خطة سموتريتش وانعكاسها على الواقع الفلسطيني

يزيد تيار الصهيونية الدينية بقطبيه وزير المالية بتسليئيل سموتيرش وايتمار بن غفير الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لاعتبار دعوة الرئيس الأمريكي لتهجير الفلسطينيين فرصة يجب وضع خطة عمل لها.
والسقف المرتفع الذي وضعه الرئيس الأمريكي في الدعوة لتهجير الفلسطينيين يختلف عن السياسات التاريخية التي وضعتها حكومات الاحتلال المتعاقبة والتي تعرف بسياسة التهجير الناعم، ما طرحه الرئيس الأمريكي هو تهجير بصورة علنية وبوعي وإدراك الفلسطينيين أنهم يغادرون الوطن، ويقطعون تذكرة الخروج دون حق العودة لأرضهم ووطنهم.
يتقاطع طرح ترمب السياسي بترحيل الفلسطينيين بصورة علنية مع خطة الحسم التي طرحها وزير المالية بتسلئيل سموتيرش العام 2017، والتي تمر بثلاث مراحل رئيسية:
أولا: تكثيف الاستيطان والضم التدريجي عبر توسيع المستوطنات وتسريع عمليات بناء البؤر الاستيطانية. وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على الضفة الغربية، مع تقليص أي دور للسلطة الفلسطينية.
ثانيا: تهجير الفلسطينيين ودفعهم للهجرة القسرية، وذلك عبر زيادة الضغوط الاقتصادية والأمنية لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم، واستخدام سياسة العقاب الجماعي، وهدم المنازل، وسحب الإقامات، وتقييد الحركة، لتضييق الخناق على السكان.
ثالثا: فرض خيار الاستسلام أو التهجير، وهذا يعني وفقًا لخطته، أن الفلسطينيين أمامهم خياران: إما القبول بحكم الاحتلال الإسرائيلي كمقيمين دون حقوق سياسية، أو مغادرة فلسطين.
هل يجري تنفيذ الخطة على أرض الواقع؟
عمليًا، يتم تطبيق خطة سموتريتش تدريجيًا وبشكل غير معلن من خلال الإجراءات التالية:
- توسيع الاستيطان: المصادقة على آلاف الوحدات الاستيطانية، ومنح المستوطنين مزيدًا من الصلاحيات.
- التضييق الاقتصادي: قرارات بقطع أموال الضرائب عن السلطة، ومنع تمويل مشاريع تنموية فلسطينية.
- القمع الأمني المكثف: تصاعد الاغتيالات والاعتقالات وهدم المنازل في الضفة الغربية.
- تهويد القدس والمسجد الأقصى: تسهيل اقتحامات المستوطنين، ومحاولات فرض تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى.
- زيادة الانقسام السياسي الفلسطيني، عبر الضغط على السلطة لتطبيق الشق الأمني من الاتفاقيات وتخليها عن دورها السياسي في مواجهة الاحتلال.
الوسائل الأجدى للتصدي لخطة سموتريتش
يجب تبني استراتيجيات متعددة:
- تصعيد المقاومة الشعبية واستعادة الوحدة الوطنية ويشمل ذلك:
- انخراط الجماهير الفلسطيني في عمل شعبي نضالي، ووضع برنامج لحماية الأرض الفلسطينية ومنع مشروع التهجير.
- بناء لجان محلية تدير العمل الوطني على مستوى الضفة الغربية.
- تحقيق وحدة وطنية فلسطينية وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة هدفها الأساسي لإنهاء الاحتلال.
- تطوير الموقف السياسي الفلسطيني.
- بناء موقف سياسي فلسطيني موحد يرفض التفاوض مع الاحتلال في ظل خططه التوسعية.
- التحرك الدبلوماسي والقانوني دوليًا.
- استخدام المؤسسات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية لرفع قضايا ضد الاستيطان وجرائم الاحتلال.
- الضغط على الدول الأوروبية للحد من دعم للكيان الصهيوني، والعمل على فرض عقوبات دولية.
- تحفيز الصمود الاقتصادي والاجتماعي داخل الضفة الغربية
- دعم المشاريع الاقتصادية الفلسطينية المستقلة لتقليل التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.
- تعزيز الاستثمار في المناطق المهددة بالمصادرة والاستيطان، خاصة في القدس والمناطق المصنفة “C”. رفع مستوى دور الشعوب العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.
- تنظيم حملات دولية لكشف مخاطر خطة سموتريتش وتأثيرها على استقرار المنطقة.
- حشد الرأي العام العربي والإسلامي لمقاطعة الاحتلال والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف صارمة.
خلاصة تقدير الموقف
ما يجري على الأرض هو تطبيق عملي لخطة سموتريتش عبر الاستيطان والضم الزاحف وقمع الفلسطينيين. مواجهة هذه السياسة تتطلب تكامل المقاومة الميدانية مع التحرك السياسي والدبلوماسي، إضافة إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه المخططات الاستيطانية.