ترجمات: ثلثا الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يريدون من بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دون شروط*

ساري عرابي
21-02-2021
ترجمات:

ثلثا الخبراء في شؤون الشرق الأوسط يريدون من بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دون شروط*




ترجمة: مركز القدس للدراسات

تحرير: ساري عرابي




يرى الخبراء في قضايا الشرق الأوسط، في استطلاع جديد لآرائهم، ضرورة عودة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 كما كان قائمًا، وذلك قبل الدخول في أيّ مفاوضات بخصوص قضايا أخرى مع إيران.

67٪ من الخبراء المشاركين في الاستطلاع يرون أنّ الإستراتيجية الأفضل للسياسة الخارجية الأمريكية تتمثل في عودة بايدن الفورية إلى خطة العمل الشاملة المشتركة [أي الاتفاق النووي الإيراني] (JCPOA) قبل التفاوض على أي شروط أخرى مع إيران، وهو أمر من شأنه أن يؤدي إلى "نتائج إيجابية" للولايات المتحدة.

وبحسب الاستطلاع ، الذي نُشر يوم الثلاثاء أيضًا [15 شباط/ فبراير]، قال 75٪ من الخبراء إن عودة الولايات المتحدة إلى الصفقة ستقلل من احتمال حصول إيران على سلاح نووي خلال العقد المقبل.

شبلي تلحمي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، وأستاذ كرسي أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند، يرى في هذه النتيجة "ردًّا ساحقًا" كما قال  لمجلة نيوزويك.

تلحمي، الذي يعمل أيضًا زميلاً كبيرًا غير مقيم في معهد بروكينغز، طور الاستطلاع، بالتركيز على سؤالين أساسيين،  حول ما ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقتها مع إيران، أو بحسب تعبير تلحمي فإنّ قضيتين إشكاليتين ستبرزان حين فتح الصفقة من جديد.

السؤال الأول متعلق باحتياج الولايات المتحدة إلى التفاوض من جانب واحد على الاتفاقية مع الحلفاء المعنيين بهذا الاتفاق، بما في ذلك بعض شركاء أمريكا الأوروبيين المقربين.

وأمّا السؤال الثاني فيتعلق بـ "الخشية" من استحالة التوصل إلى اتفاق جديد مرة أخرى، فتأجيل المفاوضات، كما يقول تلحمي، من شأنه أن يضاعف من احتمال "التصعيد العسكري" الذي يرفضه المجتمع الأكاديمي إلى حد كبير، فـ 1٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون العمل العسكري ضد إيران.

أجري الاستطلاع في الفترة الواقعة بين 8 إلى 15 شباط/ فبراير في مشروع مشترك بين استطلاع القضايا الحرجة بجامعة ماريلاند، الذي يديره تلحمي، ومشروع العلوم السياسية في الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، وشاركت في الاستطلاع، عينة غير عشوائية ممثلة في 521 خبيرًا، بحيث يمكن من آراء تلك العينة، استخلاص وجهة نظر مقارنة، حول المقاربات الحالية للسياسات حيال الشرق الأوسط.

جميع الخبراء أعضاء إما في جمعية دراسات الشرق الأوسط، أو قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جمعية العلوم السياسية الأمريكية، وهما مجموعتان من المجموعات الأكاديمية الرائدة في دراسة الشرق الأوسط.

وبينما تعني العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة رفع العقوبات عن إيران، فإنّ الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد انسحب في العام 2018 من جانب واحد من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات معوقة على إيران في سياق حملة الضغط القصوى، شملت عقوبات ثانوية على الشركات العالمية التي تتعامل مع إيران، كما يقول تلحمي.

إستراتيجية الضغط الأقصى على إيران، أيدها فقط 4٪ من المشاركين في الاستطلاع، ويرى تلحمي أنّ هذه الإستراتيجية ضارّة بالشعب الإيراني، أكثر من ضررها بالبرنامج النووي الإيراني.

يفتخر القادة الإيرانيون، بأنّ ترامب فشل في فرض اتفاق بديل، الأمر الذي يعني انتصارًا لهم، وذلك في حين استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم في كانون الثاني/ يناير، في انتهاك مباشر لبنود خطة العمل الشاملة المشتركة.

قال بايدن خلال حملته إنه يعتزم الانضمام مرة أخرى إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنه قال إنه لن يرفع العقوبات ويعود إلى الاتفاق حتى تتوقف إيران عن سياسات التخصيب.

وكان بايدن قد أجاب بكلمة واحدة هي "لا" حينما سُئل على قناة CBS Evening News في وقت سابق من هذا الشهر، عما إذا كانت الولايات المتحدة سترفع العقوبات أولاً عن إيران من أجل جذبها إلى طاولة المفاوضات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، وأكد في المقابلة نفسها أن إيران ستحتاج أولاً إلى وقف تخصيب اليورانيوم قبل أن تدرس الولايات المتحدة إجراء محادثات بشأن الصفقة.

قال تلحمي: "إنك تركض عكس مدار الساعة"، لأنّه من الصعب معرفة ما إذا كان لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتطوير سلاح نووي، لذا فإن الوقت جوهري بالنسبة لبايدن للتوصل إلى اتفاق، كما يضيف تلحمي.

من جهة أخرى فإنّ المواجهة الطويلة بين واشنطن وطهران دفعت الصين وروسيا إلى الاقتراب من إيران، التي تسعى إلى تحالفات عالمية تخفف من تداعي ظروفها الاقتصادية والإنسانية، وكانت كل من الصين وروسيا، اللتين وافقتا من قبل على خطة العمل الشاملة المشتركة، قد طالبتا بايدن بالعودة مرة أخرى للاتفاق دون فرض شروط صعبة.

يقول تلحمي إنه من غير الواضح بعد ما إذا كان بايدن سيسعى إلى الحصول على شروط إضافية قبل عودة الولايات المتحدة للاتفاقية، وعن ذلك يقول تلحمي: "بينما قال [أي بايدن] إنه سيعود إلى الاتفاق كما هو، فقد ظهرت منه عبارات تشير إلى أن بعض المفاوضات قد تكون في مكانها".

* معلومات المادة الأصلية:

المصدر: موقع مجلة Newsweek

- العنوان الأصلي: Two-Thirds of Middle East Experts Want Biden to Return to Iran Deal Without Conditions: Poll

- الكاتب: Nicole Fallert

- تاريخ النشر: 16 شباط/ فبراير 2021

- الرابط: https://bit.ly/3pAGidW