تنظيم الشعبيه في رام الله شباب متحرك ومرن

علاء الريماوي
29-09-2019


كاتب: علاء الريماوي



على الرغم من التراجع الكبير لليسار الفلسطيني على صعيد البنية الجماهيرية وقوة تنظيماته، و الفشل المتكرر في محاولة بناء ما يعرف بالتيار الديمقراطي كطريق ثالث بين حماس وفتح، إلا أن الشعبية في رام الله حافظت على تأثير مهم على الساحة المحلية.




هذا التأثير كان واضحا في الحراكات الشعبية الرافضة لحصار غزة، التضامن مع الاسرى، الحراكات الشبابية الرافضة للتطبيع، وأخيرا العملية النوعية في منطقة رام الله.




بنية الشعبية اعتمدت كما باقي الفصائل على جيل شاب يميل للتحدي، مرن متفاعل مع القضايا العامة بشكل مكنه الحضور في مواقف كثيرة، مسنود بحضور لكادر مخضرم، له حضور في مؤسسات مختلفه.



في تفاعلي مع هؤلاء الشباب، وجدت ميزة التكتل بينهم والشجاعة في مواجهة التخويف الذي مورس عليهم عبر التشويه والتهديد والتلويح باستخدام العنف من قبل السلطه الفلسطينية خاصة في مرحلة المطالبة برفع العقوبات عن غزة.



اليوم تتعرض هذه البينة إلى حجم اعتقالات واسعة في رام الله من قبل الاحتلال طالت الشبان والفتيات بالإضافة إلى بعض من الكادر المؤثر.




نموذج الشعبية في رام الله على رغم من ملاحظات يثيرها بعض الأنصار عن البنية وديمقراطية التشكيل، الا انها كانت النموذج الأكثر حيوية في السنوات الثلاث الماضية في الحياة السياسية في المدينة من حيث الشمول و التفاعل في الملفات المختلفة.



حتى ينجح اليسار في العودة إلى التأثير عليه دراسة هذه المرحلة، ونوع النشاط فيها، الجمع بين صيغة التفاعل خارج عبائة السلطة، وممارسة الثابت المقاوم.




اذا تحقق ذلك يمكن تصحيح مسار الحركة السياسية هنا في الضفة الغربية عموما، واليسار خصوصا، الذي تقوقع في البنية داخل مؤسسات المجتمع المدني او المؤسسات الممولة غربيا.



 



ليس التوقيع وحيدا بل يضاف إليه ى الذوبان المطلق في قطاع السلطة سواء كان ذلك في المواقف او التبعية في الملفات الكبيرة كالمنظمة وتشكيل مؤسساتها والموقف من الانقسام والقدرة على اتخاذ القرارات الموازنة.




اليسار وقوته الحزبية في فلسطين بالإضافة إلى التيارات غير المنتمية لحماس وفتح مهما، إذ يمكنهما التأثير جوهريا على مسار سياسي لم ننجح معه الخروج من الانقسام، والانقلاب على اوسلو، ولا تغيير منهجية التعامل مع الاحتلال.




التيارات الوطنية العاملة اختلفت معها او اتفقت، اقتربت من رؤيتها او ابتعد، تجدها ساعة الإستراتيجية في الملف الفلسطيني ركنا مهما في مواجهة الاحتلال وأساسا لتحالف وطني عميق يمكن البناء على أركانه في هذا الوضع الموغل في السلبية والإحباط.