عندما تبرر "اسرائيل"
ناصر ناصر
16-03-2019
كتب: ناصر ناصر
حرصت اسرائيل أكثر مما حرصت المقاومة الفلسطينية في غزة على شرح ما أسمته المصادر الاسرائيلية " خطأً حمساوياً" غير مقصود في اطلاق صواريخ على تل ابيب 14-3 ، مما يشير الى الاهمية البالغة التي تعطيها اسرائيل لهذا الشرح.
فقد اهتم مصدر امني اسرائيلي بشرح و تفصيل ملابسات "الخطأ الحمساوي" باطلاق صاروخين لتل أبيب:
تقول المصادر الاسرائيلية :
*ان حماس اعتقلت العناصر التي شغلت الليلة قبل الماضية بطريق الخطأ منصة إطلاق الصواريخ الموجَّهة إلى منطقة تل أبيب.
*وقالت المصادر إن إطلاق الصواريخ فاجأ حماس أكثر مما فاجأ السكان الإسرائيليين في المنطقة.
*واضاف المصدر الامني ان اطلاق الصاروخين وقع عندما كان قائد حماس في القطاع يحيى السنوار يجتمع مع اعضاء الوفد المصري ، الذين يقومون بالتوسط بين اسرائيل وحماس.
*وتابع يقول ان المصريين اتصلوا بعد اطلاق الصاروخين بدقائق ليطلعوا الجانب الاسرائيلي بان عملية الاطلاق تمت بطريق الخطأ حيث قام افراد حماس الذين كانوا يعملون على صيانة الصواريخ بكبس زر الاطلاق خطأً.
الوضع ما يزال قابلا للانفجار
* واكد المصدر انه لو كانت لدى اسرائيل معلومات بان اطلاق الصاورخين كان متعمدا لضربت اسرائيل 500 بدلا من 100.
*واعتبر المصدر ان السنوار معني بالتهدئة التي ستعزز مكانته في الشارع الغزي وانه يسعى الى التوصل الى اتفاق حتى نهاية الشهر الحالي.
ومن اللافت للنظر ردة فعل أحد أبرز المعارضين لنتنياهو وهو رئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك لمحاولة بعض الاعلاميين الاسرائيليين إظهار ان تبني رواية " الخطأ الحمساوي بالاطلاق " هو محاولة من نتنياهو للتبرير و التهرب من مسؤولية مواجهة غزة ، حيث قال باراك : اذا قرر الجيش ان الاطلاق بالخطأ فهذا يعني قولا واحدا انه بالخطأ ، اضافة الى قيام حماس بإلغاء مسيرات العودة يوم الجمعة مما يؤكد تقديرات الجيش.
قد يعتبر هذا الاهتمام الاسرائيلي بإبراز و تأكيد رواية " الخطأ الحمساوي" مخالفاً لنهج "الاحتلال" في البحث عن ذرائع للضرب و الاعتداء على الفلسطيني ، كما انه يعتبر دليلا آخر على ان مصلحتها ليست في مواجهة كبيرة وباهظة الثمن مع غزة من جهة، ومحاولة من نتنياهو لتبرير ما سيعتبر على نطاق واسع في اسرائيل، -و تحديدا من المعارضة -كرد ضعيف منه على ضرب قلب اسرائيل و رمز قوتها و سيادتها من جهة أخرى.