صحيفة هآرتس: روابي وتكنولوجيا وتعايش مشترك

فريق المركز
24-06-2018
نشرت صحيفة هآرتس العبرية على موقعها الإلكتروني مقالاً للصحفي "اليران روبن" تحت عنوان  (التكنولوجيا الفائقة وليس الحرب.. "إسرائيل" والفلسطينيين نحو التعايش المتطور) متناولاً ما اسماه التعاون التكنولوجي بين الخبراء الفلسطينيين والإسرائيليين في مركز "روابي تك" والذي يقع في مدينة روابي الفلسطينية قضاء مدينة رام الله.

مركز القدس ترجم المقال، حيث إستهل روبن الحديث عن هدف مقالته من خلال عبارات منمقة، فقال: " بعيداً عن الصواريخ والقوارب النارية والقناصة، نرى هنا في مركز روابي تك التكنولوجي التعاون بين التقنيين الفلسطينيين ورجال الأعمال الإسرائيليين في إزدهار، فهل سوف يكون العالم العربي هو التالي في هذا التعاون؟ ".

وأضاف بأنه وفي مدينة روابي - التي وصفها بالمدينة الشابة، والتي لا تبعد عن مستوطنة مودعين كثيراً- يتعاون فيها كل يوم أكثر من 100 مطور برمجيات في مبنى مركز "روابي تك" والذي تم إفتتاحه العام الماضي، حيث يضم مساحة عمل مشتركة مشابهة تماماً للتي في "تل أبيب"، وأضاف بأن الكثير لا يعلم عن التعاون الخصب بين مهندسي البرمجيات الفلسطينيين من مختلف المناطق الفلسطينية، بما فيها غزة وشركات التكنولوجيا الإسرائيلية، والتي بدورها بدأت تستفيد من القوى العاملة الماهرة وغير المكلفة من جيرانها "الفلسطينيين" مما يساهم في التخفيف من النقص الذي تعاني منه "إسرائيل" في الأيدي العاملة، والجدير بالذكر بأن هذه الشركات تقوم بتوظيف أكثر من 20 ألف شخص من دول الهند وأوكرانيا.

ويذكر الكاتب بأن شركة "ميلانوكس تكنولوجيز" وهي إحدى الشركات الإسرائيلية التي –وفق ما أشار اليه المقال- أكتشفت تلك الإمكانيات الفلسطينية الخفية، حيث يقول "إيال ولد مان" مدير الشركة التنفيذي ومؤسسها: " أنه قرر في عام 2010 بناء جسراً مستقلاً للتعاون بين المجتمع الفلسطيني حيث أنشأ فريقاً لتطوير البرمجيات في رام الله وكان يتكون حينها من 10 موظفيين وأخذ بالتوسع تدريجياً، على الرغم من الخوف الذي كان يحيط به خشية العمليات الفدائية، وأضاف ولدمان بأنه وفي عام 2014 إلتقى بوزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري ورجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري مؤسس مدينة روابي، ووصف الإنتقال للعمل في مدينة روابي بالشيء الهام بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين"، وبحسب المقال فإن قرابة 100 موظف يعملون في الشركة المذكورة 20 منهم من قطاع غزة، وأن هنالك تعاون بين الجيش الإسرائيلي والشركة ولاسيما في مجال تسهيل الإنتقال من والى "إسرائيل".

وتساءل الكاتب في مقاله "هل الموظفون الإسرائيليون والفلسطينيون يشككون في بعضهم البعض"؟

وأجاب ولدمان: "عندما بدأنا النشاط المشترك كان الفلسطينيين يخشون المجيء الى "إسرائيل"،  امّا الآن فهم مقتنعين بإنه لايوجد أي شيء من ذاك الخوف وأن العلاقة بينهم جيدة وهذا امر غاية في الأهمية، حيث أن السلطة الفلسطينية وحماس يعلمون بأن هنالك أشخاص يعملون لصالح هذه الشركات الإسرائيلية، وأن هنالك شخصيات أخرى في التكنولوجيا من داخل الخط الأخضر تعمل تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية تساعد في تمهيد الطريق".

أمّا مدير شركة "اسال" مراد طهبوب فأجاب: " بأن الوضع مربح للجانبين، وأنه من الممكن توفيرأيدي عاملة فلسطينية إذا كانت هنالك حاجة لدى الشركات الإسرائيلية، وأن هذا يقود الى إنشاء صناعة فلسطينية تكنولوجية عالية التقنية".

وكان الكاتب قد إلتقى برجل الأعمال الإسرائيلي "يوسي فاردي"، والذي يلقب بـ "الاب الروحي للتكنولوجيا في إسرائيل"، وهو مؤسس منتدى " BREAKING THE IMPASSE  " والذي ترمي بعض أهدافه الى تعزيز حل الدولتين وتوظيف الفلسطينيين في مجال التكنولوجيا الإسرائيلية، حيث قال فاردي: "أن ما يجري في مجال التكنولوجيا أمرٌ رائع، وخاصة أن ما نسبته 34% من خريجي كليات علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات في الجامعات الفلسطينية لا يمكلون أي وظيفة، وذلك استناداً الى دراسة أجرتها شركة "إيفرست" التي مقرها ولاية تكساس الأمريكية.

وتحت عنوان "مبعوثون فنيون فلسطينيون" قال مدير روابي تك "ساري طه" الحاصل على شهادة الهندسة من جامعة بيرزيت وشهادة الماجستير من معهد التخنيون –إسرائيل للتكنولوجيا-  " بأن المهمة الأولى لشركة   “ TECH HUB “أن تصبح روابي مقراً للشركات المحلية ومتعددة الجنسيات، وأن نساعد الشباب في في تطوير أفكارهم ونقوم بربطهم مع المستثمرين، حيث أن هنالك فرصة لإنشاء شركات ناشئة ستجذب العالم العربي، وأضاف بأن الحل السياسي ضروري، ولكن في الوقت ذاته يمكن للفلسطينيين أن يكونوا سفراء التكنولوجيا الإسرائيلية في العالم، بما أن "إسرائيل" لا تسطيع الوصول الى السوق الإستهلاكي العربي"، ويعترف طه "بأن هنالك أحياناً اتهامات لمثل هذه المشاريع أنها نوع من أنواع التطبيع".

وقال  "زيفي شرايبر" مدير شركة " FREIGHTOS " التي تقوم بتطوير أنظمة النقل والإمداد الآلي: "أعتقد من المهم تمكين الإقتصاد الفلسطيني، وإقامة علاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هنالك نقص كبيرفي عدد العمال بـ "إسرائيل"، ومن ذات الأهمية الحصول على مواهب إضافية، وتضم الشركة قرابة 160 موظفاً، حيث أن أكثر من 60 موظفاً يعملون في رام الله في مجالات التطوير ودعم العملاء والإدارة، وأن الموظفين الفلسطينيين يحصلون على ذات الأسهم كما نظرائهم الإسرائيليين".

ويختم الكاتب مقاله قائلاً  "بأنه ومن المُفرِح أن نرى الموظفين الإسرائيليين والفلسطينيين يعملون معاً، وحتى إن كان هنالك حذر من كلا الجانبين، إلا أن بعضاً من ساعات العمل تُنسي الصراع".