شركة كهرباء محافظة القدس.. بين مطرقة الاعداء وسندان الواقع المرّ ؟!
وليد الهودلي
08-10-2019
كتب: الأستاذ وليد الهودلي
على أثر تهديد الاسرائيليين بقطع الكهرباء عن مناطق في الضفة والقدس والازمة الخانقة التي تمر بها الشركة ، وعلى مدار يومين في لقاءين منفصلين احدهما مع مهندس الشركة المخضرم علي حمودة في منتدى الخبرات وثانيهما عبر مؤسسة أمان مع رئيس مجلس ادارتها المهندس هشام العمري الذي حمل لنا هموم الشركة الثقيلة وتحدياتها القاسية ، استمعت الى ما لا يختلف عليه اثنان متابعان للشان الفلسطيني العام على حقائق عن الشركة لا بدّ من تأكيدها لتكون منطلقا أساسيا فيما هو لا حق :
أولا : الشركة فلسطينية مقدسية الهوية : وقد تابعنا تسلسل نشأة الشركة منذ قرار تأسيسها سنة 1914 والتطورات الادارية التي مرت بها منذ العهد العثماني الى الانتداب البريطاني الى فترة الحكم الاردني الى الاحتلال الاسرائيلي الى عهد السلطة الفلسطينية كانت الشركة عربية خالصة تؤكد عروبتها وانتمائها للحالة الفلسطينية على الرغم من كل التحولات التي انتابت فلسطين ودفعت باتجاه شطب هويتها وسلب ارادتها ونزع هويتها وكانت أقسى درجات الخطورة التي مرّت بها وما زالت هي سياسة الاحتلال التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة وخبث ومكر وصلف الى تهويد القدس ومحو كل مكوناتها الوطنية الفلسطينية ، ومن أهم هذه المكونات: المؤسسات الفلسطينية التي ما زالت متمسكة بمناطق امتيازها المقدسية وما زالت صامدة تعض عليها بالنواجذ وتستمسك بكل استحقاقاتها الخدماتية وامتيازاتها على كل بيت وزقاق ومرفق مهما كان صغيرا أو كبيرا ومهما كانت الكلفة المادية من أجل المحافظة على صفة الامتياز وعدم التراجع من حال التغول في التهويد وسحب ما تبقى من مظاهر أصيلة للهوية العربية الفلسطينية .
هذا عمل عظيم يسجل لشركة كهرباء محافظة القدس خاصة في ظل تراجع وغياب السياسات العربية وتواضع عطائها ودعمها ، وهذا لا يقارن بما يفعله الصهيانة من خطط وفرض وقائع على الارض ، هم يدعمون حالة الاستيطان والاحلال بالمليارات وعربنا ونحن لا يُعدّ ما يصل القدس بمؤسساتها واهلها الصامدين في هذا الموقع المتقدم والمقدس سنتات أمام المليارات التي تقدم لهم . وفي ظل الاختلال الرهيب بمعادلة الدعم هذه تقف شركة كهرباء محافظة القدس شامخة منافحة مستعصمة بكل ما اوتيت من عزم على المحافظة على هذه الهوية العريقة التي تثبت باننا الاقدم والابقى في هذه البقعة المقدسة .
ثانيا : الشركة تعمل في ظل ظروف استثنائية لا يوجد مثلها في العالم : فنحن لا نتحدث عن شركة تعمل في السويد او اوروبا تتوفر لها كل ظروف الابداع والنجاح بتحديات ومعوقات طبيعية تتخطاها أية ادارة ناجحة بكل سهولة ويسر ، اولا هي تعمل في منطقة غير مستقرة وتجري السياسة فيها على رمال متحركة وهذا يُولّد تحديات من نوع خاص مختلف عن اية تحديات طبيعية ، تاريخيا مرت باحتلالات متعددة كان أسوأها الاحتلال الاسرائيلي الذي حاول ابتلاعها والسيطرة الكاملة عليها فالتفّ الشعب الفلسطيني معها ووقف بكل صلابة وقوة لكل محاولات السيطرة عليها كونها صرحا وطنيا وله دلالات رمزية عالية لانطلاقه من القدس ووجوده فيها، وحتى اننا نحاول عند تعريفنا مؤسساتنا الكثيرة نقول رمزيا بأن مقرها المؤقت حاليا في رام الله مثلا بينما المقرّ الدائم في القدس فما بالنا بمؤسسة هي الان قائمة في القدس ، وواقعيا : الان تعاني الشركة كثيرا من تنقلاتها ما بين القدس ومناطق امتيازها في الضفة نتيجة التقسيم الاحتلالي والحواجز وجدار الضم العنصري ، وتعاني من مناطق مقسمة الف وبا وجيم ولكل منها خصائص وطرق تختلف عن الاخريات ، عدا عن تفاوت واختلاف الصلاحيات بين الاحتلال ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ، وهناك موضوع المخيمات وما تحيطه من ظروف اجتماعية وسياسية خاصة . ظروف العمل للشركة ليست طبيعية بل هي استثنائية بامتياز وتحسد عليها كثيرا .
ثالثا : نجاحات فنية مذهلة للشركة : وهنا لا أقصد بفنية انتاج مسرحي او سينمائي درامي بل هو تجسيد على أرض الواقع بمتابعة كل الفنيات الكهربائية باعلى المواصفات العالمية ، لم ترضخ الشركة لتداعيات الواقع الصعب ولم تتخذ منه شماعة تعلّق عليه عدم القدرة الفنية على ملاحقة التطورات العالمية في مجال عملها بل كانت مثالا يُقتدى به في متابعة كل ما هو جديد فنيّا وتكنولوجيا في هذا الميدان ، الان هناك على صعيد المثال وحدات تحكم الكتروني من المحطات الرئيسية ساعدت نوعيا في متابعة اوقات الطوارىء حالة المنخفضات الجوية الطبيعية او الظروف السياسية وما نتج عنها من حروب واجتياحات وانتفاضات مرت بها المنطقة . وهناك مشروع الياف ضوئية مع خطوط الكهرباء قادرة على تزويد الناس بانترنت سريع وغير مكلف وشبكة اتصالات مذهلة لولا ما تواجه من اعتراضات وموانع اسرائيلية وجهات اقتصادية متنفذة وغير ذلك مما يضيق المجال لذكره وهو بحاجة الى ذوو الاختصاص للحديث عنه مثل ما أتحفنا به مهندسوا الشركة هشام العمري وعلي حمودة .. ومما يُذكر للشركة أيضا ان كثيرون ممن نمّوا خبراتهم في هذه الشركة انتقلوا لشركة الكهرباء الاردنية وكانوا سببا اساسيا في تطويرها ضمن عملية خبرات تبادلية بين الشركتين الشقيقتين.
رابعا : صبرها على ديونها وتقديرها للظروف الاستثنائية : لم تستخدم الشركة قدراتها ونجاحاتها وصفتها الوطنية العريقة سيفا مسلطا على رقاب مشتركيها بل قدرت الظروف وكانت مرنة في هذا الموضوع ، قدّرت مثلا ظروف المخيمات القاسية وصبرت على ديونها طويلا وقدرت الحساسية السياسية وحاولت البحث عن حلول مرضية لكل الاطراف ودفعت من جانبها كثيرا ( ساعود الى هذه النقطة لاحقا ) . لم تلاحق المشتركين بخدماتها على أداء واجباتهم على قدر ما قامت هي بواجباتها اتجاه مشتركيها حيث ان من المعروف ان المسألة حقوق وواجبات وهذه مربوطة بتلك ، ولكن الشركة في اغلب احوالها لا تقصر بواجباتها في حين انها ترى كثرة التقصير في اداء حقوقها وتنطلق في ذلك ان الكهرباء خدمة انسانية وليست مجرد سلعة تجارية على قاعدة " اللي معوش بلزموش " ، الكهرباء والمياه بالتحديد هما عصب الحياة ولا يمكن التعامل معهما على أنها مجرد سلعة تجارية ، حاولت في موضوع العداد المسبق للدفع دون تعميمه على كل المشتركين وهذا مثار نقاش مع الشركة قابل للتعديل حالة وجود حلول للتحصيل ووجود بدائل تلزم المتهربين من حقوق الشركة عليهم الالتزام بواجباتهم اذ لا يعقل ان تتلقى خدمة تصل بيتك دون اي تأخير على مدار الشهر ليل نهار ثم عند الحساب تدير ظهرك أوتتلكأ طويلا .
كي لا نصيب شركتنا المقدسية بسهامنا القاتلة بعد أن عجزت عنها سهام الاحتلال :
أولا : الاخذ سريعا بأهم توصية خلصت بها الورشة وما أكده مدير أمان الدكتور عزمي الشعيبي وملخصها : " ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع به القران " ، الوقوف من اعلى مستوى رسمي في السلطة ومنظمة التحرير لايجاد حلول لازمة الشركة المالية وتحصيل ديونها . وهذا ليس من باب القاء الكرة في ملعب الاخرين ، وانما هو القاء الكرة في ملعب اقوى اللاعبين ، ففرض القانون وتطببيقه لا يمكن ان يتم بدون السلطة .
ثانيا : العمل على ثقافة المجتمع بتعزيز الانتماء لمؤسساتنا الوطنية خاصة هذه المؤسسة المقدسية والتي ما زالت تتنفس فيها وقبل ان تلفظ هذه الانفاس بايدينا ، وكذلك ثقافة الحقوق والواجبات وثقافة الترشيد والدفع باتجاه الطاقة البديلة النظيفة وتشجيع ذلك . وهذه تحتاجها الشركة من خلال حملات التوعية والاستفادة من الاعلام العادي والالكتروني ، وهذه تحتاج الى النفس الطويل والعمل الدؤوب مستغلة كل الوسائل المتاحة والاساليب المتطورة من فيديوهات ومسرح وافلام توعوية وانيميشن للاطفال وطلاب المدارس .
ثالثا : استعادة الثقة المتآكلة ما بين الشركة وجمهورها ، إذ أن هناك فرق شاسع ما بين ثمانينات القرن الماضي حيث وقف الناس فيها مع الشركة في مواجهة سطوة الاحتلال عليها وما بين هذه الايام ، صحيح ان الشركة لا تتحمل كامل المسئولية عن هذا التآكل لان ما هو معروف ثقافة ما بعد أوسلو تختلف عما قبله لكن لا بد من العمل من خلال مواصلة تعريف الناس بالشركة من حيث تاريخها المشرّف وتحديات واقعها الصعب ، وكذلك لا بد من تحقيق العدالة والبعد عن المظالم التي يقع بها احيانا البعض لان الشركة ليست معصومة لا تخطىء ، هناك أخطاء موظفين وهناك اجراءات تحتاج الى مراجعة وتصويب ، العدالة هي صمام أمان الثقة وهي اسمنت بنائها .
فجمهور الشركة هم نقطة الارتكاز الاقوى في معركتها مع كل أعدائها .
شركة كهرباء محافظة القدس ما يسجل لها كثير ، تاريخها حافل بالعطاء والانجاز ومواظبة التطور والتفاني في خدمة جمهورها ، وما عليها لا يستحق أن يتحول الى معول هدم لهذا الصرح الكبير ، لا بد من العمل الجاد على أن نقيل عثرات الكرام وأن نرفع قبعاتنا احتراما واجلالا لكل العاملين فيها ولهذا السجل النضالي الحافل، وهم المواظبون في خدمة الناس تحت حراب الاحتلال وفي ظل ظروف قاسية قاهرة منقطعة النظير .
على أثر تهديد الاسرائيليين بقطع الكهرباء عن مناطق في الضفة والقدس والازمة الخانقة التي تمر بها الشركة ، وعلى مدار يومين في لقاءين منفصلين احدهما مع مهندس الشركة المخضرم علي حمودة في منتدى الخبرات وثانيهما عبر مؤسسة أمان مع رئيس مجلس ادارتها المهندس هشام العمري الذي حمل لنا هموم الشركة الثقيلة وتحدياتها القاسية ، استمعت الى ما لا يختلف عليه اثنان متابعان للشان الفلسطيني العام على حقائق عن الشركة لا بدّ من تأكيدها لتكون منطلقا أساسيا فيما هو لا حق :
أولا : الشركة فلسطينية مقدسية الهوية : وقد تابعنا تسلسل نشأة الشركة منذ قرار تأسيسها سنة 1914 والتطورات الادارية التي مرت بها منذ العهد العثماني الى الانتداب البريطاني الى فترة الحكم الاردني الى الاحتلال الاسرائيلي الى عهد السلطة الفلسطينية كانت الشركة عربية خالصة تؤكد عروبتها وانتمائها للحالة الفلسطينية على الرغم من كل التحولات التي انتابت فلسطين ودفعت باتجاه شطب هويتها وسلب ارادتها ونزع هويتها وكانت أقسى درجات الخطورة التي مرّت بها وما زالت هي سياسة الاحتلال التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة وخبث ومكر وصلف الى تهويد القدس ومحو كل مكوناتها الوطنية الفلسطينية ، ومن أهم هذه المكونات: المؤسسات الفلسطينية التي ما زالت متمسكة بمناطق امتيازها المقدسية وما زالت صامدة تعض عليها بالنواجذ وتستمسك بكل استحقاقاتها الخدماتية وامتيازاتها على كل بيت وزقاق ومرفق مهما كان صغيرا أو كبيرا ومهما كانت الكلفة المادية من أجل المحافظة على صفة الامتياز وعدم التراجع من حال التغول في التهويد وسحب ما تبقى من مظاهر أصيلة للهوية العربية الفلسطينية .
هذا عمل عظيم يسجل لشركة كهرباء محافظة القدس خاصة في ظل تراجع وغياب السياسات العربية وتواضع عطائها ودعمها ، وهذا لا يقارن بما يفعله الصهيانة من خطط وفرض وقائع على الارض ، هم يدعمون حالة الاستيطان والاحلال بالمليارات وعربنا ونحن لا يُعدّ ما يصل القدس بمؤسساتها واهلها الصامدين في هذا الموقع المتقدم والمقدس سنتات أمام المليارات التي تقدم لهم . وفي ظل الاختلال الرهيب بمعادلة الدعم هذه تقف شركة كهرباء محافظة القدس شامخة منافحة مستعصمة بكل ما اوتيت من عزم على المحافظة على هذه الهوية العريقة التي تثبت باننا الاقدم والابقى في هذه البقعة المقدسة .
ثانيا : الشركة تعمل في ظل ظروف استثنائية لا يوجد مثلها في العالم : فنحن لا نتحدث عن شركة تعمل في السويد او اوروبا تتوفر لها كل ظروف الابداع والنجاح بتحديات ومعوقات طبيعية تتخطاها أية ادارة ناجحة بكل سهولة ويسر ، اولا هي تعمل في منطقة غير مستقرة وتجري السياسة فيها على رمال متحركة وهذا يُولّد تحديات من نوع خاص مختلف عن اية تحديات طبيعية ، تاريخيا مرت باحتلالات متعددة كان أسوأها الاحتلال الاسرائيلي الذي حاول ابتلاعها والسيطرة الكاملة عليها فالتفّ الشعب الفلسطيني معها ووقف بكل صلابة وقوة لكل محاولات السيطرة عليها كونها صرحا وطنيا وله دلالات رمزية عالية لانطلاقه من القدس ووجوده فيها، وحتى اننا نحاول عند تعريفنا مؤسساتنا الكثيرة نقول رمزيا بأن مقرها المؤقت حاليا في رام الله مثلا بينما المقرّ الدائم في القدس فما بالنا بمؤسسة هي الان قائمة في القدس ، وواقعيا : الان تعاني الشركة كثيرا من تنقلاتها ما بين القدس ومناطق امتيازها في الضفة نتيجة التقسيم الاحتلالي والحواجز وجدار الضم العنصري ، وتعاني من مناطق مقسمة الف وبا وجيم ولكل منها خصائص وطرق تختلف عن الاخريات ، عدا عن تفاوت واختلاف الصلاحيات بين الاحتلال ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ، وهناك موضوع المخيمات وما تحيطه من ظروف اجتماعية وسياسية خاصة . ظروف العمل للشركة ليست طبيعية بل هي استثنائية بامتياز وتحسد عليها كثيرا .
ثالثا : نجاحات فنية مذهلة للشركة : وهنا لا أقصد بفنية انتاج مسرحي او سينمائي درامي بل هو تجسيد على أرض الواقع بمتابعة كل الفنيات الكهربائية باعلى المواصفات العالمية ، لم ترضخ الشركة لتداعيات الواقع الصعب ولم تتخذ منه شماعة تعلّق عليه عدم القدرة الفنية على ملاحقة التطورات العالمية في مجال عملها بل كانت مثالا يُقتدى به في متابعة كل ما هو جديد فنيّا وتكنولوجيا في هذا الميدان ، الان هناك على صعيد المثال وحدات تحكم الكتروني من المحطات الرئيسية ساعدت نوعيا في متابعة اوقات الطوارىء حالة المنخفضات الجوية الطبيعية او الظروف السياسية وما نتج عنها من حروب واجتياحات وانتفاضات مرت بها المنطقة . وهناك مشروع الياف ضوئية مع خطوط الكهرباء قادرة على تزويد الناس بانترنت سريع وغير مكلف وشبكة اتصالات مذهلة لولا ما تواجه من اعتراضات وموانع اسرائيلية وجهات اقتصادية متنفذة وغير ذلك مما يضيق المجال لذكره وهو بحاجة الى ذوو الاختصاص للحديث عنه مثل ما أتحفنا به مهندسوا الشركة هشام العمري وعلي حمودة .. ومما يُذكر للشركة أيضا ان كثيرون ممن نمّوا خبراتهم في هذه الشركة انتقلوا لشركة الكهرباء الاردنية وكانوا سببا اساسيا في تطويرها ضمن عملية خبرات تبادلية بين الشركتين الشقيقتين.
رابعا : صبرها على ديونها وتقديرها للظروف الاستثنائية : لم تستخدم الشركة قدراتها ونجاحاتها وصفتها الوطنية العريقة سيفا مسلطا على رقاب مشتركيها بل قدرت الظروف وكانت مرنة في هذا الموضوع ، قدّرت مثلا ظروف المخيمات القاسية وصبرت على ديونها طويلا وقدرت الحساسية السياسية وحاولت البحث عن حلول مرضية لكل الاطراف ودفعت من جانبها كثيرا ( ساعود الى هذه النقطة لاحقا ) . لم تلاحق المشتركين بخدماتها على أداء واجباتهم على قدر ما قامت هي بواجباتها اتجاه مشتركيها حيث ان من المعروف ان المسألة حقوق وواجبات وهذه مربوطة بتلك ، ولكن الشركة في اغلب احوالها لا تقصر بواجباتها في حين انها ترى كثرة التقصير في اداء حقوقها وتنطلق في ذلك ان الكهرباء خدمة انسانية وليست مجرد سلعة تجارية على قاعدة " اللي معوش بلزموش " ، الكهرباء والمياه بالتحديد هما عصب الحياة ولا يمكن التعامل معهما على أنها مجرد سلعة تجارية ، حاولت في موضوع العداد المسبق للدفع دون تعميمه على كل المشتركين وهذا مثار نقاش مع الشركة قابل للتعديل حالة وجود حلول للتحصيل ووجود بدائل تلزم المتهربين من حقوق الشركة عليهم الالتزام بواجباتهم اذ لا يعقل ان تتلقى خدمة تصل بيتك دون اي تأخير على مدار الشهر ليل نهار ثم عند الحساب تدير ظهرك أوتتلكأ طويلا .
كي لا نصيب شركتنا المقدسية بسهامنا القاتلة بعد أن عجزت عنها سهام الاحتلال :
أولا : الاخذ سريعا بأهم توصية خلصت بها الورشة وما أكده مدير أمان الدكتور عزمي الشعيبي وملخصها : " ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع به القران " ، الوقوف من اعلى مستوى رسمي في السلطة ومنظمة التحرير لايجاد حلول لازمة الشركة المالية وتحصيل ديونها . وهذا ليس من باب القاء الكرة في ملعب الاخرين ، وانما هو القاء الكرة في ملعب اقوى اللاعبين ، ففرض القانون وتطببيقه لا يمكن ان يتم بدون السلطة .
- هناك مئات الملايين في رقاب سارقوا الكهرباء ، عناوينهم معروفة والادلة والاثباتات قاطعة والغالبية العظمى من اغنياء البلد ورؤوس اموالها الكبيرة .
- ديون المخيمات التابعة لمنطقة امتياز الشركة تقدر ديونها الشهرية بثمانية ملايين شهريا واغلب من لا يدفع لا يرشّد الاستهلاك على قاعدة " اللي ابلاش كثّر منه " ، هناك عملية هدر مهولة للطاقة دون رادع أو حساب ، ورغم ان المتحدث لاجىء وقلبه مع المخيمات ولكن الحق يجب ان يقال ، والسلطة جزء مهم من الحل ولجان المخيمات لجان وطنية ومسئولة وبكل تأكيد يهمها المحافظة على صرح وطني مقدسي ، صحيح يوجد مشكلة طال عليها الامد دون حل فاعتاد الناس الوضع واستغل آخرون هذا الحال في المخيمات وجاءوا باستثماراتهم اليها ، اعتقد ان الامر لو تشكلت له لجنة وطنية مسئولة مشكلة من لجان المخيمات ووزارة المالية وشركة الكهرباء سيجدون حلا ممكنا ( مثلا بالامكان اعطاء فقراء المخيمات كمية كهرباء مقطوعة معفاة ، وتحمل السلطة لما مضى من ديون وجدولتها بطريقة ما ثم فتح صفحة جديدة من التزام الناس وكل فاتورة جديدة تدفع يخصم مقابلها من الديون السابقة مع الغاء فوائد التاخير .... على صعيد المثال )
- التحصيل في منطقة ج ومواجهة ظاهرة البلطجة ، وهنا أيضا لا بد من تفعيل السلطة والقضاء وقانون العقوبات الرادع ، اذ أنه لو في كل عدة بلدان سجن واحد على خلفية السرقة لن يسرق أحد وسيلتزم الاخرون بواجباتهم .
ثانيا : العمل على ثقافة المجتمع بتعزيز الانتماء لمؤسساتنا الوطنية خاصة هذه المؤسسة المقدسية والتي ما زالت تتنفس فيها وقبل ان تلفظ هذه الانفاس بايدينا ، وكذلك ثقافة الحقوق والواجبات وثقافة الترشيد والدفع باتجاه الطاقة البديلة النظيفة وتشجيع ذلك . وهذه تحتاجها الشركة من خلال حملات التوعية والاستفادة من الاعلام العادي والالكتروني ، وهذه تحتاج الى النفس الطويل والعمل الدؤوب مستغلة كل الوسائل المتاحة والاساليب المتطورة من فيديوهات ومسرح وافلام توعوية وانيميشن للاطفال وطلاب المدارس .
ثالثا : استعادة الثقة المتآكلة ما بين الشركة وجمهورها ، إذ أن هناك فرق شاسع ما بين ثمانينات القرن الماضي حيث وقف الناس فيها مع الشركة في مواجهة سطوة الاحتلال عليها وما بين هذه الايام ، صحيح ان الشركة لا تتحمل كامل المسئولية عن هذا التآكل لان ما هو معروف ثقافة ما بعد أوسلو تختلف عما قبله لكن لا بد من العمل من خلال مواصلة تعريف الناس بالشركة من حيث تاريخها المشرّف وتحديات واقعها الصعب ، وكذلك لا بد من تحقيق العدالة والبعد عن المظالم التي يقع بها احيانا البعض لان الشركة ليست معصومة لا تخطىء ، هناك أخطاء موظفين وهناك اجراءات تحتاج الى مراجعة وتصويب ، العدالة هي صمام أمان الثقة وهي اسمنت بنائها .
فجمهور الشركة هم نقطة الارتكاز الاقوى في معركتها مع كل أعدائها .
شركة كهرباء محافظة القدس ما يسجل لها كثير ، تاريخها حافل بالعطاء والانجاز ومواظبة التطور والتفاني في خدمة جمهورها ، وما عليها لا يستحق أن يتحول الى معول هدم لهذا الصرح الكبير ، لا بد من العمل الجاد على أن نقيل عثرات الكرام وأن نرفع قبعاتنا احتراما واجلالا لكل العاملين فيها ولهذا السجل النضالي الحافل، وهم المواظبون في خدمة الناس تحت حراب الاحتلال وفي ظل ظروف قاسية قاهرة منقطعة النظير .