تقرير الانتهاكات الاستيطانية لشهر يوليو (2023)
تقرير الانتهاكات الاستيطانية\ يوليو 2023
اعداد : نجيب مفارجة \ باحث مختص في شؤون الاستيطان
توطئة
جرى من خلال هذا التقرير رصد كل ما يتعلّق بالاستيطان في أراضي الضفة الغربية المحتلّة خلال شهر يوليو المنصرم، وقد رصد التقرير كل ما يتعلّق بالمخططات الاستيطانية واعتداءات المستوطنين على شعبنا وممتلكاته، وعمل الجماعات والمنظمات الاستيطانية، وإقرارات البناء داخل مستوطنات الضفة، ومقابل ذلك أوامر الهدم لبيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم، إضافة إلى تصريحات رموز المستوطنين وتحركاتهم وزياراتهم للأراضي المهدّدة بالسرقة والمصادرة.
تم استسقاء المعلومات الواردة في التقرير من خلال تجميعها من الكثير من المواقع والعناوين التي تعنى بشؤون الاستيطان : رسمية وغير رسمية، حيث جرى تقسيم التقرير لأربعة أجزاء، يغطي كل جزء اعتداءات المستوطنين خلال فترة أسبوع، وذلك نظرا للكم الهائل من المعلومات التي تمّ الحصول عليها.
تمهيد
جاءت الانتخابات الأخيرة للكنيست الاسرائيلي ، التي جرت في نوفمبر من العام الماضي بحكومة يمينية متطرفة وفاشية ، تشكت من حزب الليكود وأحزاب الصهيونية الدينية والأحزاب الحريدية . هذه الحكومة محكومة باتفاقيات ائتلافية لا يستطيع رئيس الوزراء الاسرائيلي الهرب منها . ما يعنينا في تلك الاتفاقيات هي تلك ، التي عقدها الليكود مع أحزاب الصهيونية الدينية وما انطوت عليه من مشاريع استيطانية ومخططات ضم في أية تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني . هنا يبدو أننا أمام معسكرين داخل هذه الحكومة ، الليكود من جهة وأحزاب الصهيونية الدينية من جهة أخرى . وفي مشاريع الاستيطان والضم هناك حد أدنى يتبناه زعيم يتبناه الليكود بنيامين نتنياهو وحد أعلى يتبناه زعيم الصهيونية الدينية بتسلائيل سموتريتش ، وقد أفصح كل منهما عن أفكاره بوضوح في شهر يوليو الماضي.
نظرة عامة \ النصف الأول من عام 2023
صعّد الاحتلال ومستوطنوه من حجم اعتداءاتهم على شعبنا وأرضنا بشكل لافت خلال النصف الأول من العام الجاري، ليبلغ العدد الإجمالي للاعتداءات التي نفذها الاحتلال وميليشيات مستوطنيه 4073 اعتداءً على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ممّا دعا الجهات الرسمية الفلسطينية لـ "دق ناقوس الخطر على طبيعة المرحلة القادمة من الصراع".
تنوّعت أشكال اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه لتشمل : القتل المباشر و التسبّب بالقتل وتخريب وتجريف الأراضي واقتلاع أشجار ومصادرة ممتلكات وإغلاقات وحواجز وإصابات جسدية، وقد تركّزت أبرز الاعتداءات على قرى حوارة وترمسعيا وأم صفا وعوريف وقريوت ودير دبوان ، فيما تركزت الاعتداءات في محافظة نابلس بـ952 عملية اعتداء، تليها محافظة جنين بـ553 عملية اعتداء ثم محافظة بيت لحم بـ 435 اعتداء، وذلك وفقا لتقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان النصف سنوي الذي أصدرته الهيئة قبل نحو شهر.
عدديا، بلغ مجموع الاعتداءات التي نفذها "المستوطنون" 1148 اعتداءً، تسببت باستشهاد 8 مواطنين على يد المستوطنين، وقد تراوحت اعتداءات المستوطنين بين إقامة البؤر الاستيطانية والسيطرة على أراضي المواطنين والاعتداء على الشوارع والسيارات واقتحام القرى وإحراق الممتلكات وإطلاق الرصاص المباشر وشن هجمات منظمة وخطيرة على القرى الفلسطينية، تركزت هذه الاعتداءات في محافظة نابلس بواقع 470 اعتداءا، تليها محافظة رام الله بواقع 265 اعتداءا.
فيما يتعلّق بالمستعمرات ، أقام المستعمرون 13 بؤرة استعمارية على أراضي المواطنين معظمها بؤر رعوية، وذلك في محافظات رام الله ونابلس وسلفيت وبيت لحم والقدس والخليل، فيما "شُرعنت" 4 بؤر استيطانية جديدة، كلها تحيط بمستوطنة عيلي التي تقع بين محافظتي رام الله ونابلس ، بينما درست سلطات الاحتلال 75 مخططا هيكلياً لتوسعة مستعمرات أو إقامة مستعمرات جديدة في الضفة الغربية اشتملت على أكثر من 13 ألف وحدة سكنية "للدراسة" : (8131 وحدة للإيداع، و5191 وحدة للمصادقة).
أمّا مصادرة الأراضي ، فقد صادرت سلطات الاحتلال أكثر من 44 ألف دونم تحت مسميات مختلفة (تعديل حدود محميات طبيعية، أوامر استملاك، أوامر وضع يد وإعلان أراضي دولة). منها 43 ألف دونما تعديل حدود محمية طبيعة من أراضي محافظتي القدس واريحا، ومصادرة 433 دونماً من خلال ثلاثة أوامر استملاك أعلنتها دولة الاحتلال لخدمة المستوطنين، ومصادرة 449 دونماً من خلال إصدار 9 أوامر وضع يد لأغراض أمنية وعسكرية، وإعلان واحد يصادر 14 دونما ونصف كأراضي دولة.
وفي ارتفاع ملحوظ وقياسي في عدد الإخطارات الموجهة - مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي والذي سبقه - ، فقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 822 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص تركز معظم هذه الإخطارات في محافظتي الخليل (221 إخطاراً) وبيت لحم (170 إخطاراً). ونفذت سلطات الاحتلال ما مجموعه 256 عملية هدم، هدمت خلالها 303 منشأة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس منها مدرسة أساسية في جب الذيب في محافظة بيت لحم لمرتين على التوالي، وتضرر جراء عمليات الهدم 543 شخصاً منهم 272 طفلاً .
ولم تسلم الأشجار من اعتداءات المستوطنين التي تسببت بقطع وتضرّر حوالي 8340 شجرة منذ مطلع العام تركزت في محافظة الخليل باقتطاع 2005 شجرة، أما محافظات : رام الله \ 1871 شجرة ، نابلس \ 1797 شجرة ، في "استهداف ممنهج لتفريغ وتبوير الأرض الفلسطينية".
شهر يوليو
(الأسبوع الأول)
قررت المحكمة العليا في اسرائيل منع إخلاء بؤرة استيطانية أقيمت مؤخرا وسط الضفة الغربية المحتلة على أراضي قرية المغير في محافظة رام الله والبيرة.
وقد جاء القرار في سياق النظر بالتماس قدمته 5 عائلات استوطنت في الموقع ، بعيد عملية إطلاق النار على مدخل مستوطنة " عيلي "، وأسفرت عن مقتل 4 مستوطنين .
قرار المحكمة العليا الاسرائيلية هذا يفتح ملف البؤر الاستيطانية ، التي تجاوز عددها حتى الأن نحو ( 254 ) بؤرة موزعة على محافظات الضفة الغربية ، بما فيها القدس ، وهي على النحو التالي بصورة تقديرية : 50 بؤرة في محافظة الخليل 17 في محافظة بيت لحم ، 15 في محافظة القدس ، 20 بؤرة في محافظة اريحا ، 55 في محافظة رام الله والبيره ، 18 في محافظة سلفيت ، 11 في محافظة قلقيلية ، 45 في محافظة نابلس ، 5 في محافظة طولكرم ، 11 في محافظة طوباس و 7 في محافظة جنين .
جدير بالذكر هنا أن المجلس الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل (الكابينت) كان قد وافق في شباط الماضي على شرعنة 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية ، من أصل 77 بؤرة غير قانونية ، وهي : "أبيغيل" و"بيت حوغلا"، و"غفعات هرئيل" و"غفعات أرنون"، و"متسبي يهودا"، و"ملآخي هشالوم"، و"عساهئيل"، و"سادي بوعز"، و"شحريت".
وفي السياق تراجعت عمليات هدم المباني غير القانونية ، وفقا للقوانين الاسرائيلية ، التي يبنيها المستوطنون في الضفة الغربية منذ أن مُنح زعيم حزب “ الصهيونية الدينية ” ، وزير المالية والوزير في وزارة الجيش بتسلئيل سموتريتش ، سلطة واسعة على القضايا المدنية في الضفة الغربية . ووفقا لتقارير اسرائيلية فإن المعطيات تظهر أنه خلال عام 2022 بأكمله ، بلغ معدل هدم المباني غير القانونية التي أقامها المستوطنون حوالي 25 شهريًا ، بينما تم إجراء عمليتي هدم فقط في المتوسط ما بين كانون الثاني وأيار الماضي من العام الجاري . وذلك بعد ان أوكل سموتريتش المسؤولية عن إدارة المستوطنات في وزارة الجيش الى المتطرف يهودا إلياهو ، الذي أسس مع سموتريتش نفسه منظمة " ريغافيم " اليمينية المتطرفة التي تشن حربًا علنية ضد البناء الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية .
الانتهاكات
وثق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض عددا كبيرا من الانتهاكات خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو وذلك على النحو التالي:
القدس: أقام الاحتلال قبابًا فوق كنيس "جوهرة إسرائيل"، الذي يبعد 200 متر عن المسجد الأقصى ، وفوق كنيس " الخراب " على بعد عشرات الأمتار غربي المسجد ، وكنيس " بورات يوسف " على بعد 75 مترًا عن المسجد ، وشرع بتنفيذ مشروع تهويدي لإقامة بناية جديدة قرب كنيس "بورات يوسف" في الزاوية الجنوبية الغربية لحائط البراق على مساحة بناء تبلغ 1700 متر مربع ، وتتكون من 5 طوابق، وعلى ارتفاع 12 مترا . ،وتنفذ عدة مؤسسات هذا المشروع ، وهي "بلدية الاحتلال ، وزارة شؤون القدس وما يسمى صندوق تراث المبكي، وصندوق تطوير القدس
الخليل: استولى مستوطنون من "كريات أربع" و"خارصينا" على قطعة أرض في منطقة واد الغروس شرق مدينة الخليل ، ونصبوا خيمة فيها وتبلغ مساحة الأرض 9 دونمات وحاولوا غرس أشتال الكرمة للسيطرة عليها. وفي وقت سابق حاول عدد من المستوطنين الاعتداء على عائلة المواطن سلامة مخامرة التي تقيم في كهف بمنطقة مغاير العبيد ، إلا أن العائلة حالت دون وصولهم وتنفيذ اعتداءاتهم.
بيت لحم: اقتلع مستوطنون أشجار زيتون وتفاح ولوزيات، وأتلفوا محاصيل زراعية في بلدة الخضر ، جنوب بيت لحم عمرها يزيد على 10 أعوام، في أراضي واد "البيار" جنوب البلدة، التي تعود لورثة المرحوم موسى محمود نافع دعدوع
رام الله: أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أراضي المغير ونصبوا خيمة كبيرة في منطقة القبون "أرض الداليا" شرقي القرية، ووضعوا داخلها ما يزيد على 100 رأس من البقر . والمنطقة التي تم نصب الخيمة علىها في الطريق الذي يصل إلى نحو 20 ألف دونم من أراضي قريتي المغير وكفر مالك وتمتد حتى منطقة الأغوار. وهاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة في طريق المعرجات الرابطة بين محافظتي أريحا ورام الله.بحماية من قوات الاحتلال كما هاجمت مجموعة من المستوطنين بلدة دير دبوان وأطلقوا الرصاص تجاه المواطنين ، ما أدى لإصابة الشاب حابس علي برصاصة في اليد. كما هاجمت مجموعة اخرى من المستوطنين مركبات المواطنين قرب إشارة مستوطنة "بيت إيل" فيما هاجم آخرون مركبات المواطنين قرب دوار روابي ، بالحجارة ما تسبب بإلحاق أضرار في مركبة أحد المواطنين.
نابلس: أحرق مستوطنون شاحنة بين قريتي عوريف وعصيرة القبلية ، جنوب نابلس.تعود للمواطن رضوان الصفدي، بزجاجات حارقة، أثناء مروره عبر طريق الكسارات في المنطقة ، الأمر الذي أدى إلى احتراق هيكلها الأمامي ، وهاجم مستوطنون منزلا يؤوي أطفالا في قرية برقة وتصدى لهم الأهالي ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال التي حضرت لحماية المستوطنين . وسرق مستوطنون من مستوطنة "جدعونيم"، ثلاثة رؤوس من الأغنام، في خربة يانون التابعة لبلدة عقربا، من مزرعة المواطن رياض عقل بني جابر، فيما أحرق آخرون عشرات الدونمات المزروعة بالمحاصيل الزراعية، في قرية بيت دجن شرق نابلس في منطقة الزاوية المزروعة بأشجار الزيتون، وبالات قش للمزارعين وأحرق مستوطنون من "يتسهار" عشرات أشجار الزيتون في حقول زراعية جنوب بلدة بورين وهدمت قوات الاحتلال عشرة خيام يمتلكها المزارعون في سهل أبو صيفي شرقي بلدة دوما وصادرتها ، ودمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي،الطريق المؤدية إلى عين مياه قرية دوما وأغلقتها بالسواتر الترابية. فيما هاجم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال مركبات المواطنين قرب بلدة دير شرف، بالحجارة ونفذوا أعمال عربدة
سلفيت: هاجم مستوطنون مسلحون مزارعين أثناء تواجدهم بأرضهم في منطقة الشعاب "خلة ابو عكول" غرب بلدة كفر الديك واعتدوا بالضرب على المواطنين محمود الديك وأحمد الديك واطلقوا النار بالهواء واقدم ىحرون على اقتلاع اشجار وتخريب ممتلكات بأرض المواطن منصور علي احمد من نفس البدة واعتدى آخرون على منتزه بلدية قراوة بني حسان وأحرقوا أشجارا ، وخربوا ممتلكات المنتزه التابع للبلدية في منطقة "بئر أبو عمار” غرب البلدة . وجرفت قوات الاحتلال مساحات من أراضي المواطنين على المدخل الشمالي لمدينة سلفيت، قرب مستوطنة "أريئيل" وتصدى اهالي حارس وبلدة ديراستيا لعشرات المستوطنين الذين العتدوا على منازل المواطنين ، واقدمت جرافات الاحتلال على اقتلاع وتكسير 340 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطنين نشيط سبتي عياش ومرعي عياش من قرية رافات غرب سلفيت ،تقدر اعمارها من 15 _ 17 عام المزروعه بمنطقة حريقة الحمايمة الواقعه غرب القرية، بحجة أنها مصنفة ج".
قلقيلية : استولت قوات الاحتلال على جرافة في قرية كفر ثلث جنوب محافظة قلقيلية،في المنطقة الشرقية من القرية "قطاين ابو سيف" كانت تعمل في المنطقة واعتقلت سائقها وذلك بذريعة العمل في منطقة مصنفة "ج". وتعرض طاقم إسعاف مستشفى قلقيلية الحكومي يحملون طفلا مصاب بكسور الى اعتداء إرهابي نفذه مستوطنون قرب مستوطنة "كدوميم" بعد أن تم رشق السيارة بالحجارة ما أدى إلى تحطيم زجاج سيارة الإسعاف وتضرر هيكلها، ونجاة من كانوا بداخلها بأعجوبة.
(الأسبوع الثاني)
التقى رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هليفي مع قادة المستوطنين وشدّد على ضرورة امتناع المستوطنين عن تنفيذ " جرائم قومية " يرتكبونها في اعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين ، وبشكل خاص مهاجمة القرى الفلسطينية وإحراق البيوت والسيارات وإتلاف المزروعات فيها ، بزعم الرد على عمليات مسلحة ينفذها فلسطينيون ضد مستوطنين أو ضد قوات الاحتلال ، الأمر الذي أثار حفيظة وغضب قادة المستوطنين .
ردّ قادة المستوطنين على بيان الجيش بأن هليفي قدم من خلال البيان صورة كاذبة عن ذلك اللقاء إلى وسائل الإعلام . وتجاهل قادة المستوطنين دعوة هليفي الى ضرورة إبداء مسؤولية قيادية وتعزيز التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنات مثلما جرى أثناء العملية العسكرية الأخيرة في جنين ( البيت والحديقة ). وتشديده على أن الجيش الإسرائيلي مسؤول عن الأمن والقانون في المنطقة ويتوقع شراكة من جانب المستوطنين من أجل التركيز على محاربة الإرهاب بالمبادرة والحزم.
غضب قادة المستوطنين وردود أفعالهم لم تقف عند حدود البيان المذكور ، فدائرة الغضب اتسعت لتغطي البيان المشترك ، الذي صدر قبل أسبوعين عن رئيس الاركان هليفي ورئيس الشاباك، رونين بار، والمفتش العام للشرطة ، يعقوب شبتاي، الذين وصفوا فيه هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية بأنه " إرهاب قومي " ، حيث قال رئيس ما يسمى " مجلس إقليمي بنيامين " للمستوطنات في محافظة رام الله والبيره ، يسرائيل غانتس ، إن هذا بيان مسيء وظالم للاستيطان والواقع . وخاطب قادة الاجهزة الأمنية قائلا : " لقد صنعتم صورة مشوهة وحولتم الخطاب في وسائل الإعلام والعالم إلى خطاب عدواني ’ إرهاب يهودي ’ ضد العرب ، فيما الحقيقة عكس ذلك ".
مخططات استيطانية
على صعيد آخر تواصل مخططات الاستيطان زحفها دون توقف بقرارات تصدر عن الحكومة الإسرائيلية، فقد صادقت حكومة نتنياهو – سموتريتش – بن غفير على 12855 وحدة استيطانية في النصف الأول من عام 2023 ، أي أكثر من ثلاثة أضعاف جميع الوحدات المصادق عليها في عام 2021 ( 3645 ) وفي عام 2022 ( 4427 ) . وفي الوقت الذي تخطط فيه هذه الحكومة لتوسيع الاستيطان وتعميقه ، تقوم في الفترة ذاتها من العام الجاري بهدم 300 منشأة فلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس ، بني عدد منها بتمويل من الاتحاد الاوروبي .
وتبقى القدس المحتلة في بؤرة تركيز النشاطات الاستيطانية والتهويدية . ففي إطار تصاعد معركة تهويد القدس المحتلة ؛ قررت حكومة الاحتلال اليمينية إقامة مستوطنة جديدة بين بلدات فلسطينية في قلب القدس وذلك بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة وطرد عائلة نورا صب لبن في حي عقبة الخالدية من منزلها لتسليمه للمستوطنين . مشروع المستوطنة الجديدة جاء بدفع حارس الأملاك العام مخططا لبناء 450 وحدة سكنية على مساحة 12 دونما في منطقة تقع بين قرية ام ليسون وجبل المكبر ، خطوة على طريق بناء مستوطنة كبيرة في المكان.
كما تتواصل جرائم التطهير العرقي ، حيث تلاحق سلطات الاحتلال التجمعات البدوية بهدف تهجيرها من اراضيها ومراعيها ونقلها الى المستوطنين . فقد أصدرت سلطات الاحتلال الاسبوع الماضي أمرا عسكريا بمنع دخول أراض تقع قرب معسكر لجيش الاحتلال جنوب شرق قرية الجفتلك ، تقدر مساحتها بنحو 150 دونما ، وتقطنها نحو 25 عائلة من تجمع بدو أبو العجاج ، مع السماح للسكان البدو القاطنين بشكل دائم في المنطقة الاستمرار في البقاء ، شرط عدم إضافة أي جديد إلى منشآتهم السكنية الزراعية، وتقييد تحركاتهم.ويسري هذا الأمر العسكري حتى نهاية عام 2027، لكن المخاطر قائمة بإصدار قرار لاحقا بالاستيلاء على الأرض بشكل كامل لصالح المعسكر الإسرائيلي القريب منها. وفي الوقت نفسه جرى تهجير قسري لتجمع البقعة البدوي ،الذي عانى خلال الأسابيع الأخيرة من اعتداءات المستوطنين اليومية ، والتي كان مصدرها إحدى البؤر الاستيطانية السبع التي أقيمت في أعقاب عنف المستوطنين في قرية ترمسعيا . وبهذا ينضم تجمع البقعة إلى تجمع راس التين وتجمع عين سامية المجاورين اللذين تم تهجيرهما عن أراضيهما
وفي إطار تهيئة البنى التحتية المناسبة لخطط الضم ، التي تعمل عليها حكومة الثلاثي الفاشي في اسرائيل أقامت سلطات الاحتلال على مدخل بلدة حواره الشمالي ومفترق مستوطنة يتسهار جسراً لطريق التفافي بدأ العمل به عام 2021 يهدف الى ربط المستوطنات والبؤر الاستيطانية المحيطة بمدينة نابلس ( براخا وايتمار وايلون موريه ويتسهار ) بعابر السامرة وبالداخل الفلسطيني دون الحاجة للمرور بمناطق فلسطينية مأهولة بالسكان . وفي نفس الاطار،من المتوقع أن تفتتح وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغف، قريبا الطريق الالتفافي ، الذي يلتف على مخيم العروب وقرية بيت أمر في محافظة الخليل على شارع رقم 60 الذي يبدأ في الناصرة شمالا ، مرورا بجنين ورام الله والخليل في الضفة الغربية ، وصولا إلى بئر السبع جنوبا والذي بدلأ العمل به منذ عام 2017 ورصدت له ميزانية قدرها300 مليون شيكل ، وأطلقت عليه اسم "الحاخام موشيه ليفينغر" وهو أحد أوائل قادة المستوطنين المتطرفين والعنصريين . هذا الطريق سريع بمسارين في كل اتجاه ، بطول 7.5 كيلومتر . وتعتبر هذه الطرق الالتفافية إحدى أدوات الاحتلال المستخدمة في تنفيذ سياسة فرض الوقائع على الأرض وتشكيل جغرافيا الضفة الغربية .
كما اعلنت بلدية الاحتلال في القدس عن انتهاء المرحلة الأولى من مشروع ربط مستوطنات القدس الشرقية المحتلة مع مستوطنات الغور ، عبر الشارع الأميركي ، حيث تعمل البلدية بالتعاون مع الوزارات المختلفة في الحكومة ومجلس التجمعات الاستيطانية على انجاز شبكة طرق التفافية تنقل المستوطنين بحرية من المستوطنات والبؤر الاستيطانية في شمال وجنوب الغور نحو القدس الشرقية ومستوطنات الوسط دون عوائق وبعيدا عن التجمعات والقرى والاحياء الفلسطينية . وكان المكتب الوطني قد أشار في تقارير سابقة الى أهم وأخطر تلك الطرق الالتفافية كطريق حوارة الالتفافي (مفترق زعترة) وطريق العروب الالتفافي ونفق قلنديا وطريق اللبن الغربية الالتفافي وطريق النبي الياس الالتفافي وطريق الطوق الشرقي / القدس وطريق 60 الالتفافي طريق غوش عصيون الشرقية – البحر الميت وغيرها .
وفي سياق شرعنة المزيد من البؤر الاستيطانية رفضت الحكومة الإسرائيلية في ردها على التماس للمحكمة العليا إخلاء معهد لتدريس التوراة في البؤرة الاستيطانية العشوائية "حوميش" على اراضي قرية برقه في محافظة نابلس.
من جهته ، أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، تعليمات جديدة تهدف إلى " تسهيلات في الضغط على الزناد " بمنع مصادرة الأسلحة أو التحقيق مع مطلقي النار على الفلسطينيين بمجرد الاشتباه بوقوع عمليات ، وتأتي هذه التعليمات الجديدة لتشجيع المستوطنين على إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين حتى في حالة المواجهات في الدفاع عن اراضيهم ، أي في الحالات التي قد لا يكون فيها إطلاق النار مبررًا، على الاطلاق، واتفق بن غفير والشرطة الإسرائيلية على إلغاء التعليمات السابقة التي كانت تتيح مصادرة أسلحة مطلقي النار والتحقيق معهم وفقًا لتقديرات ومراجعات ضباط الشرطة .
الانتهاكات
وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي :
القدس : اقتحمت شرطة الاحتلال صباح يوم الثلاثاء الماضي البلدة القديمة في القدس المحتلة ، وشرعت تحت تهديد السلاح بإخلاء عائلة نورا صب لبن من منزلها في حي عقبة الخالدية ، وقامت بتسليمه للمستوطنين بموجب قرار صادر عن محكمة إسرائيلية. ومنعت المتضامين من الوصول إلى المكان وقامت باعتقال 5 متضامين في محيط المنزل
الخليل: جرفت قوات الاحتلال طريقا زراعية في قرية زنوتا شرق بلدة الظاهرية بمسافة تصل الى 1500 متر تقريبا، لصالح توسيع مستوطنتي "شمعة" و"تينا" وأقدم مستوطنون،على هدم الأقواس الخارجية في محطة حافلات مدينة الخليل المعروفة بـ"الكراجات" لإقامة بؤرة استيطانية جديدة تحت حماية جيش الاحتلال وكانت سلطات الاحتلال قد سيطرت على المحطة بأمر عسكري بحجة دواع أمنية قبل عقود وحوّلت قسماً منها لاحقاً إلى معسكر لجيشها و أغلقت المحطة بحجة "الاحتياج الأمني"، إلا أنها قررت في العام 2017 بناء بؤرة استيطانية على أرضها مع العلم بأن بلدية الخليل حصلت على أمر احترازي من محكمة الاحتلال بوقف بناء 31 وحدة استيطانية في السوق القديم منذ عام 2017 وحتى عام 2021، ولكن ما يسمى "مجلس الاستيطان الأعلى" سمح باستكمال البناء بعد ذلك ..
رام الله: تمكن أهالي بلدة كوبر من طرد المستوطنين من مستوطنة "نحلئيل" الجاثمة على أراضي قريتي بيتللو والجانية من منطقة "الباطن"حاولوا إقامة بؤرة استيطانية في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة عبر نصب خيمة سكنية وخزانات مياه.
نابلس:أقدم مستوطنون على تسييج أراض تابعة لبلدتي روجيب وبيت فوريك تقع على قمة جبل الرأس على مدينة نابلس وعلى الأغوار أيضا ، وهناك تخوفات من إقامة بؤرة استيطانية فوق قمته. وتقوم جرافات الاحتلال بحفريات كبيرة على جبل عيبال في نابلس بحثًا عن آثار يهودية قديمة. وتم نقل التراب إلى مستوطنة "شافي شومرون" لتنقيته والبحث فيه عن آثار لمذبح "يهوشع بن نون" الذي يعتقد المستوطنون بوجوده على ذلك الجبل.وتجري عمليات الحفر بضغوط من مجلس مستوطنات شمالي الضفة على قسم الآثار في الإدارة المدنية ، ضمن خطوات تشمل تشكيل نواة لمستوطنة على الجبل.ويأتي المشروع بالتعاون ما بين جمعية "أبحاث التوراة" ومعهد أبحاث " إنجيلي" في الولايات المتحدة والذي يسعى لإثبات الوجود اليهودي المزعوم في المكان .
وفي قرية اللبّن الشرقية أحرق مستوطنون عشرات الدونمات المزروعة بالمحاصيل الزراعية وعشرات أشجار الزيتون ، كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين قلعة الشيخ شعلة في قرية الناقورة بحراسةٍ عسكرية مشددة،ثم وصلوا إلى عين مياه هارون المشهورة في البلدة قبل مغادرتهم إلى محيط مستوطنة شافي شمرون . .وشارك مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال في مسيرة استفزازية على طريق رام الله- نابلس يستقلون دراجات نارية انطلقوا من مستوطنة "عيلي" باتجاه مستوطنة "بيت إيل" فيما أغلقت قوات الاحتلال منطقة "عيون الحرامية"، ومفترق بلدة ترمسعيا، والمدخل الشمالي لمدينة البيرة، أمام حركة المواطنين، لتأمين الحماية للمستوطنين
سلفيت : جرفت قوات الاحتلال أراضي واقتلعت عشرات أشجار الزيتون من أراضي بلدة كفل حارس. من أجل مد خطوط مياه لشركة "ميكروت"، لصالح مستوطنتي بركان وأرائيل الصناعيتين . ومساحة الأراضي التي قد تتضرر بفعل تنفيذ هذا المشروع تقدر بما يقارب الـ50 دونما. كما أعاد مستوطنون نصب خيام في منطقة خربة شحادة للمرة الثالثة على التوالي في نفس المكان في بلدة ديراستيا تمهيدا للاستيلاء عليها وإقامة بؤرة استيطانية جديدة هناك.وأقدم مستوطنون على تجريف مساحات من أراضي المواطنين في بلدة كفر الديك في منطقة ديرية تصل لمستوطنة "بدوئيل" ، بطول 300 م. وأصيب أربعة مواطنين في اعتداء للمستوطنين جنوب قلقيلية .جراء الاعتداء عليهم في بلدة كفر ثلث، بينها إصابتان بحالة خطيرة جراء كسور في الجمجمة والوجه
الأغوار: أضرم مستوطنون النيران في مسكن يعود لأحد المواطنين في منطقة "البقعة" وهاجموا مسكنا مكونا من الصفيح والأخشاب واستغلوا غياب أصحابه وأضرموا النيران فيه ما أدى لاحتراقه. وفي تجمع عرب الكعابنة هاجم مستوطنون مزارعين غرب أريحا ولوّثوا مياه شرب المخصصة لهم. وأطلقوا أبقارهم في أراضيهم المزروعة بالزيتون والأشجار، ما أدى إلى إتلاف المحاصيل الزراعية
(الأسبوع الثالث)
قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مقابلة له مع التلفزيون الأمريكي الاسبوع الماضي بأن اسرائيل سوف تحتفظ بجميع المستوطنات ، التي أقامتها في الضفة الغربية ، بما فيها القدس ، في أية تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني ، بما في ذلك المستوطنات البعيدة ، اي التي تقع في عمق الضفة الغربية ، والتي كان رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين يسميها بالمستوطنات السياسية تمييزا لها عن المستوطنات الأمنية .
وأكد نتنياهو في مقابلته تلك أن 90% من نحو 500 ألف مستوطن يعيشون ، حسب تعبيره في كتل حضرية سوف يكونون جزءا من مواطني دولة إسرائيل في أي ترتيب مستقبلي . أما ال 10% المتبقية من المستوطنين والمبعثرون في مستوطنات صغيرة في عمق في الضفة الغربية ، فلا داعي لاقتلاعهم من جذورهم في اتفاق سلام مستقبلي ، فقد سُمح للعرب بالبقاء في إسرائيل بعد قيامها عام 1948 ، فهو لا يوافق على طرد العرب من دولته ولا يعتقد أنه ينبغي طرد اليهود كذلك ، الذين يتعلقون بهذه الأرض منذ 3500 سنة حسب زعمه .
مشروع الحد الأدنى هذا ، الذي يتبناه الليكود بزعامة نتنياهو ، يقابله مشروع الحد الأقصى ، الذي يتبناه سموتريتش ، وعرضه بشكل واضح وتفصيلي منذ اسبوعين . ويقوم على فكرة ان نموذج حل الدولتين أثبت فشله وخطأه ووصل الى طريق مسدود ، ودعا في ضوء ذلك الى تغيير ينسبة 180 درجة بعيدا عن طريقة العمل التي اعتادت عليها الحكومات الاسرائيلية السابقة في العقود الأخيرة . هو يدعو الى " مسك الثور من قرنية ، فعلى هذه الأرض لا مكان للتعايش بين حركتين وطنيتين ، الأولى أصيلة تعود في جذورها الى آلاف السنين ، والثانية وهمية جرى اختراعها لشعب قبل مئة عام فقط ، حسب زعمه .
سموتريتش أطلق على مشروعه تسمية " الأمل الوحيد " يدعو الى حل شامل مصحوب بإيمان حقيقي ، الإيمان بإله إسرائيل، وفي عدالة قضيتنا، وفي انتماءنا الحصري إلى أرض إسرائيل، الإيمان بقوتنا للوقوف بثبات ضد الحجج التي قد تقوض إيماننا، والإيمان بقدرتنا على تسخير البسالة المطلوبة لكسب هذا النضال الخطير " بمواصلة الاستيطان الشامل بإنشاء مدن ومستوطنات جديدة في عمق الأراضي وفرض السيادة الاسرائيلية على ما يسميه " يهودا والسامرة " وجلب مئات الاف المستوطنين للعيش فيها.
وقد تم الكشف عن خطة للمستوطنين ، أعدها كل من كوبي إليراز، الذي كان مستشارا في شؤون المستوطنات لأربعة وزراء دفاع ، والمحامي عيران بن آري ، الخبير في الأراضي والقانون لمزيد من السيطرة على منطقة الأغوار الفلسطينية ، تقضي ببناء فنادق شمال البحر الميت، وإنشاء مدينة سياحية ، فضلا عن شرعنة البؤرتين الاستيطانيتين " شوماش " ، التي أقيمت على أنقاض مستوطنة حومش الى الشمال من مدينة نابلس وتعتبر حسب نائب وزير الاقتصاد الإسرائيلي يائير غولان في حكومة لابيد بؤرة للإرهابيين ووصف المقيمين عليها بأنهم “ ليسوا من البشر ” و" أفيتار " على جبل صبيح من أراضي بلدة بيتا الى الجنوب من مدينة نابلس ، وتغيير سياسة الإنفاذ تجاه البؤر الاستيطانية ، وتوسيع عدد من الطرق من بينها الطريق رقم 5 بين مستوطنتي "اريئيل" في محافظة سلفيت و"عيلي" شمال رام الله ، وبناء مطار جديد في المنطقة ، يكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة بديلا لمطار القدس ( قلتديا ) .
وقد شرع مستوطنون بتشجيع من وزير الاستيطان في وزارة الجيش ببناء بؤرة استيطانية جديدة في محيط المدخل الرئيسي لبرية السواحرة في منطقة تسمى "سطح الغزالة" تقدر مساحتها بنحو 250 دونما، وهي قريبة من مستوطنة "كيدار" بهدف الربط بين مستوطنتي "كيدار" و"بوعز" المقامتين على أراضي أبو ديس والسواحرة ، وقد تزامن ذلك مع قيام مستوطنين آخرين الاسبوع الماضي ببناء بؤرة استيطانية جديدة في قلب مدينة الخليل في شارع الشهداء ، بعد استيلاء مستوطنين على منزل مواطن جنوب الحرم الإبراهيمي في منطقة لا يوجد فيها تركيز للمستوطنات .
كما عقدت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الاسرائيلي بحضور وزير الاستيطان الجديد جلسة خاصة لمناقشة سبل منع البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة ( ج ) مقابل تعزيز الاستيطان وبخاصة في منطقة الأغوار. وقال مسؤول ملف البنى التحتية في الإدارة المدنية للاحتلال "آدام افيعاد"، إن إدارته هدمت 550 مبنى فلسطينيًا في تلك المناطق خلال عام 2022 ، من أصل 1600 مبنى تم رصدها.وأشار إلى أنه خلال عام 2023 هدمت إدارته 220 مبنى من أصل 1000 تم اكتشافها.
فضلا عن ذلك وفي خطوة اضافية لخدمة مشروع الاستيطان والمضي قدما في مشروع الضم تعتزم الحكومة الإسرائيلية تشريع قانون يسمح بتحويل عائدات المناطق الصناعية (داخل الخط الأخضر) لصالح المجالس المحلية للمستوطنات في الضفة الغربية ، حيث ناقشت لجنة الداخلية في الكنيست مشروع القانون استعدادا لطرحه لتصويت الهيئة العامة للكنيست لإقراره في قراءة أولى ، في تعديل على القانون الحالي ، الذي يمنع تحويل عائدات المناطق الصناعية الإسرائيلية داخل الخط الأخضر إلى المستوطنات في الضفة. ويمنح القانون وزير الداخلية الإسرائيلي ، الحق في إصدار أمر تحويل عائدات المناطق الصناعية الإسرائيلية داخل الخط الأخضر إلى المستوطنات في الضفة . والعائدات التي يتحدث عنها القانون ، هي من ضريبة المسقفات "الأرنونا" التي تفرض على المحال والمصالح التجارية.
الانتهاكات
وثق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض الانتهاكات التالية خلال الأسبوع الثالث من شهر يوليو :
القدس: هدمت جرافات الاحتلال مساكن ومنشآت زراعية وخزانات مياه وحظائر أغنام في بلدة السواحرة تعود للبدو الذين يقطنون في بادية السواحرة فيما اقتحم مستوطنان مسلحان أراضي الكنيسة الأرثوذكسية في "جبل صهيون" ووضعا أغطية على الأرض وأعلنا أنهما سيبقيان في المكان وزعما أن "جبل صهيون للشعب اليهودي واقتحم رئيس بلدية الاحتلال في القدس بحماية شرطة الاحتلال مركزا تجاريا في شارع صلاح الدين للمشاركة بافتتاح مستوطن محلا للإلكترونيات، ورفض المقدسيون من أصحاب المحال التجارية، استقبال رئيس بلدية الاحتلال ، وأغلقوا محالهم التجارية في وجهه، في حين قام آخرون بسكب زيت على مدخل المركز في محاولة لمنعه من الدخول، كما مااقتحم عشرات المستوطنين البلدة القديمة بمسيرة استفزازية، رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية ، ورددوا هتافات مناهضة للمواطنين المقدسيين.
الخليل: اقتلع مستوطنون من مستوطني"خارصينا" عشرات أشجار العنب في منطقة البويره وكسروا 100 دالية معمرة تقريبا،من ارض المواطن سفيان سلطان التميمي، والواقعة على بعد 500 متر تقريبا شرق المستوطنة ، وشمل اعتداء المستوطنين أيضاً نصب خيم وتخريب معرشات العنب ، والسياج المحيط بالمزرعة، وخط شعارات عنصرية على جدران الأرض منها "الموت للعرب". وأصيب عدد من المواطنين بجروح وكدمات جراء اعتداء للمستوطنين بالضرب على مواطنين ورعاة أغنام في منطقة "سدة الثعلة"، وحاول أحدهم دهس قطيع أغنام ، كما هاجم مستوطنون منطقة "التوانة"، واعتدوا بالضرب على المواطنين ، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض ، و أطلقت مجموعة من مستوطني "حافات ماعون" أغنامهم في المحاصيل الزراعية بقريتي مغاير العبيد، والطوبا، ما تسبب بتلف محاصيل القمح والشعير الممتدة على 10 دونمات تقريبا. كما استولى المستوطنون على بئر مياه في قرية الطوبا، ونصبوا بقوة السلاح خيمة قرب منازل المواطنين ، وجرفت قوات الاحتلال مئات الأشجار في منطقتي الهردش، وأبو طي شرق بلدة ترقوميا مزروعة بمئات أشجار الزيتون واللوزيات، والعنب،
بيت لحم:ضخ مستوطنون من مستوطنة"بيتار عيليت" مياها عادمة في أراضي منطقة "عين فارس"، التي تضم ينبوع مياه، ومزروعة بأنواع مختلفة من المحاصيل. واقتلعت قوات الاحتلال عشرات الأشجار المثمرة من الزيتون واللوزيات والكرمة في منطقة "قديس" ببلدة حوسان المحاذية لمستوطنة "بيتار عيليت"
رام الله:أقدمت قوات الاحتلال على هدم منشأة تجارية في قرية اللبن الغربي بذريعة البناء دون ترخيص. كما هاجم مستوطنون مركبات المواطنين عند مدخل قرية بيتين الغربي ، قرب مدخل مدينة البيرة الشمالي. ما أدى لتحطم زجاج عدد منها.
نابلس:هاجم مستوطنون مسلحون منازل المواطنين فادي وبهاء مخيمرفي أطراف بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس، وهاجمت مجموعة من مستوطني "يتسهار"، بحماية جنود الاحتلال منزل "أم أيمن صوفان" في بورين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المكان، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بالاختناق واحتراق المئات من أشجار الزيتون المزروعة بالمنطقة كما قامت مجموعة من المستوطنين بنصب "عريشة" على أطراف القرية. وسرق مستوطنون 14 خيمة يسكنها مواطنون في أراضي بيت فوريك شرق نابلس.من منطقة الصوانة يستخدمها المواطنون مأوى لهم، كما اعتدى نفذ مستوطنون على مركبات الفلسطينيين في بلدة حوارة وهاجموا المركبات الفلسطينية المارة بالحجارة
قلقيلية: تجمهر عشرات المستوطنين قرب مفترق قرية جيت على شارع قلقيلية - نابلس الرئيسي، بحماية جنود الاحتلال وحملوا لافتات وشعارات عنصرية ضد الفلسطينيين ، ما أدى إلى عرقلة حركة مركبات المواطنين.
الأغوار:اقتحم مستوطنون مسلحون،التجمعات البدوية في منطقة المعرجات شمال مدينة أريحا ، وقاموا بتصوير مساكن المواطنين ومنشآتهم.كما اقتحم آخرون مخيم عين السلطان لأداء طقوس تلمودية ، وبلدة العوجا وقاموا بترويع المواطنين تحت حماية قوات الاحتلال ، التي أطلقت طائرات مسيرة في الأجواء لتصوير تحركات المواطنين.
الأسبوع الرابع : بعد محو الخط الأخضر ... سلطات الاحتلال تتجه نحو محو خطوط اتفاقيات أوسلو
في الوقت ، الذي ينشغل فيه الشارع الاسرائيلي بأحزابه الصهيونية على اختلاف تلاوينها بالتعديلات القضائية في منظومة الحكم في اسرائيل ، يعكف وزير الاستيطان في وزارة الجيش ، بتسلئيل سموتريتش ، بالتواطؤ مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على صياغة خطة تسمح لدولة الاحتلال بتدمير البناء الفلسطيني في المنطقتين ( أ ) و ( ب ) في الضفة الغربية ، بحجة أن هذه المباني تتعارض مع " الأمن القومي الإسرائيلي " .
خطّة سموتريتش الجديدة هذه هي نقطة تحوّل في السياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالبناء في الضفة الغربية . ففي جلسة نقاش عقدت الاسبوع الماضي في لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست ، أكد سموتريتشس أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضالع في هذه القضية ، وأنه سوف يعمل على تشكيل لجنة من المدراء العامين للشروع في تنفيذ الخطة وأنه يأمل أن ننتهي اللجنة من هذا العمل خلال شهر ليجري تقديم ذلك لمجلس الوزراء .
ومن المتوقع أن تبحث لجنة التخطيط اللوائية في وزارة الداخلية الإسرائيلية قريبا تحت ضغط بن غفير ما يسمى بخطة " تلبيوت الجديدة "، بالتوازي مع مصادقة بلدية موشيه ليئون على العديد من تصاريح البناء في مستوطنة "جفعات هاماتوس " وبما يشمل بناء 3500 وحدة استيطانية و1300 غرفة فندقية على المنحدرات الشرقية لتلك المستوطنة الى الجنوب من مدينة القدس الشرقية .
يأتي ذلك بالتزامن مع التقدم في بحث عدد من المخططات الاستيطانية الأخرى لإقامة مستوطنات جديدة أو توسيع مستوطنات قائمة داخل مدينة القدس الشرقية ومحيطها مثل "كيدمات تسيون" و"نوف زهاف" و"بسغات زئيف" و"راموت ألون ( أ ) و( ب)" ومؤخرا " أم ليسون ".
وقد تمت جدولة المناقشات حول الخطة في " لجنة التخطيط المحلية " وجرى تأجيلها عدة مرات بسبب النعارضة الدولية الواسعة ، لكن من المقرر أن يتم مناقشتها في 24 آب المقبل .
وتأتي خطة "تلبيوت الجديدة" ضمن الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة الاحتلال لتعزيز الاستيطان شرقي القدس ، وتغيير تكوينها الديمغرافي لصالح المستوطنين . وتمتد هذه الخطة على أكثر من 140 دونمًا في المنطقة الجنوبية للقدس حتى المنطقة الجنوبية الشرقية قرب بلدات بيت صفافا وأم طوبا وصور باهر، أي بالمنطقة الفاصلة بين القدس وبيت لحم على طول طريق الخليل. . وتقدم بالخطة شركة إسرائيلية تُعرف باسم " شركة تلبيوت الجديدة " مع مؤسسة أجنبية تدعى " دياني القابضة ". ومن شأن الخطة ان تقطع كل تواصل جغرافي بين مدينة القدس الشرقية ومدينة بيت لحم ، وعليه فقد أصبح واضحا ان حكومة نتنياهو – سموتريتش – بن غفير قد وضعت على جدول أعمالها اطلاق موجة عالية من البناء الاستيطاني في محيط مدينة القدس ، غير عابئة بالمعارضة الدولية لمخططاتها في القدس الشرقية ، بما في ذلك معارضة الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي ، ما يستدعي تسليط الضوء من جديد على الأخطار المحدقة بالقدس الشرقية في تقارير قيد الاعداد من المكتب الوطني
تهويد مواقع أثرية
على صعيد آخر صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاسبوع الماضي على صفقة بين حزب " الليكود " الذي يقوده بنيامين نتنياهو وحزب "القوة اليهودية" الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تستهدف تهويد مواقع أثرية في الضفة الغربية المحتلة بزعم ترميمها والتحفظ عليها ومنع نهبها وتدميرها بميزانية تصل الى150 مليون شيكل . وتنطوي الصفقة تلك على إقامة 6 مستوطنات سياحية إضافية في الضفة الغربية ، حيث تقوم الحكومة الاسرائيلية في المرحلة الأولى بإنشاء مستوطنتين سياحيتين في عمق الضفة الغربية ، في سبسطية الى الشمال من مدينة نابلس وأخرى بالقرب من مدينة أريحا ، كما قررت أن تقوم لجنة توجيهية بفحص إقامة 4-7 مواقع استيطانية سياحية إضافية ، بما يعني إنشاء 6 إلى 9 مستوطنات سياحية جديدة وسيخصص مبلغ 45 مليون شيقل من الميزانية المذكورة لصالح تدشين بنى تحتية في العديد من المواقع الأثرية سعياً لتشجيع المستوطنين لارتيادها .
وتفيد إحصاءات الجهات الرسمية في إسرائيل أن عددًا قياسيًا من السياح بلغ 4.3 مليونًا زاروا إسرائيل في العام 2020 ، وأضافوا 5.8 مليار دولار إلى الخزينة العامة الإسرائيلية وأن 45% منهم زاروا الضفة الغربية المحتلة والمرافق السياحية في المستوطنات التي تدار من قبل جمعيات استيطانية مدعومة من الحكومة الإسرائيلية التي تقدم تسهيلات وإعفاءات للشركات السياحية العالمية التي تشجع السياحة في المستوطنات ؛ علما بأن معظم المناطق الأثرية الدينية والتاريخية ، والتي تمثل عنصر الجذب السياحي الأول تتركز في الضفة الغربية .
جدير بالذكر هنا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أدخلت في العام 1986 تعديلات واسعة على قانون الآثار الأردني وذلك بموجب الأوامر العسكرية رقم 1166 و1167، وطالت التعديلات قضايا الترخيص والاتجار بالآثار الفلسطينية. كما أعطت هذه الأوامر العسكرية الإسرائيلية ضابط الآثار الإسرائيلي سلطات قانونية شبه مطلقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وأحكمت قبضة الاحتلال على الموارد الأثرية الفلسطينية والسيطرة عليها وتوظيفها ضمن مشروعها الاستيطاني والتهويدي .
انتهاكات يومية
توسعت الانتهاكات اليومية لقطعان المستوطنين وفق معطيات المكتب الوطني لتشمل كافة أرجاء الضفة الغربية نسلط الضوء في هذا التقرير على أبرزها :
القدس : أفرغ المستوطنون الذين استولوا على منزل عائلة صب لبن في البلدة القديمة أثاث ومحتويات المنزل وألقوا بها في الشارع ، فيما عقدت" منظمات الهيكل " المزعوم مؤتمرا في مستوطنة "طَلمون" شمال غربي رام الله لحشد أكبر عدد من مستوطني وسط الضفة الغربية، باعتبارهم يقيمون في نطاق جغرافي قريب من مدينة القدس المحتلة في كنيس " نيريا " المركزي الواقع في منطقة التوسع الجديدة لمستوطنة "طلمون" بين بلدتي المزرعة القبلية ودير عمّار شمال غربي رام الله ، لتنظيم مسيرة أعلام ليلية تحت عنوان (حول أسوار عاصمتنا الأبدية والموحدة ذات السيادة . كما اقتحم نحو 1800 مستوطن على شكل مجموعات في ذكرى ما يسمونه " خراب الهيكل " المسجد الأقصى المبارك يوم الخميس الماضي بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال من جهة باب المغاربة وأدوا طقوسا تلمودية عنصرية في باحاته وسط تنديد فلسطيني وعربي ودولي واسع
الخليل : اقتلع مستوطنون من مستوطني "تينا" المقامة عنوة على أراضي بلدة الظاهرية 150 شتلة زيتون، وأشجارا مثمرة، في منطقة خلة الجربا، وجرف آخرون من مستوطني "نجاهوت" الجاثمة على أراضي المواطنين بين قريتي دير سامت وبيت عوا أكثر من 15 دونما في منطقة خلة طه، ونصبوا خياما فيها، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي ، فيما اقتلعت مجموعة من المستوطنين ، خياماً سكنية وأخرى لحظائر الأغنام في منطقة "فاتح صدره" شرق يطا.
كما داهمت قوات الاحتلال منطقة الهجرة مصطحبة جرافة وخلاطات باطون ومضخة، وباشرت بتجريف أراضٍ زراعية مزروعة بالمحاصيل الصيفية ، تصل مساحتها إلى 5 دونمات وردمت بالباطون عدة عيون ونبعات مياه خاصة لعائلة دودين . كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال كهوف المواطنين ومساكنهم في خربة أم طوبا بمسافر يطا جنوب الخليل.
بيت لحم : كانت كذلك مسرحا لأعمال عربدة وتخريب قام بها المستوطنون . فقد اقتلع مستوطنو مستوطنة "افرات" الجاثمة على أراضي المواطنين عنوةً في قرية أرطاس وبلدة الخضر، (50) شجرة زيتون في منطقة "باطن المعصي" في وقت دمرت فيه قوات الاحتلال منزلا متنقلا "كرافان" في منطقة "الخمار" ببلدة بتير وأغلقت جميع الطرق الزراعية والجبلية المحاذية لمستوطنة "بيتار عيليت" المقامة على أراضي المواطنين في قرية وادي فوكين
رام الله : قام المستوطنون بحرق مركبة أحد المواطنين وإعطاب إطارات 8 مركبات أخرى وخط شعارات عنصرية تدعو لقتل العرب بعد تسللهم إلى بلدة المغير شمال شرق رام الله ، وهي بلدة قدمت حتى الان غددا كبيرا من الشهداء في المواجهات مع قطعان المستوطنين . ولم يكن الحال بأفضل في المزرعة الغربية ، حيث هاجمت مجموعة من المستوطنين منزلا في منطقة حراشه في القرية .
نابلس : شهدت محافظة نابلس عدة اعتداءات قام بها المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ، حيث هاجم مستوطنون من مستوطنة "يتسهار" من جديد مدرسة قرية عوريف وعددا من المنازل المجاورة بالحجارة وأحرقوا عشرات اشجار الزيتون في بلدة بورين وعينابوس المجاورة وشرع آخرون بعمليات تجريف استيطانية في اراضي المواطنين الواقعة بين بلدتي عقربا ومجدل بني فاضل الى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس ، فيما هاجمت مجموعة أخرى المنطقة الشمالية من بلدة سالم وعاثت فسادا في البلدة في حماية قوات الاحتلال .
كما نصب مستوطنون خيمة في أرض تقع بين قريتي قريوت وتلفيت الى الجنوب من مدينة نابلس ، وأصيب عدد من المواطنين،في هجوم للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال على قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس منهم 16 مواطناً أصيبوا بالاختناق فيما أصيب شاب بكسر في يده وتم نقله لمستشفى ابن سينا.
سلفيت : في محافظة سلفيت نصب مستوطنون خياما على أراضي المواطنين في بلدة حارس في منطقة "خلة أبو دبوس" وقام آخرون بسرقة 17 رأس غنم من "بركس" تعود ملكيته لمواطن من بلدة سرطة.