"د. موسى أبو مرزوق مشوار حياة.. ذكريات اللجوء والغربة وسنوات النضال" (2)

عوني فارس
02-01-2022

عرض كتاب

"د. موسى أبو مرزوق مشوار حياة.. ذكريات اللجوء والغربة وسنوات النضال" (2)

كتب المراجعة: عوني فارس

 

  • هذا الكتاب هو الجزء الثاني من مذكرات القائد الفلسطيني د. موسى أبو مرزوق، أحد أهم زعماء حركة حماس وقادتها التاريخيين، وقد أعده بلال خليل ياسين، وحرَّره وراجعه محسن محمد صالح وإقبال عميش، ونشره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عام 2020.

وثَّق الكتاب جوانب مهمة من سيرة أبو مرزوق، وشرح فكره السياسي، وكدحه المتواصل لسنين طوال خدمة للقضية الفلسطينية، وموقفه من ملفاتها الساخنة وأحداثها الجسام، بما فيها محاولة اغتيال خالد مشعل وتداعياتها، وعلاقة حركة حماس بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، واندلاع الانتفاضة الثانية، واستراتيجية المقاومة القتالية، واغتيال قادة الحركة، والانتخابات الرئاسية والتشريعية، وأحداث الانقسام، وجولات المصالحة، وما واكبها من اتفاقيات وإعلانات، وتجربة حركة حماس في الحكم، والحروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، والربيع العربي وتداعياته على القضية الفلسطينية، وعلاقات حركة حماس بالمحيط الإقليمي ودول العالم، ومستقبل القضية الفلسطينية، وطبيعة العلاقة التي ربطت أبو مرزوق بعدد من قادة الحركة الوطنية مثل أبو عمار، والشيخ أحمد ياسين، وخالد مشعل، ورأيه ببعض الزعماء العرب والأجانب.

وأبرز الكتاب تطور الفكر السياسي لدى حركة حماس، وأوضح مرتكزات خطابها التحرري، وقدَّمها باعتبارها حركة وطنية تسعى لتحرير فلسطين، وتحمل فكرًا وسطيًا معتدلًا، ومنفتحة على التيارات السياسية والفكرية المختلفة، وترغب في إقامة علاقات متوازنة مع محيطها الإقليمي في مستوييه الرسمي والشعبي.

جاء الكتاب في 524 صفحة، وضم مقدمة المُعِد، وتقديمات كتبها عزيز دويك، ومحسن محمد صالح، ومعن بشور، كما حوى أربعة فصول، وملحقًا بـ 82 صورة، تُظهر النشاط السياسي لصاحب المذكرات في الساحات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية، وملحقًا بـ 22 وثيقة تشمل أحاديث صحفية، وكلمات ألقاها أبو مرزوق في مناسبات متعددة، وبيانات ومذكرات رسمية صادرة عن حركة حماس، ونصوص اتفاقيات بين حركتي حماس وفتح، ونتائج لجلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة، وشملت مصادر الكتاب مقابلات مع أبو مرزوق أجراها مُعِد الكتاب، ومقابلات أخرى أجراها معه مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني، وصحف ومجلات فلسطينية وعربية وأجنبية، بالإضافة إلى بعض المصادر والمراجع المنشورة سابقًا.   

سلَّط الفصل الأول الضوء على الجذور الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأبو مرزوق، وسرد قصة انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، وارتقائه في السلم التنظيمي داخلها، وسجنه في الولايات المتحدة، ثم تحرره واستقراره في الأردن، وأعطى تفاصيل جديدة حول محاولة اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سابقًا، وتداعياتها، منها أن أبو مرزوق أول من طرح فكرة إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجن مقابل الإفراج عن عميليّ الموساد[1]، وتعرّض الفصل لحادثة إبعاد قادة حماس عن الأردن عام 1999، وقرار الانتقال إلى سوريا، وفَتَحَ ملف الحوارات مع منظمة التحرير.

وشرح الفصل الثاني رؤية أبو مرزوق للقضية الفلسطينية، وتعريفه للصراع وأدواته، ونظرته لبرنامجي المقاومة والمفاوضات، وموقف حركة حماس من الشراكة الوطنية، والخطوات العملية التي اتخذتها من أجل تحقيق ذلك، وتعريفها للمشروع الوطني، وفي الفصل حديثٌ عن القواعد الناظمة لعلاقات حركة حماس الإقليمية.

وقدَّم الفصل الثالث مراجعاتٍ حول قرار الحركة المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، وتشكيل الحكومة، وإدارتها لملف الانقسام، وسعيها للمصالحة وتحقيق الشراكة الوطنية، والحروب التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة، ومسيرات العودة، وأفرد مساحة للحديث عن الوثيقة السياسية التي أصدرتها حركة حماس عام 2017، ورؤية أبو مرزوق لها.

وشمل الفصل الرابع نصوصًا أعدَّها أبو مرزوق في مناسبات مختلفة، ونُشرت في الفترة ما بين 2014-2018، وشرح فيها رؤيته لمشروع التسوية، وأولويات المشروع الوطني، وقدَّم قراءة تقييمية لتجربة حركة حماس ودورها الوطني، خصوصًا تجربتها في السلطة، وإنجازاتها على الصعد السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية والحقوقية، وحوى الفصل مرافعة استهدفت مواجهة حملة التشوية لحركة حماس التي قام بها الإعلام المصري، بالإضافة إلى شهادات حول سيرة أبو مرزوق بجوانبها الإنسانية، قدمتها زوجته نادية العشي، وكل من ياسر بشناق، وأحمد يوسف، ومصطفى اللدواي، وإسماعيل البرعصي، وحسني العطار، ونضال خضرة.     

حركة حماس

قدَّم الكتاب تفصيلاً موسعًا حول نشأة حركة حماس والمحطات المختلفة التي مرت بها، ودور أبو مرزوق المركزي فيها، وكشف الكثير من المعطيات المهمة حول بنيتها التنظيمية، وآليات صناعة القرار داخلها، وطرق وأدوات تنفيذ القرارات والخطط، والعلاقة بين أقاليم الحركة، وإجراءات المحاسبة والمراجعة داخل مؤسساتها، وإدارة الاختلاف في صفوفها، وأشار إلى العوامل التي ساهمت في الحفاظ على تماسكها رغم التحديات الكبرى التي واجهتها، مثل: اعتمادها الشورى الملزمة، والعمل المؤسسي التخصصي، وعدم الارتهان للسياسات الخارجية، والفصل بين السلطات داخل مؤسسات الحركة، واعتماد الانتخابات لاختيار القادة والكوادر، واعتماد الجرح والتعديل والتقييم بكل حب ومودة، والتواصل بين القيادة والقاعدة.

علاقات حماس مع حركة فتح

تناولت المذكرات علاقات حماس مع مختلف الفصائل الفلسطينية، سيما حركة فتح، التي خصَّتها بمساحة كبيرة، حيث راجعت جذور العلاقة بينهما، وسجَّلت بعض الشواهد التاريخية مثل إنشاء الهيئة التأسيسية للجامعة الإسلامية في غزة عام 1978 بالتعاون بين الطرفين، وتعيين ثلاثة محسوبين على التيار الإسلامي داخل المجلس الوطني بقرار وترشيح شخصي من خيري الآغا عام 1988، وهم: عبد الرحمن الحوراني، وجمال عايش، وأمين الآغا، ثمَّ اللقاء بين حركتي حماس وفتح  في صنعاء عام 1990، وتلقي حركة حماس دعوة من عبد الحميد السائح، رئيس المجلس الوطني، للمشاركة في الاعمال التحضيرية للمجلس، وتقديم حركة حماس مذكرة احتوت على مطالبات بتغيير البرنامج السياسي للمنظمة، وتحقيق العضوية عبر الانتخاب، أو عبر إعطاء حماس حجمها الحقيقي في الشارع، واللقاءات اللاحقة بين الحركتين في أكثر من عاصمة عربية، ثم حدوث نقطة التحول في آذار عام 2005، حين اعترف وفد حماس بشكل رسمي بكون منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وذلك في اجتماع الفصائل في القاهرة، والتوافق على إصلاحها تمهيدًا لدخول حركتيّ حماس والجهاد فيها.

جذور العلاقة بين حماس والدول العربية والإسلامية

 ركَّزت المذكرات على علاقات حركة حماس الإقليمية، وأشارت إلى الضوابط التي التزمت بها في علاقاتها مع دول المنطقة وشعوبها، من قبيل مركزية القضية الفلسطينية في أي علاقة، وحَصْر نشاط الحركة العسكري في فلسطين فقط، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتجنب الصراع مع الأنظمة، والابتعاد عن التصنيف المحوري، واستقلال القرار الحمساوي، وإقامة علاقات مع المستويين الرسمي والشعبي، واحتوت على تفاصيل مهمة حول الجذور التاريخية للعلاقة بين حركة حماس والأنظمة السياسية العربية والإسلامية ودول أجنبية، ومن الأمثلة على ذلك:  

  • العلاقة مع سوريا

تعود جذور العلاقة بين حركة حماس وسوريا، إلى النصف الأول من عام 1991، وتزامن ذلك مع وصول مصطفى اللداوي اليها مبعدًا من فلسطين، وقد وضع أبو مرزوق اللبنات الأولى لهذه العلاقة، حين زار سوريا وأجرى لقاءات مع مسؤولين في الحكومة وحزب البعث، وقد دخلت حماس الأراضي السورية بتغطية من الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وتم إنشاء مكتب للحركة برئاسة مصطفى اللداوي، وعُزِّز بمساعدين، ورُفد بحاسوب وطابعة، واعتَمَدَ النظام السوري وزير الاعلام محمد سليمان للتعامل مع الحركة، وكانت أول زيارة لأعضاء المكتب السياسي لدمشق نهاية عام 1991، حيث اجتمع أبو مرزوق مع عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية، وتوطدت العلاقة بعد حادثة الإبعاد إلى مرج الزهور أواخر عام 1992.

  • العلاقة مع السعودية

بدأت هذه العلاقة بالتبلور قبل اجتياح العراق للكويت، حيث التقى أبو مرزوق مع مدير الاستخبارات السعودية تركي الفيصل. ذكر أن السعودية عرضت على الحركة بعد حرب الخليج الثانية قيادة منظمة التحرير على أن تقوم بتغطية كامل التكاليف، لكنها رفضت العرض، وقد تعززت العلاقة بعد زيارة الشيخ أحمد ياسين للسعودية برفقة وفد المكتب السياسي، حيث استقبل الأمير عبد الله الوفد، ثم أصبحت لقاءاته بالحركة سنوية في شهر رمضان، واستقبلهم عدة مرات عندما كان ملكًا، وقد أحدثت مبادرة الأمير عبد الله عام 2002 وموقف حركة حماس الرافض لها شرخًا في العلاقة بين الطرفين.  

  • العلاقة مع تركيا

ركَّز الكتاب على العلاقة مع تركيا ابتداءً من فوز حماس بالانتخابات التشريعية وتشكيلها الحكومة، حيث طالبت تركيا المجتمع الدولي بإعطاء فرصة للحركة، وقد استقبل أردوغان وفدها علنًا عدة مرات منذ عام 2006، وقدمت أنقرة نفسها باعتبارها وسيطًا بين حركة حماس ودولة الاحتلال، وحاولت إقناع حماس بالاعتراف بدولة الاحتلال والموافقة على حل الدولتين، في المقابل تفهمت حركة حماس موقف تركيا، وإن لم تتجاوب معه، وشكرتها على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وفي الميدان عبر المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية، لكنَّ العلاقة بين الطرفين شهدت توترًا خصوصًا مع انفتاح الحركة على محمد دحلان مؤخرًا، الأمر الذي أدى إلى وقف تركيا مساعداتها لقطاع غزة، لكن الساحة التركية بقيت ساحة مهمة للحركة وكوادرها.

  • العلاقة مع إيران

بدأت العلاقة بين الطرفين نهاية ثمانينات القرن العشرين، مع التقاء أبو مرزوق وخليل القوقا بموظفَيْن في وزارة الخارجية الإيرانية في دبي بين عامي (1990-1991)، واعتماد عماد العلمي ممثلاً للحركة في طهران، ثم زادت العلاقة توطُّدًا بعد حرب الخليج الثانية، وأزمة الابعاد إلى مرج الزهور، ورغم إشادة أبو مرزوق بالموقف الإيراني التاريخي تجاه الحركة، وإبقاء طهران على الدعم الإيراني للحركة في المحطات المختلفة، إلا أنَّه ركَّز على إظهار استقلالية الحركة عن طهران، عبر حشد  شواهد من التباينات في المواقف، كما في  اعتراض إيران على الحركة عندما أسست حزب الخلاص، ودخلت في الانتخابات التشريعية، وشكلت الحكومة، ووقَّعت اتفاق مكة، وخرجت من سوريا.  

  • العلاقة مع ماليزيا:

بدأت العلاقة بين حركة حماس وماليزيا في تسعينيات القرن العشرين، من خلال الأحزاب الماليزية، خصوصًا الحزب الإسلامي الماليزي (باس)، وحركة الشباب الإسلامي الماليزي (أبيم)، فزارها خالد مشعل على رأس وفدٍ ضم أبو مرزوق وآخرين عام 1997، وعقدت عدة لقاءات مع نائب رئيس الوزراء أنور إبراهيم وقادة أحزاب سياسية، وزارها أيضًا وفود أخرى بقيادة الشيخ محمد صيام وأسامة حمدان وآخرين، والتقى وفد المكتب السياسي برئيس الوزراء عبد الله بدوي عام 2006، ثم حدثت انطلاقة جديدة بعد 2010، حيث تم تأسيس مؤسسات فلسطينية على الأراضي الماليزية، وبرعاية ماليزية رسمية، وحضر قادة من الحركة مؤتمرات الحزب الحاكم، وحلَّ خالد مشعل ضيفًا على مؤتمر حزب (أمنو) عام 2013، وعام 2015، وزار رئيس الوزراء الماليزي السابق محمد نجيب غزة مطلع عام 2013.

  • العلاقة مع جنوب أفريقيا

نسجت حركة حماس علاقاتها مع جنوب أفريقيا ابتداءً من عام 1995، من خلال لجنة في السودان تابعة للدائرة السياسية برئاسة أبو مرزوق، وكان التواصل بين الحركة والمجتمع الجنوب أفريقي يتم من خلال مؤسسة القدس، وكان مولانا إحسان هندركس والشيخ إبراهيم جبرائيل، ومرشد ديفيز مدخل الحركة للتواصل مع الجالية المسلمة، وتم افتتاح مؤسسة الأقصى عام 1997، ومركز دراسات الشرق الأوسط عام 1998.

اتصل أبو مرزوق بالسيد لورنس الملحق الأمني في سفارة جنوب أفريقيا في عمان، في محاولة لترتيب زيارة للشيخ أحمد ياسين لجنوب أفريقيا، لكن تدخل ياسر عرفات حال دون تحقيقها، وجرت اتصالات مع سفير جنوب أفريقيا في دمشق محمد دانغور، وكانت هنالك محاولة لترتيب زيارة رسمية للحركة عام 2009، ثم جرى لقاء بين خالد مشعل ونائب رئيس جنوب أفريقيا خاليما موتلانتي في دمشق، وتمت زيارات رسمية للحركة بوفد يقوده محمد نزال وأسامة حمدان، وبالإضافة إلى لقاء محمد صوالحة رئيس مكتب العلاقات الدولية في الحركة بلجنة رئاسية عام 2014، وزار مشعل جنوب أفريقيا عام 2015، والتقى برئيس الدولة جاكوب زوما، ووقَّع مذكرة تعاون مشتركة، واتفق الطرفان على افتتاح مكتب للحركة، لكن ضغط بعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية حال دون ذلك، ونجحت الحركة بالانفتاح على مختلف مفاصل النظام السياسي في جنوب أفريقيا، وتأسيس مؤسسة أفروبال لتكون واجهة للعمل، وحققت نجاحات على مستوى تحجيم العلاقة بين جنوب أفريقيا ودولة الاحتلال.

آراء سياسية لأبي مرزوق

صدَّر أبو مرزوق خلال مسيرته السياسية العديد من الآراء الخاصة بعدد من القضايا الخاصة بالحركة  ومواقفها، وقد ذكر بعضها في ثنايا الكتاب، منها على سبيل المثال مطالبته المبكرة بتعديل ميثاق حركة حماس، ودعوته إلى هدنة مشروطة مع الاحتلال منذ النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين، وموافقته على الدخول في الانتخابات التشريعية عام 1996، ودعوته للتوقف عن العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل، واعتراضه على اعتراف حركته بمنظمة التحرير قبل الدخول فيها. 

ملاحظة ختامية

مذكرات أبو مرزوق هي الثانية لقائد حمساوي من الخارج، بعد مذكرات المهندس إبراهيم غوشة (2008)، وهي إضافة نوعية للمهتمين بالقضية الفلسطينية، ولجمهور القراء، خصوصًا وأنَّها تكشف تفاصيل مهمة غير معروفة في مسيرة حركة حماس كما عايشها أبو مرزوق، وتمنح الباحثين والمتخصصين مصدرًا أوّليًا مهمًّا، وتساهم في مساعدتهم على تقديم قراءة أكثر توازنًا وموضوعية لحركة حماس وتاريخها النضالي، وأعتقد أن تقاطع مذكرات أبو مرزوق مع بعض الموضوعات التي عالجتها مذكرات إبراهيم غوشة، قد أفاد كثيرًا، فقد تناولها أبو مرزوق من زوايا أخرى، وقدَّم معلومات جديدة، وغطى محطات تاريخية لاحقة لم تصل لها مذكرات غوشة.

 

 

 

 

 

[1] المذكرات، ص 47. يعضد هذه الرواية رواية إبراهيم غوشة، حيث يذكر بأن أحد أعضاء المكتب السياسي اتصل بسميح البطيخي مدير المخابرات العامة، وعرض إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين وعدد كبير من الأسرى مقابل العميلين، انظر: غوشة، إبراهيم، المئذنة الحمراء سيرة ذاتية، بيروت، مرز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2008، ص 240-241، وهاتان الروايتان تكذبان رواية الكاتب بول ماغوو، الذي ذكر أن البطيخي هو من عرض الفكرة على أبو مرزوق، وكان رد أبو مرزوق "لن يوافق اليهود أبدًا". انظر: ماغوو، بول، اقتل خالد عملية الموساد الفاشلة لاغتيال خالد مشعل وصعود حماس، ترجمة مروان سعد الدين، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، ص 245. ورواية أبو مرزوق وغوشة أدق، فالرجلان كانا في قلب الحدث، وحماس كانت معنية بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، وقد حاولت ذلك أكثر من خمس مرات، عبر تخطيط وتنفيذ عمليات خطف جنود، ومحاولة مبادلتهم بالشيخ، كما أطلقت حملة إعلامية للمطالبة بإطلاق سراحه، استمرت لفترة طويلة، وهنالك علاقة تاريخية متينة بين أبو مرزوق والشيخ أحمد ياسين، تشجع الأول على اقتناص أي فرصة لإطلاق سراح شيخه، إضافة إلى عداء البطيخي لحركة حماس، يدفع باتجاه استبعاد أن يكون أول من اقترح إطلاق سراح الشيخ.