ثقافة الخطأ والاعتراف به في العمل السياسي والاعلامي الفلسطني غائبة
علاء الريماوي
19-06-2018
علاء الريماوي - مركز القدس
يفتقد العمل السياسي والاعلامي الفلسطيني لمصطلحات الاعتراف بالخطأ، والاعتذار عن الخطيئة، بل للاسف تعمل الماكنات على تبريره، وتزيينه، وقذفه في وجه الخصم إما عبر وسائل الترهيب، والتخويف، والتزيين، وكأن الناس قطيع من غنم يصدقون (تفغيص الكلام) الصادر عن الجهات المختلفه.
ما راعني ما شوهد في الأيام الماضية، من مكنة فتحاوية عملت لمساندة قمع الحراك في رام الله، والذي جاء على لسان محافظ وقيادات ونشطاء ينتمون الى الحركة توعدوا، وهددوا، وفسقوا، وقذفوا الاعراض، ووصفوا المشاركات بالمومسات، وحملوا من قبيح الكلام ما يعجز عنه رواد حانة في عالم يحسن استخدام الكلمات المنافية للآداب.
توقعت صدور بيان واضح من الجهات التنظيمية في فتح تصحح المسار وتفرض، حالة من التوازن، لمعالجة مسار تعبوي ثقافي في الحالة الفلسطينية قد يحرق الأخضر واليابس، وقد يؤسس لسلوك سينعكس على فتح ذاتها، حين تحتاج تسوية في ملف وراثة الرئيس محمود عباس، بأسلوب ديمقراطي بعيد عن الاستقواء الداخلي أو الاحتكام الى منهجية جمع السلاح وتقوية المحاور.
حالة السخط الشعبي، والانتقاد لفتح كانت مهمة لتعطي إشارات لمن يهمه الأمر: أن المجتمع ليس قطيعا من الغنم يخنع بسهولة، ويخضع تحت سياط من الترهيب والتخويف.
وعلى المساحة الأخرى من الوطن كانت الصورة سريعة لم تتعلم مما جرى في الضفة، و لم تفهم حالة السخط الجماهيري على سلوك البلطجه، فكان تكرار منهج العمل غير الحضاري من خلال الاحتكام للقوة " فتح في مواجهة فتح دحلان"، وبعض من نشطاء حماس في مواجهة فتح، وحضور لغة القوة، والترهيب، واستخدام منطق الزعرنه، على الرغم من الدراية أن هذه المنهجية وقحة.
لمست أن عدم الرضا عما جرى كان واضحا من الكل الفلسطيني وأكبرت أن هناك رفضا من كادر حماس لهذا السلوك، وتابعت بيان حماس وإن حاول الإدانة، لكنه لم يكن بقوة الحدث، ولم يكن قادرا على خلق مفاصلة حقيقية بين ما يجب وما كان. كنت قد تمنيت على حماس أن تقف بوضوح أكثر وتعلن موقفا لا لبس فيه من الحادثة لتحافظ على قوة مجتمع رافض لظلم غزة وحصارها.
الوقت لم يغادر ما زال عليها القول: ما جرى في غزة غير مقبول، ونتحمل كما غيرنا الخطأ الذي وقع، وسنحاسب بعض عناصرنا الذين اشتركوا كغيرهم في المشهد، ومن اليوم ستكون حماس ضامنة لأي حراك سلمي في غزة.
الاعتراف ليس عيبا، ولا يشكل نقيصة لأصحابه، لكن العيب هو التملص من المسؤولية حين الخطأ.
الحالة الفلسطينية لن تخرج من أزمتها، ما لم تعترف بأنها أخطأت في مسارات جوهرية في تاريخها سواء في بنية الخلاف على أرض لبنان وتشويه النضال الفلسطيني عبر بناء أشكال من العربدة على أرضه زمنا، وحين فعلت ذات الشئ في الأردن، وحين استخدمت من الأنظمة في الحروب الداخلية، وحين وقفت موقف غبي من الأزمة بين العراق والكويت، وحين صنعت أوسلو، وحين أسست سلطة أمن خدمة الاحتلال، وحين آثرت الانقسام على التداول، وحين مضت في تجذير سلطتين، وحين لاحقت المقاومة، وحين عبثت للذاتية بأمن الناس وأوقواتهم. ما رست الحركة السياسية الفلسطينية الخطايا ولم تعتذر، ولم تراجع سلوكها ولم تصحح. كان الأجرأ ما تحدث به مشعل يوما، وودنا أن يستمر الحال عبر منهجية من التقييم. لكن من الواضح أن أصنام الذات والعفة المداعاة، والحزبية القاتمة تعلو على منطق العمل الصادق والقائم على ثوابت الطهارة والصدق، إذ ما زالت أمنية نبحث عنها لتصحيح المسار.
قد يخرج بعض ويتهم الكاتب بالمبالغة، لأقول صدق ما أدعيه مؤشراته في الخيبات المتلاحقة، التي تصيب قضيتنا، من تطبيع عربي مع الاحتلال، وفقدان للأرض، وتجويع شعب، وقمع لا مثيل له واليوم، بالإضافة إلى فرقة غابت القدرة معها على الوحدة.
أعلم أن هناك فروق بين الطيف الفلسطيني لكن اللوم أحيانا يكن بقدر الثقة بأن هناك علامات فارقة يعول عليها في تصحيح المسار وتأسيس لحركة سياسية مختلفة عن القائم.
اعتبر المقالة صرخة لكل حر وطني شريف بإمكانك التغيير والتغيير مفتاحة الاعتراف والاعتذار والتصحيح.
يفتقد العمل السياسي والاعلامي الفلسطيني لمصطلحات الاعتراف بالخطأ، والاعتذار عن الخطيئة، بل للاسف تعمل الماكنات على تبريره، وتزيينه، وقذفه في وجه الخصم إما عبر وسائل الترهيب، والتخويف، والتزيين، وكأن الناس قطيع من غنم يصدقون (تفغيص الكلام) الصادر عن الجهات المختلفه.
ما راعني ما شوهد في الأيام الماضية، من مكنة فتحاوية عملت لمساندة قمع الحراك في رام الله، والذي جاء على لسان محافظ وقيادات ونشطاء ينتمون الى الحركة توعدوا، وهددوا، وفسقوا، وقذفوا الاعراض، ووصفوا المشاركات بالمومسات، وحملوا من قبيح الكلام ما يعجز عنه رواد حانة في عالم يحسن استخدام الكلمات المنافية للآداب.
توقعت صدور بيان واضح من الجهات التنظيمية في فتح تصحح المسار وتفرض، حالة من التوازن، لمعالجة مسار تعبوي ثقافي في الحالة الفلسطينية قد يحرق الأخضر واليابس، وقد يؤسس لسلوك سينعكس على فتح ذاتها، حين تحتاج تسوية في ملف وراثة الرئيس محمود عباس، بأسلوب ديمقراطي بعيد عن الاستقواء الداخلي أو الاحتكام الى منهجية جمع السلاح وتقوية المحاور.
حالة السخط الشعبي، والانتقاد لفتح كانت مهمة لتعطي إشارات لمن يهمه الأمر: أن المجتمع ليس قطيعا من الغنم يخنع بسهولة، ويخضع تحت سياط من الترهيب والتخويف.
وعلى المساحة الأخرى من الوطن كانت الصورة سريعة لم تتعلم مما جرى في الضفة، و لم تفهم حالة السخط الجماهيري على سلوك البلطجه، فكان تكرار منهج العمل غير الحضاري من خلال الاحتكام للقوة " فتح في مواجهة فتح دحلان"، وبعض من نشطاء حماس في مواجهة فتح، وحضور لغة القوة، والترهيب، واستخدام منطق الزعرنه، على الرغم من الدراية أن هذه المنهجية وقحة.
لمست أن عدم الرضا عما جرى كان واضحا من الكل الفلسطيني وأكبرت أن هناك رفضا من كادر حماس لهذا السلوك، وتابعت بيان حماس وإن حاول الإدانة، لكنه لم يكن بقوة الحدث، ولم يكن قادرا على خلق مفاصلة حقيقية بين ما يجب وما كان. كنت قد تمنيت على حماس أن تقف بوضوح أكثر وتعلن موقفا لا لبس فيه من الحادثة لتحافظ على قوة مجتمع رافض لظلم غزة وحصارها.
الوقت لم يغادر ما زال عليها القول: ما جرى في غزة غير مقبول، ونتحمل كما غيرنا الخطأ الذي وقع، وسنحاسب بعض عناصرنا الذين اشتركوا كغيرهم في المشهد، ومن اليوم ستكون حماس ضامنة لأي حراك سلمي في غزة.
الاعتراف ليس عيبا، ولا يشكل نقيصة لأصحابه، لكن العيب هو التملص من المسؤولية حين الخطأ.
الحالة الفلسطينية لن تخرج من أزمتها، ما لم تعترف بأنها أخطأت في مسارات جوهرية في تاريخها سواء في بنية الخلاف على أرض لبنان وتشويه النضال الفلسطيني عبر بناء أشكال من العربدة على أرضه زمنا، وحين فعلت ذات الشئ في الأردن، وحين استخدمت من الأنظمة في الحروب الداخلية، وحين وقفت موقف غبي من الأزمة بين العراق والكويت، وحين صنعت أوسلو، وحين أسست سلطة أمن خدمة الاحتلال، وحين آثرت الانقسام على التداول، وحين مضت في تجذير سلطتين، وحين لاحقت المقاومة، وحين عبثت للذاتية بأمن الناس وأوقواتهم. ما رست الحركة السياسية الفلسطينية الخطايا ولم تعتذر، ولم تراجع سلوكها ولم تصحح. كان الأجرأ ما تحدث به مشعل يوما، وودنا أن يستمر الحال عبر منهجية من التقييم. لكن من الواضح أن أصنام الذات والعفة المداعاة، والحزبية القاتمة تعلو على منطق العمل الصادق والقائم على ثوابت الطهارة والصدق، إذ ما زالت أمنية نبحث عنها لتصحيح المسار.
قد يخرج بعض ويتهم الكاتب بالمبالغة، لأقول صدق ما أدعيه مؤشراته في الخيبات المتلاحقة، التي تصيب قضيتنا، من تطبيع عربي مع الاحتلال، وفقدان للأرض، وتجويع شعب، وقمع لا مثيل له واليوم، بالإضافة إلى فرقة غابت القدرة معها على الوحدة.
أعلم أن هناك فروق بين الطيف الفلسطيني لكن اللوم أحيانا يكن بقدر الثقة بأن هناك علامات فارقة يعول عليها في تصحيح المسار وتأسيس لحركة سياسية مختلفة عن القائم.
اعتبر المقالة صرخة لكل حر وطني شريف بإمكانك التغيير والتغيير مفتاحة الاعتراف والاعتذار والتصحيح.