المعركة الجديدة بين إسرائيل وحماس

فريق المركز
24-07-2018
ترجمة: مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني

مقالة جديدة نشرها مركز القدس لدراسات الجمهور والدولة، كان قد أعدها الباحث في شؤون الشرق الأوسط "يهونتان دخوخ ليفي" تحت عنوان ( كيف تُرى المعركة الجديدة بين "إسرائيل" و حماس )، حيث ركزت تلك الرسالة على القدرات التي يمتلكها الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام"، وطبيعة الإستراتيجيات التي من الممكن أن يتبعها خلال أي حرب جديدة قد تندلع في أي وقت.

وإعتمد الباحث في مقاله على وثيقة رسمية يدعي بأنها كانت قد صدرت عن "كتائب القسام" تتمحور حول الدروس المستفادة من الحرب الأخيرة على القطاع في صيف عام 2014، والتطور في العقيدة العسكرية والإعداد للجولة القادمة.

حيث قال الباحث بأن الجولة الأخيرة من المواجهة القصيرة التي جرت على حدود قطاع غزة بين حماس و"إسرائيل" نهاية الأسبوع الماضي كانت قد ضاعفت من إمكانية نشوب حرب كبيرة، تسعى خلالها "إسرائيل" للعمل على إضعاف وكبح جماح حماس ووقف الحرائق اليومية، بالإضافة الى فرض وقف لإطلاق النار تحت شروط إسرائيلية، وصفاها الكاتب بالمحسنة، وأكد في مقالته على أن كلا الطرفيين غير معنيين بالحرب في هذه الفترة الحالية، ونوه الى أن حماس تسعى الى الدخول في حرب إستنزاف طويلة الأمد بوتيرة منخفضة، تهدد خلال بالتصعيد مما يشكل ورقة ضغط على "إسرائيل".

وتطرق الباحث الى سعي "كتائب القسام" للإنتقال من مجموعة الى جيش منظم، وأنه يعتمد في أي حرب قادمة على إستراتيجية الحرب النفسية، وزعزة معنويات المستوطنين بالإضافة الى الإضرار بهم جسدياً، كل ذلك بهدف الضغط على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية خلال الحرب، وقال بأن الوثيقة أكدت على أن أي حرب قادمة سترتكز على أساسيين هما:

أولاً: منظومة التحكم والسيطرة الكاملة، وذلك عبر وحدة الإتصال التي أنشأها الشهيد "أيمن العطار" والمختصة بالحفاظ على أمن الإتصال من التجسس الإسرائيلي.

ثانياً: الإعداد الجيد والكامل، عبر التخطيط الدقيق الذي يتضمن دراسة أساليب وطرق العدو – جيش الإحتلال، والتعرف على قدرات وممتلكات الجيش، وتحليل السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث خلال الحرب، وإعداد المقاتلين وفقاً لذلك، وذكر الباحث بأن التدريب الجسدي والفكري والمهني للكتائب قد بدأت في عام 2009.

ثالثاً: إدارة المعركة وفقاً للمعلومات الإستخباراتية عن قدرات وتحركات الجيش في الميدان،وتجهيز بنك أهداف واستخدامها من قبل قوات المدفعية وحدات الهندسية والوحدات المضادة للدبابات.

وتطرق الباحث الى ما قبل معركة العصف المأكول في صيف 2014، حيث قال "بأن كتائب القسام أعلنت حالة الإستنفار في أعقاب" خطف المستوطنيين الثلاثة في الخليل على يد عناصر القسام "كنوع من أنواع اليقضة وتجنب عنصر المفاجأة التي قد يستخدمها الجيش ضد القسام، وقال أنه وبعد إستشهاد" محمد أبو خضير" عمل القسام على إطلاق الصورايخ تجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، دون إعلان المسؤولية عن الإطلاق، وأضاف بأن كتائب القسام تمسكت بمقاليد الأمور في المعركة، وإستخدمت عنصر المفاجأة فيها على النحو التالي:

  1. البحر: عملية نفذها الكوماندوز البحري التابع للقسام في قاعدة زيكيم، حيث لم يتمكن الجيش من تحديد مكان أنشطة وحدة الكوماندوز.

  2. الأرض: تنفيذ عمليات من خلف خطوط الجيش، حيث دفع الجيش ثمناً دموياً باهظاً في أرض المعركة.

  3. المدفعية: إطلاق صواريخ على حيفا ، وإغلاق المجال الجوي لإسرائيل والمطار الدولي بسبب تهديد الصواريخ ، وترك السكان الإسرائيليين من محيط غزة ، مهاجمة تجمعات الجيش.

  4. الجو: إطلاق مركبات جوية بدون طيار بهدف جمع المعلومات الاستخبارية ومهاجمة عمق العدو، ونجاح الصواريخ المضادة للطائرات في تحييد الطائرات في ساحة القتال.

  5. الإنتاج العسكري: استخدام أسلحة متطورة جديدة، بما في ذلك الصواريخ، واستمرار الإمدادات العسكرية والإنتاج خلال المعركة.

  6. الحرب النفسية والإعلامية: إن رواية امقاومة تفوقت على الجيش وتسببت في ضرر معنوي من خلال نشر مواد وثائقية تستهدف الجمهور الإسرائيلي والساحة الدولية ، مع الحفاظ على معنويات عالية على الجبهة الداخلية.


أضف الى ذلك عمدت المقاومة الى مهاجمة نقاط ضعف الجيش، بما في ذلك تحت الأرض، حيث علمت كتائب القسام أنه لا يمكن لـ "إسرائيل" الكشف عن وجود عناصر تحت الأرض، وكان استخدام هذه الوسيلة بهذه الطريقة خطوة إستراتيجية مهمة، واتباع سياسية الضغط الدائم على الجبهة الداخلية للعدو – المستوطنيين -  ونقل القتال إلى أراضي العدو عن طريق إطلاق الصواريخ التي شملت معظم الأراضي المحتلة، مما أجبر المستوطنين على البقاء في الملاجئ، واللجوء الى اخلاء سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، حيث شكلت مسألة إخلاء السكان نقطة ضغط على حكومة العدو تدفعها الى إنهاء المعركة.

و ذكر الباحث بأن المنظمات الفلسطينية تنتهج سياسة "نمط المعركة الطويل"، فهي قادرة على شن معركة طويلة، وأن هذه السياسة تمثل عنصر أساسي في الاستعداد لأي معركة، وأن "إسرائيل" لا تمتلك قدرة سياسية واقتصادية وعسكرية على تحمل معركة طويلة.

وختم الباحث مقاله بتسليطه الضوء على حرص المقاومة في المحافظة على الدعم الشعبي، ومدى إدراكها لأهمية الجبهة الداخلية ورفع الروح المعنوية لسكان القطاع في أثناء المعركة.