في ظل التهدئة.. هل نقترب أكثر للمواجهة ؟
عماد أبو عواد
13-08-2018
عماد أبو عوّاد - مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني
خلال العامين الآخيرين، لم تخلُ تقديرات المحللين بناء على المُعطيات على الأرض، من توقع اندلاع حرب شاملة ما بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"، هذه التقديرات لم تكن ضرباً من الغيب، بل اعتمدت على تطورات ميدانية تخللها وجود تصعيد محدود ما بين الفترة والأخرى، رافقه الوصول إلى حدود الحرب، قبل الدخول في تهدئة ساهم بوجودها الوسطاء، على تنوع مشاربهم.
التصعيد والعودة للهدوء خلال المراحل السابقة، لم يكن بهدف بقاء الأوضاع على حالها، بل كان على أمل أن يحقق كل طرف، الحد الأدنى من مطالبه، التي على الأقل تحفظ له ماء وجهه، أمام جمهوره، فمن جانب المقاومة، لن يكون أقلّ من رفع الحصار مقبولاً، ومن جانب "إسرائيل"، فإنّ ضمان الهدوء، وضمان عدم تطوّر المقاومة، هو الحد الأدنى، الذي قد يدفعها للموافقة على هدنة، تخفف ربما الحصار ولا تنهيه.
حالياً، وفي ظل الحوارات الداخلية، سواء التي جرت في غزة، ما بين فصائل المقاومة، ولا يمكن الجزم إلّا باستمرارها، وفي الجانب الآخر في "إسرائيل"، يحاول كل طرف صياغة مطالب وردود على الطروح المعروضة على الجانبين، يتخلل دراستها وصياغتها، عمل دؤوب على الجبهة العملية على الأرض، في محاولة لإثبات علامة نصر، ويد عليا، لكل طرف على الآخر.
يُمكن القول أنّ هذه المرحلة من نقاش المسودات المعروضة، قد تفوقت على سابقاتها، من حيث أنّها ستكون عاملاً حاسماً في تحديد سير الأوضاع في الجنوب، فبعد أن وصل الحوار إلى مرحلة جدّية، فإنّ نجاحه من عدمه، سينعكس بالتأكيد على طبيعة تفاوض الجانبين على الأرض في الجنوب، ويُمكن القول أنّ الفشل سيقود إلى مواجهة أكثر شمولية، قد تؤدي إلى حرب ضروس، تفوق سابقاتها الثلاث، وهذا الأمر بات من المعلوم لدى حركة المقاومة ولدى "إسرائيل".
إن فشل الجولة الحالية من التفاهمات غير المباشرة، سيكون بمثابة علامة تدلل على حاجة إحداث تغيير شامل، تُحاول فيه المقاومة تغيير المعادلة بالقوّة، وتأمل فيه "إسرائيل" اضعاف قدرات المقاومة، تمهيداً لمرحلة جديدة، تكون فيه غزة أكثر ضعفاً، وأكثر رضوخاً لما قد تُمليه الاجندات المختلفة عليها.
هذا الأمل الإسرائيلي، تبدده توقعات الجهات الأمنية، والسياسية كذلك، وما تصريح تساحي هنجبي، الليكودي البارز، والذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لنتنياهو، بأنّ أي حرب قادمة، لن تؤدي إلى تغييرات حقيقية على الأرض، وهي حرب زائدة إن حدثت، يُدلل على أنّ "إسرائيل" تخشى نتائج الحرب، ولا تضمن طبيعة سيرها، فالأمل الإسرائيلي بحرب خاطفة قصيرة، تحدد هي طبيعة سيرها، أمر لم يعد في متناول اليد على جبهة غزة.
التفاوض بالنار خلال محادثات المرحلة الحالية، أثبت قدرات كبيرة للمقاومة، ليس في طبيعة الردود فحسب، بل بالانضباطية العالية التي ميزتها، وبقدرتها على رسم الخطوط العامة، في سبيل تحقيق الهدف المراد، وأكدت للجانب الإسرائيلي، أنّه يواجه تحديّاً حقيقيا، على المستوى الاستراتيجي لا التكتيكي، ولربما تصدق تكهنات بعض القيادات الأمنية في الدولة العبرية، بأنّ الحرب القادمة، قد تشهد اقتحام المقاومة الفلسطينية لغلاف غزة، ولربما لأجزاء من عسقلان.
وكما أنّ حجم الضغط الكبير على غزة، في ظل نقص السيولة المالية، واشتداد الحصار، يوازيه ضغط آخر، على القيادات السياسية في "إسرائيل"، وما وصف نتنياهو بالجبان مقابل حماس، ووصف وزير جيشه بكثير الكلام "مثرثر"، إلّا ضغط من نوع آخر، له حسابات انتخابية ربما باتت قريبة، فما بين الضغطين هنا وهناك، يُدرك كليهما، أن هذه المرحلة، يجب أن تتمخض عن شيء ما، فإما تفاهمات تحفظ لكلا الجانبين الحد الأدنى من تطلعاتهما، وإما فليكن ما يخشاه كليهما، حرب ضروس، لتحسين شروط التفاوض وتحقيق الأهداف.
ختاماً، قدرة التأقلم على ما يجري على جبهة غزة، أمر لم يعد بالإمكان احتماله، ليس في الداخل الغزي فحسب، بل أيضاً لدى المستوطنين في غلاف غزة، من هنا فإنّ الحسابات الداخلية لدى الأطراف الفاعلة، تعي بشكل كبير أنّ فشل المحادثات لتغيير الواقع هناك، يعني الذهاب بعيداً لربما إلى ما تخشاه "تل ابيب"، وإلى ما ترغب المقاومة تجنيب شعبها ويلاته.
خلال العامين الآخيرين، لم تخلُ تقديرات المحللين بناء على المُعطيات على الأرض، من توقع اندلاع حرب شاملة ما بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"، هذه التقديرات لم تكن ضرباً من الغيب، بل اعتمدت على تطورات ميدانية تخللها وجود تصعيد محدود ما بين الفترة والأخرى، رافقه الوصول إلى حدود الحرب، قبل الدخول في تهدئة ساهم بوجودها الوسطاء، على تنوع مشاربهم.
التصعيد والعودة للهدوء خلال المراحل السابقة، لم يكن بهدف بقاء الأوضاع على حالها، بل كان على أمل أن يحقق كل طرف، الحد الأدنى من مطالبه، التي على الأقل تحفظ له ماء وجهه، أمام جمهوره، فمن جانب المقاومة، لن يكون أقلّ من رفع الحصار مقبولاً، ومن جانب "إسرائيل"، فإنّ ضمان الهدوء، وضمان عدم تطوّر المقاومة، هو الحد الأدنى، الذي قد يدفعها للموافقة على هدنة، تخفف ربما الحصار ولا تنهيه.
حالياً، وفي ظل الحوارات الداخلية، سواء التي جرت في غزة، ما بين فصائل المقاومة، ولا يمكن الجزم إلّا باستمرارها، وفي الجانب الآخر في "إسرائيل"، يحاول كل طرف صياغة مطالب وردود على الطروح المعروضة على الجانبين، يتخلل دراستها وصياغتها، عمل دؤوب على الجبهة العملية على الأرض، في محاولة لإثبات علامة نصر، ويد عليا، لكل طرف على الآخر.
يُمكن القول أنّ هذه المرحلة من نقاش المسودات المعروضة، قد تفوقت على سابقاتها، من حيث أنّها ستكون عاملاً حاسماً في تحديد سير الأوضاع في الجنوب، فبعد أن وصل الحوار إلى مرحلة جدّية، فإنّ نجاحه من عدمه، سينعكس بالتأكيد على طبيعة تفاوض الجانبين على الأرض في الجنوب، ويُمكن القول أنّ الفشل سيقود إلى مواجهة أكثر شمولية، قد تؤدي إلى حرب ضروس، تفوق سابقاتها الثلاث، وهذا الأمر بات من المعلوم لدى حركة المقاومة ولدى "إسرائيل".
إن فشل الجولة الحالية من التفاهمات غير المباشرة، سيكون بمثابة علامة تدلل على حاجة إحداث تغيير شامل، تُحاول فيه المقاومة تغيير المعادلة بالقوّة، وتأمل فيه "إسرائيل" اضعاف قدرات المقاومة، تمهيداً لمرحلة جديدة، تكون فيه غزة أكثر ضعفاً، وأكثر رضوخاً لما قد تُمليه الاجندات المختلفة عليها.
هذا الأمل الإسرائيلي، تبدده توقعات الجهات الأمنية، والسياسية كذلك، وما تصريح تساحي هنجبي، الليكودي البارز، والذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لنتنياهو، بأنّ أي حرب قادمة، لن تؤدي إلى تغييرات حقيقية على الأرض، وهي حرب زائدة إن حدثت، يُدلل على أنّ "إسرائيل" تخشى نتائج الحرب، ولا تضمن طبيعة سيرها، فالأمل الإسرائيلي بحرب خاطفة قصيرة، تحدد هي طبيعة سيرها، أمر لم يعد في متناول اليد على جبهة غزة.
التفاوض بالنار خلال محادثات المرحلة الحالية، أثبت قدرات كبيرة للمقاومة، ليس في طبيعة الردود فحسب، بل بالانضباطية العالية التي ميزتها، وبقدرتها على رسم الخطوط العامة، في سبيل تحقيق الهدف المراد، وأكدت للجانب الإسرائيلي، أنّه يواجه تحديّاً حقيقيا، على المستوى الاستراتيجي لا التكتيكي، ولربما تصدق تكهنات بعض القيادات الأمنية في الدولة العبرية، بأنّ الحرب القادمة، قد تشهد اقتحام المقاومة الفلسطينية لغلاف غزة، ولربما لأجزاء من عسقلان.
وكما أنّ حجم الضغط الكبير على غزة، في ظل نقص السيولة المالية، واشتداد الحصار، يوازيه ضغط آخر، على القيادات السياسية في "إسرائيل"، وما وصف نتنياهو بالجبان مقابل حماس، ووصف وزير جيشه بكثير الكلام "مثرثر"، إلّا ضغط من نوع آخر، له حسابات انتخابية ربما باتت قريبة، فما بين الضغطين هنا وهناك، يُدرك كليهما، أن هذه المرحلة، يجب أن تتمخض عن شيء ما، فإما تفاهمات تحفظ لكلا الجانبين الحد الأدنى من تطلعاتهما، وإما فليكن ما يخشاه كليهما، حرب ضروس، لتحسين شروط التفاوض وتحقيق الأهداف.
ختاماً، قدرة التأقلم على ما يجري على جبهة غزة، أمر لم يعد بالإمكان احتماله، ليس في الداخل الغزي فحسب، بل أيضاً لدى المستوطنين في غلاف غزة، من هنا فإنّ الحسابات الداخلية لدى الأطراف الفاعلة، تعي بشكل كبير أنّ فشل المحادثات لتغيير الواقع هناك، يعني الذهاب بعيداً لربما إلى ما تخشاه "تل ابيب"، وإلى ما ترغب المقاومة تجنيب شعبها ويلاته.