غزة.. هل اقترب الانفجار؟!!

عماد أبو عواد
27-08-2020



عماد أبو عوّاد\ مركز القدس




في غزة اليد على مضرب النار، هذا التصريح لربما الأبرز الذي يأتي على لسان قيادات المقاومة في غزة، وهو ذاته كذلك يُهدد به بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، ووزير جيشه بيني جانتس، في ظل نقد كبير موجه لهم من سكان غلاف غزة، اللذين لا يشعرون بالهدوء مطلقاً، بل بات نمط حياتهم الحالي روتين، يحتاج إلى قبول للتضحية، وايمان بالمشروع الصهيوني، حتى يتسنى لهم الاستمرار، في ظل عدم اتضاح نسبة من يتركون الجنوب باتجاه الشمال.

على الجانب الآخر، فإنّ المعاناة الغزية في تصاعد مستمر، إلى جانب البطالة المرتفعة، ونسب الفقر الآخذة في الازدياد، وجدول الكهرباء الذي بالكاد يصل إلى 6 ساعات، وتلوث المياه والحاجة إلى بنية تحتية متجددة، جعلت من حياة المواطن الغزي غير محتملة، الأمر الذي دفع شريحة من الناس للتساؤل حول جدوى المقاومة في ظل الواقع المُعاش.

لربما هذا التساؤل ليس جريمة على من لم يجد قوت يوم أولاده، وليس لديه ما يسد رمقهم بأدنى متطلبات الحياة، الأمر الذي يجعل من الحالة المُعاشة حالياً مرحلة مؤقتة، فلا هي مُحتملة من قبل الاحتلال، ولا يجد أهل غزة تحسناً في أحوالهم.

هذا السيناريو الذي أراده الاحتلال، بمعنى أن يبدأ جزء من سكان غزة بالشعور أنّ المقاومة عبء، في ظل ايمان الغالبية الغزية بالمقاومة، وعدم الاستعداد للتضحية برأسها مقابل فتات تعد به "إسرائيل" وهو بالتأكيد لن يكون. حيث رغم تساؤل جزء من الغزيين وغيرهم حول جدوى المقاومة، لم يكن هناك نسبة تُذكر مستعدة للتضحية بما وصلت إليه المقاومة، تحت أي ظرفٍ، ومقابل أي وعودات.

وهذا يؤكد المسار الذي تسير غزة باتجاهه، غزة التي لم تنفجر في وجه نفسها، وأعدت ما أعدت من قوّة، لا بدّ أنّها تقترب مع دقة كلّ ساعة تجاه مواجهة كبيرة مع الاحتلال، قد تكون حرب العام 2014، نسخة مصغرة منها، حيث لا خلاف على الحرب القادمة، ولا خلاف ربما أنّها قريبة، يبقى السؤال متى؟ هل ربنا يكون العام 2021، أو الذي يليه، على الأبعد، أم أنّ ساعة البداية أقرب من ذلك قليلاً أو أبعد.

وهُنا يُمكن اجمال الأسباب التي تجعل مآلات الأمور في غزة تجاه تصعيد كبير، لكن ليس على المستوى القريب بمعنى الحديث عن أشهر:

  1. استمرار تراجع الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، حيث لم تعد الأوضاع محتملة، ولن تستطيع المقاومة استمرار مواجهة السؤال، حتى متى؟.

  2. "إسرائيل" التي ترقب تقدم مسيرة المقاومة، من حيث ازدياد عتادها، وعظم قوّتها، لن تصبر كثيراً على هذا المنحنى، بعد فشل لربما الكثير من المحاولات.

  3. السلاح المُقاوم الذي يعد، هو يعد لهذه اللحظة الحاسمة، وليس سلاحاً تكتيكياً يُراد منه تحقيق مصالح آنية، وإن كان ذلك في عُرف السياسية واجب.

  4. محالة "إسرائيل" إلى جانب نُظم أخرى، قتل فكرة المقاومة ورفع سقف التحدي في وجه الاحتلال، وهذا الأمر يُحاك ضد غزة، التي تعي أنّ أي انفجار يجب أن يكون في وجه الاحتلال.


في ظل تراجع الروح القتالية للاحتلال، رغم امتلاكه مكنة عالية من التدمير، فإنّ موازين القوى لم تعد لصالحه، والردع المُتبادل ما بين لمقاومة والاحتلال، وصل إلى مراحل متقدمة من الخوف المتبادل، والحسابات الكثيرة، التي ستنفجر في ظل الحراك المستمر، والمناوشات ما بين الفينة والأخرى، متى ذلك؟، يبدو قريباً وخلال أعوام قليلة.