"الاخوان المسلمون" والاختراق الكبير بحسب تحقيق القاناة العاشرة

علاء الريماوي
31-01-2018
"الاخوان المسلمون" والاختراق الكبير بحسب تحقيق القاناة العاشرة
______________________________________
الكاتب والاعلامي #علاء_الريماوي

حرصنا في مركز القدس متابعة الفلم الذي روجت له القناة العاشرة، الصهيونية والصحفي الاستخباري تسفيكا حزقيلي، وبدعم من جهاز الموساد بشكل واضح، لفهم عمق "السذاجة" التي حاولت القناة تسويقها عن "الاخوان المسلمون" وقدرة صحفي عابر الوصول الى تفاصيل عمل الاخوان في فرنسا، وأوروبا توجهاتهم، ورؤيتهم، بالإضافة إلى حركة مؤسساتهم، و طابعها.

وقبل محاكمة الحلقة الأولى كان من المهم الولوج الى تفاصيل الفلم ثم تناول حقيقة الانجاز الذي قدم من وجهة نظر مهنية موضوعية، لذلك ومن خلال مشاهدة الفلم كان تكوينه من الآتي:
أولا: أظهر الفلم حزقيلي في مرحلة الاعداد النفسي للتحقيق والاختراق عبر تسميته الجديدة" الحاج أبو حمزة" خالد يوسف محمد أبو سالم" له خمسة من الأبناء حمزة فاطمة وداوود ويوسف" حيث حاول التحقيق خلق شخصية نادرة لتحقيق الهدف الكبير والذي جاء في مقدمة الفلم، الوصول الى منهجية الإخوان ومؤسستها الهادفة للسيطرة التي عليها الاخوان في أوروبا، للصول الى حاكمية الاسلام في أنحاء القارة الأوروبية، والولايات المتحدة بدعم مالي كبير يقف خلفه أضلاع العمل في تركيا وبلاد المسلمين عبر مكنة الجهاد الصامت "الدعوة".

ثانيا: التهيئة والهدف من الفلم: كان واضحا حين استخدم شعار الاخوان "السيف والمصحف" برغم أنهما اقحما في الفلم دون وجود للصورة في سياق التصوير أو في فرنسا ذاتها، وركز على بعض المواطنين للحديث عن الجهاد، والمفاصلة واظهار المسلمين بصيغة الارهاب، التي يخشاه الغرب، عبر استخدام مضامين كتاب للشيخ القرضاوي والشهيد حسن البنا في تفسير آية " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" في إشارة إلى القوة المادية الموجهة.

ثالثا : كان هناك ربط متعمد ومقصود في الفلم، الانطلاق من القدس، نحو فرنسا، والاشارة الى معرفة المذيع العرب من بوابة الانتفاضة والعمليات التفجرية والارهاب في أوروبا، واعتماد محاضرة للشيخ القرضاوي التي يتحدث بها عن عودة الاسلام لأوروبا وحكمها كدولة ترتبط بتاريخ الفتوحات الإسلامية.

رابعا: وضوح بصمة الموساد في التجهيز اللوجستي وقد صرح بذلك الفلم في التهيئة، والارشاد والحماية، والمضامين، واختيار الشخصيات الأمر الذي ظهر من خلال شخصيات مرافقة لحزقيلي مسؤولة عن التهيئة والتوجيه في القدس وفرنسا.

خامسا: اعتمد الموساد تزويده، نظارة للتصوير، وخاتم للتصوير، ومعطف بالاضافة إلى تجهيزات أخرى لكن الأهم خارطة معلوماتيه منتقاه بقصد الوصول الى مفاصل يعتبرها الموساد مهمة للربط بين مسجد التقوى وبعض العمليات التفجرية التي لها علاقة بداعش.

سادسا: اعتمد التحقيق، على الشيخ القرضاوي، وخطاباته، ووصفه بأنه صاحب المرجعية للاخوان في أنحاء العالم وأوروبا بالاضافة إلى حماس والحركة الاسلامية في الداخل، وربطه في نسخة الإخوان" العنيفة" أثناء الربيع العربي، كما تم استخدام أدبياتها الإخوان أثناء الربيع العربي، والتي حاول الفلم إظهار المخاوف من سعي الاخوان نقلها الى أوروبا.

سابعا: يظهر الشريط الكيفية التي يفهمها الموساد كلغة لاختراق للعقل العربي والمسلم عبر استخدام المضامين المريحة للمحاور" الله" الحمد لله" " إن شاء الله" الله يكرمك. .
ثامنا: تعمد حزقيليل إظهار شكل من أشكال الغباء لشيوخ الدين في فلسطين، عبر قيام شيخ مسجد اسمه محمود بتعليمه الصلاة والوضوء، برغم الاشارة الى عدم معرفته هدف حزقيلي من هذا التعليم، وهنا وجدت في المضامين رسالة صهيونية تتعمد القول " ابداعية العقل الصهوني وسخافة العقل العربي".

تاسعا : في محطات الفلم بدأ حزقيلي بزيارة فرنسا الهدف من تحقيقه، حيث اعتمد وسيلة التبرع والمال كبوابة للثقة التي يمكن من خلالها الدخول للوجود الاسلامي، وركز على هذه الزاوية بوصفها المحرك للدعوة وتمويل مشاريع الاخوان الخطيرة على حد تعبيره.

عاشرا: أوحى الفلم إلى قدرة غير طبيعة في الدخول لأحد المساجد والصلاة، فيه عبر تسويق حزقيلي نفسه على أنه تاجر اردني، ثم قام بزيارة القائم على المسجد والمجمع الاسلامي" عبد الكبير" أحد الوجوه الاسلامية فتحدث الرجل عن الاسلام والمدينة وروح الاسلام الوسطية، ودور المجمع الاسلامي في الدعوة فلم يحظى حزقيلي بما يريد.

حادي عشر: انتقى حزقيلي شريط مسجل لأحد القيادات الاسلامية المغربية المتواجدة في فرنسا، عمرو الاصفر، والتي تحدث فيه عن منهجية الإخوان في الاسلمة والسيطرة، التسجيل قديم من اليوتيوب ولا يعبر عن جديد أضافه الفلم.
ثاني عشر: انتقل حزقيلي مباشرة فزار مكتبتين للحديث عن انتشار الكتب التعبوية والخطيرة على سلم فرنسا، والتي تدعو للجهاد والتطرف على حد زعمه، للشهيد حسن البنا والشيخ القرضاوي.

ثالثاعشر: زار حزقيلي مدرسة اسلامية والتقى بمعلمة، كانت اجاباتها تعريفية بالمدرسة كدور تقوم به لأي قادم للمكان، لكن أراد المقدم اعتبار المدارس البنية الخطرة كحاضنة تعتمد عليها الإخوان.

رابع عشر: اعتمد حزقيلي التحريض على بنية المدارس، التي اعتبرها والمساجد الوسيلة الرئيسية التي بها يسيطر الاخوان على 99 % من المسلمين في أوروبا، والتي تبلغ أكثر من 18 مليون مسلم.

خامس عشر: اعتمد الفلم على شخص يدعى سفيان زيتوني يدعي أنه كان مقرب من الاسلاميين فوجدهم برؤية متطرفة تدعم الاخوان وحماس، وغيرها ويؤمنون بالعنف لذلك ابتعد عنهم، كما شن سفيان هجوم على منهجية العمل وصدرها على أنها متطرفة، شخصية سفيان واضح أنها مستخدمة للتحشيد على المسلمين هناك.

سادس عشر: يورام كوهين أحد أبرز شخصيات الأمن في الكيان استحضر للحديث عن خطر الإخوان والاعلاقة الفكرية التي تتقاطع مع القاعدة وداعش عبر منهجية بني عليها الفلم والتي يسعى المقدم لتنفيذها ضمن رؤية أمنية.

سابع عشر: استخدام الدكتور توفيق الحميد مصري الأصل والذي كان في الجماعة الاسلامية والان يشن هجوم على الاسلاميين، حيث استجلب لمقابلة صحفية مع حزقليل استخدمت عبارة منه بعد مقابلته أن هذا الواقع(نشاط الاخوان) سرطان سيتوسع، سنشاهد الرجم في شوارع في فرنسا.

ثامن عشر : كان واضحا التحفظ في الحديث معه من الجمهور الذي لا ينم عن تهافت للحديث معه، بل وجدنا حضورا عاما واعيا وفاهمنا لشكل وخطاب الأغراب.

خلاصة المتابعة:
الحلقة الأولى لم تنبي بأن هناك، وصولا لمحظور، ولا ثقة بنيت مع الصحيفي الصهوني، بل على العكس، لم يفلح حزقيلي(أبو حمزة) التاجر الأردني، أو اللاجئ السوري أو الفلسطيني" أخذ ما يريد، وظهر من التصوير أن المسلمين هناك في قمة الفهم لدورهم خاصة المسؤولين فيهم.

الأمكنة التي دخلها حزقيلي عامة يدخلها الناس، مساجد مدارس، مكتبات بالإضافة إلى طرقات يقتنص منها بعض المقابلات المنتقاه.

الدعاية التي رافقت الفلم في مقدمته لم تكن صحيحة إنما كانت عبارة، عن عملية موجهة استخدمت كدعاية صاخبة موجهة، للصق الإرهاب بحركة الاخوان، كما استحضر شخصيات في الأمن الصهوني للتأكيد على هذه الرواية.

التحقيق بكل المعاير موجه يقصد منه استهداف الحركة الاسلامية النشطة، عبر وسيلة الشيطنة واستحضار التاريخ والرواية التقليدية للاخوان لدفع فرنسا باتجاه التصعيد على الاخوان.

الغريب أن هناك من خدعته، الرواية الصهونية واعتبر أن الفلم يعبر عن سطحية العمل الاسلامي وامكانية لاختراقه، وأن منظومة العمل الصهوني قامت بالمستحيل في هذا التصوير.
الاستنتاج بكليته ليس صحيحا في زاوية أن التحقيق مهم وخطير في الوصول الى قضايا غير معروفة.

كما لا بد من الإشارة إلى التسلسل المراد له ما رأيه في جهد صهيوني يستهدف نشاط الإخوان في أوروبا من بوابة استهداف حركة حماس ودعمها كما يدعي مخرج الفلم.

ننتظر الحلقات الثلاثة القدمة للوصول الى الاستنتاج النهائي، وإن تضح الهدف، وحبكة التحقيق ومراده.