الامارات تمول دحلان واسرائيليين لتنفيذ اغتيالات خارجية

ياسر مناع
17-10-2018
ترجمة: ياسر مناع – مركز القدس لدرسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" على موقعها الإلكتروني مقالاً للصحفي "إيتاي شيكمان" تحت عنوان (قائمة إغتيال 26 شخصية، إسرائيل، دحلان، وأسود البحر)، حيث سلط فيه الضوء على مقابلة "أبراهام جولان رئيس جهاز الموساد السابق مع مجلة "باز فيد" وحديثه عن فرقة المرتزقة والتي عملت في اليمن ونفذت العديد من عمليات الإغتيال.

وكان قد إفتتح الكاتب مقاله بقوله "1.5 مليون دولار في الشهر، ذلك مقابل تنفيذ إغتيالات في اليمن، أبراهام جولان إسرائيلي – أمريكي، الذي عرف برئاسته لجهاز الموساد سابقاً، يترأس اليوم فرقة مخصصة لتنفيذ عمليات إغتيال تعمل لحساب الإمارات العربية المتحدة ورئيس جهاز الأمن الوقائي سابقاً محمد دحلان".

وأضاف بأن مجلة "باز فيد" الأمريكية كانت قد نشرت يوم الاثنين تحقيقاً صحفياً حول تعاون إسرائيلي ــــ فلسطيني بإقامة فرقة مرتزقة خاصة للإغتيالات تنشط في حرب اليمن، وعلى أن تتلقى الأوامر من الإمارات العربية المتحدة، إضافة الى الوحدة الخاصة "أسد البحر" - المقاتلون السابقون في القوات الأمريكية -، وبحسب المجلة فإن الإمارات العربية المتحدة كانت قد استأجرت الوحدة لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات، وكان أحد الأهداف الرئيسية لها النائب البرلماني اليمني والزعيم الإسلامي المحلي "أنصاف علي مايو" والتي تعتبره الإمارات العربية المتحدة على أنه إرهابي يقود الجناح اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، حيث كانت الخطة بزرع عبوة ناسفة عند مدخل مكتبه، بالقرب من ملعب كرة قدم في وسط مدينة عدن، في يوم 29 /12/ 2015 بهدف أن "يقتل الجميع في المكتب"، لكن الخطة فشلت، واستمر العمل ضد مايو، ولكن لم يُعرف أن الفرقة المرتزقة هم قاموا بها، بالإضافة الى كونه أحد العوامل الرئيسية في المعركة الطويلة في اليمن.

الجولان: لقد قمت بتفعيل خطة الإغتيال في اليمن

قال جولان إن الشركة التي استأجرت الجنود هي "مجموعة لعمليات السابير"، التي تقع في ولاية ديلاوير في الولايات المتحدة، حيث قام بتأسيسها "أبراهام جولان" إسرائيلي أمريكي من أصل مجري يعيش بالقرب من بيتسبرغ، وأضاف جولان في حديث مع باز فيد "لقد قمت بتنفيذ خطة إغتيالات في اليمن، كانت قد مولته الإمارات العربية المتحدة".

وأضاف الكاتب بأن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقودان معركة في اليمن، بالإضافة الى أعضاء آخرين في التحالف العربي، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وتقوم الولايات المتحدة بمساعدة قوات التحالف من خلال توفر الأسلحة والاستخبارات، وكانت "باز فيد" كشفت النقاب عن "القتل في القنصلية" قصة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

وقال الجولان إن الفريق الذي ترأسه كان مسؤول عن العديد من الاغتيالات الكبرى، لكنه رفض تحديد أسماء القتل، وقال انه يتعين على الولايات المتحدة أن تخطط لاغتيالات مماثلة في اليمن: "أريد أن الموضوع، فربما أنا وحش، أو ربما يجب أن يكون في السجن، أو ربما أنا رجل سيء ولكن أنا على حق" - حسب قوله - ، وأضاف أن النموذج في أعمال الإغتيالات الخاصة قائم حسب خطة الاغتيالات الإسرائيلية، وأضاف جولان بأنه قد تم توقيع الصفقة مع الفرقة في مطعم إيطالي في القاعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان برفقته القائد السابق  لفرقة "أسود البحر" ويدعى (إسحاق جيلمور)، حيث سافراً من الولايات المتحدة وكان في إستقبالهما محمد دحلان لرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.

داني ياتوم "جولان ترك في إنطباعاً صهيونياً متحمساً وشجاعاً"

وقال الجولان، الذي يحافظ على علاقات جيدة مع إسرائيل من خلال الاتفاقات الأمنية التي يشارك فيها، إنه عاش في إسرائيل منذ عدة سنوات في الماضي، وكان قد حضر حفلة مع رئيس الموساد السابق داني ياتوم، وكانت خبرته "توفير أمن للعاملين في مجال الطاقة في إفريقيا"،  وأكد ياتوم في حديثٍ له مع يديعوت أحرنوت أنهما التقيا في حفل في لندن وأنه لم أكن على اتصال به منذ سنوات، وكان قد عمل معه خلال فترة عمله كرجل أعمال، وأضاف ياتوم بأن الألفة مع جولان لم تكن طويلة، لكنه ترك انطباعاً صهيونياً، وهو رجل من المتحمسين والشجعان الذين كانوا على استعداد لتحمل المخاطر كبيرة، لكن لسوء الحظ في النهاية بعد أن سافر مع عائلته الى الولايات المتحدة قد عاد، وأنني لا أتكلم معه منذ سنوات طويل، أما فيما يتعلق بالأشياء المنسوبة إلى جولان في المقال أجاب: " ليس لدي أي علاقة بهذه الأشياء".

في دولة الإمارات العربية المتحدة التقى جولان بمحمد دحلان الذي أصبح في السنوات الأخيرة مستشارًا لأمير الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد آل نهيان الحاكم الفعلي للبلاد، حيث قال عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية عن دحلان "الامارات أخذت من دحلان ثورته"، حيث تم الإتفاق في الصفقة على أن يتلقى فريق جولان 1.5 مليون دولار شهرياً، بالإضافة إلى مكافأت على عمليات الاغتيال الناجحة، كما تلقى كل مقاتل أمريكي 25000 دولار في الشهر مع مكافأت، ولكن العديد من رفضوا التعاقد على صفة أنهم قاتلون مأجورون في اليمن.

وأضاف الكاتب أنه وفي نهاية عام 2015 تمكن جولان وجيلمور من تجميع فريق مكون من 12 شخصاً، ثلاثة منهم كانوا من جنود الاحتياط الأمريكيين، ومعظمهم كانوا أعضاء سابقين في الفيلق الأجنبي الفرنسي، حيث أنهم سافروا  من الإمارات العربية المتحدة إلى القاعدة في إريتريا، ووفقاً لجيلمور تلقوا قائمة الإغتيال المكونة من 23 بطاقة تحتوي كل واحدة منها على 23 اسماً و 23 وجهاً، وتحتوي كل بطاقة ايضاَ على معلومات استخباراتية حول الدور الإنساني في السياسة اليمنية، والمكان المحدد لمنزله ومكاتبه،حيث  كان بعض تلك الأسماء من الإرهابيين - على حد وصفة -، فيما لم يكن غيلمور متأكداً مما إذا كانوا جميعاً من هذا القبيل.

ووفقا لجولان، فإن الأهداف كانت أهدافاً مشروعة، وكان قد تم اختيارهم من قبل حكومة الإمارات العربية المتحدة، التي تعتبر حليفة للولايات المتحدة المشاركة ، إضافة الى ذلك قال جيلمور " من الممكن أن يكون الهدف شخصًا لم تعجب بن زايد، وحاولنا التأكد من أن هذا لم يحدث.

 فشل إغتيال زعيم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن

وقال الكاتب أنه كما كان من الملاحظ بأن محاولة الاغتيال الرئيسية التي تعرض لها مايو رئيس الجناح اليمني لجماعة الإخوان المسلمين – لكنها لم تنجح، فقبل أن يصل المرتزقة إلى الباب الأمامي لمكتب مايو وبحوزتهم القنبلة التي كان من المفترض أن تقتله، فتح أحد الرجال في الفريق النار من السيارة وبحسب طائرات الإستلاع فإن هذا لم يتضح، على أية حال خططوا للهروب بسيارات تابعة للجيش الإماراتي.

ثم كان هناك انفجار للقنبلة التي زرعت عند مدخل المكاتب - أعقبها انفجار أكبر،  وقع الانفجار الثاني في مركبة المرتزقة، وقال كل من جيلمور وجولان إنهما احتجزا السيارة لإخفاء مصدر القنبلة وارباك رجالات العدو، لكن الطاقم عاد إلى القاعدة دون أي دليل على موت "مايو"، وهذا ما سبب مشاكل مع دحلان ، ويذكر جيلمور ايضاً بأن مايو اختفى لفترة طويلة، لكنه عاد للظهور مرة أخرى.

وختم الكاتب مقاله بقوله " بان المعركة في اليمن مستمرة طوال الوقت، وأنه لم تنفذ عمليات إغتيال منذ أن غادر جليمور منذ قرابة الثلاثة سنوات تقريباً ولم يعد جيلمور، وأنه منذ بداية الحرب في شهر مارس 2015، قتل أكثر من 10،000 شخص، بالإضافة الى إنهيار النظام الصحي في اليمن ، وأن الدولة على وشك الإقتراب من مجاعة، بالإضافة الى إعتبار الأزمة النقدية في اليمن هي الأسوأ في العالم اليوم، فيما يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى المساعدات.