روسيا في الشرق الأوسط وافريقيا.. لا زال بإمكان "إسرائيل" استمرار استهداف سوريا
فريق المركز
20-11-2019
مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني
على ضوء قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قواته من منطقة الحبل الكردي، سارعت وسائل الاعلام الى تتويج روسيا "كالمنتصرة الاعظم" في سوريا، لقاءات بوتين مع قادة دول الشرق الأوسط كانت بمثابة دليل اخر على تقلص الدور الأمريكي في المنطقة.
كان هذا مقدمة ما كتبه أربعة باحثين في معهد دراسات الأمن القومي، تسابي ميجن، ميخيلين شفير، دانيال راكوب، ويوئال جوزنسكي، حيث رأى الباحثين أنّ الوجود الروسي في المنطقة ترتفع وتيرته، الأمر الذي من الممكن أن يُهدد المصالح الإسرائيلية على المستوى البعيد، لكن ضمن المُعطيات الحالية، لا تزال يد أمريكا هي العليا، الأمر الذي يمنح "إسرائيل" المزيد من حرية العمل، وربما هذا ما يسمح لها باستمرار الاستهداف في سوريا، والذي وصل إلى مراحل متقدمة وفق تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بنت، اليوم في العشرين من تشرين ثاني.
وفق الباحثين، في سوريا تحاول روسيا استغلال الثغرات التي أحدثها الانسحاب الأمريكي، كما ان اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واعلانه عن اتخاذ قرارات، والوصول الى نتائج (مصيرية) بخصوص تقليص عملية نبع السلام ونشر قوات روسية على الحدود الروسية التركية، تم تفسيره على ان روسيا هي الدولة العظمى الوحيدة في سوريا.
مع ذلك فان روسيا ما تزال تحاول صناعة صورة تبدو من خلالها سوريا مستقرة وتحاول تحميل الجانب الأمريكي المسؤولية عن الوضع الإنساني، كما أنّ وسائل اعلام روسية استبعدت صحة الانباء عن نجاح القوات الامريكية في تصفية البغدادي، الا ان الحقيقة تنافي ذلك فالمعارك مال تزال مندلعة في روسيا وبين فينة وأخرى تجد القوات الروسية في خضم اشتباك مع المسلحين الاكراد (الارهابيين) على حد تعبير الاعلام الروسي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي لإعادة الاستقرار الى الساحة السورية لم تحظ روسيا بالنجاح، حيث ان مؤتمرات السلام في جنيف تتم ادارتها والسيطرة علليها من قبل دول غربية مع فشل محادثات استنا(2017-2019) عوضا عن ان محادثات جنيف تتم تحت تهديد فيتو الدول الغربية العظمى.
ومن الجدير ذكره زيارة بوتين الاخيرة 14 أكتوبر الى دول الخليج وما حملته من تصريحات ومبادرة روسية للوساطة ما بين الرياض وطهران، كما ان لروسيا مصالح سياسية واقتصادية لدى دول الخليج، كما ان لدول الخليج مصلحة في تثبيت أسعار النفط واستقرارها حيث تم الاتفاق على التعاون المشترك لاستقرار أسعار النفط، بالإضافة، إلى التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، الا انّ الناظر الى الحال بعد هذه الزيارة يجد انها مانت مجرد تصريحات اعلامية ولم تتلق دول الخليج أي خبرة جديدة في المجال العسكري، ولم يحدث أي تقدم، ويعزي البعض هذا البطء في التقدم الى ادراك دول الخليج للحساسية لدى الجانب الأمريكي تجاه العلاقات الخليجية الروسية.
اما في قارة افريقيا فقد استضافت روسيا دول افريقيا بدون استثناء (54) دولة، تخلل ذلك اجتماعات ولقاءات مع زعماءها، هذا الامر الذي بات يعتبر بأنّه بحث روسي عن مخرج له في ظل لضغوطات الدولية.
الا انّ هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح المرجو فمعدل التبادل التجاري ما بين روسيا ودول افريقيا لا يزيد عن ال 20 مليار دولار، في ظل محاولات روسية لتقليص الاحتكاك مع الدول العظمى المسيطرة (الصين، أمريكا، فرنسا).
ملخص: -
في الوقت الحالي فان لدى اسرائيل إمكانية تنفيذ الهجمات في سوريا في ظل انتهاك سيادة سوريا من قبل دول أخرى، كما انّ لدى إسرائيل الفرصة لاستغلال محادثات جنيف وربط الانسحاب الأمريكي بانسحاب القوات الإيرانية أيضا، وبنظرة بعيدة المدى فان على إسرائيل ان تدرك ان روسيا في طريقها لتعميق تأثيرها في المنطقة الامر الذي قد يضيق على المصالح الإسرائيلية.
على ضوء قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قواته من منطقة الحبل الكردي، سارعت وسائل الاعلام الى تتويج روسيا "كالمنتصرة الاعظم" في سوريا، لقاءات بوتين مع قادة دول الشرق الأوسط كانت بمثابة دليل اخر على تقلص الدور الأمريكي في المنطقة.
كان هذا مقدمة ما كتبه أربعة باحثين في معهد دراسات الأمن القومي، تسابي ميجن، ميخيلين شفير، دانيال راكوب، ويوئال جوزنسكي، حيث رأى الباحثين أنّ الوجود الروسي في المنطقة ترتفع وتيرته، الأمر الذي من الممكن أن يُهدد المصالح الإسرائيلية على المستوى البعيد، لكن ضمن المُعطيات الحالية، لا تزال يد أمريكا هي العليا، الأمر الذي يمنح "إسرائيل" المزيد من حرية العمل، وربما هذا ما يسمح لها باستمرار الاستهداف في سوريا، والذي وصل إلى مراحل متقدمة وفق تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بنت، اليوم في العشرين من تشرين ثاني.
وفق الباحثين، في سوريا تحاول روسيا استغلال الثغرات التي أحدثها الانسحاب الأمريكي، كما ان اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واعلانه عن اتخاذ قرارات، والوصول الى نتائج (مصيرية) بخصوص تقليص عملية نبع السلام ونشر قوات روسية على الحدود الروسية التركية، تم تفسيره على ان روسيا هي الدولة العظمى الوحيدة في سوريا.
مع ذلك فان روسيا ما تزال تحاول صناعة صورة تبدو من خلالها سوريا مستقرة وتحاول تحميل الجانب الأمريكي المسؤولية عن الوضع الإنساني، كما أنّ وسائل اعلام روسية استبعدت صحة الانباء عن نجاح القوات الامريكية في تصفية البغدادي، الا ان الحقيقة تنافي ذلك فالمعارك مال تزال مندلعة في روسيا وبين فينة وأخرى تجد القوات الروسية في خضم اشتباك مع المسلحين الاكراد (الارهابيين) على حد تعبير الاعلام الروسي.
وعلى الصعيد الدبلوماسي لإعادة الاستقرار الى الساحة السورية لم تحظ روسيا بالنجاح، حيث ان مؤتمرات السلام في جنيف تتم ادارتها والسيطرة علليها من قبل دول غربية مع فشل محادثات استنا(2017-2019) عوضا عن ان محادثات جنيف تتم تحت تهديد فيتو الدول الغربية العظمى.
ومن الجدير ذكره زيارة بوتين الاخيرة 14 أكتوبر الى دول الخليج وما حملته من تصريحات ومبادرة روسية للوساطة ما بين الرياض وطهران، كما ان لروسيا مصالح سياسية واقتصادية لدى دول الخليج، كما ان لدول الخليج مصلحة في تثبيت أسعار النفط واستقرارها حيث تم الاتفاق على التعاون المشترك لاستقرار أسعار النفط، بالإضافة، إلى التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، الا انّ الناظر الى الحال بعد هذه الزيارة يجد انها مانت مجرد تصريحات اعلامية ولم تتلق دول الخليج أي خبرة جديدة في المجال العسكري، ولم يحدث أي تقدم، ويعزي البعض هذا البطء في التقدم الى ادراك دول الخليج للحساسية لدى الجانب الأمريكي تجاه العلاقات الخليجية الروسية.
اما في قارة افريقيا فقد استضافت روسيا دول افريقيا بدون استثناء (54) دولة، تخلل ذلك اجتماعات ولقاءات مع زعماءها، هذا الامر الذي بات يعتبر بأنّه بحث روسي عن مخرج له في ظل لضغوطات الدولية.
الا انّ هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح المرجو فمعدل التبادل التجاري ما بين روسيا ودول افريقيا لا يزيد عن ال 20 مليار دولار، في ظل محاولات روسية لتقليص الاحتكاك مع الدول العظمى المسيطرة (الصين، أمريكا، فرنسا).
ملخص: -
- روسيا تحاول تعميق نفوذها في المنطقة من خلال إيجاد المصالح المشتركة وسبل الاستفادة منها، ساهم في ذلك الدور الأمريكي بقيادة ترامب الذي ساعد روسيا في التأثير في المنطقة واكتساب نقاط قوة لم يكن بإمكانها اكتسابها لولا سياسة ترامب.
- على النقيض، فان هناك هالة إعلامية مبالغ فيها حول النجاح الروسي في المنطقة، فأمريكا ما تزال تحتفظ بسيطرة على معظم أجزاء (الحبل الكردي) ومن ناحية دبلوماسية، لا يزال الفيتو قادرا على وئد أي حل دبلوماسي تصل اليه روسيا في جنيف، والتقدم في العلاقات مع دول الخليج ليس الا ورقة ضغط من قبل هذه الدول لتحسين العلاقات مع ترامب الذي يمارس (سياسات مريبة)، ولغاية الان هذه الدول لم تنتقل الى للصف الروسي. روسيا لم تحظ بلقب الشرطي بل ما زالت تطلب لقب الوسيط.
في الوقت الحالي فان لدى اسرائيل إمكانية تنفيذ الهجمات في سوريا في ظل انتهاك سيادة سوريا من قبل دول أخرى، كما انّ لدى إسرائيل الفرصة لاستغلال محادثات جنيف وربط الانسحاب الأمريكي بانسحاب القوات الإيرانية أيضا، وبنظرة بعيدة المدى فان على إسرائيل ان تدرك ان روسيا في طريقها لتعميق تأثيرها في المنطقة الامر الذي قد يضيق على المصالح الإسرائيلية.