رغم تهديداتها لحماس، لكن "إسرائيل" لا تبحث عن حرب في قطاع غزة
فريق المركز
10-08-2018
ترجمة: مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني
كتب المعلق العسكري في صحيفة هآرتس " عاموس هرئيل " مقالاً يتحدث فيه عن عدم رغبة " إسرائيل " في خوض حربٍ جديدة مع قطاع غزة، وقد كان قد نشر المقال على الموقع الإلكتروني للصحيفة تحت عنوان ( رغم التهديدات الموجه لحماس، لكن " إسرائيل " لا تبحث عن حرب في قطاع غزة )
وكان قد استهل هرئيل مقاله بقوله " بعد ثلاثة ساعات من إعلان الفصائل الفلسطينية التهدئة، وسقوط صاروخ في مدينة بئر السبع، وفي حال إستمرار الضربات العسكرية المتبادلة ،فإن " إسرائيل " ستدرس القيام بعمليه عسكرية نوعية على الرغم من تردد المستوى السياسي في هذا الشان ".
وشبه الكاتب في معرض مقاله حال " إسرائيل " اليوم كبرنامج تلفزيوني يحمل إسم " أستيقظ بالأمس صباحاً " والذي تدور قتصه حول مذيع تلفزيوني يتسيقظ كل صباح ليبث أخبار يوم أمس، بعد فترة وجد نفسه في حلقة مفرغة، لا يلقى إهتماماً ولا متابعة من قِبل الناس، ربما الحال أكثر أو أقل من ذلك، فمنذ 30 مارس من العام الحالي بدأت المظاهرات الاسبوعية على الحدود ولا زالت مستمرة، مما أدى الى زيادة التوتر في القطاع بشكل كبير، في الدولة الأخير قامت حماس بإطلاق مئات القذائف الصاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة، عقب إغتيال اثنين من الجناح العكسري لحماس، حيث قامت " إسرائيل " بشن عشرات الغارات الجوية، في أعقاب ذلك تدخل كلٌ من مصر ومبعوث الأمم المتحدة لإيجاد وقف جزئي لإطلاق النار إنتظاراً للجولة القادمة.
وبحسب رأي الكاتب فإن ما جرى هذا الاسبوع كان نتيجة سوء فهم إسرائيلي ــــ على حد قوله ــــ، ففي صباح يوم الثلاثاء دخلت قيادة حماس بما فيها قادة من الخارج قدمت الى غزة في إجتماعات تشاروية بهدف التوصل الى هدنة سياسية، وخلال عرض النخبة في وحدة الكوماندو البحرية التابعة لحماس في شمال القطاع، لاحظ الجيش الذي يبعد 2 كيلومتر عن الحدود بوجود اثنين من القناصة يقومون بإطلاق النار، مما ولد تخوفات تبينت أنها خاطئة بعد وقت بوجود خطرٍ على حياة القوة المتحركة على الحدود، في ضوء ذلك قرر قادة الوحدة إطلاق النار نحو مصدر الرصاص، مما أدى الى إغتيال اثنين من حماس.
وأضاف الكاتب بأن ما يثير القلق هي الفجوة الإستخبارتية الإسرائيلية قبل وقوع الحادث، وعدم معرفتهم بوجود تدريب كهذا، أول على الأقل رصد تحركات قيادة حماس في الخارج والتي قدِمت لزيارة القطاع، وجاء هذا عقب إعتراف الجيش بعدم علمهم بوجود التدريب، وقال بأن حماس عاجلاً أم آجلاً ستجد ذريعة أخرى لإطلاق الصواريخ، وبأن حجة " وجود البرج خلف تلة عالية " هذا أمر غير مقنع من دولة ترصد المليارات في ميزانية العام من أجل العمل الإستخباراتي، فمن الممكن أن نتوقع المزيد من تلك الحوادث.
حماس التي هددت في رداً على الحادثة، ونفذت يوم أمس، بدأت بإطلاق النار تجاه الجيش على الحدود من قِبل القناصة في ساعات الظهيرة ولم يقع إصابات، بعد ذلك قامت بإطلاق عدد من القذائف الصاروخية في ساعات المساء وطيلة الليل حتى الصباح، حيث بلغ عدد الصواريخ قرآبة 180 صاروخ وقذيفة هاون، ونتج عن ذلك إصابة وصفت بالمتوسطة، وأكثر من 20 إصابة بالشظايا والهلع، ويعد هذا القصف الأعنف في الآونة الأخيرة.
وقال الكاتب أن حماس اليوم تتبع سياسة " إطلاق النار المحسوب "، وخلال تصريح بثته شبكة الجزيرة إعتبر القصف جزءً من المفاوضات، في المقابل تم قياس الرد الإسرائيلي ايضاً، ويشير عدد الإصابات المنخفض بين صفوف الفلسطينيين، بالإضافة الى عدم إستهداف قادة الجناح العكسري لحماس على ضبط النفس ايضاً.
وقد صرح ضابط كبير في الجيش صباح اليوم بأن سلسلة من الإجراءات قد إتخذها الجيش منها: نشر بطاريات إضافة لمنظومة القبة الحديدية، وتجنيد عدد قليل من الإحطياطـ، ونقل عدد من القوات البرية لمنطقة الجنوب، بالإضافة الى التعليمات المشددة التي صدرت عن قيادة الجبهة الداخلية لسكان غلاف غزة، بما فيها إخلاء المستوطنين الذي يسكنون قرب الحدود وقت الضرورة، ووصف الكاتب الأجواء العامة في غلاف غزة بالصعبة والمحطمة للإعصاب، وقال بأن القذائف الصاروخية اسوء بكثير من الحرائق بفعل الطائرات والبالونات الحارقة خلال الأشهر الأخيرة، وأن اسوء ما في الأمر هي صفارات الإنذار في ذروة العطلة الصيفية، وشهدت نهايات الأسابيع الماضية " هجرات صامتة " بين صفوف المستوطنين بعدما أشارات التقارير الى نية حماس إشعال وتسخين الأجواء على الحدود.
وأنه خلال ساعات الصباح أجرى رئيس الحكومة " بنيامين نيتنياهو " عدة مشاورات وانتهت بإجتماع المجلس الوزاري المصغري " الكبينيت "، ولكن على الرغم من التهديدات الموجه لحماس فإن " إسرائيل " لا تبحث عن حرب في قطاع غزة، حيث يشعر المستوى السياسي بالقلق إزاء الآثار المترتبة على إدخال وحدات المشاة والدروع الى داخل المنطقة المكتظة بالسكان، وتزعجها ايضاً تقديرات الخسائر البشرية في حالة الدخول، ويسأل عما إذا كان الوضع في نهاية حرب أفضل من الوضع الذي نحن فيه، ذلك كله في ضوء الضغط الذي يمارسه الرأي العام ووسائل الإعلام على رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والذي يصفهم بالضعفاء أمام حماس وخصوصاً من قبل اليسار، ومن المرجح أن يوافقوا على خطوات أوسع ينفذها الجيش، وخلال ساعات الظهيرة أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة نهاية الجولة الحالية، وبعد ثلاث ساعات تم اطلاق صاروخ من القطاع باتجاه مدبنة بئر السبع، و كما هو الحال في الجولات السابقة، فإن " إسرائيل " تتجاهل هذه الأخبار في الساعات الأولى، خوفاً من الاعتراف بأنها تجري مفاوضات غير مباشرة مع منظمات فلسطينية.
وأكد هرئيل الى أنه وفي ظل إذا استمرار تبادل الضربات، فإن مسار العمل سوف يتغير من جانب " إسرائيل" ، وستلجأ الى الجهد الهجومي المركز الذي سيظهر لحماس مدى الضرر الذي يمكن لإسرائيل أن تلحقه بها إذا ما أصرت على المواصلة، وهذا على النقيض من سياسة ضبط النفس اللازم ضد طائرة ورقية، لكن هنالك خطر حقيقي حيث تعتقد حماس أنها تملي التحركات ويبدو أنها لا تشعر بأنها واقعة تحت التهديد، ولا تزال هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها بين ضبط النفس والحرب.
وأضاف بأن الخطر يكمن أيضاً في العواقب الغير متوقعة، فمن الممكن أن تؤدي ساعة إضافية أخرى خلال القتال، الى مزيد من الخسائر في صفوف الجيش أو الفلسطينيين، مما يؤدي الى تدهور الأوضاع بصورة صعبة جداً قد تفضي الى حرب.
وختم الكاتب مقاله بقوله " في الساعات والأيام القادمة، سيكون هنالك سباق بين الساعة العسكرية والساعة السياسية، ففي حال فشل المصريين والأمم المتحدة إلى " تهدئة صغيرة " ملزمة بوقف تام لاطلاق النار في مقابل تسهيل حركة البضائع إلى قطاع غزة، وزيادة مساحة الصيد، وتخفيف في الجانب الإقتصادي، فإن إسرائيل ستزيد عملياتها العسكرية من أجل فرض هدنة على حماس أو حرب في القطاع ، لكننا نقترب من ذلك".
كتب المعلق العسكري في صحيفة هآرتس " عاموس هرئيل " مقالاً يتحدث فيه عن عدم رغبة " إسرائيل " في خوض حربٍ جديدة مع قطاع غزة، وقد كان قد نشر المقال على الموقع الإلكتروني للصحيفة تحت عنوان ( رغم التهديدات الموجه لحماس، لكن " إسرائيل " لا تبحث عن حرب في قطاع غزة )
وكان قد استهل هرئيل مقاله بقوله " بعد ثلاثة ساعات من إعلان الفصائل الفلسطينية التهدئة، وسقوط صاروخ في مدينة بئر السبع، وفي حال إستمرار الضربات العسكرية المتبادلة ،فإن " إسرائيل " ستدرس القيام بعمليه عسكرية نوعية على الرغم من تردد المستوى السياسي في هذا الشان ".
وشبه الكاتب في معرض مقاله حال " إسرائيل " اليوم كبرنامج تلفزيوني يحمل إسم " أستيقظ بالأمس صباحاً " والذي تدور قتصه حول مذيع تلفزيوني يتسيقظ كل صباح ليبث أخبار يوم أمس، بعد فترة وجد نفسه في حلقة مفرغة، لا يلقى إهتماماً ولا متابعة من قِبل الناس، ربما الحال أكثر أو أقل من ذلك، فمنذ 30 مارس من العام الحالي بدأت المظاهرات الاسبوعية على الحدود ولا زالت مستمرة، مما أدى الى زيادة التوتر في القطاع بشكل كبير، في الدولة الأخير قامت حماس بإطلاق مئات القذائف الصاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة، عقب إغتيال اثنين من الجناح العكسري لحماس، حيث قامت " إسرائيل " بشن عشرات الغارات الجوية، في أعقاب ذلك تدخل كلٌ من مصر ومبعوث الأمم المتحدة لإيجاد وقف جزئي لإطلاق النار إنتظاراً للجولة القادمة.
وبحسب رأي الكاتب فإن ما جرى هذا الاسبوع كان نتيجة سوء فهم إسرائيلي ــــ على حد قوله ــــ، ففي صباح يوم الثلاثاء دخلت قيادة حماس بما فيها قادة من الخارج قدمت الى غزة في إجتماعات تشاروية بهدف التوصل الى هدنة سياسية، وخلال عرض النخبة في وحدة الكوماندو البحرية التابعة لحماس في شمال القطاع، لاحظ الجيش الذي يبعد 2 كيلومتر عن الحدود بوجود اثنين من القناصة يقومون بإطلاق النار، مما ولد تخوفات تبينت أنها خاطئة بعد وقت بوجود خطرٍ على حياة القوة المتحركة على الحدود، في ضوء ذلك قرر قادة الوحدة إطلاق النار نحو مصدر الرصاص، مما أدى الى إغتيال اثنين من حماس.
وأضاف الكاتب بأن ما يثير القلق هي الفجوة الإستخبارتية الإسرائيلية قبل وقوع الحادث، وعدم معرفتهم بوجود تدريب كهذا، أول على الأقل رصد تحركات قيادة حماس في الخارج والتي قدِمت لزيارة القطاع، وجاء هذا عقب إعتراف الجيش بعدم علمهم بوجود التدريب، وقال بأن حماس عاجلاً أم آجلاً ستجد ذريعة أخرى لإطلاق الصواريخ، وبأن حجة " وجود البرج خلف تلة عالية " هذا أمر غير مقنع من دولة ترصد المليارات في ميزانية العام من أجل العمل الإستخباراتي، فمن الممكن أن نتوقع المزيد من تلك الحوادث.
حماس التي هددت في رداً على الحادثة، ونفذت يوم أمس، بدأت بإطلاق النار تجاه الجيش على الحدود من قِبل القناصة في ساعات الظهيرة ولم يقع إصابات، بعد ذلك قامت بإطلاق عدد من القذائف الصاروخية في ساعات المساء وطيلة الليل حتى الصباح، حيث بلغ عدد الصواريخ قرآبة 180 صاروخ وقذيفة هاون، ونتج عن ذلك إصابة وصفت بالمتوسطة، وأكثر من 20 إصابة بالشظايا والهلع، ويعد هذا القصف الأعنف في الآونة الأخيرة.
وقال الكاتب أن حماس اليوم تتبع سياسة " إطلاق النار المحسوب "، وخلال تصريح بثته شبكة الجزيرة إعتبر القصف جزءً من المفاوضات، في المقابل تم قياس الرد الإسرائيلي ايضاً، ويشير عدد الإصابات المنخفض بين صفوف الفلسطينيين، بالإضافة الى عدم إستهداف قادة الجناح العكسري لحماس على ضبط النفس ايضاً.
وقد صرح ضابط كبير في الجيش صباح اليوم بأن سلسلة من الإجراءات قد إتخذها الجيش منها: نشر بطاريات إضافة لمنظومة القبة الحديدية، وتجنيد عدد قليل من الإحطياطـ، ونقل عدد من القوات البرية لمنطقة الجنوب، بالإضافة الى التعليمات المشددة التي صدرت عن قيادة الجبهة الداخلية لسكان غلاف غزة، بما فيها إخلاء المستوطنين الذي يسكنون قرب الحدود وقت الضرورة، ووصف الكاتب الأجواء العامة في غلاف غزة بالصعبة والمحطمة للإعصاب، وقال بأن القذائف الصاروخية اسوء بكثير من الحرائق بفعل الطائرات والبالونات الحارقة خلال الأشهر الأخيرة، وأن اسوء ما في الأمر هي صفارات الإنذار في ذروة العطلة الصيفية، وشهدت نهايات الأسابيع الماضية " هجرات صامتة " بين صفوف المستوطنين بعدما أشارات التقارير الى نية حماس إشعال وتسخين الأجواء على الحدود.
وأنه خلال ساعات الصباح أجرى رئيس الحكومة " بنيامين نيتنياهو " عدة مشاورات وانتهت بإجتماع المجلس الوزاري المصغري " الكبينيت "، ولكن على الرغم من التهديدات الموجه لحماس فإن " إسرائيل " لا تبحث عن حرب في قطاع غزة، حيث يشعر المستوى السياسي بالقلق إزاء الآثار المترتبة على إدخال وحدات المشاة والدروع الى داخل المنطقة المكتظة بالسكان، وتزعجها ايضاً تقديرات الخسائر البشرية في حالة الدخول، ويسأل عما إذا كان الوضع في نهاية حرب أفضل من الوضع الذي نحن فيه، ذلك كله في ضوء الضغط الذي يمارسه الرأي العام ووسائل الإعلام على رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والذي يصفهم بالضعفاء أمام حماس وخصوصاً من قبل اليسار، ومن المرجح أن يوافقوا على خطوات أوسع ينفذها الجيش، وخلال ساعات الظهيرة أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة نهاية الجولة الحالية، وبعد ثلاث ساعات تم اطلاق صاروخ من القطاع باتجاه مدبنة بئر السبع، و كما هو الحال في الجولات السابقة، فإن " إسرائيل " تتجاهل هذه الأخبار في الساعات الأولى، خوفاً من الاعتراف بأنها تجري مفاوضات غير مباشرة مع منظمات فلسطينية.
وأكد هرئيل الى أنه وفي ظل إذا استمرار تبادل الضربات، فإن مسار العمل سوف يتغير من جانب " إسرائيل" ، وستلجأ الى الجهد الهجومي المركز الذي سيظهر لحماس مدى الضرر الذي يمكن لإسرائيل أن تلحقه بها إذا ما أصرت على المواصلة، وهذا على النقيض من سياسة ضبط النفس اللازم ضد طائرة ورقية، لكن هنالك خطر حقيقي حيث تعتقد حماس أنها تملي التحركات ويبدو أنها لا تشعر بأنها واقعة تحت التهديد، ولا تزال هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها بين ضبط النفس والحرب.
وأضاف بأن الخطر يكمن أيضاً في العواقب الغير متوقعة، فمن الممكن أن تؤدي ساعة إضافية أخرى خلال القتال، الى مزيد من الخسائر في صفوف الجيش أو الفلسطينيين، مما يؤدي الى تدهور الأوضاع بصورة صعبة جداً قد تفضي الى حرب.
وختم الكاتب مقاله بقوله " في الساعات والأيام القادمة، سيكون هنالك سباق بين الساعة العسكرية والساعة السياسية، ففي حال فشل المصريين والأمم المتحدة إلى " تهدئة صغيرة " ملزمة بوقف تام لاطلاق النار في مقابل تسهيل حركة البضائع إلى قطاع غزة، وزيادة مساحة الصيد، وتخفيف في الجانب الإقتصادي، فإن إسرائيل ستزيد عملياتها العسكرية من أجل فرض هدنة على حماس أو حرب في القطاع ، لكننا نقترب من ذلك".