المجلس الوطني: الجثة المستخدمة قبيل الدفن
علاء الريماوي
12-04-2018
مركز القدس: علاء الريماوي
يواصل السيد عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح العمل واصلا الليل بالنهار، بصحبة فريق تنظيمي وأمني، لجمع نصاب الوطني داخليا وخارجيا، مستبدلا الأموات فيه بأحياء والعجزة بشيوخ، ومفاوضات مع فصائل اليسار ممنيها بحصص وعطايا ولي النعمة، و بوظائف و مكرمات يمكن الفوز بها في حال المشاركة.
رئيس المجلس الغائب عن ترتيبات المجلس(لكبر السن) السيد سليم الزعنون، أعلن له الشروع في توزيع الدعوات "المهندسة" على مقاس إرادة فريق السيد عزام الأحمد للوصل الى مركز وطني بحجم سياسة الضفة الغربية، والمتماهية مع توجهات الرئيس محمود عباس، الساعي لحصار المعارضة والقفز عن عقدة المجلس التشريعي، للوصل إلى مخرج يتناسب مع بقاء السيطرة لفريقه على مفاصل المنظمة والسلطة والضفة بعيدا عن منهجية تنهي الانقسام وتعالج الواقع الفلسطيني الصعب.
جمعتني الأيام الماضية بنخب فلسطينية في فعليات مختلفه تمثل الجبهة الشعبية، والديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا، فتح، حماس، جبهة النضال الشعبي، الجهاد الإسلامي، وكان النقاش ينصب حول مستقبل القضية الفلسطينية في ظل استفراد مطبخ المركزية لفتح، بقرارات المنح والمنع والعقاب، هندسة مؤسسات المنظمة، ترتيب الخيارات السياسية على ايقاع المنهجية المتبناة، بالإضافة إلى الاستمرار في اغفال كل مرخجات المركزي المتعلقة بفك الارتباط مع الاحتلال الصهيوني، فكان إجماع النخب والقيادات، أن السلوك الممارس من فتح، سينتج عنه جملة من المتغيرات الخطيرة أهمها:
أولا: إنهاء فرص المصالحة بين حماس وفتح محملا بعضهم المسؤولية في ذلك للطرفين.
ثانيا: انهاء قدرة المنظمة على تمثيل الشعب الفلسطيني وحصر حضورها في مدينة رام الله.
ثالثا: اتاحة النجاح لخيار بعض الفصائل في بناء مؤسسة توازي المنظمة وتجمع تحت قبتها الخارج، وغزة وبعض شخصيات الداخل الفلسطيني.
رابعا: انجاح خطوات الولايات المتحدة في تمرير قواعد صفقة القرن.
خامسا: دفع غزة نحو قرارات فردية تجنب القطاع الواقع الإنساني الصعب.
سادسا: التأثير السلبي الواضح على مسيرات العودة في قطاع غزة ومنع تمددها للضفة الغربية.
هذه النقاط بحسب النخب سيتجذر أثرها السبي في حال عقد الوطني بالصيغة القائمة، ويقل الأثر في حال تصحيح مسار الواقع الفلسطيني والعودة إلى إمكانية العمل المشترك.
استنتاج النخب يتفق معها الكاتب، لأسباب مختلفه أهمها أن الواقع الفلسطيني في ظل هذه المرحلة لا يستقيم واقعه مع ظل الإنقسام، وشهية عربية كبيرة للتطبيع مع الاحتلال.
الشهية لا تتوقف عند حدود التطبيع بل المعلومات تشير إلى تبلور جسم تقوده الولايات المتحدة وفيه العربية السعودية اسرائيل، الإمارات الأردن، مصر، الجسم المشار اليه يجمع على ترتيبات خطيرة في القضية الفلسطينية سوريا، والشرق برمته.
ما يهمنا اليوم هو الحديث عن الملف الفلسطيني الذي بات أمام استحقاق تنفيذ الرؤية الأمريكية التي بدأت بنقل السفارة وستنتهي بتسوية لا تقيم دولة ولا تعترف بحدود لها سوى كانتونات في الضفة الغربية وقاعدة ارتكاز في قطاع غزة.
الحل الأمريكي لا يمكن فرملته إلا عبر البوابة الفلسطينية، وصمودها والمضي في مشروع مقاوم عنوانه اليوم مسيرات العودة التي أربكت الإحتلال ووضعته أمام خشية الإمتداد على مساحة الأرض الفلسطينية.
هذا الامتداد لا يمكن تحقيقه إلا عبر وحدة فلسطينية حقيقية، مفتاحها اليوم وقف الخطوات الأحادية والإجراءات العقابية على قطاع غزة، بالإضافة إلى ايقاف المضي في اجتماعات الوطني المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري.
ما نقدره في مركز القدس، أن المطالبة لفتح بوقف العمل لعقد الوطني لم تعد منطقية كون الحركة انهت ترتيباتها لعقد المؤتمر، لذلك فإن المسؤولية الوطنية باتت مرتبطه بالقوى اليسارية القادرة على فرملة توجهات فتح من خلال مبادرة تتكون من الآتي:
أولا: وقف فتح توجهات عقد الوطني والشروع في عقد اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني المتفق عليها في اجتماعات بيروت.
ثانيا: الوقف الفوري للاجراءات العقابية تجاه قطاع غزة.
ثالثا: تشكيل لجنة إدارية من الفصائل تشرف على تطبيق اتفاقات المصالحة بين حماس وفتح مع أخذها صلاحية حسم الملفات الخلافيه في غزة والضفة الغربية.
رابعا: تبني مسيرات العودة مرحليا كمنهجية متسعة في مواجهة المخاطر على القضية الفلسطينية.
اليسار الفلسطيني الآن يعد بيضة القبان لتأثيره على مخرج الوطني وشرعيته، يستطيع مع المستقلين في بنيته الضغط وفرملة جموح الحالة السياسية المتجنحة.
لذلك على اليسار التخلي عن دور الضعيف المتكسب من الخلاف القائم، والانتقال إلى المسؤولية الوطنية وقيادة الحالة إلى واقع يمكن البناء عليه.
ما سمعته غير مبشر حتى الساعه، لكن مازالت الجبهة الشعبية والديمقراطية قادرتين على بناء موقف مهم يسجل لهما فيه المبادرة لوقف النزيف في الحالة الفلسطينية.
المجلس الوطني وعقده في رام الله اليوم يستخدم في حالة الانقسام، ويسخر لخدمة توجهات فتح، ليظل السؤال هل باتت الفصائل أهم من فلسطين ؟ وهل بات واقعها أهم من الرؤية الوطنية العامة؟ السلبية هي العنوان الذي ينحر قضيتنا لذلك المطلوب مواقف تمنع الانجراف والتدهور القائم.