التصعيد المحتمل في رمضان – نيسان/ إبريل (سيناريوهات قلقة)

ساري عرابي
24-03-2022
تحميل المادة بصيغة PDF

تقدير موقف

التصعيد المحتمل في رمضان – نيسان/ إبريل

سيناريوهات قلقة

ساري عرابي

مقدمة: حركة ما بين التصعيدين

لا تنحصر التوقعات باحتمالات التصعيد في رمضان القادم، المزامن لإبريل/ نيسان، بالأوساط الفلسطينية، إذ قد يكون التقدير بخصوص احتمالات التصعيد في الفترة المذكورة، أكثر حضورًا في الأوساط الإسرائيلية، لاسيما العسكرية والأمنية منها، مما يعني أن هذه التوقعات التي تتداولها أوساط فلسطينية تخلو من الرغبوية أو التوجس.

لقد تجاوزت المخاوف الإسرائيلية، الأحاديث الإعلامية، إلى خطوات سياسية وأمنية وعسكرية واسعة، انتقلت من الحدود الفلسطينية إلى الإقليم والعالم، فقد التقى في التاسع من آذار/ مارس، يائير لبيد وزير خارجية الاحتلال، حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير[i]، وذلك بعد اجتماع سابق بينهما كان في كانون الثاني/ يناير[ii]، وكان تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يدعوت أحرنوت" (واي نت)، قد تحدث عن لقاء سري جمع الشيخ بأوساط أمنية إسرائيلية على رأسه رئيسة مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، معيان إسرائيلي، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غسان عليان[iii].

لم تكن هذه الاجتماعات لتنفصل عن سلسلة الاجتماعات التي تلت معركة "سيف القدس" في أيار/ مايو الماضي، والتي نشطت بعدها الزيارات الدولية ذات الطابع السياسي والأمني لكل من السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، كزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لرام الله أواخر أيار/ مايو الماضي[iv]، وزيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمسؤول عن الملف الفلسطيني الإسرائيلي هادي عمرو لرام الله في تموز/ يوليو 2021،[v] و زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية CIA) ) ويليام بيرنز لمقر رئاسة السلطة في رام الله في آب/ أغسطس 2021،[vi] وزيارة مدير الاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6) ريتشارد مور،[vii] ثم اللقاء المطول بين الرئيس محمود عباس ووزير الحرب الإسرائيلي جانتس في آب/ أغسطس الماضي[viii]، ثم لقاء آخر في منزل جانتس نهاية العام الماضي[ix]. وفي السياق نفسه كانت زيارة مدير المخابرات المصرية عباس كامل لرام الله في آب/ أغسطس 2021،[x] والاجتماع الثلاثي في القاهرة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، والملك الأردني عبد الله الثاني[xi].

لم تكن هذه الحركة المكثفة، إلا وعيًا بما تمثله أحداث القدس المتدحرجة العام الماضي (باب العمود، الشيخ جراج، اقتحام الأقصى)، وصولاً لمعركة "سيف القدس"، والالتحام الشعبي الفلسطيني الواسع بالحدث، بما يشمل الضفّة الغربية، وقطاع غزّة، وشرقي القدس، والأراضي المحتلة عام 1948، وعلى النحو الذي ارتفع بالحضور الإعلامي والسياسي للقضية الفلسطينية من جديد، وإعادة التفاف الجماهير حول المقاومة الفلسطينية ورموزها، مع توسع مظاهر التضامن معها والإدانة للاحتلال الإسرائيلي، والإحراج العميق الذي أصيبت به موجة التطبيع العربية الأخيرة.

ولا يمكن والحالة هذه فصل الاتصالات الأمنية والسياسية الجارية، عن تلك التي تلت معركة "سيف القدس"، وأرادت حينها، الاعتبار من الحدث، بمحاولة منعه مجددًا، من خلال تقوية السلطة الفلسطينية اقتصاديًا، وهو الأمر الذي استثمرته السلطة بدورها لإثبات أهميتها للرعاة الإقليميين والدوليين، مع توظيف أزماتها الاقتصادية المتراكمة والمتتابعة في سياق ذلك الاستثمار، لتكون مجمل اللقاءات ذات طبيعة أمنية واقتصادية[xii]، وهو ما انعكس في مجمل التوسع في التعاطي الأمني مع الفعاليات الوطنية. دون أن يقتصر الأمر على ذلك، فمن المتوقع أن تكون ترتيبات المرحلة القادمة فيما يخص حركة فتح وقيادة السلطة حاضرة بقوّة في تلك اللقاءات، لاسيما وهي ذات صلة عضوية بالمشهد الأمني والاجتماعي، فأي فراغ، أو فوضى، من شأنه أن ينعكس على مستوى الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعليه فإنّ الاستعداد الأمني والسياسي في المؤسسة الإسرائيلي، هو المتوقع، لجملة عوامل يأتي ذكرها، ومن صور هذا الاستعداد العملي، التنسيق على مستويات أمنية مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما في زيارة رئيس الشاباك الإسرائيلي رونين بار لواشنطن في 13 آذار/ مارس ليلتقي رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، ومسؤولين كبار في الدفاع السيبراني، لتكون احتمالات التصعيد في رمضان- نيسان/ إبريل مما هو مطروح في هذه اللقاءات، بحسب الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، وذلك وسط تحذريات متعددة صدرت عن جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك".

وفي حين تخشى بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية، من أن تخلق هذه التحذريات في المقابل تحفزًا فلسطينيًّا[xiii]، فإنّ المستوى السياسي الإسرائيلي بنفسه ينشط صراحة لمحاولة منع التصعيد في رمضان القادم، ويسعى للتنسيق مع القوى الإقليمية، ودفعها لممارسة نفوذها على هذا الصعيد، كما في زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد للأردن في 10 آذار/ مارس، ولقائه بالملك الأردني عبد الله الثاني، والتي قال فيها (أي البيد): "اتفقنا على ضرورة العمل معًا لتهدئة التوتر وتعزيز التفاهم، خاصة في الفترة التي تسبق شهر رمضان وعيد الفصح"[xiv]، وقد تبع هذه الزيارة تقارير إسرائيلية تتحدث عن زيارة للمك الأردني إلى رام الله للمساهمة في منع التصعيد المحتمل في رمضان القادم،[xv] كما زعمت أوساط إعلامية إسرائيلية التحضير للقاء يجمع بين وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير باريلف وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمنعد التصعيد في رمضان[xvi]، بيد أن لقاء قد عقد بالفعل، بحسب تسريبات الإعلام الإسرائيلي، بين وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير باريلف وبين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، وكان الاجتماع مقررًا للاستعداد لشهر رمضان القادم، بحسب المصادر نفسها[xvii].

عن المخاوف الإسرائيلية:

يمكن الحديث عن خمس جهات تأتي منها المخاوف الإسرائيلية:

الأولى- اقتراب العهد بأحداث أيار/ مايو (معركة سيف القدس) الماضية، وما كشفت عنه من ممكنات التصعيد العالية، بالدلالات السياسية الهائلة لذلك، وأهمها حصول عملية تجاوز نسبي لدى الجماهير، لعمليات الهندسة التي مورست عليها، والانحسار الكبير في شعبية السلطة الفلسطينية، لصالح الانحياز الظاهر لخيار المقاومة الفلسطينية، وهو الأمر الذي تجلى فعليًا في هتاف الجماهير للمقاومة الفلسطينية ورموزها، في كل مكان، في القدس، والضفة الغربية، وحتى في الأراضي المحتلة عام 1948. فالاتساع في الحركة الجماهيرية، يعني أنها لم تكن عابرة، واتصال العهد بها يمكن أن يفضي إلى تجديدها.

الثانية- مثلت معركة "سيف القدس" رافعة تعبوية للجماهير، دفعت بحركة كفاحية مستمرّة لم تتوقف، تندرج في سلسلة الهبّات منذ العام 2014، فبحسب إحصائيات جيش الاحتلال نفسها، فإنّ أعمال المقاومة في الضفة الغربية تصاعدت في العام 2021، فقد وقع (بحسب إحصائياته)، 5532 حادثة رشق حجارة، و1022 زجاجة مولوتوف، و61 هجوم إطلاق نار، و 18 عملية طعن[xviii].  بالرغم من كون عدد العمليات هو الأعلى في 2021 عن السنوات الأربع التي سبقتها، فإنّ عدد القتلى الإسرائيليين هو الأقل، الأمر الذي يعني أن هذه السنة، تندرج في الحالة الكفاحية المفتوحة منذ العام 2014، لتربط هي بدورها، بين العام 2021 وبين العام 2022 بدفع من "معركة سيف القدس"، ففي شهرتشرين الثاني/ نوفمبر الماضي رصد الاحتلال عشر عمليات وصفها بالكبيرة إلى جانب العمليات الصغيرة، وصنف هذه العمليات إلى "هجمات نفذتها ذئاب منفردة، أو أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي، أو حماس، وعمليات إطلاق نار، وعمليات دعس، وإلقاء حجارة، وطعن"[xix].وهو ما قابله جيش الاحتلال بتحفز أمني عال كان من صوره مصادرة 11386.270 شيكل، و 397 بندقية، وتدمير تسعة مصانع أسلحة، واعتقال 2288 فلسطينيًا[xx].

من جهته -وفي اتصال بين العامين- يرصد جهاز "الشاباك الإسرائيلي" ارتفاعًا في أعمال المقاومة في الربع الأول من سنة 2022 وعلى نحو يتركز في الضفة الغربية، وبصورة متصاعدة، فقد بلغت أعمال المقاومة في شباط/ فبراير بحسب إحصاءات "الشاباك" 187 عملاً مقاومًا منها 171 عملاً في الضفة الغربية و15 عملاً في القدس وعمل واحد في قطاع غزّة، بينما كانت في الشهر الذي سبقه 116 عملاً في الضفة و25 عملاً في القدس دون وجود أحداث في قطاع غزة[xxi]، وهي أرقام أعلى مما كانت عليه في شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، مما يعني أن ثمة حالة تصعيد موجودة أساسًا.

بحسب تصنيف جهاز الشاباك، فإن العمليات كانت في الشهرين (كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير)، على النحو التالي:

كانون الثاني/ يناير: 1 عملية طعن، 1 عملية دعس، 11 عملية إضرام نيران، 6 عمليات إطلاق نيران، 17 عبوة أنبوبية، 101 زجاجة حارقة.

شباط/ فبراير: 5 إضرام نيران، 14 عملية إطلاق نيران، 29 عبوة أنبوبية، 136 زجاجة حارقة[xxii].

تشير هذه الإحصائيات إلى التصاعد في العمل النوعي، وذلك دون احتساب حوادث الرشق بالحجارة، ومن المتوقع أن تزيد هذه الأرقام مع نهاية شهر آذار/ مارس،[xxiii]، والذي تجددت فيه عمليات الطعن، فقد بلغت حتى 22 آذار/ مارس 7 عمليات[xxiv]، آخرها كانت في بئر السبع نفذها فلسطيني من النقب وأدت لمقتل 4 إسرائيليين[xxv]، فضلاً عن عمليات إطلاق النار[xxvi]، وزيادة في أعداد الشهداء. وهو الأمر الذي يعني أن ثمة حالة مقاومة مستمرة منذ العام 2014، أخذت تتكرس أكثر هذا العام 2022.[xxvii]

الثالثة- انحسار شعبية السلطة الفلسطينية، مما ينم عن حالة استياء واسعة. ويمكن تلخيص هذا الانحسار في فشل مشروع السلطة السياسي، ومن ثم فلا أفق تَعِدُ به الجماهير، وتوسع استنادها للقوة الأمنية، وتراجع قدراتها الاقتصادية بما يقلص من شبكتها الزبائنية، فقد باتت السلطة الفلسطينية غير قادرة على تغطية الحد الأدنى من نفقاتها، فضلاً عن القيام باستثمارات حاسمة في الاقتصاد، وذلك بحسب تقرير صادر عن مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط[xxviii]، وقد دفعت السلطة 75% [xxix]من رواتب تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 وظلت تدفع 80% منها بعد ذلك[xxx]، حتى رواتب شباط/ فبراير[xxxi]، وذلك بالتزامن مع موجة غلاء ازدادت اتساعًا بعد الحرب الروسية/ الأوكرانية[xxxii]، بالإضافة إلى تنامي الفساد بحسب التقارير المختلفة[xxxiii]، وهي معطيات يمكن أن تضاف إلى المخاوف من ترتيبات المرحلة القادمة في قيادة حركة فتح والسلطة، لاسيما بعد إلغاء قيادة السلطة للانتخابات التشريعية، ومن ثم يمكن لهذا الانحسار أن ينعكس في زيادة الشرائح المنخرطة في المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما مع التصاعد الملحوظ في مطلع العام 2022 لأعمال المقاومة.

الرابعة- بالرغم مما يراه الاحتلال الإسرائيلي إنجازًا على مستوى جبهة المقاومة في غزة، من حيث الهدوء من بعد انتهاء "معركة سيف القدس"، بالمقارنة مع وضع جبهة غزة من بعد الحروب السابقة[xxxiv]، فإنّ التهدئة مع المقاومة في غزّة تبقى هشة، ولا تستند إلى تفاهمات صلبة، فضلاً عن كون انخراط المقاومة في أحداث رمضان الماضي، اتصلت بجملة وقائع في مدينة القدس، وهو ما يعني احتمالات أن تشكل أي مواجهات قادمة في القدس في رمضان دافعًا لدخول المقاومة على الخط[xxxv]. يتسم هذا العامل بالجهوزية الدائمة، ويتعلق بالدرجة الأولى بقرار قيادة المقاومة المرتبط بجملة حسابات، ذات تأثير مزدوج كالحصار في قطاع غزّة، المستمرّ الذي من جهة قد يشكل دافعًا للانخراط في المواجهة لخلق فرص لرفع الحصار وتحسين بيئة المقاومة، ومن جهة قد يكون كابحًا حين دراسة هذه الفرص جدّيًّا وأخذ العوامل الإقليمية والدولية بعين الاعتبار، وكذلك الظرف الاجتماعي داخل قطاع غزّة، مما يعني أن دخول المقاومة المسلحة من غزة على الخط متعلق بقرار واع أكثر منه نتيجة لتدحرج ضاغط.

الخامسة- استمرار عوامل التثوير، وأهمها تزامن عيد الفصح اليهودي من 16 نيسان/ أبريل حتى 22 من الشهر نفسه، مع شهر رمضان، مما قد يجعل المسجد الأقصى من جديد عامل المواجهة الأهم، في حال اندفعت ميليشيات المستوطنين لاقتحام المسجد، بحماية الحكومة الإسرائيلية، التي باتت تدفع نحو تكريس الوجود اليهودي في المسجد الأقصى أثناء الشعائر الإسلامية، في سياسة لم تكف عنها منذ العام 2019، كما في اقتحام الثاني من حزيران/ يونيو 2019، بالتزامن مع 28 رمضان، بدعوى الاحتفال بيوم "توحيد شطري القدس"، واقتحام 11 آب/ أغسطس 2019 بمناسبة ذكرى "خراب المعبد"، بالتزامن مع اليوم الأول من عيد الأضحى، ومحاولة الاقتحام في 10 أيار/ مايو 2021، بالتزامن مع 28 رمضان، واقتحام الأقصى بمناسبة ذكرى "خراب المعبد" في 18 تموز/ يوليو 2021، بالتزامن مع الثامن من شهر ذي الحجة قبل عيد الأضحى بيومين[xxxvi].

من عوامل التثوير المحتملة كذلك، إضراب الأسرى الجماعي عن الطعام، الذي كان مقررًا في 25 آذار/ مارس[xxxvii]، وذلك في حال جدّد الأسرى قرار الإضراب بعدما ظهرت أنباء تفيد تعليقهم الإضراب[xxxviii]، وعلى أية حال فإنّ التصعيد داخل سجون الاحتلال حدث مفتوح بدوره، كما أن اعتداءات المستوطنين تجاوزت التوسع الاستيطاني في بنيته التحتية، إلى الاعتداء المباشر على الحياة والممتلكات، وبالإضافة إلى أنماط المقاومة الحاضرة بين يدي رمضان، فإنّ عوامل التثوير هذه قد تتلاقى بالفعل في رمضان القادم.

عن الإجراءات الإسرائيلية:

تتمثل المعضلة الإسرائيلية، في قيام البنية الجوهرانية للاستعمار الذي تمثله "إسرائيل" على النفي والتوسع وتكريس الوقائع، في حين أنها في الوقت نفسه تسعى لمحاصرة أي احتمال للتصعيد، لا بالتفوق الأمني والاستخباراتي الكاسح فحسب، بل بإجراءات من قبيل "التحسينات الاقتصادية" والتي تحتل درجة متقدمة في لقاءات المسؤولين الإسرائيليين بمسؤولي السلطة الفلسطينية، ومن ذلك زيادة أعداد العمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ومحاولة نقل هذه التجربة إلى قطاع غزّة[xxxix]، لشراء الهدوء بهذا النوع من الرشى الاقتصادية، والتي تخاطب المسؤولية السلطوية الفلسطينية والمجتمع في وقت واحد لتزيد من قدرتها على تقييد إرادة المواجهة، كما أن الإجراءات الأمنية عمومًا، المتبعة في الضفة، وإن كانت تحتفظ بطابع العقاب الجماعي، كما هو في البنية الأمنية الاستيطانية (من حواجز دائمة، وسياسات فصل..)، فإنّها في الوقت نفسه، تسعى إلى الفعل الموضعي، والمؤقت، بما يحول دون دمج الجماهير شعوريًا بالحدث النضالي.

على مستوى القدس، يمكن أخذ قرار "المحكمة العليا الإسرائيلية" بتجميد قرار إخلاء أربع عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح بالقدس، إلى حين البتّ في ملكية الأرض المقامة عليها المنازل[xl]، بوصفه قرارًا أمنيًا، أكثر منه قضائيًا، ويهدف إلى نزع واحد من أهم عوامل التثوير قبل رمضان القادم، وكذلك إعلان شرطة الاحتلال و"بلدية القدس" التابعة للاحتلال امتناع شرطة الاحتلال عن وضع حواجز في باب العمود في رمضان القادم لتجنب ما حصل في رمضان الماضي من اشتباكات على إثر ذلك، ولكن "بلدية القدس" بالتعاون مع المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وفي سياق سياساتها للهمينة على المجال المقدسي بالأدوات الناعمة، وضمن سياسات الالتفاف على إنجازات المقدسيين، تخطط لإقامة فعاليات ثقافية بإشرافها في باب العمود[xli]، وهو ما يفسر الاعتداء الواسع لشرطة الاحتلال على المحتفلين الفلسطينيين بذكرى الإسراء والمعراج يوم 28 شباط/ فبراير 2022، أثناء تجمعهم لاستقبال فرق الكشافة التي تحتفل بهذه المناسبة[xlii].

وعلى أيّ حال فقد تحدثت المؤسسة الإسرائيلية بالفعل عمّا أسمته "سلسلة من التنازلات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية قبل رمضان"[xliii]، كما أنها تراهن على أنّ حركة حماس مهتمة بتحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزّة على نحو قد يحول دون دخولها في مواجهة لأجل حيّ الشيخ جراح فقط، وإن كان الموقف قد يتغير بسبب أحداث في المسجد الأقصى تحديدًا، وتحدثت عن ضرورة خفض الاستفزاز في حيّ الشيخ جراح، وبذل الجهد المطلوب لمنع "تسلل الأحداث" إلى القدس والمسجد الأقصى، بمعنى أن ثمة أوساطًا في المؤسسة الإسرائيلية ترى إمكانية تنفيذ تدابير من شأنها تخفيض احتمالات التصعيد في رمضان القادم[xliv].

يتضح أن أساليب نزع التوتر، قد لا تكون فاعلة كافية، لاسيما إن دفع الاحتلال نحو اقتحام المسجد الأقصى في رمضان، ضمن سياسة تطبيع الوجود اليهودي في المسجد حتى أثناء الشعائر الإسلامية، فكما سلف، فإنّ الاحتلال يسعى للالتفاف على أي إنجاز للمقدسيين، إما بالعودة لتكريس هيمنته بالأدوات الناعمة، أو بتجميد الفعل ثم العودة إليه في وقت لاحق، مما يعني أنه لا تراجع في منظور الاحتلال عن سياسات اقتحام المسجد الأقصى بعدما طبّعها يوميًا، ثم سعى لتطبيعها أثناء الشعائر الإسلامية، فبعدما تمكن الفلسطينيون من إفشال اقتحام اليوم 28 من رمضان الماضي في 10 أيار/ مايو 2021 مما دفع الاحتلال لتجميد الاقتحامات 19 يومًا خلال عام 2021، فإنّ سياسات الاقتحامات عادت بعد ذلك، خاصة في الأعياد اليهودية[xlv]، مما قد يدفع الاحتلال لمحاولة تكريس أن يكون النجاح في إفشال اقتحام رمضان العام الماضي هو النجاح الأخير فلسطينيًّا، ليكون المشهد إزاء معضلة الاحتلال ما بين السعي لتكريس الوقائع ونفي الفلسطينيين عن حيزهم الأصيل وبين سعيه في الوقت نفسه لمنع الرد الفلسطيني على سياساته هذه.

بطبيعة الاحتلال، ومع استمرار احتمال التصعيد قائمًا، فإنّ الاحتلال لن يكتفي بالتأهب الاستخباراتي، وبمحاولات النزع المؤقت لفتيل التوتر، وإنما سوف يستعد على نحو أوسع، لمواجهة قد تتطلب منه استنفارًا أمنيًا وعسكريًا أضخم مما كان عليه العام الماضي، وفي هذا الإطار جاءت الرسالة التي بعثها قائد فرقة للضفة الغربية بالجيش الإسرائيلي العميد آفي بلوت للقادة العسكريين، والتي يدعوهم فيها للاستعداد لاحتمالات تصعيد واسع في رمضان[xlvi]، مما يعني الاستعداد الأمني والعسكري بكل ما يعنيه ذلك، بما في ذلك الاستعداد بالمناورات، وتجهيز معسكرات استقبال قوات التعزيز ومعسكرات الاعتقال.

خلاصة في المسارات المحتملة:

أولاً- تصعيد مؤقت أو متدحرج:

يدفع مجمل الظرف العام للاعتقاد بإمكانية الاستجابة لعامل تثوير مرتبط بالمسجد الأقصى تحديدًا، لاسيما مع اجتماع جملة عناصر يمكن تلخيص أهمها في:

  • استمرار تأثير معركة سيف القدس.
  • تصاعد أعمال المقاومة في الضفة والقدس مطلع العام الجاري.
  • الأحداث في النقب.
  • أوضاع الأسرى في السجون.
  • هشاشة التهدئة مع المقاومة في غزة.
  • انحسار شعبية السلطة وتراجع قدراتها الاقتصادية.
  • تزامن الأعياد اليهودية مع رمضان ومخططات اقتحام المسجد الأقصى، والذي قد يكون شرارة التفجير.

لكن وبالنظر إلى افتقاد فصائل المقاومة في الساحة الرئيسة للأحداث (القدس والضفة) للجهوزية، وامتلاك الاحتلال للخبرة في تفكيك الهبّات بأدواته الخشنة والناعمة، وبسبب موقف السلطة غير المرحّب من قضية المواجهة، قد تتحوّل هذه الهبّة إلى حلقة في سلسلة، دون أن تتطور إلى مواجهة أوسع. بمعنى أن المستوى قد يتراوح في حدود المستويات المتباينة في هبّات: 2015، 2017، 2019، 2021.

يدخل عامل المقاومة من غزة، في التأثير على مجرى الهبّة. العامل هنا ذاتي صرف، متعلق بحسابات المقاومة في غزة، من حيث تأثير تدخلها على الهبّة، ومن حيث الظرف الإقليمي والدولي، ومن حيث استعداد بيئة المقاومة في غزة لمواجهة مسلحة.

من المرجح أن المقاومة قد تعطي للهبّة فرصة التمدد الذاتي، في حال انفجار الهبّة بالفعل، ثم تعيد المقاومة دراسة خياراتها، على ضوء الدفع الذاتي للهبّة. وعلى أي حال قد تأخذ المقاومة بعين الاعتبار أن تدخلها في هبّة رمضان الماضي هو الذي منحها التمدد الأوسع جغرافيًا وإن كان مؤقتًا.

ثانيًا- تصعيد شامل وواسع:

بالرغم من أنّ حالة السيولة الضمنية في الواقع الفلسطيني والمنطقة والعالم، قد تجعل من احتمالات هذا المسار قائمة في الواقع، فإنّ الشروط الموضوعية للشمول والسعة ما تزال غير متوفّرة، وأهمّها الموقف الإيجابي للسلطة الفلسطينية، وجهوزية الفصائل الفلسطينية، وإن كانت المفاجآت تبقى محتملة، كما أن الديمومة الشعبية قد تمنح الفصائل الفرصة لإعادة بناء نفسها، بيد أن المعطى الراهن يجعل التوقعات في هذا الاتجاه أكثر تواضعًا، وإن كان لا ينبغي إغفالها[xlvii].

ثالثًا- تصعيد عابر، أو هدوء قلق:

تراهن أوساط في الاحتلال الإسرائيلي، على إمكانية تمرير شهر رمضان دون حصول تصعيد استثنائي، وذلك بتجميد العديد من الإجراءات التي من شأنها أن تدفع نحو التصعيد، لاسيما في حي الشيخ جراح وساحة باب العمود، والعمل على رفع مستوى المحفزات الاقتصادية والتسهيلات في الحركة، والتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وبعض الدول الإقليمية، والدفع نحو تكثيف حسابات المقاومة في غزة من خلال البوابة الاقتصادية وتأثير بعض القوى الإقليمية، بيد أنّ العامل الأهمّ المرجّح هو موقف المؤسسة الصهيونية السياسية والأمنية من اقتحام المسجد الأقصى، فهل تسعى للاستمرار في سياسة الاقتحام أثناء المناسبات الدينية أم لا؟ وهل يكون الاقتحام في أوقات الذروة وكثافة الوجود الفلسطيني أم لا؟ وهل يكون ضخمًا ومفرطًا في الاستفزاز أم يكون محدودًا لحفظ ماء الوجه؟

خاتمة:

حاولت هذه الورقة قراءة التوقعات المختلفة حول احتمالات التصعيد في رمضان القادم، وتحديدًا بسبب تزامنه مع الأعياد اليهودية، وسياسة الاحتلال التي يسعى لتكريسها منذ العام 2019 باقتحام المسجد الأقصى أثناء المناسبات الإسلامية، وحضور جملة من عناصر التثوير، مع تصاعد الفعل الكفاحي للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس كما يظهر مطلع هذا العام، وقوة الرفع المعنوي لمعركة سيف القدس التي لم تزل حاضرة.

يسعى الاحتلال لتمرير رمضان، من خلال تجميد بعض الإجراءات المستفزّة، وتقديم ما يسميها تسهيلات اقتصادية وأخرى في حركة الفلسطينيين، والتنسيق مع السلطة وبعض قوى الإقليم، إلا أن اقتحام المسجد الأقصى من عدمه، وتوقيته -إن حصل- وشكله، يبقى العامل الأهمّ في هذا السياق، ثم يليه حسابات المقاومة في غزة.

وبالنظر إلى موقف السلطة غير الإيجابي تجاه فكرة المواجهة، وعدم جهوزية التنظيمات لالتقاط الهبّة وتطويرها، فإنّ التوقع بتمدّد الهبة وشمولها واتساعها يبقى متواضعًا، مع عدم تغييب المفاجآت في ظرف من السيولة الضمنية.

 

[i]. تغريدة لحسين الشيخ على موقع تويتر يعلن فيها لقاءه بلبيد، https://bit.ly/3MQgOGl

[ii]. تغريدة سابقة لحسين الشيخ على موقع تويتر، https://bit.ly/3MQ1lGn

[iii]. פגישה חשאית ברמאללה: ראש המטה של שר הביטחון נפגשה עם בכיר ברשות הפלסטינית، ynet، 7/3/2022، https://bit.ly/3KPPp5E

[iv]. بلينكن يصل رام الله ويبدأ اجتماعا مع عباس، موقع صحيفة القدس العربي، 25/5/2021، https://bit.ly/3CVEV1E

[v]. مسؤول في الخارجية الأمريكية يبدأ زيارة لرام الله وتل أبيب وملف غزة والمسار السياسي أبرز قضايا البحث، القدس العربي، 11/7/2021، https://bit.ly/39eFwO0

[vi]. مدير CIA في رام الله لبحث تقوية السلطة، شبكة قدس الإخبارية، 11/8/2021، https://bit.ly/3lzWrQS

[vii]. بيرنز يلتقي بينيت وغانتس.. وحراك أميركي – بريطاني في رام الله، عرب48 ، 11/8/2021، https://bit.ly/3CptpKJ

[viii]. الكشف عن تفاهمات جديدة ضمن اجتماع “عباس- غانتس”، القدس العربي، 31/8/2021، https://bit.ly/3Ck99Kh

[ix]. عباس يجتمع مع غانتس بمنزله قرب تل أبيب ويتعهد باستمرار التنسيق الأمني بالضفة وحماس تعتبر لقاءهما يعمق الانقسام، موقع الجزيرة نت، 29/12/2021، https://bit.ly/3JsSkRw

[x]. عباس يستقبل وفد المخابرات المصرية في رام الله، عرب 48، 18/8/2021، https://bit.ly/3Akg5Xo

[xi]. السيسي يستقبل الملك عبدالله ومحمود عباس.. وقمة ثلاثية في القاهرة، موقع شبكة سي إن إن بالعربية، 2/9/2021، https://cnn.it/3hCbAA0

[xii]. انظر حول ذلك: ساري عرابي، ورقة علمية: تحوّلات مرتكزات الشرعية لدى السلطة الفلسطينية من الوعد السياسي إلى العامل الخارجي، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 11/10/2021، https://bit.ly/3L1udcK

[xiii]. الكشف عن عودة رئيس الشاباك الإسرائيلي من زيارة لواشنطن حول الأوضاع في المنطقة، موقع I24 الإسرائيلي، 13 آذار/ مارس 2022، https://bit.ly/3qmVgaS

[xiv]. وزير الخارجية الإسرائيلي يجتمع مع العاهل الأردني في عمان لبحث التصعيد في القدس والأراضي الفلسطينية، موقع i24 الإسرائيلي، 10/3/2022، https://bit.ly/3L5oqTG

[xv]. نبأ: الملك الأردني سيصل الى رام الله في محاولة منه لمنع تصعيد الموقف، موقع قناة مكان الإسرائيلية، 22/3/2022، https://bit.ly/3uqa9Kq

[xvi]. خلافات إسرائيلية.. قناة عبرية تزعم: بارليف سيلتقي عباس لمنع التصعيد قبل رمضان، موقع صحيفة القدس المحلية، 15/3/2022، https://bit.ly/3Nd0H5Z

[xvii]. חצי שעה אחרי הפיגוע: בר לב נפגש עם בכיר פלסטיני، وقع القناة السابعة الإسرائيلي (ערוץ 7)، 23/3/2022، https://bit.ly/36JARFK

[xviii]. Attacks up, fatalities down in the West Bank, the jerusalem post, 10/12/2022, https://bit.ly/3KWlclp

[xix]. المصدر السابق.

[xx]. المصدر السابق.

[xxi]. موقع جهاز الشاباك، https://bit.ly/3ueXKZM

[xxii]. المصدر السابق.

[xxiii]. كتب هذا التقدير قبل نهاية آذار/ مارس.

[xxiv]. بحسب إحصاء الباحث.

[xxv]. مقتل 4 إسرائيليين بعملية طعن في بئر السبع، موقع الجزيرة نت، 22/3/2022، https://bit.ly/3JGoQzB

[xxvi]. تل أبيب ورام الله تُكثّفان الاعتقالات: الضفة ثابتة على الاشتباك، موقع صحيفة الأخبار اللبنانية، 18/3/2022، https://bit.ly/3wj3nZK

[xxvii]. انظر عن ذلك: ساري عرابي، ما الذي جعل عام 2014 فارقاً؟، موقع متراس، 16/2/2022، https://bit.ly/3KYl6cT

[xxviii]. تقرير أممي يدعو إلى استجابة منسقة لمعالجة التدهور السريع للوضع الاقتصادي والمالي الفلسطيني، موقع الأمم المتحدة، 11/11/2021، https://bit.ly/3ikNZDR

[xxix]. للشهر الثاني.. فلسطين تصرف رواتب موظفيها منقوصة، موقع وكالة الأناضول، 4/1/2022، https://bit.ly/37MRAsr

[xxx]. وذلك إلى حين كتابة هذا التقرير.

[xxxi]. وزارة المالية تعلن موعد ونسبة صرف رواتب الموظفين عن شهر شباط، موقع وكالة سوا الإخبارية، 6/3/2022، https://bit.ly/3IkDlYo

[xxxii]. الضفة.. مئات الفلسطينيين يحتجون على غلاء الأسعار، موقع وكالة الأناضول، 20/3/2022، https://bit.ly/3IqoR9i

[xxxiii]. عام 2021.. فساد بالجملة في مؤسسات السلطة الفلسطينية، موقع شبكة قدس، 27/12/2021، https://bit.ly/3IvCzaV

[xxxiv]. مصدر سابق، Attacks up, fatalities down in the West Bank

[xxxv]. «الشاباك» يحذّر من الانفلات: المقاومة متأهّبة لنصرة القدس، موقع صحيفة الأخبار، 18/3/2022، https://bit.ly/3qnGZe2

[xxxvi]. علي إبراهيم، "الفصح اليهودي" مع رمضان.. هل الأقصى على أعتاب مواجهة؟، موقع متراس، 21/2/2022، https://bit.ly/3KQD8xQ

[xxxvii]. الأسرى الفلسطينيون يقررون خوض إضراب مفتوح عن الطعام في 25 مارس، موقع صحيفة العربي الجديد، 16 آذار/ مارس 2022، https://bit.ly/3qks1Fs

[xxxviii]. الأسرى الفلسطينيون لن يخوضوا إضرابهم عن الطعام بعد انتزاع اتفاق بتلبية مطالبهم، موقع صحيفة العربي الجديد، 24/3/2022، https://bit.ly/357cmls

[xxxix]. تصاريح العمل للغزيين… حل مؤقت يتهدده خطر الضياع مع أي تصعيد، موقع صحيفة القدس المحلية، 6/3/2022، https://bit.ly/3N6POCE

[xl]. "العليا" الإسرائيلية توقف إخلاء عائلات من حي الشيخ جراح حتى البت بالملكية، موقع صحيفة الأيام الفلسطينية، 2/3/2022، https://bit.ly/3L0LIu4

[xli]. בעקבות העימותים בשנה שעברה: המשטרה לא תציב ברמדאן גדרות בשער שכם، haaretz، 20/2/2022، https://bit.ly/3qnK9hU

[xlii]. شرطة الاحتلال تعتدي بطريقة وحشية على الفلسطينيين في القدس المحتلة وإصابة العشرات، صحيفة القدس العربي، 28/2/2022، https://bit.ly/3qnmkqh

[xliii]. בכירים במערכת הביטחון: "השטח מתוח, אך עדיין לא על סף פיצוץ בגדה"، موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية (מעריב)، 18/2/2022، https://bit.ly/3IA8Mhp

[xliv]. المصدر السابق.

[xlv]. علي إبراهيم، "الفصح اليهودي" مع رمضان.. هل الأقصى على أعتاب مواجهة؟، مصدر سابق.

[xlvi]. ישראל נערכת להסלמה. מפקד אוגדת איו"ש: "חומר הבערה כבר קיים, חסר רק גפרור"، موقع القناة السابعة الإسرائيلي (ערוץ 7)، 15/2/2022، https://bit.ly/3ulNCyG

[xlvii]. ساري عرابي، الواقع والشرط اللازم لانتفاضة أوسع!، موقع عربي21، 22/3/2022، https://bit.ly/3tzAVRG