الضفة على صفيح ساخن
ياسر مناع
18-10-2018
كتب: ياسر مناع- مركز القدس لدراسات الشأن الاسرائيلي والفلسطيني
لم يعد يخفى على عوام الناس وساستهم بأن الضفة الغربية تقف اليوم على فوهة البركان، بمعنى آخر أنها قابلة للإنفجار في أي لحظة سواءً في الفترة القريبة الحالية أو على المدى المتوسط، ذلك لجملة من الإعتبارات والظروف الداخلية والخارجية والتي باتت تحيط بحياة المواطن في الضفاوي وتتحكم في سيرها، وبالتالي من شأنها أن تأخذ الميدان طوعاً أو كرهاً إلى مواجهة جديدة.
كان من اللافت للنظر بأن الآونة الأخيرة امتازت وبعد فترة عاشتها الضفة الغربية من الهدوء النسبي، والتراجع الكبير في عدد العمليات، بجملة من العمليات الفدائية، والتي تركزت في استهدافها على المستوطنين، ولكن على الرغم من قلة عددها إلا أنها كانت بمثابة عمليات نوعية ومؤلمة، ويمكن لنا أن نحدد بداية هذه الفترة التي نتحدث عنها من عملية "حفات جلعاد" التي نفذها الشهيد أحمد جرار في مطلع العام الجاري، وليس انتهاء بعملية بركان الأسبوع المنصرم، وكان من اللافت ايضاً جحم الالتفاف والتأييد الشعبي لهذه العمليات وإن كان في بعض الأوقات غير ظاهري.
ويمكن لنا أن نجمل عدداً من الوقائع والظروف التي يكابدها المواطن في الضفة هذه الأيام، والتي بدورها تساهم اسهاماً لا يستهان به في دفع عجلة المواجهة بشكل أسرع إلى الامام، ومن الواجب في هذا المقام التنويه الى أنه ومن الممكن أن تكون هنالك أسباباً أخرى لم يرد ذكرها قد يراها البعض فتيل مواجهة قادمة:
ختاماً، من الواضح بأن توتراً ملحوظاً يسود الضفة الغربية، غير أن عدم وجود قوه منظمة تعمل على تحريك الجماهرية والتحشيد والتعبئة وخصوصاً بعد فشل العملية السلمية السياسية و موجات تفكك النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وبالتالي إن لم تكن كذلك فإنها تعتبر بمثابة القوة العكسية التي لا تدفع باتجاه أي مواجهة سياسية وشعبية مع "إسرائيل".
لم يعد يخفى على عوام الناس وساستهم بأن الضفة الغربية تقف اليوم على فوهة البركان، بمعنى آخر أنها قابلة للإنفجار في أي لحظة سواءً في الفترة القريبة الحالية أو على المدى المتوسط، ذلك لجملة من الإعتبارات والظروف الداخلية والخارجية والتي باتت تحيط بحياة المواطن في الضفاوي وتتحكم في سيرها، وبالتالي من شأنها أن تأخذ الميدان طوعاً أو كرهاً إلى مواجهة جديدة.
كان من اللافت للنظر بأن الآونة الأخيرة امتازت وبعد فترة عاشتها الضفة الغربية من الهدوء النسبي، والتراجع الكبير في عدد العمليات، بجملة من العمليات الفدائية، والتي تركزت في استهدافها على المستوطنين، ولكن على الرغم من قلة عددها إلا أنها كانت بمثابة عمليات نوعية ومؤلمة، ويمكن لنا أن نحدد بداية هذه الفترة التي نتحدث عنها من عملية "حفات جلعاد" التي نفذها الشهيد أحمد جرار في مطلع العام الجاري، وليس انتهاء بعملية بركان الأسبوع المنصرم، وكان من اللافت ايضاً جحم الالتفاف والتأييد الشعبي لهذه العمليات وإن كان في بعض الأوقات غير ظاهري.
ويمكن لنا أن نجمل عدداً من الوقائع والظروف التي يكابدها المواطن في الضفة هذه الأيام، والتي بدورها تساهم اسهاماً لا يستهان به في دفع عجلة المواجهة بشكل أسرع إلى الامام، ومن الواجب في هذا المقام التنويه الى أنه ومن الممكن أن تكون هنالك أسباباً أخرى لم يرد ذكرها قد يراها البعض فتيل مواجهة قادمة:
- سياسة اليمين الإسرائيلي المتبعة في الضفة الغربية والرامية الى تهويدها والسيطرة المطلقة عليها، مستخدمة لتحقيق ذلك المستوطنين من جهة والجيش من جهة اخرى لكن في آن واحد، حيث بات من الملاحظ تزايد هجمات المستوطنين والتي تأخذ طابعاً منظماً ضد سكان القرى الفلسطينية ولاسيما النائية منها، بالإضافة إلى سياسة الجيش في العقاب الجماعي والتضييق على السكان الفلسطينيين في الدخول والخروج من مدنهم وقراهم وفي أعمالهم ايضاً.
- حالة الإحباط وفقدان الأمل التي يعيشها المواطن الفلسطيني في الوصول إلى أي إتفاق سياسي أو حل مؤقت أو دائم مع "إسرائيل" بعد سنوات طوال من الوعودات والتوهيم العربي والدولي وخصوصاً الموقف الأمريكي، حيث ترسخت قناعة في أوساط الشارع الفلسطيني بأن المقاومة وحدها هي الخيار في ظل وضع (الإفلاس السياسي) وإستمرار الإنقسام المقيت، وخصوصاً عندما شوهدت "إسرائيل" وهي تفقد في قطاع غزة قوة الردع التي تغنت بها دوماً.
- الأوضاع الاقتصادية المتردية والآخذة في الانحدار، بالتزامن مع ارتفاع أعداد البطالة وبطئ الحركة التجارية في الأسواق الفلسطينية، نتيجة قرارات "إسرائيل" أو الضغوطات التي الممارسة على السلطة الفلسطينية مثل مسألة قطع رواتب عوائل الأسرى والشهداء، وارتفاع الأسعار والضرائب.
- حالة المد والجزر في الأحداث الدائرة في قطاع غزة وما حوله، بالإضافة إلى ما توظفه "إسرائيل" إعلامياً وسياسياً من تحريض وتحشيد ضد الفلسطينيين، مما يلقي ذلك بظلاله على الأوضاع في الضفة الغربية، ويكون له تأثيراً كبيراً وأوسع انتشاراً، ولاسيما الحدث المتجدد مسيرة العودة، وبالتالي فإن "إسرائيل" تدرك سهولة إنتقال المواجهة من قطاع غزة الى الضفة الغربية التي تنتشر نقاط الاشتباك في جميع ارجائها.
- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية تجاه الفلسطينين وحقوقهم، وخاصة مدينة القدس وحق العودة، و بالتزامن مع جهدها المبذلة الأن على قدمٍ وساق والرامية الى إنهاء وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" مسقطة في ذاك حق العودة، ومن الجدير ذكره بأن الضفة الغربية تحتوي على قرابة 19 مخيماً ذات كثفة سكانية عالية وخصوصاً من فئة الشباب، وبالتالي فإن كل هذه الخطوات والإجراءات من الممكن ان تترجم إلى خطوات عملية ذات أبعاد تصعيدية على أرض الواقع.
ختاماً، من الواضح بأن توتراً ملحوظاً يسود الضفة الغربية، غير أن عدم وجود قوه منظمة تعمل على تحريك الجماهرية والتحشيد والتعبئة وخصوصاً بعد فشل العملية السلمية السياسية و موجات تفكك النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وبالتالي إن لم تكن كذلك فإنها تعتبر بمثابة القوة العكسية التي لا تدفع باتجاه أي مواجهة سياسية وشعبية مع "إسرائيل".