ذاكرة.. عبد الله القواسمي

كمال جهاد الجعبري
21-06-2022
تحميل المادة بصيغة PDF

تقارير

ذاكرة.. عبد الله القواسمي

كمال جهاد الجعبري

يصادف اليوم، 21 حزيران/ يونيو 2022، الذكرى الـ 19 لاستشهاد القائد القسامي، عبد الله القواسمي، قائد مجموعات كتائب الشهيد عز الدين القسام خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى).

وولد الشهيد القواسمي في مدينة خليل الرحمن، في 19 تموز/ يوليو 1960، ودرس في مدارسها، ومن ثم التحق بجامعة الخليل لدراسة اللغة العربية فيها، ولكنه لم يكمل تعليمه هناك بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

من الرعيل الأول

منذ تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العام 1987، التحق الشهيد القواسمي بصفوفها، وشارك بفعالية في أنشطة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واعتقل في العام ذاته لعدة شهور، وفي العام 1992، اعتقل وأبعد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، من بين 417 من كوادر وقيادات حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، في محاولةٍ من الاحتلال لوقف هدير الانتفاضة، آنذاك.

وبعد عودة مبعدي مرج الزهور إلى ديارهم في فلسطين، حُكِم على الشهيد عبد الله القواسمي من الاحتلال بالسجن لمدة 12 شهرًا.

ومع قدوم السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، كان الشهيد عبد الله القواسمي على موعدٍ مع الاعتقال الأول لديها في العام 1998، بتهمة الانتماء إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام والتخطيط لعمليات المقاومة للاحتلال الإسرائيلي في الخليل.

وفي هذا السياق يقول الأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار" (محمود القواسمي)، والمبعد إلى غزة، والذي عاصر الشهيد القواسمي أنّ الشهيد كان من المؤسسين للعمل العسكري لكتائب القسام، من بعد "أوسلو"، وكان على اتصال مع عددٍ من المجموعات القسامية المهمة، كمجموعة الشهيد محمود أبو هنود، وكان السبب الرئيس لاعتقاله تأسيسه مجموعة نوعية بهدف اختطاف جنود إسرائيليين ومبادلتهم بالأسرى في سجون الاحتلال، وكانت المجموعة القسامية تضم كلاً من: الأسرى المحررين: هاني الشريف، ومجدي الجعبري، وشادي غلمة، حيث اعتقل كافة أفراد المجموعة لدى الاحتلال، وصدرت بحقهم أحكامٌ تراوحت بين الـ 13 و15 سنة، فيما اعتقل القائد عبد الله القواسمي لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. 

وفي الوقت ذاته كان للشهيد عبد الله القواسمي، كما يفيد المحرر محمود القواسمي، دورٌ مركزيٌ في تأمين وحماية العشرات من مطاردي كتائب القسام الذين قدموا إلى الخليل في الفترة بين عامي 1993 و1995، ومن أبرزهم إياد البطاط، ومحمود أبو هنود، وخلال تلك الفترة نسق الشهيد القواسمي معهم في العديد من الأمور التي أسهمت في رفع وتيرة العمل المقاوم آنذاك.

ومع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) أفرجت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عن الأسير عبد الله القواسمي، مع عددٍ كبيرٍ من قيادات وكوادر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقطاع غزة. 

عودةٌ لميادين المقاومة

خلال سنوات انتفاضة الأقصى، برز الشهيد عبد الله القواسمي مشرفًا على العديد من المجموعات القسامية في الخليل، وعقب استشهاد القائد العام لكتائب القسام في الخليل، الشهيد أكرم الأطرش، خلفه القائد عبد الله القواسمي، ويروي أحد الأسرى المحررين المعاصرين للشهيد أنّ القواسمي كان مسؤولاً عن مجموعة (الملثمين الثلاثة)، وعضوًا في المجلس العسكري لكتائب القسام في الضفة الغربية، وبحسب الموقع الرسمي لكتائب القسام، فقد اتهمه الاحتلال بالإشراف على العديد من العمليات الاستشهادية.

وفيما يلي ذكرٌ لتلك العمليات التي أشرف وشارك الشهيد عبد الله القواسمي بالتجهيز لها:

  • 21 حزيران/ يونيو 2002: المجاهد نائل عزمي أبو هليل من بلدة بيت عوا قضاء الخليل، يفجر نفسه داخل حافلة صهيونية في مدينة القدس، ما أدى لمقتل 11 إسرائيليًّا وإصابة 46 بجروح، ونفذت هذه العملية بالتنسيق مع القائد شهيد علي علان من بيت لحم.
  • 12 كانون الأول/ ديسمبر 2002: مقتل جندي ومجندة إسرائيلين في البلدة القديمة للخليل، ونجاح أبطال العملية بالانسحاب من مكان العملية.
  • 17 كانون الثاني/ يناير 2003: الشهيدان حمزة القواسمي وطارق القواسمي ينفذان عملية استشهادية بالقرب من مستوطنة "خارصينا"، في منطقة البقعة، شرقي الخليل، وقتل خلال العملية مستوطن وأصيب 4 آخرون.
  • 23 كانون الثاني/ يناير 2003: مقتل 3 جنود إسرائيليين بالقرب من بلدة يطا، جنوب الخليل، ومنفذو العملية ينجحون بالانسحاب من موقع العملية.
  • 5 آذار/ مارس 2003: الشهيد محمود عمران القواسمي ينجح بتنفيذ عملية استشهادية في حيفا المحتلة، قتل خلالها 17 إسرائيليًّا وجرح 40 آخرون.
  • 7 آذار/ مارس 2003: الشهيدان حازم ومحسن القواسمي يقتحمان مستوطنة "كريات أربع" المحصنة في الخليل، ويقتلان 3 إسرائيليين ويجرحان 4 آخرين.
  • 7 آذار/ مارس 2003: الشهيدان سفيان حريز وفادي الفاخوري يقتحمان مستوطنة "نفاغوت" جنوب الخليل، والاحتلال يتكتم على خسائره في العملية.
  • 10 آذار/ مارس 2003: الشهيد حافظ الرجبي ينفذ عملية نوعية في محيط المسجد الإبراهيمي، قتل خلالها ضابط للاحتلال، وجرح 4 آخرون.
  • 5 نيسان/ إبريل 2003: الشهيد علاء النتشة يقتحم مستوطنة "كريات أربع" ويتشبك مع قوات الاحتلال في محيطها قبل استشهاده.
  • 17 أيار/ مايو 2003: الشهيد فؤاد أبو سنينة يفجر نفسه بتجمعٍ للمستوطنين في البلدة القديمة للخليل، والاحتلال يتكتم على خسائره في العملية.
  • 18 أيار/ مايو 2003: الشهيدان مجاهد الجعبري وباسم التكروري ينفذان عمليتين استشهاديتين، الأولى في مستوطنة "جفعات شابيرا" أو "التلة الفرنسية" ونفذها التكروري، أمّا الجعبري فقد فجر نفسه في تجمعٍ لقوات الاحتلال بالقرب من مستوطنة "نيفي يعقوب"، وقتل خلال العمليتين 6 مستوطنين.

على موعدٍ مع الشهادة

بعد أكثر من عامين على المطاردة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، ومع غدو القواسمي المطلوب الأول للاحتلال في الضفة الغربية مع بداية العام 2003، كان الشهيد القواسمي على موعدٍ مع الشهادة مساء يوم 21 حزيران/ يونيو، خلال ذهابه لأحد النقاط الميتة بالقرب من مسجد الأنصار في الخليل، على يد وحدة خاصة من قوات "اليمام" التابعة لما يسمى بحرس حدود الاحتلال باغتت المكان

المصادر:

         الموقع الرسمي لكتائب الشهيد عز الدين القسام.

         مقابلة مع الأسير المحرر ضمن "وفاء الأحرار" محمود القواسمي.

         مقابلة مع ف. أ، أسير محرر من مدينة الخليل.

         معاذ أبو شرخ، العمل العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام في جنوب الضفة الغربية (الخليل وبيت لحم) 1992 – 2006، الجامعة الإسلامية، غزة فلسطين، 2019.