نسبة جيدة.
- فيما السيناريو الثالث، أن يتم تطبيق بعض القوانين السيادية على المستوطنات، دون إعلان ذلك على أنّه عملية ضم.
- فيما السيناريو الأقل ترجيحاً، أن تذهب حكومة نتنياهو باتجاه إعلان الضم الكامل كما ورد في خطة ترامب، ويكاد هذا السيناريو يفتقد إلى كلّ المدعمات على الأقل في المرحلة الحالية.
بعد أسبوع من اليوم، ستتضح نوايا الحكومة الصهيونية، وهل بالفعل ستذهب باتجاه الضم الموسع وفق رؤية اليمين، أم ستكتفي بضم جزئي بسيط، أو التأجيل لشهور أخرى، وهذا ما تُرجحه هذه القراءة.