أوهام حول التهدئة

فريق المركز
18-09-2018
ترجمة: مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني

كتب الصحفي "آفي سخروف" مقالاً في موقع "وللا نيوز" تحت عنوان (أوهام التهدئة، عندما تريد "إسرائيل" تحالفاً مع حماس) حيث قال إن الأحداث التي جرت في منطقة الشمال والضفة الغربية وقطاع غزة أثبت مرة أخرى بأن حسابات التهدئة بعيدة عن الواقع تماماً، الإيرانيون في سوريا لن يتنازلوا عن مواقعهم بسهولة، الواقع في الضفة الغربية هش للغاية، أمّا في قطاع غزة فمن المتوقع أن تقوم حماس بتغيير توجهاتها، كم من الجيد وجود أبو مازن حتى توجه له أصابع الإتهام بأنه السبب في هذا الوضع.

لقد أثبتت الأحداث التي وقعت في الأسبوع المنصرم في قطاع غزة والضفة الغربية، ومنطقة الشمال مرة أخرى بأن الآمال الإسرائيلية في إنجاز تهدئة مع سوريا وحماس والضفة الغربية أيضاً بعيدة عن الواقع، فإن صح لنا القول فإنها من ضرب الخيال.

وأضاف الكاتب بأن التدخلات الإيرانية في سوريا لن تختفي أو تتوقف، حيث استثمرت طهران مشاريعها الإقتصادية والقوة العاملة في إنقاذ بشار الأسد، وبالتالي لن تتخلى عن قطعة من سوريا في اليوم التالي، أمّا بالنسبة للتفاهمات التي جرت بين "إسرائيل" وروسيا بشأن إبعاد الوجود الإيراني من على الحدود السورية، - والتي لم تلقَ اهتماماً كبيراً في العناوين الإسرائيلية – فمن المتوقع أن لا تغير في إستراتيجية طهران في العلاقة مع سوريا، وبالتالي فإن الهجوم الذي شنته "إسرائيل" يوم الجمعة الماضي على مطار دمشق الدولي أبعد ما يكون الأخير.

وأكد الكاتب أن عملية الطعن التي وقعت بالأمس في منطقة غوش عتصيون والتي قتل خلالها مستوطن إسرائيلي "آري فولد" على يد شاب يبلغ من العمر 16 عاماً من سكان مدينة يطا حيث دخل الجيش الى منزله وقام بأخذ مقاسات المنزل تمهيداً لهدمه، وأضف إليها حادثة الرشق التي تعرضت لها مركبة تابعة للجيش دخلت عن طريق الخطأ منطقة قلنديا مما أدى الى إصابة ضابط، وجنديين بجراح وصفت بالطفيفة، في الواقع فإن حادثة كهذا كان من الممكن أن تنتهي بكارثة، كل ذلك يشير الى هشاشة الواقع في الضفة الغربية.

في الحقيقية فإن الهدوء النسبي في قطاع غزة لا يعكس أيضاً الصورة الحقيقة للواقع، -فمن الصعب رؤية نهاية النفق– تجدد المظاهرات على السياج الحدودي، حيث قام الجيش بإطلاق النار مما أدى الى إرتقاء ثلاثة شهداء يوم الجمعة الماضي، حماس من جانبها لا تريد وقفاً كاملاً لإطلاق النار لكنها لن تسمح بتدهور الأوضاع تماماً، وبالتالي فإن مستوى العداء تجاه "إسرائيل" آخذ بالتصاعد، ولكن على الرغم الخلاف السياسي بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" فإن التنيسق الأمني لازال مستمراً، حيث عملت قوات الأمن الفلسطيني على إحباط العديد من العمليات الفدائية.

في ظل جمود المحادثات  -غير المباشرة– حول التهدئة في قطاع غزة، فمن المتوقع خلال الأسابيع القادم أن تتغير وجهات حماس نحو التصعيد، من المتوقع أن يصل وفد من حركة فتح إلى القاهرة اليوم لاستئناف المحادثات حول المصالحة مع حماس، لكن يبدو بأن أمل "إسرائيل" في ترتيب طويل الأمد مع حماس قد اختفى، حتى في "إسرائيل" لا يوجد استقرار أمني أمام قطاع غزة.

"إسرائيل"  من جانبها استغلت بالفعل في هذه الحالة بتوجيه اصابع الإتهام لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث وجهت له الكثير من الإنتقادات على لسان مسؤولين في المنظومة الإسرائيلية، والتي أعتبرت أبو مازن يدفع حماس و"إسرائيل" إلى الحرب، لأنه يرفض القبول بشروط التهدئة بين حماس و"إسرائيل" برعاية مصرية فعلى ما يبدو بأن الرفض قائم طالما حماس ليست لم تقم بنزع سلاحها، في  "إسرائيل" غاضبون من أن عباس يصر على نزع سلاح حماس.

واختتم الكاتب مقاله بقوله "في كل مرة خلال السنوات القليلة الماضية وحينما كان أبو مازن على وشك توقيع اتفاق مصالحة مع حماس، كانت "إسرائيل" تتهمه بالتعاون مع منظمة إرهابية وتحالف مع الشيطان، إن توصل الحكومة الإسرائيلية إلى اتفاق "غير مباشر" مع منظمة إرهابية تسعى لتدمير "إسرائيل"، له تفسير واحد هو محاولة تجنب الحرب، لكن بدلاً من أن نقول للجمهور الإسرائيلي الحقيقة المحزنة، من الأسهل توجيه أصابع الاتهام إلى أولئك الذين يحاولون إجبار حماس على نزع سلاحها".