بعودة إيهود باراك.. نتنياهو المستفيد الأول

معتصم سمارة
14-07-2019

كتب: معتصم سمارة



 



يقف إيهود باراك من جديد على أعتاب السياسة الإسرائيلية ساعياً بكل قوته، كما يدعي الى إسقاط بيبي نتنياهو من رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ولكن هل لباراك مصداقية في السياسة؟ يحفل سجل إيهود باراك العسكري بأرفع الاوسمة في تاريخ دولة الكيان، بل انه يعتبر الوحيد الحاصل على أرفع خمسة أوسمة، وهو مالم يحصل عليه أي ضابط في الدولة العبرية، فنجاحات الرجل العسكرية يجمع عليها خصومه وحلفاءه على حد سواء.






ولكن في المقابل يكاد الجميع يقر بحقيقة أن باراك هو السياسي الأكثر فشلاً في السياسة الصهيونية.





فقد بدأ باراك مسيرته السياسة كوزير للداخلية في عهد رابين عام 1995 فوراً بعد انتهاء خدمته العسكرية كرئيس لأركان الجيش الصهيوني وسرعان ما تدرج في حزب العمل ليفوز في إنتخابات عام 1999 برئاسة الحكومة مرشحاً عن حزب العمل أمام منافسه مرشح حزب الليكود في ذلك الحين بيبي نتنياهو، لكنه عاد وخسر رئاسة الحكومة بعد أقل من عامين أمام أريك شارون ليعلن إعتزاله السياسة، ولكنه عاد في العام 2007 لرئاسة حزب العمل من جديد، ليصبح وزيراً للدفاع في حكومة أولمرت ثم وزيراً للدفاع في حكومة نتنياهو بعدما إنشق عن حزب العمل مع أربعة أعضاء اخرين من نواب الحزب مشكلاً كتلة برلمانية بزعامته، لكنه عاد واعتزل السياسة مجدداً عام 2013، وها هو من جديد يعلن قبل أسابيع عودته من جديد للسياسة كمتنافس في الإنتخابات القادمة على رأس كتلة برئاسته.






والسؤال المطروح بقوة لماذا عاد باراك الآن ولم يعد قبل أشهر في الإنتخابات السابقة.





نتائج الإنتخابات التي فاز بها اليمين بزعامة نتنياهو أوضحت مدى حدة الصراع على طبيعة الدولة والمجتمع بين المتدينين والعلمانيين، كما أبرزت المعركة الإنتخابية إمكانية اللعب مجدداً على ملفات الفساد التي تحيط برقبة نتنياهو، فهل هذا ما شجعه للعودة ؟






لقد بات واضحاً ان معسكر اليمين سيسعى بكل جهده وإمكانياته الى الحصول على 61 مقعد دون ليبرمان الذي بات مصراً على تغيير قانون التجنيد جملة وتفصيلاً، والسؤال هل يمكن لباراك ان يأخذ نسبة من أصوات اليمين وبالتالي إسهامه في إسقاط حكومة اليمين، في الحقيقة الوقائع تشير الى غير ذلك تماماً وقبل أن نخوض في هذه الحسابات لا بد من القول أن تاريخ باراك يثبت أنه بلا مبادئ، وإمكانية أن ينقلب على شعاراته وتصريحاته هي واردة تماماً.






اذا ما تجاوز باراك نسبة الحسم، فالمقاعد التي سيحصل عليها حتماً ستكون على حساب أحزاب العمل وأزرق - أبيض، وربما يصوت له بعضاً من مصوتي كحلون او ليبرمان او الأحزاب العربية، وفي حال لم يستطع نتنياهو وأحزاب اليمين الحصول على 61 مقعد، فعندها سيكون أمام نتنياهو خيارين إما العودة الى ليبرمان والرضوخ الى مطالبه أو الذهاب بإتجاه إدخال باراك كوزير للدفاع، فهل سيقبل باراك الذي ينادي في كل صباح بإسقاط نتنياهو؟








في الحقيقة نعتقد إذا ما كانت الصورة بهذا الشكل بعد الإنتخابات فان باراك سينقلب على شعاراته كما عودنا وسيذهب الى المشاركة في حكومة نتنياهو وسيسعى الى الحصول على أكبر المكاسب له ولحزبه، أما كيف سيبرر ذلك أمام ناخبيه فالأمر في غاية البساطة، حيث سيعتبر باراك أن إرادة الناخب الصهيوني حسمت مرة أخرى ببقاء نتنياهو وحزبه في زعامة الحكومة وبالنسبة لقانون التجنيد فسيكون سهلاً على باراك أن يتقدم بصيغة جديدة للقانون تكون ضاغطة على الحريديم لكنها مقبولة عليهم وسيقول للعلمانيين في المقابل أن هذه الصيغة هي الأفضل في تاريخ الدولة وانه إستطاع أن يحصل من الحريديم على ما لم يستطع ليبرمان أو غيره الحصول عليه.





عندئذ سيكون نتنياهو وأحزاب اليمين هم الرابح الأكبر من عودة باراك للسياسة معسكر الوسط واليسار.