اتفاقيات التطبيع، لجيب وصالح نتنياهو فقط!

عماد أبو عواد
22-09-2020






عماد أبو عوّاد\ مدير مركز القدس لدراسات الشأنّ الفلسطيني والصهيوني

حتى في الشارع الصهيوني هناك نقاش واسع، ماذا سنستفيد من التطبيع مع العرب، تحديداً تلك الدول البعيدة، التي لم تخض معنا حربا في يوم من الأيام، ولم تشهر في وجهنا سيفاً، ولم يحمل كلامها تهديداً، ولم تخرج عن طوع البيت الأبيض فيما يتعلق بالعلاقة معنا.

في الوقت الذي يرى فيه تيار آخر، أنّ التطبيع الجاري حاليا بتسارع كبير، يُساهم بشكل فعّال في القضاء على القضية الفلسطينية، والقضاء حتى على معسكر من يربط حلّ القضية الفلسطينية كمدخل للتطبيع مع العرب، وهي ما تُعرف على أنّها رؤية اليسار الصهيوني، الذي لطالما راهن على أنّه لا حلحلة مع العرب، دون التوصل لاتفاق شامل مع الفلسطينيين مُطبقٍ على الأرض.

أمام تيارين اثنين داخل الكيان، يُمكن فهم ذلك في إطار مهم أيضاً، بأنّ هذه القضية أيضاً ألقت بظلالها هي الأخرى على طبيعة الانقسام الحاصل داخل الكيان، فمن تلقف الاتفاق بسرور اعتبر أنّ ذلك انجازاً كبيرا، حتى تم تضخيمه في سياق واسع، جعل من نتنياهو نجم الاتفاق أمام أنصاره، فيما من قزّموه على أهميته، جاءوا كذلك من دوافع سياسية، مرتبطة بأنّ الموضوع يصب في صالح نتنياهو.

لكن بالمجمل يُمكن فهم التطبيع في سياق مهم، بأنّه يكاد يكون الإنجاز الوحيد الذي يُمكن لنتنياهو الحديث عنه لجمهوره اليميني تحديداً، خاصة في ظل الفشل الكبير في التعاطي مع ملف الكورونا، والتخبط الواضح في اتخاذ القرارات المرتبطة بالأمر، والتي لاقت معارضة ودعوات من أجل نكثها وعدم الالتزام بها.

  1. نتنياهو كسر النظرية التي كانت غالبة في "إسرائيل"، بأنّ التطبيع لن يحدث مع العرب، إلّا بعد حلّ القضية الفلسطينية، وهو بذلك قضى على فكرة اليسار الإسرائيلي الذي كان يرفع هذا الشعار في إطار الحديث في القضية الفلسطينية.

  2. نتنياهو حوّل العرب إلى دول تابعة للاحتلال، تدخل بيت الطاعة وتعلن بأنّ "إسرائيل" ليست المشكلة.

  3. سيمهد نتنياهو من خلال الاتفاق، الاستمرار في خطط اليمين الصهيونية، وتحديداً تلك المرتبطة بتوسيع الاستيطان وزيادة عدد البؤر الاستيطانية.

  4. من الناحية الاقتصادية ستتمكن "إسرائيل" من جعل نفسها الممر الآمن للبضائع الخليجية، حيث وفق ما يدور الحديث عنه ستكون هناك سكة حديدية لنقل البضائع، تربط ما بين حيفا والامارات، بمعنى تهميش قيمة قناة السويس.

  5. الاتفاق سيزيد من قوّة "إسرائيل"، حيث أنّ كل صفقة سلاح للإمارات، سيتم مقابلها تقديم مساعدات أمنية ل"إسرائيل" وهذا ما يُفسر سفر وزير جيش الاحتلال جانتس للولايات المتحدة، من أجل تحسين خصة "إسرائيل" الأمنية.

  6. سيزيد الاتفاق من فدرة "إسرائيل" في معالجة ملفاتها الأمنية في المنطقة، حيث ستكون الدول العربية نقطة انطلاق للعمل، وساحة من خلالها يُستهدف كلّ من يُشكل خطراُ على "إسرائيل".


يُضاف ذلك إلى قدرة نتنياهو بناء توليفة يريد من خلالها مواجهة إيران، وبطبيعة الحال تنظيمات المقاومة، خاصة حماس في قطاع غزة، وربما نشهد المزيد من الضغط العربي على قطاع غزة، في إطار الحرب بالوكالة. نتنياهو نجم هذه الحلقات، لا شك استفاد وسيصب في خزينته الانتخابية المزيد من الأصوات، رغم ما يعانيه من لوائح اتهام.