فتح وحماس هيدروجين وأوكسجين القضية
وليد الهودلي
09-07-2020
كتب: وليد الهودلي
حتى أن أبحاثا ودراسات صهيونية (أعداء الطرفين) خلصت بأن الفصيلان هما الأقرب ايدولوجيا وهما الأقرب لتشكيل وحدة سياسية لتقود العمل السياسي الفلسطيني، وأضف الى ذلك أن تركيبة كل منهما في سياقها الفكري والنضالي ومن حيث الغايات والاهداف تقول بأنهما كانا متقاربان كثيرا، وحتى من حيث تركيبة القيادات الفكرية المؤسسة لكل منهما تجد الكثير من المساحات المشتركة، فالفكرة واحدة والهمّ واحد والمصاب واحد والعدوّ واحد والهدف واحد.
وحتى لا نبتعد كثيرا في المشتركات التي يجتمع عليها الفصيلان ولا نكون حالمين أكثر من اللزوم، لنا أن نقف على هذا السؤال، طالما أن الأمر هكذا: المساحة المشتركة واسعة، المسافة بينهما قريبة وسهلة الانطواء لو أردنا ذلك، فما المعيقات إذا؟؟ سأحاول حصر ذلك في ثلاث نقاط رئيسية:
• في سياق تاريخي كانت فتح تتهم حركة الاخوان المسلمين وهي التي خرجت من رحمها حماس بانها لا تنتهج الكفاح المسلّح لتحرير فلسطين، وكان الاخوان المسلمون لا يرون في فتح أنها حركة تنتهج الإسلام كمرجعية فكرية لها، يعني ذلك خلاف في المبادئ، ثم إنه مع انتفاضة الحجارة وصل الطرفان الى ميدان مشترك، خرجت حماس لتشتبك مع الاحتلال وتخرج من دائرة اتهام فتح لها، وفي ذات الوقت تبدي الاستعداد للتعاون مع كل الفصائل على قاعدة مقاومة المحتل مهما كانت الخلفيات الفكرية والايدولوجية، حلّت هذه الاختلافات المبدئية وأصبح البعد الوطني للانتماء لفلسطين والمقاومة والاشتباك مع الاحتلال كافية للوحدة.
• الصراع على السلطة فجّر الاختلاف من جديد، المخاض العسير في عملية الانتقال من الثورة للدولة لم يكن سهلا خاصة وأن هذه الدولة تحت حراب الاحتلال وقد كبّلها باتفاقات ومعاهدات تجعل منها كلّ شيء إلا الدولة، أضافة الى أنها صُمّمت لتكون ذيلا تابعا لا حول له ولا قوّة الا ما يفيض عليها الاحتلال من رحمته وجميل بركاته، وبالفعل آلت الأمور لتكون سلطة هزيلة أو محاصرة حصارا خانقا جعلت من الوضع الفلسطيني بائسا مريرا لا يسرّ صديقا ولا يبهج إلا عدوّا متربصا، الان بعد انكشاف وهم السلطة وحدود الدولة وهشاشة الأحوال التي أفرزتها، بعد أن ساح الثلج وبان المرج ليس لأطراف هذه السلطة الوهمية الا أن يعيدا النظر ويبدآ العمل من جديد وبروح جديدة قادرة على طيّ هذه الصفحة من صفحات التاريخ الفلسطيني التي أقلّ ما يقال فيها أنها لم تكن مشرقة.
• سياسة الاحتلال في التعامل مع الضفة وغزة على أساس الأولى قد استحوذ عليها خيار التفاوض والثانية خيار المقاومة فتكيل تارة بالعصا حيث العدوان والحصار وتارة بالجزرة والمراوغة في ذات المكان مع التوغّل في الاستيطان وانتهاك كل الحرمات والمقدسات للشعب الفلسطيني والتي كان أخرها أن يصل الى ذروة الغطرسة فيما يسمّى بالضم ضاربا بعرض الحائط اتفاقات أوسلو والتي كانت أصلا هي فرصة ذهبية له بأن حصل على 78% من الأراضي الفلسطينية التاريخية وجاء ليقضم مما تبقى بعد أن أشبعه استيطانا وعدوانا.
وبعد أن انكشفت حدود هذه القرصنة جهارا نهارا لم تعد اتفاقية أوسلو وتداعياتها عائقا في وجه وحدة الفصيلين الكبيرين، فقد هتك عرضها المحتل بيديه وداسها بقدميه، ولم يعد هناك ما يبرّر أي تباعد أو انقسام أو حتى اختلاف برامج.
فتح وحم_اس هما الان في واقع جعلهما قصرا أو طوعا في فلك واحد، وكان لا بدّ من انتاج الماء الذي يروي قضيتنا التي طال ظمؤها في صحاري الانقسام والفشل السياسي، من السهل إذا الان دمج الاوكسجين مع الهيدروجين لإنتاج الماء بدل ذلك المشتعل والمساعد على الاشتعال الذي يحرق البيدر.
حتى أن أبحاثا ودراسات صهيونية (أعداء الطرفين) خلصت بأن الفصيلان هما الأقرب ايدولوجيا وهما الأقرب لتشكيل وحدة سياسية لتقود العمل السياسي الفلسطيني، وأضف الى ذلك أن تركيبة كل منهما في سياقها الفكري والنضالي ومن حيث الغايات والاهداف تقول بأنهما كانا متقاربان كثيرا، وحتى من حيث تركيبة القيادات الفكرية المؤسسة لكل منهما تجد الكثير من المساحات المشتركة، فالفكرة واحدة والهمّ واحد والمصاب واحد والعدوّ واحد والهدف واحد.
وحتى لا نبتعد كثيرا في المشتركات التي يجتمع عليها الفصيلان ولا نكون حالمين أكثر من اللزوم، لنا أن نقف على هذا السؤال، طالما أن الأمر هكذا: المساحة المشتركة واسعة، المسافة بينهما قريبة وسهلة الانطواء لو أردنا ذلك، فما المعيقات إذا؟؟ سأحاول حصر ذلك في ثلاث نقاط رئيسية:
• في سياق تاريخي كانت فتح تتهم حركة الاخوان المسلمين وهي التي خرجت من رحمها حماس بانها لا تنتهج الكفاح المسلّح لتحرير فلسطين، وكان الاخوان المسلمون لا يرون في فتح أنها حركة تنتهج الإسلام كمرجعية فكرية لها، يعني ذلك خلاف في المبادئ، ثم إنه مع انتفاضة الحجارة وصل الطرفان الى ميدان مشترك، خرجت حماس لتشتبك مع الاحتلال وتخرج من دائرة اتهام فتح لها، وفي ذات الوقت تبدي الاستعداد للتعاون مع كل الفصائل على قاعدة مقاومة المحتل مهما كانت الخلفيات الفكرية والايدولوجية، حلّت هذه الاختلافات المبدئية وأصبح البعد الوطني للانتماء لفلسطين والمقاومة والاشتباك مع الاحتلال كافية للوحدة.
• الصراع على السلطة فجّر الاختلاف من جديد، المخاض العسير في عملية الانتقال من الثورة للدولة لم يكن سهلا خاصة وأن هذه الدولة تحت حراب الاحتلال وقد كبّلها باتفاقات ومعاهدات تجعل منها كلّ شيء إلا الدولة، أضافة الى أنها صُمّمت لتكون ذيلا تابعا لا حول له ولا قوّة الا ما يفيض عليها الاحتلال من رحمته وجميل بركاته، وبالفعل آلت الأمور لتكون سلطة هزيلة أو محاصرة حصارا خانقا جعلت من الوضع الفلسطيني بائسا مريرا لا يسرّ صديقا ولا يبهج إلا عدوّا متربصا، الان بعد انكشاف وهم السلطة وحدود الدولة وهشاشة الأحوال التي أفرزتها، بعد أن ساح الثلج وبان المرج ليس لأطراف هذه السلطة الوهمية الا أن يعيدا النظر ويبدآ العمل من جديد وبروح جديدة قادرة على طيّ هذه الصفحة من صفحات التاريخ الفلسطيني التي أقلّ ما يقال فيها أنها لم تكن مشرقة.
• سياسة الاحتلال في التعامل مع الضفة وغزة على أساس الأولى قد استحوذ عليها خيار التفاوض والثانية خيار المقاومة فتكيل تارة بالعصا حيث العدوان والحصار وتارة بالجزرة والمراوغة في ذات المكان مع التوغّل في الاستيطان وانتهاك كل الحرمات والمقدسات للشعب الفلسطيني والتي كان أخرها أن يصل الى ذروة الغطرسة فيما يسمّى بالضم ضاربا بعرض الحائط اتفاقات أوسلو والتي كانت أصلا هي فرصة ذهبية له بأن حصل على 78% من الأراضي الفلسطينية التاريخية وجاء ليقضم مما تبقى بعد أن أشبعه استيطانا وعدوانا.
وبعد أن انكشفت حدود هذه القرصنة جهارا نهارا لم تعد اتفاقية أوسلو وتداعياتها عائقا في وجه وحدة الفصيلين الكبيرين، فقد هتك عرضها المحتل بيديه وداسها بقدميه، ولم يعد هناك ما يبرّر أي تباعد أو انقسام أو حتى اختلاف برامج.
فتح وحم_اس هما الان في واقع جعلهما قصرا أو طوعا في فلك واحد، وكان لا بدّ من انتاج الماء الذي يروي قضيتنا التي طال ظمؤها في صحاري الانقسام والفشل السياسي، من السهل إذا الان دمج الاوكسجين مع الهيدروجين لإنتاج الماء بدل ذلك المشتعل والمساعد على الاشتعال الذي يحرق البيدر.