فلسطين في أسبوع- 8 – 15 أيار/ مايو 2022

فريق المركز
15-05-2022
تحميل المادة بصيغة PDF

فلسطين في أسبوع

8 – 15 أيار/ مايو 2022

 

إعداد: رولا حسنين

مراجعة وتحرير: ساري عرابي

 

تعريف:

مركز القدس يقدّم تقريرًا أسبوعيًّا، مطلع كلّ أسبوع، يستعرض أبرز الأحداث الفلسطينية على طول أسبوع كامل.

 

  • اغتيال شيرين أبو عاقلة

كانت أبرز أحداث هذا الأسبوع اغتيال قوات الاحتلال للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين يوم الأربعاء 11 أيار/ مايو 2022.

أبو عاقلة، صحفية فلسطينية من مدينة بيت لحم، وتسكن في القدس المحتلة، تعمل مع فضائية الجزيرة الإعلامية منذ 25 عامًا، برزت خلال الانتفاضة الثانية واجتياح جنين. حتى ارتقت في المخيم ذاته.

عقب الإعلان عن اغتيال الصحفية أبو عاقلة، سارع الاحتلال إلى محاولة التعمية على الجريمة والتشكيك في الحقيقة، بالزعم أنها ربما أصيبت برصاص المقاومين الفلسطينيين أثناء تصديهم للاحتلال، بيد أن تحقيقات صحفية بثتها منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية أثبتت زيف الرواية الإسرائيلية.

تحقيق آخر أجرته قناة الجزيرة، أثبت كذلك زيف الرواية الإسرائيلية، وكانت الجزيرة قد اعتمدت في تحقيقها على مقطع فيديو التقطه أحد مصوريها للحظة إصابة شيرين وسقوطها أرضًا، ومحاولة الصحفية شذى حنايشة التي كانت برفقتها مساعدتها، ولكن الرصاصة قد أصابت رأس شيرين وكانت بوضع حرج، وأظهر مقطع الفيديو إطلاق الاحتلال الرصاص اتجاه شاب حاول تقديم المساعدة للصحفية شيرين، الأمر الذي جعل الاحتلال يتراجع عن روايته المضللة الأولى، وتحدث عن احتمالية إصابتها برصاص جنوده، فيما رفضت السلطة الفلسطينية مشاركة دولة الاحتلال في التحقيق في عملية الاغتيال، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن التحقيق سيجري باطلاع الولايات الأمريكية وقطر عليه دون مشاركة الاحتلال فيه.

وشيّعت جماهير غفيرة من مختلف المدن الفلسطينية جثمان الصحفية أبو عاقلة، فقد شيعت في البداية داخل مخيم جنين، ثم نقلت إلى نابلس لإجراء خطوات التشريح والوقوف على مجريات الاغتيال، ثم شيعت في نابلس بجنازة عسكرية، ونقل جثمانها إلى رام الله حيث الوداع الأخير في مكتب الجزيرة ووردد المشيعون هتافات غاضبة، منددة بجريمة الاغتيال ومطالبة بمحاسبة الاحتلال، ثم نُقل الجثمان إلى مستشفى الاستشاري في ضاحية الريحان بمحافظة رام الله والبيرة، ثم يوم الخميس تمت مراسم الجنازة على جثمانها في مقرّ المقاطعة برام الله، بمشاركة شعبية ورسمية حافلة، ثم نُقل الجثمان إلى مسقط رأسها في القدس المحتلة مرورًا بأعداد كبيرة من المشيعين في مخيم الأمعري ومخيم قلنديا، ويوم الجمعة أدى المصلون عليها صلاة القدّاس في كنيسة الروم الكاثوليك ثم مواراة جثمانها الثرى في مقبرة صهيون.

وكانت قوات الاحتلال على مدار الأيام الثلاثة قد اعتدت على المواطنين الذين أمّوا منزل أبو عاقلة في بيت حنينا ورفعوا الأعلام الفلسطينية وأنشدوا الأناشيد الفلسطينية، وسجلت حالات اعتقال خلال تشييع جثمانها في القدس، وكانت قوات الاحتلال اعتدت أيضًا على المشاركين في تشييع الجثمان خلال نقله من المستشفى الفرنساوي إلى الكنيسة، وحاولت منع حمل النعش على الأكتاف، كما سعت قبل ذلك إلى تققيد الجنازة، بإغلاق الطرق ومنع الجماهير من الوصول.

وقد كان تشييعها حافلاً ومهيبًا، فرض فيه الفلسطينيون بأعدادهم الكبيرة رفع الأعلام الفلسطينية، وأثبتوا فيه تمسكهم بفلسطينية القدس وعروبتها، وهو ما استدعى متابعة مكثفة على مستوى الجماهير الفلسطينية والعربية.

نعت كافة الفصائل الفلسطينية نعت الراحلة أبو عاقلة وعدّتها أيقونة الإعلام الفليسطيني، فقد عكست خلال رحلتها في الصحافة هموم الشعب الفلسطيني، وخرجت مطالبات عربية ودولية بضرورة التحقيق في جريمة اغتيالها ومحاسبة الاحتلال على ذلك وسط إدانات بالاعتداء على الصحافة وحرية التعبير.

 

  • اعتقال منفذي عملية إلعاد

اعتقلت قوات الاحتلال منفذي عملية "إلعاد" التي قُتل فيها ثلاثة مستوطنين، وذلك بعد ثلاثة أيام من البحث المتواصل عنهم، بعد أن تمكنوا من الانسحاب من مكان العملية، فقد نشرت قوات الاحتلال مقاطع فيديو لحظة اعتقال المنفذين وهما صبحي صبيحات وأسعد الرفاعي من قرية رمانة قضاء جنين، وبدت عليهما علامات الإرهاق والإعياء الشديد، وعلامات اعتداء قوات الاحتلال عليهم خلال إخضاعهم للتحقيق الأولي في ماكن اعتقالهم شرق "تل ابيب".

وعقب اعتقالهم، اقتحمت قوات الاحتلال منزل صبيحات والرفاعي في رمانة، وهددت العائلتين بهدم منازلهم، وأخذت قياساتها، فيما أشارت العائلتين في حديثهما للإعلام أن ما قام به أسعد وصبحي هو رد فعل طبيعي على اعتداءات الاحتلال وخاصة التي جرت في المسجد الأقصى في شهر رمضان وخلال الأعياد اليهودية وتلك التي جرت في الخامس من أيار/. مايو يوم تنفيذ العملية.

مستوطنون من "إلعاد" حمّلوا حكومة بينت وعضو الكنيست المتطرف بن غفير مسؤولية ما جرى، حيث قالوا له إن اقتحام الأقصىى تسبب بالحادثة، وطالبوا بوقف اقتحامات الأقصى التي تستفز مشاعر الفلسطنييين وتودي بحياة المستوطنين انتقامًا لذلك.

 

 

 

  • استشهاد 6 مواطنين خلال أسبوع وإصابة اثنين خلال اعتقالهم

ارتقى هذا الأسبوع ستة مواطنين بواقع شهيد يوميًّا، فقد ارتقى الشهيد محمود سامي عرام (27 عامًا) في الثامن من أيار/ مايو، قرب جدار الفصل جنوبي طولكرم، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص، علمًا أنه من قطاع غزة وقدم إلى الضفة منذ أعوام قليلة لتلقي العلاج، ولاحقًا أعلنت قوات الاحتلال أنها قتلت عرام بالخطأ، وجرى تسليم جثمانه إلى عائلته في غزة.

وارتقى في الثامن من أيار/ مايو أيضًا الفتى معتصم محمد عطا الله (17 عامًا) من حرملة جنوب بيت لحم، وذلك خلال تسلله إلى مستوطنة "تكواع"، وتواصل قوات الاحلتال احتجاز جثمانه.

وارتقت الصحفية شيرين أبو عاقلة يوم 11 أيار/ مايو خلال تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، وارتقى في اليوم نفسه كذلك الفتى ثائر خليل اليازوري (18 عامًا) من رام الله خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على جبل الطويل في البيرة،وأعلن ارتقاؤه بعد نقله إلى مجمع فلسطين الطبي وجرى تشييع جثمانه في مقبرة الشهداء.

وبتاريخ 14 أيار/ مايو أعلن عن ارتقاء الشاب وليد الشريف (23 عامًا) من بيت حنينا في القدس المحتلة، وكان قد أصيب خلال الأحداث في المسجد الأقصى في شهر رمضان، وتواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمانه جرّاء رفض عائلته إخضاع جثمانه للتشريح.

وارتقى الأسير المحرر داود محمد الزبيدي (41 عامًا) بتاريخ 15 أيار/ مايو متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم جنين قبل يومين، ولخطورة وضعه الصحي جرت الترتيبات لنقله إلى مشفى "رمبام" في الداخل المحتلّ ثم أعلن عن ارتقائه. وكان عضو الكنيست المتطرف بن غفير اقتحم المشفى وطالب بتصفية الزبيدي. علمًا أن داود هو شقيق الأسير زكريا الزبيدي أحد أسرى نفق الحرية.

ومن خلال المعطيات، يتضح أن الاحتلال ينتقم من عائلات أسرى نفق الحرية من خلال استهدافهم المتكرر، إذ ارتقى قبل أقل من شهر، شأس كممجي شقيق الأسير أيهم كممجي حيث استهدفه الاحتلال بشكل متعمد، وكان قد اعتقل أشقاءه حينها.

وكانت قوات الاحتلال أعلنت في الثامن من أيار/ مايو عن اعتقال الشاب نذير مرزوق (19 عامًا) من قرية عبوين شمال رام الله، في منطقة باب العامود في مدينة القدس المحتلة، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص خلال تفتيشه بزعم تنفيذه عملية طعن.

وأفاد محامي هيئة الأسرى خلدون نجم إن الشاب المصاب في منطقة باب العامود لازال على قيد الحياة وحالته صعبة ونقل إلى مستشفى "هداسا عين كارم"، ومعتقل لدى الاحتلال.

كما وأعلنت قوات الاحتلال في الحادي عشر من أيار/ مايو اعتقال الشاب رامي سرور (24 عامًا) من بلدة نعلين بعد إطلاق النار عليه قرب سوق القطانين في القدس المحتلة، حيث يرقد في مستشفى هداسا عين كارم. ووفقًا لما نشره الإعلام العبري فقد أطلقت النار عليه بعد لفظه "الله أكبر" بصوت مرتفع دون أن يحمل أداة قتل.

 

  • تسليم جثماني أيمن وإبراهيم إغبارية

سلّمت سلطات الاحتلال في التاسع من أيار/ مايو، جثماني منفذي عملية الخضيرة (27 آذار/ مارس 2022) أيمن أحمد إغبارية وإبراهيم حسن إغبارية من مدينة أم الفحم ضمن شروط مقيدة أبرزها تحديد عدد المشاركين في التشييع.

واحتجزت سلطات الاحتلال جثمانيّ إغبارية لأكثر من شهر ثم سلّمتهم لعائلاتهم فجر التاسع من أيار/ مايو. وكانت عمليتهما وسط الخضيرة المحتلة قد أسفرت عن سقوط قتيلين و12 إصابة بينها حالات وصفت بالخطيرة.

 

  • الذكرى الـ 74 للنكبة

يحيي الفلسطينيون هذا الأسبوع مرور الذكرى الـ 74 للنكبة الفلسطينية، والتي شرّد فيها الاحتلال آلاف اللاجئين الفلسطينيين بعد احتلال مئات القرى، وانطلقت مسيرات في عدة مدن فلسطينية بهذه المناسبة، واللافت أن هذا اليوم ينفذ فيه المستوطنون اقتحامات للمسجد الأقصى على فترتين صباحية ومسائية، احتفاءً منهم بما يسمونه "الاستقلال وقيام دولة إسرائيل"، ولكن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى يوم ذكرى النكبة لم تتجاوز الـ 200 مستوطن، في تعبير عن حالة خشية إزاء عمليات الردّ الفلسطينية على اقتحامات المسجد الأقصى.