المركزي في العين الصهونية: غضب من الخطاب وفرصة للتهويد على الأرض

عماد أبو عواد وعلاء الريماوي
16-01-2018
رصد مركز القدس متابعة الإعلام العبري لخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومخرجات المركزي عبر جملة من العناويين والتي يمكن اجمالها عبر الآتي:

1. كلمة "يخرب بيتك" تجتاح الصحف العبرية، وهناك من وصف الخطاب بأنه خطاب "يخرب بيتك" في اشارة لكلام الرئيس الفلسطيني لترامب.

2. خطاب الرئيس الفلسطيني، كان خطاب وداع وادراك لانتهاء دوره السياسي.

3. هآرتس: الفلسطينيين أمام تحد حقيقي، هل لديهم الجرأة في اتخاذ قرار مخالف للتوجه الأمريكي، وهل سيكون لديهم الجرأة في اعلان انتهاء حل الدولتين والمطالبة بحل تحت اطار الشرعية الدولية.

4. موشيه شارون، وهو مستشرق اسرائيلي: الفلسطينيين يدعمون حماس، وبالتأكيد شخص من حماس سيحل محل أبو مازن، وإن كان أبو مازن لاسامي "مناهض لاسرائيل" صغير، فسيأتينا شخص أكثر كراهية لنا.

5. موشيه شارون: كثرة استخدام ال"لا"، من قبل أبو مازن تُشير إلى وصوله إلى حالة اليأس وعدم وجود شيء ليخسره، وسُبابه لترامب كان من أجل كسب قلوب الفلسطينيين.

6. القناة العاشرة: قرارات المركزي الفلسطيني لن يتم تطبيقها، فهي مرتفعة السقف وغير قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

7. نتنياهو: من دون تغيير أبو مازن لمواقفه فلن يكون هناك عملية سلام، فأبو مازن كشف أسس الصراع التي نتحدث عنها دائماً، وهو خائف من مبادرة سلام امريكية.

8. ليبرمان: أبو مازن لا يريد سلام ويريد الهرب من استحقاقاته، مستغلاً قرار ترامب.

9. آبي جباي زعيم المعسكر الصهيوني: كلام أبو مازن خطير ومليء بالكذب، وفيه الكثير من العداء لليهود "لاسامية".

10. الرئيس الاسرائيلي ريبيلن: أقول لأبو مازن، أن القرآن الكريم يعترف ب"إسرائيل" كدولة للشعب اليهودي، واصفاً كلام الرئيس الفلسطيني بالفظيع، وبأنّ كلام كهذا من الممكن أن يُعتبر لاسامياً.

11. يديعوت احرونوت: خطاب ابو مازن سيء وخطاب اليائس، لكنه لن يحرق الجسور، وسيحافظ على التنسيق الأمني.

12. نائبة وزير الخارجية حوتبولي: خطاب أبو مازن صفعة على وجه الاوروبيين.

13. القناة الثانية: خطاب أبو مازن عبر عن حالة الكراهية الموجودة في الشارع الفلسطيني لترامب، وأمريكا واسرائيل.




هذه المضامين أضيف ىلها تعبئة باتجاه السلطة الفلسطينية، من خلال التركيز على مضمون أن السياسة الفلسطينية لم تعد تقبل تسوية مع الكيان، كما أن فرضية الشريك في التسوية السياسية لم تعد ترتبط بالرئيس محمود عباس، هذا المعنى جاء في المتابعة التحليلية التي تناولت المركزي ومخرجاته في الاعلام الصهيوني.




الموقف من الرئيس ناقضته صحيفة هآرتس عبر نقاشها البديل في حال مغادرة الرئيس عباس حكم السلطة من سيكون؟ وما نظرته لاسرائيل؟ وكيف سيكون موقفه من المقاومة المسلحة؟
وتابعت الصحيفة في حال ظل الواقع القائم، فإن الحالة الفلسطينية ستكون أمام دفع بتغيرات منها: قيادات أكثر تشددا تقترب مما تتحدث به حماس عن الكيان.

في ذات السياق قالت القناة الثانية العبرية في موجتها التحليلية، أن الاحباط الذي شوهد في المقاطعة سيشكل أحد الدوافع الخطيرة للتحول، الأمر الذي يفرض على إسرائيل وضع تصورات للمرحلة القادمة.

هذا يضاف الى جملة ملاحظات وجب الوقوف عليها حين تحليل الخطاب الصهيوني لفهم نظرة الاحتلال لمجريات الأحداث في الأرض الفلسطينية والتي يمكن تلخيصها بالآتي:




أولا: الكيان يعتبر أن الخطاب المرتفع للسلطة الفلسطينية غير قابل للتطبيق في شقه الاقتصادي والمهني كون السلطة ترتبط عضويا وتعتمد في وجودها المالي على العلاقة مع الكيان.

ثانيا: الكيان يعتبر أن الاختراقات في الساحة العربية والعلاقات المتطورة، ستجعل السلطة تعود الى الواقعية السياسية وتهدئة موجة الغضب من الموقف الأمريكي.

ثالثا: الأمن الصهوني في تقديراته لسلوك السلطة يتحدث عن ضعف السلطة في ظل الانقسام وخشية فتح من انقساماتها الداخلية.




رابعا: هناك اجماع في الكيان على أن الرئيس لن يذهب الى تغيير منهجه السلمي في الحراك ضد إسرائيل، كما لن يسمح بتحول الضفة الى ساحة مواجهة مسلحة معها.

خامسا: ترجح الصحافة العبرية، استمرار الجمود السياسي خلال العام 2018 مع الفلسطينين دون إمكانية ظهور وسيط غير الولايات المتحدة.

سادسا: يعتبر الاحتلال الحالة السياسية القائمة فلسطينيا وعربيا، مريحة لسلوكه باتجاه اقرار سلسلة من الوقائع على الأرض خاصة في مساحة القدس والضفة الغربية دون صخب عالمي رافضا للسلوك الصهيوني.




سابعا: الاحتلال يعتبر أن الواقع العام الفلسطيني وحالة الاحباط العام، قد تدفع باتجاه تصعيد على جبهة غزة وموجات من المواجهة والعمليات الفردية في الضفة الغربية، خاصة بعد الخطاب التوتري بحسب الإحتلال الذي شوهد في المركزي.




خلاصة القراءة 

يرى مركز القدس بأن الاحتلال الصهوني عبر مؤسسة حكمه، سيمضي في الإجراءات التهويدية على الأرض في ظل قناعة لديه تتلخص بعجز السلطة عن اتخاذ خطوات مهمة، كوقف التنسيق الأمني، والتخلي عن اعباء الحكم الأمر الذي سيجعل الواقع مرتبكا في الجانب الفلسطيني.




أكثر الملفات التي تضغط الاحتلال المصالحة، كونها المؤشر الوحيد الذي يشير الى تعافي الحالة الفلسطينية وتخلصها من الاملاءات الخارجية.




هذه المتغيرات ستكون محكومة بمعيقات منها السقف العربي الرسمي، ومصالحهم الذاتية، مما سيجعل السلطة أمام خيارات صعبة، قبول بصفقة القرن، معارضة ستجلب لها توترا في العلاقات مع العرب، أو تغيرا في وجهة السياسة الحالية عبر رفع وتيرة التحدي والمواجهة مع المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية.




الخيارات محدودة والقائد ملزم بأخذ البدائل وإن كان ظاهرها ينم عن مخاطرة كبيرة، كون الجمود وصفة لنجاعة الانتحار.