القائمة المشتركة بين فتح وحماس.. الممكنات والدلالات

فضل عرابي
08-03-2021
تقارير

القائمة المشتركة بين فتح وحماس.. الممكنات والدلالات

فضل عرابي

صحفي وباحث فلسطيني



ملخص

تصاعد الحديث في الأوساط الإعلامية والسياسية، بعد لقاء قيادات فتح وحماس في العاصمة التركية إسطنبول أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، عن اتجاه الحركتين نحو خوض الانتخابات التشريعية القادمة، في قائمة مشتركة.

ثارت تساؤلات حول واقعية مشاركة الحركتين في قائمة مشتركة، على الرغم من وجود فوارق كبيرة في البرامج السياسية التي تتبناها الحركتان، والتي كانت تقف خلف استمرار الانقسام لسنوات طويلة.

وأبدت حركة فتح استعدادها تشكيل قائمة وطنية ائتلافية تضم جميع الفصائل للانتخابات بما فيها حركة حماس، وهو ذات الأمر المعلن من حماس.

الفكرة بذاتها، تثير تساؤلًا، عن استمرار الانقسام، ما دامت الحركتان قادرتين على تشكيل قائمة مشتركة بينهما لخوض الانتخابات.

تعرض هذه الورقة حيثيات نشأة فكرة القائمة المشتركة، والموقف منها داخل الحركتين، وقراءة الخبراء والكتاب للفكرة.

ظهور مقترح القائمة المشتركة

ظهر المقترح للعلن عقب تسريب تسجيل صوتي منسوب لصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عقب حوار إسطنبول، يشرح فيه أهمية دخول الحركتين في قائمة مشتركة. [1]

وأعقب هذا التسجيل، تصريح لأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب قال فيه إنّ اللقاء مع حماس في تركيا، بحث إمكانية خوض الانتخابات التشريعية المقبلة ضمن قائمة مشتركة.[2]

ثم تصريح أدلى به رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أشار فيه إلى أن حماس وفتح تفكران في خوض الانتخابات بقائمة مشتركة. [3]



القبول والرفض في الحركتين



على الرغم من أنه لم بتخذ قرار نهائي من الحركتين بالمشاركة في الانتخابات القادمة بقائمة مشتركة، إلا أن الفكرة تواجه حالة من الرفض والقبول علي مستوى قيادات الحركتين وعلى مستوى القاعدة الجماهيرية لكل حركة.



الموقف داخل فتح



أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، والمفوّض بالحوار مع حركة حماس، لإتمام مسار الانتخابات، كانت له تصريحات تفيد أن الفكرة لم تطرح بعد، وإن كانت حركة فتح، بحسب تصريحاته، منفتحة على من يقبل بإستراتيجيتها، قائلاً إن الكثير من القضايا ستناقش في حوار القاهرة.[4]

أما زميله في اللجنة المركزية عزام الأحمد فقد أكد أن مقترح القائمة المشتركة يشمل الكلّ الوطني، ولا يقتصر على حركة حماس، منوهًا أنّ فتح منفتحة إزاء مقترح قائمة ائتلافية موحدة.[5] وهو موقف أكدته قيادات أخرى في حركة فتح.[6]



الأمر ذاته أكده في حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات"، نائب مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح، الدكتور عبد الله عبد الله، من كون حركة فتح، ووفقًا لما أعلنه الرئيس محمود عباس، منفتحة علي كل الاقتراحات بما فيها القائمة المشتركة، ونوه إلى أن حركته، لم تحصل على رد من حماس بخصوص موافقتها أو رفضها القائمة المشتركة.



بيد أنّ موقفه الشخصي، لا يفضل تحالف فتح وحماس في قائمة واحدة لخوض الانتخابات، مبررًا ذلك بأنّ الانتخابات سكتشف الوزن الجماهيري لبرنامج كل من الحركتين، لكنه شدد على أنه مع وحدة الشراكة الكاملة لحماية الوطن وحماية المشروع الوطني، بمعنى أن يكون الكل ضمن النظام السياسي الوطني الفلسطيني، مثلما كانت طبيعة العمل في منظمة التحرير، حتى يكون الجميع صفًا واحدًا وقرارًا واحدًا في مواجهة الأخطار، على حدّ قوله. [7]



الموقف ذاته الذي لا يفضل قائمة مشتركة بين الحركتين، تبناه، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، وذلك في حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات"، لكون تحالف الحركتين، حسب رأيه، مناقضًا للعملية الديمقراطية، منوهًا إلى أنّه وإن كانت قائمة فتح مفتوحة للجميع، فإن خوض القوى الأساسية المتصارعة الانتخابات في قائمة مشتركة، ودون حلّ المشكلات العالقة بينهما، يعني قفزة في الهواء، بعيدًا عن المصالحة وبعيدًا عن ترتيب الأوضاع وفقًا للاتفاقات السابقة. [8]



كما أكد القيادي في فتح نبيل عمرو، وفي حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" رفضه القاطع لقائمة مشتركة بين فتح وحماس، لأنه يريد انتخابات تنافسية، لا انتخابات متفقًا على نتائجها سلفًا، مستبعدًا أن تخوض الحركتان الانتخابات بقائمة واحدة في ظل المعارضة القوية لهذه الفكرة داخل الحركتين. [9]



كما عبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة عن رفضه للقائمة المشتركة لأنها غير ديمقراطية، وغير ممكنة سياسيًّا، وتتجاهل ما حدث في السابق، قائلاً إن الفكرة تتسم بالانتهازية والمصالح الشخصية. [10]



الموقف داخل حماس



أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري على أن حماس منفتحة على تشكيل قوائم مشتركة مع فتح أو فصائل أخرى، قائلًا إنّ حماس المنفتحة على جميع الخيارات، أولويتها هي القائمة المشتركة، مبررًا ذلك بأنّ بيوت الفلسطينيين تضمّ الجميع من فتح وحماس، مما يستوجب إعادة اللحمة جغرافيًا وسياسيًا.[11]



لكن عضو المكتب السياسي لحماس الدكتور موسى أبو مرزوق، قال مؤخرًا، إنّ تشكيل قائمة مشتركة مع فتح أصبح أمرًا صعبًا، في ظل تغير الأحوال والأوضاع والمواقف، معتبرًا أن هذه القائمة لا تملك فرصًا كبيرة للنجاح. موضحًا أن حركة فتح حتى الآن تنتظر المشهد، لاحتمال ظهور أكثر من قائمة لفتح، وأقرّ أبو مرزوق في السياق نفسه، بوجود حوار سابق مع جبريل الرجوب، حول تشكيل حركتي فتح وحماس لقائمة مشتركة، لكن الفكرة، باتت صعبة، بحسب أبو مرزوق، مع تغير الأحوال، على حدّ وصفه.[12]



أما زميله في المكتب السياسي سهيل الهندي فقد أكد على أنّ التوجه العام لدى الحركة هو أن تُشكّل قائمة مشتركة على قاعدة الثوابت الوطنية تشارك فيها جميع القوى والفصائل الفلسطينية من كل التوجهات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ولكنه نوّه إلى أنّ الأمور لا تسير بهذا الاتجاه الذي تريده حماس.[13]



وفي حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" قال النائب السابق فتحي قرعاوي إنه يدعم فكرة قائمة مشتركة وطنية عامّة لا تقتصر على حركتي فتح وحماس، خاصة وأنّ الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة للتوافق.[14]



من جهته أكد النائب ووزير الأوقاف والشؤون الدينة السابق نايف الرجوب، في حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" تفضيله لخيار القائمة المشتركة مع فتح، لخوض الانتخابات، وذلك لأنّ القائمة المشتركة، وإن كانت لها سلبيات، فإنّ من شأنها، كما يقول الرجوب، أن تخفّف من حالة الاحتقان بين الحركتين في الشارع الفلسطيني، وأن تضمن احترام نتائج صناديق الاقتراع من كل الأطراف، وتمنع الانقلاب عليها كما حدث عام 2006.



أما سلبيات القائمة المشتركة، من وجهة نظر نايف الرجوب، فهي أن الانتخابات ستكون شكلية، وخالية من التنافس، مع انخفاض نسبة المشاركة الشعبية، كما أنّ الانتخابات، حينئذ، لن تعكس الحجم الحقيقي لكل حركة في الشارع الفلسطيني، فالانتخابات في جوهرها، والكلام للرجوب، تصويت على برامج سياسية، بينما القائمة المشتركة تجمع فصيلين ببرنامجين متناقضين، مما يعني تعويمًا للبرامج الانتخابية، محذرًا من كون المواطنين الذين تأذّوا في المرحلة الماضية من الطرفين لن ينتخبوا قائمة فيها شخصيات كانت سببًا في معاناتهم، إلا أنّه وبالرغم من ذلك يفضّل القائمة المشتركة، لأنها الضمان لاحترام النتائج ومنع الاحتكاك والصدام.[15]

الرأي نفسه يتبناه النائب السابق عبد الرحمن زيدان في حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات"، معللاً ذلك بأن الوضع الحالي هو وضع غير نموذجي مما يستلزم حلًا غير نموذجي، فالقائمة المشتركة، وإن لم تكن تنافسية في النظام الديمقراطي لأنها لا تتيح للناخب حرية الاختيار بين البرامج والأشخاص، إلا أنّها في الوضع الفلسطيني الراهن، سواء كانت قائمة توافقية وطنية، أم كانت ثنائية بين فتح وحماس، فإنّها الحلّ لاجتناب الاحتقان والشعور بالمغالبة. [16]

ممن يرفض الفكرة، وزير الأسرى السابق وصفي قبها، كما صرّح في حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" موضحًا معارضته الفكرة انسجامًا مع ما وصفه بـ "نَفَس الناس والشارع"،  مستغربًا إمكانية تشكيل قائمة مشتركة بين فتح وحماس، بالرغم من الخلاف الأيديولوجي واختلاف البرامج السياسية وطول فترة الانقسام بينهما، وإن كان يقرّ في الوقت نفسه بوجود إيجابيات للقائمة المشتركة من قبيل تخفيف الاحتقان، وتجنيب عناصر حماس الملاحقة والاعتقال في الضفة الغربية، بيد أنه في الوقت نفسه، وعلى حد تعبيره، يقدّم المبدأ والأيديولوجيا، متسائلاً عن الأساس الذي ستُشكل وفقه القائمة المشتركة، فهل سيكون على أساس تقاسم المقاعد، أم على أساس البرنامج النضالي، في حين ينعدم التوافق على برنامج نضاليّ مشترك بين الحركتين، محذرًا من فقدان حماس مصداقيتها لدى الشارع في حال خاضت الانتخابات بقائمة مشتركة مع فتح، لأنّ خلافها مع فتح سيظهر، وكأنه خلاف على المقاعد لا على البرامج، وهو ما سيصب في صالح دعاية فتح في النتيجة، كما يقول.[17]

أما وزير الحكم المحلي السابق عيسى الجعبري، وفي حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" فرأى أن توافق فتح وحماس على قائمة مشتركة، حتى لو ضمت بقية الفصائل الأقل حجمًا، أمر يخالف أبسط مبادئ التنافس الديمقراطي، لانعدام قدرة الناس على الاختيار الحرّ بين البرامج حينئذ، ويتفق مع قبها، في كون القائمة المشتركة توحي بأن الخلاف على الساحة الفلسطينية خلاف على تقاسم المناصب والمكاسب، وليس خلافًا على مناهج سياسية متعارضة.



يخلص الجعبري إلى أنّ خيار القائمة المشتركة سيكون خيارًا سيئًا للطرفين، مستبعدًا أمكانية حدوث ذلك، لاعتقاده بأنه لا توجد لدى فتح الرغبة في أن تضع يدها بيد حماس لتعطيها شرعية قانونية عبر هذه القائمة، محذرًا من كون عقد الانتخابات قبل المصالحة وقبل تهيئة الأجواء المناسبة لها إنما يراد به إخراج حماس من ساحة العمل السياسي بنفس الطريقة التي دخلت بها.[18]

آراء الخبراء

أعرب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، حسن خريشة، تمنيه مشاركة حماس وفتح ضمن قائمة مشتركة، مستدركًا أن ذلك لا يعد حلًا ديمقراطيًّا، ويأتي فقط في سياق وطني يهدف لجلب الهدوء إلى الساحة الفلسطينية، كما أنّ الفكرة، بحسب خريشة تعطي متنفسًا لعناصر حركة حماس في الضفة الغربية، وأبناء حركة فتح في قطاع غزة بعد سنوات طويلة من المناكفات. ولفت إلى أن تشكيل قائمة فصائلية موحدة تشارك فيها حماس وفتح، تجبر المجتمع الدولي على الاعتراف بنتائج الانتخابات، مذكرًا بتداعيات نتائج الانتخابات الماضية عام 2006، وما نجم عنها من حصار فُرِض على الشعب الفلسطيني، إلى جانب الاقتتال الداخلي. [19]

من جانبه، وفي حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" يُذكّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور سعد نمر بأنّ طرح فكرة القائمة المشتركة في البداية جاء للتأكيد على موضوع إنهاء الانقسام، وتعميق الوحدة الوطنية، بحيث أنه وفي حال دخلت فتح وحماس الانتخابات بقائمة مشتركة، لن يكون هناك إشكاليات في موضوع تقاسم الوزارات، أو التقاسم الوظيفي بشكل عام ما بعد الانتخابات.

لكنه أكد على أن فكرة القائمة المشتركة باتت ضربًا من الخيال، فالحركتان متعارضتان في كل الأحوال، مع الانقسام أو بدونه، فأهداف كل حركة منهما ونظرتها ورؤيتها تختلف عن الثانية، أيديولوجيًّا وسياسيًّا، مما يجعل القائمة المشتركة أمرًا صعبًا في الواقع، منوهًا إلى أنّ الأصل هو التنافسية، وتوفّر حرية الاختيار بين النهجين المختلفين، فالمشاركة بقائمة مشتركة، بحسبه، يضر بجوهر العملية الانتخابية. [20]

وهو ما وافقه عليه أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت الدكتور نشأت الأقطش، فقد أكد في حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" أن فكرة القائمة المشتركة لن ترى النور، لاسيما مع وجود خلاف أيدولوجي كبير بينهما، واتساع معارضة القاعدة الشعبية داخل الحركتين، ومن ثم صعوبة التوافق على برنامج سياسي واحد.

مؤكدًا على أن دخول الحركتين الانتخابات بقائمة مشتركة يعد أمرًا خطيرًا، وهو ما يعني أن فتح وحماس تخشيان نتائج الانتخابات، وتريدان الاحتماء بقائمة مشتركة، وتقاسم الكعكة بينهما، على حدّ تعبيره، وهو ما سيؤدي لردة فعل شعبية خطيرة داخل الحركتين وفي الشارع الفلسطيني، قد تؤدّي لانتخاب قائمة من المستقلين. [21]

بدوره وفي حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة الدكتور عدنان أبو عامر أن فكرة القائمة المشتركة طرحت في حوارات القاهرة مقدمة لطي صفحة الانقسام، لكن حينما عاد كل فصيل لقواعده الفصائلية، وجد أن هناك رفضًا كبيرًا للفكرة.

ويرى أبو عامر أن دخول فتح وحماس الانتخابات بقائمة واحدة لا يعطي المعنى الحقيقي للعملية الانتخابية ولعملية تداول السلطة، فعلى الرغم من أن خيار القائمة المشتركة قد يشكل توافقًا وطنيًّا لإنهاء الانقسام، لكنه من الناحية السياسية قد يشكل إجهاضًا ووأدًا للديمقراطية، وخلص إلى أنّ فكرة القائمة المشتركة تبدو فكرة رومانسية، لكنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع. [22]

من جهته، أكد مدير البرامج في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" خليل شاهين، أن فكرة القائمة المشتركة هي فكرة قديمة سبق طرحها بعد الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة في عام 2014، لكن ذلك أصبح من الماضي، لأنّ ما تميل له الحركتان الآن تشكيل قائمة وطنية موحدة تضم مختلف الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة، ولا تقتصر على الحركتين، منوهًا إلى أن ذلك قد لا يحدث، وقد يتعلق بالانتخابات الداخلية لحركة حماس، وبوجود أكثر من قائمة لحركة فتح مثل قائمة يشكّلها ناصر القدوة، قد تكون مدعومة من مروان البرغوثي، وهو أمر قد يؤدّي لتغيير المعادلة بالكامل.



ونوّه شاهين، إلى أن بعض الأوساط في حماس، قد تتخوف من قوائم غير رسمية لفتح تضمّ كفاءات وشخصيات وطنية، قد تحصد نتائج تتفوق على قائمة فتح، مما يدفع حماس لتفضيل خوض الانتخابات بقائمة خالصة لها، أو بتحالف مع فصائل أخرى، وخلص إلى أنّه من الصعب أن تتشكل قائمة ثنائية بين فتح وحماس لوحدهما، وسيكون تمريرها صعبًا جدًا داخل الحركتين، لاسيما داخل حماس، لكن التشاورات جارية لتشكيل قائمة تضم الكل الفلسطيني، دون استبعاد أن تخوض كل حركة الانتخابات بقائمة خاصة بها لوحدها أو بالتحالف مع فصائل أخرى.[23]



أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، وفي حديث خاص لـ"مركز القدس للدراسات" فقد أكد أن حركة حماس منفتحة على كل الخيارات، لكنها حتى اللحظة لم تحدد الخيار الذي ستخوض على أساسه الانتخابات إذا ما كان قائمة مشتركة مع فتح أو قائمة وطنية تضم كل الفصائل والقوى الوطنية أو أن تخوض الانتخابات بقائمة منفردة، مبينًا أن حماس تشترط أن يكون خيار المقاومة هو الغالب على البرنامج السياسي، ولذلك فهو لا يعتقد أن يكون هناك قائمة مشتركة تضم فتح وحماس لوحدهما، في ظل رفض ذلك من القواعد والشارع الفلسطيني، لكنه أكد على أن حماس تريد قائمة وحدة وطنية مشتركة، مستدركًا أن هناك بعض الفصائل التي لا ترغب في التحالف مع حماس، ومرجحًا أن تخوض حماس الانتخابات في النهاية بقائمة خاصة بها. [24]



الخاتمة



تعد فكرة خوض فتح وحماس الانتخابات التشريعية بقائمة ثنائية فكرة قديمة ظهرت لأول مرة عام 2014، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد اللقاءات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي عادت تلك الفكرة لتطفو علي السطح من جديد، لكنها ظهرت هذه المرة في صورتين؛ الأولى أن تكون قائمة ثنائية تضم فتح وحماس لوحدهما، والثانية أن تكون قائمة وطنيّة عامّة تشمل جميع الفصائل.

لكن فكرة خوض فتح وحماس للانتخابات بقائمة واحدة وإن لاقت تأييدًا من شخصيات وازنة في الحركتين، إلا أنها تحظى ببعض النقد والتخوف والتشكيك، سواء من حيث واقعيتها، أو من حيث دلالاتها، أو من حيث أثرها على العملية الديمقراطية، الأمر الذي يدفع أكثر المراقبين لاستبعاد حدوثها بسبب الاختلاف الأيدولوجي، واختلاف البرنامج السياسي، ورفض القواعد الشعبية في الحركتين، وذلك في حين يرجّح فريق آخر حدوث ذلك من خلال قائمة وحدة وطنية تضم مختلف الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، بينما يخلص البعض إلى أنّ المعيقات الذاتية والموضوعية ترجّح أن تخوض كلّ حركة الانتخابات بقائمة أو بتحالفات خاصة بها.

من جهة أخرى، يرى مراقبون، أن القائمة المشتركة للحركتين قد تكون خيارًا وطنيًّا في مقدمة لإنهاء الانقسام، ومنع الاستقطاب، وحلّ العقبات التنظيمية والإدارية التي تعتري حماس في الضفّة الغربية وفتح في غزّة، وضامنة لاحترام النتائج وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، حتّى لو كان ذلك على حساب التنافسية الديمقراطية، وعلى حساب قدرة المواطن على اختيار البرامج السياسية، أو على حسب معرفة الأوزان الشعبية للبرامج السياسية، فالوضع الفلسطيني غير مثالي وقد يحتاج حلولاً غير مثالية.

[1] - https://t.co/Z7DNNAP5qN?amp=1

[2] - https://t.co/uSojaYKhzC?amp=1

[3] - https://t.co/wqBKOUvxaJ?amp=1

[4] - https://t.co/GV8aL31GG1?amp=1

[5] - https://t.co/7zFRyI5MgT?amp=1

[6] - https://t.co/AqzL6SlumN?amp=1

[7] - أجرى الباحث المقابلة في 4-3-2021

[8] - أجرى الباحث المقابلة في 4-3-2021

[9] - أجرى الباحث المقابلة في 3-3-2021

[10] - https://t.co/aY6Ycg3IJa?amp=1

[11] - https://t.co/bJOoFEpR3I?amp=1

[12] - https://t.co/4ELPKqkhO2?amp=1

[13] - https://t.co/9ZLowOhlnD?amp=1

[14] - أجرى الباحث المقابلة في 3-3-2021

[15] - أجرى الباحث المقابلة في 3-3-2021

[16] - أجرى الباحث المقابلة في 4-3-2021

[17] - أجرى الباحث المقابلة في 3-3-2021

[18] - أجرى الباحث المقابلة في 3-3-2021

[19] - https://t.co/HU65awCNqv?amp=1

[20] - أجرى الباحث المقابلة في 4-3-2021

[21] - أجرى الباحث المقابلة في  4-3-2021

[22] - أجرى الباحث المقابلة في 4-3-2021

[23] - أجرى الباحث المقابلة في 4-3-2021

[24] - أجرى الباحث المقابلة في 5-3-2021