الشيخ رائد صلاح، شمس فلسطين المشرقة

وليد الهودلي
20-08-2020



وليد الهودلي .. مركز القدس

قصة الانسان مع الشمس قصة كبيرة وعظيمة، لا تتزعزع الثقة بالشمس مهما طال ليل غيابها فإشراقتها قريبة ولن تخذلنا أبدا ما دامت السماوات والارض بأن تغيب ولا تعود ثانية، لن تتوقف الشمس عن امدادنا بكل ما هو ضروري لحياتنا، الضياء التي تجعل النهار مبصرا فكم من المولدات الكهربائية والوقود نحتاج لو تركت لنا الشمس أمر هذه الإضاءة الباهرة، وتمدنا بالحرارة التي تنضج الثمر، وتمدنا بطاقة طبيعية نظيفة بدأ الناس يستدلّون عليها ويكتشفون تجليات جميلة جديدة لها.

والشمس تعطي بحبّ فلا تغضب لسفاهة السفهاء ولا تتوقّف عن العطاء مهما بلغ ظلم الظالمين ومهما تجبّروا وطغوا في البلاد وأفسدوا، تواجه دوما الإساءة بإحسان، رغم قدرتها الهائلة على الحرق والبطش، تبدّد الليل وتخترق ستائره السوداء وتحنوا على العباد بإشراقة الصباح دون أن تفرّق بين أبيض وأسود أو أعجمي وعربي، الابتسامة والحنان والاشراقة للجميع دونما أي عنصرية أو تفريق.

والشمس لا تثقل علينا رغم شدة حاجتنا اليها، عند أوّل شعور لدينا بالملل من كثرة الضياء وتوقنا لليل هادئ لنهجع فيه ونأخذ قسطا من الراحة والاسترخاء، تنسحب من المشهد بهدوء، تغلق فمها فورا عن البوح والكلام قبل أن نغلق آذاننا ونصل الى السأم أو البحث عن ملاذ آمن من كثرة العطاء، هي تبادر دون غضب من نكراننا لجميلها، وعندما تستشعر حاجتنا اليها تعود من جديد كأمّ أودعت رضيعها سريره ثم عادت مشتاقة لاحتضانه عند أوّل ململة صباحية باكرة.

على رسلك أيتها الشمس الجميلة قبل أن تسحرينا بعطائك وجمالك، فسبحان الذي أبدعك حيث جعل من صفاتك في أناس هم مثلك في تجلياتك العظيمة:

الشيخ رائد صلاح يريدون حجب الناس عن ضيائه وتجلياته الجميلة، يغيبونه في غياهب سجونهم، يشرق بابتسامة هي ذاتها عند اغراقه في ظلامهم يوم خروجه منها، يغرب في بحر يافا وهو على موعد مع فجر جديد حيث تتجلّى فيه فلسطين من شرقها الى غربها متلألئة باسقة ساطعة، لا يضيره الغروب بل يزيده عزما ويقينا وقوة واشراقا، غروبه الجميل يكشف زيف ظلامهم وأنهم لا يملكون للناس نورا ولا ضياء، لا يعرفون الا الظلم والظلام، فاحتلالهم ليل لا نور فيه.

مثلهم ومثله مثل من أراد أن يطفأ نور الله بفاهه وما هو ببالغه، يهوّشون ويشاغبون ويجرمون ولكن الشمس وحتى عندما تغيب أو يعتقد بعض الناس أنهم قادرون على تغييبها وأن الامر بيدهم وما يظنون ان الشمس تجري لمستقر لها وذلك تقدير العزيز العليم، حتما يخيب اعتقادهم هذا لان ذات الشمس تشرق هناك حيث ظن البعض أنها غابت ولا يعلمون أن هناك وجها آخر للبسيطة تشرق فيه، الشيخ رائد يشرق بعمق ودفء أيضا هناك، ثم يتزوّد من الوجه الاخر ليعود بإشراقته الجميلة الجديدة أكثر نورا ووضاءة ونبالة، ثقة الناس بعودته ودوام اشراقته عالية وعاشقة ومتلهفة، سيعود أكثر قدرة على تبديد ظلامهم واثبات نور الحق الساطع في فلسطين، هو ذاك النور الخارق الذي يكسر صلفهم ويذهب زيفهم ويضعهم في سلّة مهملات حقيرة تضجّ من رائحتها النتنة مزابل التاريخ لأنها لم تر مثلها ولم تشاهد مثل قبحها.

رائد صلاح شمس مشرقة على الدوام، مشرق سواء غيبوه داخل سجونهم أو تركوه في عمق كيانهم، إنه هناك يلتحم مع فلسطين التاريخية المحقة اللافظة لظلمات الاحتلال، الشيخ ضرورة من ضرورات تحقيق حرية شعب يحتاج دوما الى الشواهد الحيّة، الموقظة بإرادتها الشامخة إرادة أمة تداعت للهزيمة والعجز والكسل، هو مشعل نار ثورة وسائر بخطى ثابتة لبزوغ فجر أصبح قريبا ما دام لهذا النبض العالي حضور واشراق وعزم.

عيون الامة وأحرار العالم رأت بالأمس شمسنا المشرقة ورأت ليلهم البهيم، رأت الحبّ والدفء والسلام الحقيقي والحق الابلج، رأت فلسطين المحرّرة المجيدة، رأت أرض الرسالات وملتقى الحضارات والعدل ورسالة السموات كلّها تعبّر عنها اشراقة وجه صبيح بهيج يساق لمدافن الاحتلال الأسود البغيض، ورأت بالمقابل الاحتلال بصورته المظلمة البغيضة حالكة السواد، تقابل الحق مع الباطل والخير مع الشرّ، تقابلت الشمس مطلقة الخير والنعيم والعطاء، مع سواد الاحتلال مطلق الشرّ والقهر والفساد.

وقد جاءت هذه الصورة أيضا لتفضح كل من ينحاز الى الظلام مدبرا لا يرى شمسنا رغم وضوحها ويمعن في ظلامهم الذي لا نور فيه.

رائد صلاح شمس لا تغيب، دوما يثبّت صورة فلسطين الساطعة على كلّ صورهم الفاجرة رغم أنوفهم الحاقدة وانوف كل من يتزلّف اليهم ويقترب من هذا الظلام الزائل لا محالة ما دام لنا مثل هذه الشموس المشرقة.