"إسرائيل" ما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني
فريق المركز
10-05-2018
شكل الاتفاق الدولي الذي وقع في مدينة مدينة لوزان السويسرية 2 نيسان 2015 بشأن النووي الإيراني مصدر قلق بالنسبة لـ " إسرائيل "، سعت منذ البداية الى إفشاله أو عرقلته ولكنها لم تنجح بسبب توتر العلاقات مع إدارة الرئيس السابق أوباما.
ومع قدوم الرئيس الحالي دونالد ترامب الى البيت الأبيض، أمل الحكومة الإسرائيلية، تضاعف باحتمال الغاء الاتفاق النووي، حيث أعطى ترامب الملف النووي حصة كبيرة في حملته الانتخابية، جنباً الى جنب مع الوعد بنقل السفارة الأمريكية الى القدس.
مؤخراً المؤتمر الاستعراضي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أُعتبر مقدمة لإعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، حيث مع اقتراب موعد خطاب ترامب شرعت "إسرائيل" في تحضير الملاجئ ونصبت منظومات حتس، القبة الحديدية، الباتريوت فوق مرتفعات الجولان المحتل تحسباً لأي أمر طارئ، ولكنها لم تصبر طويلاً حتى هاجمت منطقة الكسوة جنوب العاصمة دمشق مستهدفة مخازن لصواريخ زعمت أنّها موجه نحو كيانها.
لم يكن هذا الهجوم هو الأول، بل ضمن سلسلة من الهجمات، نفذتها "إسرائيل" خلال الفترة القصيرة الماضي ضد مواقع وأهداف إيرانية داخل الأراضي السورية بعد إسقاط المقاتلة الإسرائيلية في 10/ فبراير الماضي، والتي كانت بمثابة إنذار حقيقي للوجود الإيراني على الحدود الإسرائيلية - السورية.
أسباب الموقف الإسرائيلي الرافض للإتفاق:
من المعلوم أنّ إسرائيل دولة نووية غير معلنة، تعتمد على سياسة الغموض النووي، في إدارة ملفها، رغم أنّها في السنوات الأخيرة، باتت تلمح بشكل أكبر من ذي قبل عن امتلاكها هذا السلاح، وهي في نفس الوقت تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، إلّا أنّ ذلك لا يمنعها من الحرض الدائم على منع وجود أيّ دولة، تمتلك ترسانة شبيه لها، أو حتى أقل بدرجات ولعلّ أهم أسباب الرفض تكمن:
الموقف الإسرائيلي من قرارالإنسحاب:
لقي قرار ترامب ترحيباً واسعاً من جميع الطيف السياسي الإسرائيلي، رئيس الوزراء الذي خرج في مؤتمر صحفي مباشرةً عبر عن شكره لترامب وأثنى على قراره الصائب على حد وصفه، واعتبر المحلل السياسي عميت سجيل الإنسحاب بمثابة إنتصار تاريخي لنتنياهو لان بصماته كانت واضحة على ذلك الخطاب.
إلّا أنّ ذلك لم ينفي وجود أصوات طالبت بضرورة عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بل أكدت على ضرورة الاستمرار فيه، ومحاولة تعديله، لأنّ هذا الاتفاق سيجعل من ايران دولة حذرة من خوض حرب ضد "إسرائيل"، إلى جانب أنّ الأبحاث اكدت التزام ايران في المتفق عليه دون اختراق، لذلك هناك من رأى في الاتفاق بمثابة ضمان لالتزام ايران، ومحاولتها عدم اختراق ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي عدم تشكيلها تهديدا ل"إسرائيل".
السيناريوهات المتوقعة ما بعد الغاء الاتفاق النووي، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لسوريا:
مع الغاء الاتفاق النووي، واستمرار القصف الإسرائيلي لسوريا، وللتواجد الإيراني فيها، تقفز إلى السطح مجموعة من السيناريوهات التي قد تصل إليها الأمور في قادم الأيّام.
ختاماً، نجحت "إسرائيل" في تحقيق هدفها التي سعت إليه طوال سنوات مضت في إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاق النووي الدولي، ودخلت المرحلة في حرب سياسية – اقتصادية بعيدة كل البعد عن السلاح، حيث تسعى الولايات المتحدة من خلال تلك العقوبات الجديدة ضرب النظام الداخلي الإيراني والذي يعاني اصلاً من ظروف اقتصادية صعبة.
ولكن الفائدة من وراء القرارالأمريكي طالت إيران إيضاً من خلال إكتسابها لتأييد دول الإتحاد الأوربي الداعم للإتفاق وتعزيز دورها ومكانتها في القضية السورية، الأمر الذي سيدفع "إسرائيل" الى مزيد من الاستهداف للتواجد الإيراني في سوريا، متسلحة بموقف امريكي داعم ومؤيد، وربما شريك وقائد في حالة نشوب مواجهة شاملة.
ويبدو أنّ "إسرائيل" في طريقها لتحقيق هدفها، بالسيطرة التامة على الجولان، ونيل اعتراف رسمي بذلك، وابعاد الوجود الإيراني من الجنوب السوري، من خلال سياسة التهديد الدائم لسوريا بسبب هذا الوجود، الأمر الذي قد يدفع الأسد وروسيا الى تخفيف هذا الوجود حفاظاً على النظام الأسدي، واستقرار الأوضاع ولو مرحلياً في سوريا.
ومع قدوم الرئيس الحالي دونالد ترامب الى البيت الأبيض، أمل الحكومة الإسرائيلية، تضاعف باحتمال الغاء الاتفاق النووي، حيث أعطى ترامب الملف النووي حصة كبيرة في حملته الانتخابية، جنباً الى جنب مع الوعد بنقل السفارة الأمريكية الى القدس.
مؤخراً المؤتمر الاستعراضي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أُعتبر مقدمة لإعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، حيث مع اقتراب موعد خطاب ترامب شرعت "إسرائيل" في تحضير الملاجئ ونصبت منظومات حتس، القبة الحديدية، الباتريوت فوق مرتفعات الجولان المحتل تحسباً لأي أمر طارئ، ولكنها لم تصبر طويلاً حتى هاجمت منطقة الكسوة جنوب العاصمة دمشق مستهدفة مخازن لصواريخ زعمت أنّها موجه نحو كيانها.
لم يكن هذا الهجوم هو الأول، بل ضمن سلسلة من الهجمات، نفذتها "إسرائيل" خلال الفترة القصيرة الماضي ضد مواقع وأهداف إيرانية داخل الأراضي السورية بعد إسقاط المقاتلة الإسرائيلية في 10/ فبراير الماضي، والتي كانت بمثابة إنذار حقيقي للوجود الإيراني على الحدود الإسرائيلية - السورية.
أسباب الموقف الإسرائيلي الرافض للإتفاق:
من المعلوم أنّ إسرائيل دولة نووية غير معلنة، تعتمد على سياسة الغموض النووي، في إدارة ملفها، رغم أنّها في السنوات الأخيرة، باتت تلمح بشكل أكبر من ذي قبل عن امتلاكها هذا السلاح، وهي في نفس الوقت تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، إلّا أنّ ذلك لا يمنعها من الحرض الدائم على منع وجود أيّ دولة، تمتلك ترسانة شبيه لها، أو حتى أقل بدرجات ولعلّ أهم أسباب الرفض تكمن:
- بقاء "إسرائيل" القوّة الأولى دون منازع في الشرق الأوسط، ولو نظرياً من خلال امتلاك السلاح النووي، الوحيد فيها.
- امتلاك إيران لهذا السلاح سيجعلها دولة ذات تفوّق في المنطقة، الأمر الذي سيجعل من محيط إيران، بما في ذلك بعض دول الخليج، تحت هيمنتها وربما سحب البساط من تحت القدم الإسرائيلي في تلك العلاقات التي باتت أكثر تمكناً.
- "إسرائيل" تستغل العداء مع إيران من أجل تجسير علاقاتها مع أنظمة المنطقة، الأمر الذي سيكون أكثر جدوى في حال استمرار إيران تحت التهديد الدائم، وضمن دائرة العداء الأمريكي المرتفع، والذي بدوره سيمهد لجلب بعض الأنظمة العربية لهذا العداء.
- تأمل إيران في تآكل وسقوط النظام الحالي، حيث سيمثل سقوطه عودة لنظام يتمتع بعلاقات جيّدة مع "إسرائيل"، لذلك فشل النظام الحالي في بلوغ القنبلة النووية، وعودته إلى مربع الحصار سيزيد من أزمته الداخلية.
الموقف الإسرائيلي من قرارالإنسحاب:
لقي قرار ترامب ترحيباً واسعاً من جميع الطيف السياسي الإسرائيلي، رئيس الوزراء الذي خرج في مؤتمر صحفي مباشرةً عبر عن شكره لترامب وأثنى على قراره الصائب على حد وصفه، واعتبر المحلل السياسي عميت سجيل الإنسحاب بمثابة إنتصار تاريخي لنتنياهو لان بصماته كانت واضحة على ذلك الخطاب.
إلّا أنّ ذلك لم ينفي وجود أصوات طالبت بضرورة عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بل أكدت على ضرورة الاستمرار فيه، ومحاولة تعديله، لأنّ هذا الاتفاق سيجعل من ايران دولة حذرة من خوض حرب ضد "إسرائيل"، إلى جانب أنّ الأبحاث اكدت التزام ايران في المتفق عليه دون اختراق، لذلك هناك من رأى في الاتفاق بمثابة ضمان لالتزام ايران، ومحاولتها عدم اختراق ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي عدم تشكيلها تهديدا ل"إسرائيل".
السيناريوهات المتوقعة ما بعد الغاء الاتفاق النووي، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لسوريا:
مع الغاء الاتفاق النووي، واستمرار القصف الإسرائيلي لسوريا، وللتواجد الإيراني فيها، تقفز إلى السطح مجموعة من السيناريوهات التي قد تصل إليها الأمور في قادم الأيّام.
- السيناريو الأكثر ترجيحاً، هو أن تقوم إيران برد محدود، لا يقود المنطقة إلى مواجهة مباشرة، بحيث يكون هذا الرد ضمن المستوعب اسرائيلياً، ويعطي طابع للتفوق الإسرائيلي، في ظل ما تقوم به "إسرائيل" على الأرض، وما يرجح هذا السيناريو، عدم رغبة الدول العظمى، روسيا والولايات المتحدة بوجود حرب شاملة في المنطقة، و"إسرائيل" تعي أنّ روسيا ستمنع من ايران جرّ المنطقة لمواجهة شاملة.
- خيار " البوابة الخلفية " وتتمثل في إستهداف شخصيات وسفارات إسرائيلية في أنحاء دول العالم وهذا يتطلب وقتاً طويلاً، ولا يخلو من المقامرة بالعلاقات الدولية ولاسيما بعد الإصطفاف الأوروبي بجانب إيران الشيء الكثير.
- الحرب عبر" حزب الله " الذراع الشيعي في لبنان، لكن الأوضاع الداخلية اللبنانية غير مهيئة لأي حرب جديدة مع إسرائيل، خصوصاً بعد الإنتخابات الأخيرة والتلاعب السعودي الواضح في الساحة السياسية، وتخوّف حزب الله الكبير من قيام "إسرائيل"، باستخدام سياسة الأرض المحروقة في لبنان، الأمر الذي سيجعل من الحزب تحت حراب النقد الداخلي.
- استخدام بعض الجماعات بالمسميات الجهادية للقيام بعمليات عسكرية على الحدود السورية، وهذا أمر وارد ولكن لن تجني إيران أي فائدة سياسية ولن يكون ورقة رادعة ل "إسرائيل".
ختاماً، نجحت "إسرائيل" في تحقيق هدفها التي سعت إليه طوال سنوات مضت في إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاق النووي الدولي، ودخلت المرحلة في حرب سياسية – اقتصادية بعيدة كل البعد عن السلاح، حيث تسعى الولايات المتحدة من خلال تلك العقوبات الجديدة ضرب النظام الداخلي الإيراني والذي يعاني اصلاً من ظروف اقتصادية صعبة.
ولكن الفائدة من وراء القرارالأمريكي طالت إيران إيضاً من خلال إكتسابها لتأييد دول الإتحاد الأوربي الداعم للإتفاق وتعزيز دورها ومكانتها في القضية السورية، الأمر الذي سيدفع "إسرائيل" الى مزيد من الاستهداف للتواجد الإيراني في سوريا، متسلحة بموقف امريكي داعم ومؤيد، وربما شريك وقائد في حالة نشوب مواجهة شاملة.
ويبدو أنّ "إسرائيل" في طريقها لتحقيق هدفها، بالسيطرة التامة على الجولان، ونيل اعتراف رسمي بذلك، وابعاد الوجود الإيراني من الجنوب السوري، من خلال سياسة التهديد الدائم لسوريا بسبب هذا الوجود، الأمر الذي قد يدفع الأسد وروسيا الى تخفيف هذا الوجود حفاظاً على النظام الأسدي، واستقرار الأوضاع ولو مرحلياً في سوريا.