أسرى حماس يخوضون معركة في السجون غير مسبوقة
علاء الريماوي
26-09-2019
الكاتب : علاء الريماوي
منذ قرابة العامين يخوض أسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية معركة حقيقية، مع إدارة السجون بالاضافة الى الشاباك و المستوى السياسي الإسرائيلي.
معالم المعركة كانت صاخبة خلال الشهور الماضية عبر سلسلة الاستهدافات والاقتحامات التي قوبلت بهجمات طعن تكررت ثلاث مرات.
الطعن لم يكن الوحيد في هذه المعركة، بل خاضت قيادة الحركة في السجون أربع جولات من الاضراب مرتين بمشاركة الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي ومرتين بشكل منفرد، أفضت هذه المواجات الى تحقيق ثلاثة مطالب رئيسية أهمها:
أولا: إدخال هواتف عمومية لكافة الاقسام دون تمييز.
ثانيا: وقف التشويش أو التخفيف منه.
ثالثا: وقف العقوبات التي فرضتها حكومة حكومة الاحتلال على أسرى حماس لتعجيل انهاء ملف الجنود الأسرى بيد المقاومة، كمنع التعليم و الكنتين بالاضافة الى الحوالات المالية.
المواجهة لم تقف عند هذا الحد، بل ارتفعت إلى مستويات حل البنى التنظيمية، حرق بعض الاقسام، المواجهة المباشرة مع الأسرى في التحام أدى إلى إصابة 120 أسيرا في أحداث النقب.
ما لدي من معلومات تشير إلى أن الهيئة القيادية لحماس في السجون اتخذت قرارا بأن أي من انجازات الأسرى لن يسمح بالمس به، وأن منهجية المراكمة على المنجزات إستراتيجية لا تراجع عنها عبر اضراب نخبة وقدرة على تفعيل التفاعل المقاوم خارج المعتقل في الاشارة الى غزة وقدرة عملية على تسخين السجون.
هذه النظرية لأول مرة تنجح الحركة الأسيرة فيها فرض معادلتها، إذ كانت تجاربنا تقول بأن إدارات المعتقل لا تنفذ في العادة كافة الانجازات بعد الإضرابات الطويلة، كون العودة للاضراب مرة أخرى يحتاج الى سنوات لعمليات الاعداد.
أخر حلقات هذه المواجهة قيام نحو 150 أسيرا باعلان الاضراب لمدة أسبوع، ثم اضراب قيادة حماس في السجون عن الماء على رأسهم قيادة القسام الأسرى ، الأمر الذي جعل المستوى السياسي يقدر بأن تصعيدا كبيرا على الأرض قد يحدث.
هذه الفرضية كانت مسنودة بمعلومات لدى الاحتلال، وطرح على الوسيط المصري في أكثر من جولة سابقة ، وأن الأوضاع الأمنية قد تندثر في حال التصعيد تجاه الأسرى، إذ كان نموذج التخوفات الصهونية قبل أشهر حين قامت المقاومة في غزة باطلاق صاروخ على عمارة سكنية في الجنوب أدى الى تدميرها بالكامل.
رئيس الهيئة العليا لحماس محمد عرمان المتهم من إدارة السجون مع نائبه عباس السيد بحملهما عقلية المواجهة المفتوحة عبر قيادة ملحمة كبيرة مع باقي اخوانهم الأسرى.
تطوير هذا النوع من المواجهة جاء بعد الفشل الذي تسببت به خلافات فتح الخارجية والداخلية حول الإضراب الجماعي الذي قاده مروان البرغوثي، والذي عبر عن أزمة بنيوية تسببت بها التدخلات الخارجية من قبل السلطة والتي تسببت بشق فتح السجون الى أكثر من مرجع داخلي واخر خارجي، وصلت ارتداداته الىنادي الأسير الفلسطيني المتوقع اغلاقه على هذه الخلفية، بالاضافة الى وزارة الأسرى التي تتعرض اليوم لمجزرة بنيوية و حرف لمسار أهدافها الجمعية.
اليوم وفي ظلال تأكيد النصر للأسرى ليلة أمس، من الواجب مراجعة بعض الظواهر القاتلة لملف الأسرى الفلسطينيين:
أولا: عدم تسييس المؤسسات الداعمة للاسرى والعمل على دعم هذه المؤسسات بكل قوة.
ثانيا: ترك الأسرى يقودون معركتهم الداخلية وعدم شق بنيتهم السياسية لصالح أقطاب السلطة والتنظيم.
ثالثا: بناء استراتيجية وحدوية في داخل السجون، بعيدة عن تأثيرات الخارج السيئه.
رابعا: إعادة تفعيل أجسام شبابية وطلابية مسانده للاسرى الفلسطينيين خلال المرحلة القادمة.
خامسا: إعادة احياء ملف الأسرى اعلاميا خاصة بعد الفشل الكبير في هذا الملف.
نموذج انتصار كبير على صعيد السجون وجب التركيز عليه للمراكمة والتعزيز بالاضافة للتحذير من العبث في هذا الملف، الذي لم يعد على سلم أولويات المؤسسات والحالة الشعبية والوطنية.