خسر اليهود مرتين، لكن الثانية قاتلة!
فريق المركز
21-04-2020
قراءة مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي
يُجمع ثلة من بين المؤرخين اليهود، على أنّ حياة اليهود في البلاد الإسلامية وتحديداً في الأندلس، لم تكن فقط العصر الذهبي من حيث الشعور بالمواطنةِ والأمن، إنّما أيضاً كانت نقطة التحول الحقيقة في تغيير المسار الفكري لديهم، وقيادتهم نحو الخروج من ضيق التفسير الديني الذي كان مفروضاً، من قبل القيادة الدينية، وصولاً إلى المُشاركة في الحركة الفكرية التي كانت تُميز الدولة الإسلامية حينها.
وهذا ما يُفسر خروج يهود اسبانيا مع المسلمين، بعد ان خسر المسلمون الأندلس، في إشارة لأمرين، الأول شعورهم بارتباط المصير مع المسلمين والشرق، والثاني القناعة التي كانت مترسخة لدى اليهود، بأنّ الشرق أكثر تقبلاً لهم، وأفضل حاضنة من الغرب الذي أذاقهم قبلها وبعدها ويلاتٍ من القمعِ والاستبداد.
ولعلّ كورونا بدأت تُعيد للأذهان بعضاً مما يُحاول اليهود اخفاءه، ففي ظل الجائحة التي حوّلت الأنظار نحو مواجهتها وفقط، جاء التقرير الدوري عن العداء لليهود في العالم، مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً في الربع الأول من العام 2020.
ومن بين أبرز المُعطيات التي ظهرت في التقرير الذي أعدّ لصالح النقابة الصهيونية العالمية ، بأنّ الحكومات في العالم لا تعمل ضد الظاهرة، وبأنّ شريحة كبيرة من اليهود يخافون من التجول في أوروبا مع وجود علامات تُدلل على أنّهم يهود، مثل القبعة أو اللباس، وقد حلّت كلٍّ من ألمانيا والولايات المتحدة، في المرتبة الأولى، من حيث ارتفاع العداء لليهود.
حيث وفق التقرير يتعرض اليهود بمعدل اعتداء يومي في الولايات المتحدة، واعتداء كل ثلاثة أيام في ألمانيا. هذا التطور دفع يعكوب حجوال، نائب مدير النقابات الصهيونية العالمية، إلى تحديد لقاء عاجل مع رؤساء الطوائف اليهودية في العالم، لوضع خطة لمواجهة تصاعد هذه الظاهرة.
ربّما تعتبر شريحة وازنة، بأنّ "إسرائيل" ترّوج لمثل هذه الدعايات لأهداف سياسية، أو ربما العزف على وتر المظلومية العالمية، لكن ذلك لا ينفي حقيقة الرفض التاريخي الأوروبي لليهود، لأبعاد مرتبطة بالعقيدة، أو السلوك التاريخي اليهودي المتقوقع على الذات في أوروبا، والذي نال اتهامات واسعة بالكثير من الجرائم والتحولات هناك.
وهذا ربما يقود إلى التساؤل المركزي في هذه القراءة، هل خسر اليهود مرتين، الأولى كانت بخسارة الغرب، والذي من الواضح بأن لا عودة عن هذه الخسارة، رغم ما تبديه الدول الغربية من دعم "لإسرائيل" مرتبط بالمصالح الآنية، والتي تدور حول ترتيبات معينة في الشرق.
والثانية بخسارة الشرق، في ظل القناعة المترسخة بأنّ الدولة العبرية، ربما لن تمتد بها السنين طويلاً. بكلمات أخرى، كيف سيكون حال اليهود ما بعد انهيار دولتهم الاستعمارية، الصورة في الغرب تحدثت عن نفسها ولا زالت، أمّا في الشرق، فهل هناك مجال للعودة؟
بغض النظر عن السيناريوهات التي ستلي هذه الحقبة، فإنّ المشهد يتحدث عن أنّ الحركة الصهيونية، التي بدأت كفكرة غربية، ومن ثم راجت في أوساط اليهود، لا يُمكن وصفها إلّا أنّها كانت بمثابة الجريمة الإضافية التي ارتُكبت بحق اليهود، فهي لم تمنحهم الحصانة في الغرب، سوى كأداة تُستخدم، ولن تغفر لهم ما أحدثت أيديهم في الشرق.
يُجمع ثلة من بين المؤرخين اليهود، على أنّ حياة اليهود في البلاد الإسلامية وتحديداً في الأندلس، لم تكن فقط العصر الذهبي من حيث الشعور بالمواطنةِ والأمن، إنّما أيضاً كانت نقطة التحول الحقيقة في تغيير المسار الفكري لديهم، وقيادتهم نحو الخروج من ضيق التفسير الديني الذي كان مفروضاً، من قبل القيادة الدينية، وصولاً إلى المُشاركة في الحركة الفكرية التي كانت تُميز الدولة الإسلامية حينها.
وهذا ما يُفسر خروج يهود اسبانيا مع المسلمين، بعد ان خسر المسلمون الأندلس، في إشارة لأمرين، الأول شعورهم بارتباط المصير مع المسلمين والشرق، والثاني القناعة التي كانت مترسخة لدى اليهود، بأنّ الشرق أكثر تقبلاً لهم، وأفضل حاضنة من الغرب الذي أذاقهم قبلها وبعدها ويلاتٍ من القمعِ والاستبداد.
ولعلّ كورونا بدأت تُعيد للأذهان بعضاً مما يُحاول اليهود اخفاءه، ففي ظل الجائحة التي حوّلت الأنظار نحو مواجهتها وفقط، جاء التقرير الدوري عن العداء لليهود في العالم، مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً في الربع الأول من العام 2020.
ومن بين أبرز المُعطيات التي ظهرت في التقرير الذي أعدّ لصالح النقابة الصهيونية العالمية ، بأنّ الحكومات في العالم لا تعمل ضد الظاهرة، وبأنّ شريحة كبيرة من اليهود يخافون من التجول في أوروبا مع وجود علامات تُدلل على أنّهم يهود، مثل القبعة أو اللباس، وقد حلّت كلٍّ من ألمانيا والولايات المتحدة، في المرتبة الأولى، من حيث ارتفاع العداء لليهود.
حيث وفق التقرير يتعرض اليهود بمعدل اعتداء يومي في الولايات المتحدة، واعتداء كل ثلاثة أيام في ألمانيا. هذا التطور دفع يعكوب حجوال، نائب مدير النقابات الصهيونية العالمية، إلى تحديد لقاء عاجل مع رؤساء الطوائف اليهودية في العالم، لوضع خطة لمواجهة تصاعد هذه الظاهرة.
ربّما تعتبر شريحة وازنة، بأنّ "إسرائيل" ترّوج لمثل هذه الدعايات لأهداف سياسية، أو ربما العزف على وتر المظلومية العالمية، لكن ذلك لا ينفي حقيقة الرفض التاريخي الأوروبي لليهود، لأبعاد مرتبطة بالعقيدة، أو السلوك التاريخي اليهودي المتقوقع على الذات في أوروبا، والذي نال اتهامات واسعة بالكثير من الجرائم والتحولات هناك.
وهذا ربما يقود إلى التساؤل المركزي في هذه القراءة، هل خسر اليهود مرتين، الأولى كانت بخسارة الغرب، والذي من الواضح بأن لا عودة عن هذه الخسارة، رغم ما تبديه الدول الغربية من دعم "لإسرائيل" مرتبط بالمصالح الآنية، والتي تدور حول ترتيبات معينة في الشرق.
والثانية بخسارة الشرق، في ظل القناعة المترسخة بأنّ الدولة العبرية، ربما لن تمتد بها السنين طويلاً. بكلمات أخرى، كيف سيكون حال اليهود ما بعد انهيار دولتهم الاستعمارية، الصورة في الغرب تحدثت عن نفسها ولا زالت، أمّا في الشرق، فهل هناك مجال للعودة؟
بغض النظر عن السيناريوهات التي ستلي هذه الحقبة، فإنّ المشهد يتحدث عن أنّ الحركة الصهيونية، التي بدأت كفكرة غربية، ومن ثم راجت في أوساط اليهود، لا يُمكن وصفها إلّا أنّها كانت بمثابة الجريمة الإضافية التي ارتُكبت بحق اليهود، فهي لم تمنحهم الحصانة في الغرب، سوى كأداة تُستخدم، ولن تغفر لهم ما أحدثت أيديهم في الشرق.