صفقة القرن كانت سياق طبيعي للاحداث على الارض.. والرئيس مطالب بالذهاب الى غزة

فريق المركز
08-02-2020
أجمع المشاركون في ورشة حوارية نفذها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن السلطة الفلسطينية كانت تعلم بتفاصيل صفقة القرن قبل الاعلان عنها، ولكنها لم تقم بخطوات واضحة لرفضها على أرض الواقع.

وقال فارس الصرفندي مدير قناة العالم في الضفة، إن السلطة كانت تعلم بتفاصيل صفقة القرن قبل الاعلان عنها، حيث سُربت تفاصيل الصفقة قبل 5 شهور من خلال السفير الفرنسي، وقال حينها إنه لن يقبل بها أحد.

فيما أكد الصحفي والكاتب الفلسطيني نهاد أبو غوش أن ردود الفعل الباهتة من السلطة حول صفقة القرن، تعطي مؤشر سلبي وهذا ما يثبت أنه كانت تعلم بكل تفاصيل الصفقة، وليس مستغربا ان ترمب تبنى كل التفاصيل التي تتعلق بالضفة والجولان وغورالاردن وحتى الاسرى وقرى المثلث بكل هذه التفاصيل، فهذا دليل ان الطرح والبنود اسرائيلية خالصة وترمب تبناها بشكل كامل.

مشيراً الى أن الحقائق على الارض من قبل اسرائيل تقول ان الصفقة جاري تنفيذها من قبل اعلانها، لذلك السؤال الاهم ماذا نفعل بعد كل ذلك؟.




وأردف علاء الريماوي مدير وكالة jmedia أن: أجيب ليس بالجزم بالمعرفة من طرف السلطة ولكن بظلال المعرفة بمعنى اننا بتنا نشاهد كمحللين ما هو على الارض، وبالمنطقة المحيطة بنا، فمثلاً قبل اشهر اجتمع ملك الاردن بالعشائر ومكونات مجتمعية مهمة وكان يجس نبضهم او يمهد لهم حول صفقة القرن او الجزء المتعلق بالاردن منها، بعد ذلك وقبل شهور من الان تم ترصيد الحدود ما بين الاردن واسرائيل من خلال فرق متخصصة من الطرفين.. فماذا يعني ذلك ؟ اليس هذا باتفاق بكل تفاصيله وبان الامور جاهزة؟ والاشارة برأينا بعد كل تلك الاشارات والوقائع على الارض والمحيط لم تعد قادرة على ادارة الملف السايسي على احسن وجه.




بدوره قال عصمت منصور الخبير في الشأن السياسي على افتراض أن السلطة تعلم بصفقة القرن، لان الوقائع على الارض والتفاصيل وحتى سلوك السلطة مؤشر انها تعلم بالصفقة وتفاصيلها قبل الاعلان عنها، وايضا اتصالاتها ولقائاتها مع الاردن والسعوديين والمصريين وقطر يدلل على علمها، ولكن يبدوا نها كانت تراهن ان الامور ستتغير او سيتم تلطيف الصفقة، ولكن بعد اعلان الثنائي ترمب نتنياهو تفاجأت انه لم يتغير شيء، اي وكأنها كانت تتوقع معجزة لتتغير الصفقة.




ومن المنحى الاقتصادي لصفقة القرن، قال الخبير الاقتصادي جعفر صدقة، بغض النظر ان كانت السلطة تعلم من حيث الملعوماتية أو من حيث التقدير، لكن المؤكد ان النهج الذي اتبع مع قضيتنا الاساسية  كان يؤكد انها ستفضي الى هذه النتيجة سواء بحسن او سوء نيّة.

معتبراً أن تصرفات السلطة ومواقفها لا يمكن ان تؤدي الا لمثل هذه النتيجة، فحين تحدد خياراتك كلها بالدبلوماسية وتحيد اهم خيار وهو الشعب الفلسطيني، ويرافق ذلك انحدار في مواقفك لاقصى درجة، فإنه من الصعب القول انك لا تعلم.




وتناولت الورشة الحوارية في الجزء الثاني منها، امكانية أن يتوجه الرئيس الى قطاع غزة بزيارة قريبة؟

وحول ذلك قال صدقة، إنه برغم كل ما قيل واعلن الا انه لا يوجد جدية في أمر زيارة الرئيس محمود عباس لقطاع غزة، وما هو موجود من معطيات غير مقنع لأحد بأن الزيارة ستتم حقيقة، وحتى لو كانت النوايا حسنة سيحصل تدخلات اقليمية لاحباط تلك الزيارة واول مؤشر على ذلك كان منع رئيس حركة حماس اسماعيل هنية من دخول مصر.




أما أبو غوش فقد أشار الى أنه لا يمكن ان يحدث شيء في هذا الاتجاه، وقيادة السلطة تقيم في رام الله، يجب ان يتحرر الرئيس من ضغط اسرائيل، وايضا من الضغط الداخلي حوله، وخيار ان يذهب ليقيم في غزة اعتقد انه احد الخيارات الممكنة.




فيما نفى منصور امكانية قبول الرئيس عباس بأن ينتقل لغزة او يزورها، لان هذا يعني فشل مشروعه ونجاح مشروع حماس.




وأكد الريماوي على أنه لا يوجد زيارة للرئيس الى غزة ومؤشر ذلك ان وجود بعض ممثلي حماس بالمقاطعة اثناء خطاب الرئيس الذي تلى اعلان صفقة القرن، كان وجود صوري ولم يسمح الا بهذا الشكل من الوجود، فاذا كان هذا الزخم للحدث وخطورته وسمح او اخرج ليكون صوري فهل سيتغير شيء بعد ذلك رغم كل المحدق بنا من مخاطر؟

وختم الصرفندي بأن الرئيس لن يتوجه الى غزة بزيارة،بل ستسعى قيادات من فتح والسلطة الى تحميل حماس مسؤولية صفقة القرن.




وختم مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عواد بالتساؤل "هل ستكون هناك مصالحة ؟"، وقال أبو غوش: إن الحركة الوطنية تاريخيا من ايام الثورات العربية الى الشقيري معظمها فشلت ومن ثم ذهبت، ايضا منظمة التحرير الفلسطينية فشلت في أوسلو ولكنها لم تذهب. والمطلوب ان ترحل قيادات المرحلة بسلام وان يخلفها جيل جديد مهمته بناء جبهة وطنية عريضة تضع برنامجاً وطنياً نضالياً تتفق على تفاصيله وبرامجه وادواته، واما السلطة بأجهزتها تبقى مدنية خدماتية وغير مطلوب منها ان تمارس اي دور سياسي، باختصار نحتاج لقيادات جديدة بادوات جديدة.




أما الصرفندي فقد وجه سؤالاً عن امكانية الشعب وقدرته نحو المقاومة المسلحة؟، أقول لا والمطلوب مقاومة شعبية فقط بالمرحلة الحالية، لكن السؤال المهم هل سيسمح لنا بهذا الخيارفي ظل القيادة السياسة الحالية ؟




وأشار صدقة أن المسألة لم تعد خاضعة لرأي برغماتي او راديكالي ولم يعد امامنا خيارات كثيرة وربما لدينا خيار واحد بعد ان وصلنا لنقطة ان المشاريع السياسية السابقة كلها فشلت بادواتها الحالية، لذلك  لم يعد امامنا خيارات كثيرة وربما خيار واحد وهو العودة للشعب والشارع، ويجب الانقلاب على المعايير والادوات الموجودة حاليا، ويخطيء من يظن ان الناس تتحرك بكبسة زر والناس وصلت لحالة احباط كبيرة، مع ذلك معنويات الناس عالية بشكل عام، ولكن سياسيا واقتصاديا غير متفائلة ومتخوفة، لذلك على القيادة ان تعمل على تغيير هذا الواقع ومن ثم تهيئة الناس للمقاومة الشعبية السلمية او خيار المقاطعة والشعب سيكون وقود هذه المقاومة اذا استعاد الثقة، وهذه الخطوات باتت ضرورية حتى لا يكون هناك انفجار داخلي بل يجب ان يكون بوجه الاحتلال.

فيما قال منصور إن السلطة بعد الاعلان عن صفقة القرن فقدت الثقة شعبيا، وهي بموقف صعب فاذا ما ارادت ان تستمر بنفس النهج السياسي الحالي، فسينظر لها شعبيا انها عملية للاحتلال، والغريب ان السلطة ما زالت تراهن على القرارات والمؤسسات الدولية، فالمطلوب مواجهة مع الاحتلال كانتفاضة شعبية مثلاً.




وختم الريماوي كلامه بأن الشارع الفلسطيني اليوم لم يعد فيه كادر وقياديات شبابية وللاسف نجد كادر مهزوز وقيادت مجتمعية انكسرت، الفاصائل والفعاليات بالبلد كان بامكانها ان تشكل جسم قوي وفاعل، حتى وان رغبت يبقى السؤال من سيكون الانتحاري الاول بتشكيل هذا الجسم، وهنا يجب الاشارة انه بدون فتح بالضفة الغربية لا يمكن تحريك الناس بشكل فاعل ومستمر.

واذا اردنا ان ننهض من جديد يجب  الذهاب لأمرين:

اولاً: ان تتم مصالحة لكن على البرنامج وليس على السلطة والادارة وتقاسم الادوار ،فلم يعد هناك سلطة حقيقية على الارض.

ثانياً: يجب ان تكون هناك قيادة غير مرتبطة بالسلطة مصلحيا، وقيادات اليوم اطلاقا لا تستطيع ان تكون تلك القيادة الجادة.

https://www.facebook.com/alqudscenterpal/videos/215274822965037/?__xts__[0]=68.ARAMmRZujGBsX8-D_BbDSdavtX8Ol8-wx35DLZjH55qn942a1yk8bUxywb6jAaeCzeEzNHvx6BsSgHqwmTejccGwXxAgj7HVDKI2GhuLRWgsfZc7A4f0gxm4U-qGN48-yXEVPQpvURwIM10wdpwaOkZO6hQnaSBVCFblywljLDPTXRKzEVE3q1OjYl9MRA9MHQzWFf7t--0ZBeTwaGCDbyKFl-DHgZxt0xxzbKBWhy5kYPq0LNg5ZFen3DtGHXCwIpikoJHOr_EW-5TnfN6WcBQQ53P9xqP1Yun7KVJgryJv6OTfFR16nM2VDVEc_RSAys2Ps-kLKBcgdNsxlPm9efCyL87gzAGoT1pPacnK6d9EMJJOLEGxe-AEGhM&__tn__=H-R