قراءة في التاريخ الاستعماري الاستيطاني في فلسطين - أهم سماته ودوافعه واستراتيجياته
دراسات
قراءة في التاريخ الاستعماري الاستيطاني في فلسطين
أهم سماته ودوافعه واستراتيجياته
لينا قبها
مركز القدس للدراسات
2022
محتويات الورقة
- المقدمة
- أولاً: عن تاريخ الاستعمار الصهيوني في فلسطين
- ثانياً: سمات الاستعمار الاستيطاني في فلسطين
- ثالثاً: دوافع الاستعمار الاستيطاني في فلسطين
- رابعاً: استراتيجيات الاستعمار الاستيطاني في فلسطين
المقدمة
سعت "إسرائيل" الى ممارسة سياساتها العنصرية الاستعمارية تجاه الشعب الفلسطيني"، انطلاقاً من فكرها الصهيوني،[1] القائم على مقولة "فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض."[2]، فجرى تصوير فلسطين المكان المناسب لتنفيذ المشروع الصهيوني، وبأدوات استعمارية صارمة.[3]
لم تكن الحركة الصهيونية لم تملك جذوراً قومية صلبة، مما دفعها للجوء للعنف الإمبريالي، مما يعني أن فكرة الاستعمار الصهيوني، لم تكن أكثر من فكرة، حققت أهدافها بالاعتماد على العنف الإمبريالي.[4] فالاستعمار بالنسبة للصهيونية هو "أداة لتشييد أمة، وليس ثمرة قومية قائمة بالفعل."[5] وهو ما كان يعني بالضرورة أن يقوم الاستعمار الصهيوني على أسس عنصرية.[6]
تستذكر هذه الورقة تاريخ الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، والدوافع التي انطلقت منها الحركة الصهيونية لتبرير العملية الاستيطانية، ومن ثم، في القسم الثالث، يجري التطرق للسمات الأساسية للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، وصولاً إلى الاستراتيجيات التي اتبعتها لتمكين سياستها الاستعمارية الاستيطانية على كامل أرض فلسطين.
أولاً: عن تاريخ الاستعمار الصهيوني في فلسطين
هناك اختلاف كبير في تحديد مسألة بداية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، فبعض الدراسات تُشير إلى بداية التوجه والتفكير في الاستعمار في فلسطين، في الفترة التي سعى من خلالها نابليون بونابرت إلى اقتراح إقامة دولة لليهود في فلسطين عام 1799، فقد تبنت فرنسا فكرة توطين اليهود في فلسطين، ولكن بدأت حدة هذا التوجه بالتراجع نتيجة انشغال فرنسا بمشاكلها الداخلية والتوجه بمشاريعها التوسعية في العديد من المناطق الأخرى.[7]
دراسات أخرى تذهب إلى أن فترة الانتداب البريطاني عام 1917، كانت هي المفصلية في وجود اليهود في فلسطين، وكذلك في عام 1948، والتي شهدت إعلان قيام دولة "إسرائيل"، كما يمكن عدّ مؤتمر "بازل" في سويسرا (المؤتمر الصهيوني الأول) 1897 مركزياً في هذا السياق.
لقد نشأت الجماعات اليهودية في فلسطين نتيجة الهجرات المنعزلة، والتي يعود سببها إما لأغراض دينية، أو هرباً من الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا. ويمكن القول بأن القرنين السادس عشر والسابع عشر، شهدا هجرات كبيرة من اليهود الأوروبيون، وحتى عام 1839 بلغ عدد اليهود المهاجرين إلى فلسطين ستة آلاف، مقابل 300 ألف فلسطيني عربي، وهذا يعني أن نسبة اليهود لم تكن تتجاوز 2% في ذلك الوقت.[8]
خلال القرن التاسع عشر، عندما حاولت فرنسا استغلال اليهود كأداة لتحقيق سياسة الاستعمار في البلاد العربية، بدأت تظهر دعوات في باريس من أجل توطين اليهود في فلسطين، حينها افتتحت قنصلية فرنسية في القدس عام 1843.[9]
وتحقق هذا من خلال موجات الهجرة التي شهدتها فلسطين، والتي ساهمت بشكل كبير في اجتذاب أكبر عدد من اليهود المهاجرين، وجرت هذه الهجرات عبر عدة مراحل، وجاءت على عدة موجات؛ فالموجة الأولى والموجة الثانية حتى منتصف الموجة الثالثة كانت في مرحلة ما قبل الانتداب البريطاني، في حين أن المنتصف الثاني للمرحلة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة كانت إبّان فترة الانتداب البريطاني.[10]
بدأت الموجة الأولى من الهجرة اليهودية إلى فلسطين على دفعتين، المرحلة الأولى ما بين عامي 1882-1884، جاءت نتيجة التطورات التي شهدتها روسيا القيصرية وعمليات الاضطهاد التي تعرض لها اليهود آنذاك، والمرحلة الثانية من الموجة الأولى كانت عام 1891، والتي استمرت على نحو متقطع حتى عام 1903. شكلت هذه الفترة تجمعاً للمستوطنين اليهود في فلسطين، وكانوا قادمين من روسيا وبولندا، ونشأت آنذاك نحو عشر مستوطنات لإيواء القادمين.[11]
يمكن عدّ الهجرة اليهودية إلى فلسطين تحققًا لأهداف الحركة الصهيونية التي حُددت في المؤتمر الصهيوني الأول "بازل" عام 1897 والتي تتمثل في إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطينا.[12]
كان الأساس الذي تسعى إليه الحركة الصهيونية بالإضافة إلى السيطرة على الأرض، هو استعمار الأرض بأكبر عدد من السكان اليهود المستوطنين القادمين من الخارج، أي أن نجاح مشروعها يكمن في مدى قدرتها على اجتذاب المهاجرين اليهود ونجاحها في استيعابهم في فلسطين.[13] فالمخطط الصهيوني يهدف إلى أن تكون الدولة الصهيونية قائمة بشكل أساس على النمط المستقل، بإقامة دولة منفردة لهم وقاصرة عليهم.[14]
الهجرة الثانية امتدت من الفترة 1904 حتى 1914. بدأت هذه الهجرة بدخول اليهود إلى فلسطين والذين بلغ عددهم قرابة 40 ألف مهاجر يهودي، وأشارت العديد من المصادر الى أن هؤلاء اليهود كانوا قد غادروا فلسطين، ولم يبق منهم إلا ما يقارب 3 آلاف مهاجر.
كانت قد بدأت هذه المرحلة نتيجة ما تعرض له اليهود من مذابح ومجازر في روسيا.[15] وشهدت هذه المرحلة أحداثاً مهمة، تمثلت في استلام الحركة الصهيونية الإشراف على الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين، وتحديداً بعد صدور وعد بلفور عام 1917، الذي أعلن عن دعم بريطانيا لإنشاء الوطن القومي لليهود في فلسطين، وقد تزامنت هذه الأحداث مع انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.[16]
لذلك يمكن القول بأن ما ساهم في تعزيز الوجود اليهودي في فلسطين، وتحديداً خلال فترة الانتداب البريطاني، إعلان وعد بلفور الذي صدر من بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، وكانت المساعي واضحة من هذا الإعلان، وتتمثل في إضفاء الشرعية على الوجود اليهودي وتبرير الاستعمار الاستيطاني. [17] يبدو واضحاً بأن حكومة الانتداب البريطاني ساهمت بشكل كبير في تسهيل الهجرة اليهودية الواسعة، والتي تتفق مع برنامج "بازل" الصهيوني، والذي فتح أبواب فلسطين لهجرة اليهود المنظمة.[18] وخلال هذه الفترة تم تمكين الوجود اليهودي في فلسطين.
استأنفت الهجرات اليهودية إلى فلسطين عام 1918، بعد دخول القوات البريطانية الأراضي الفلسطينية، وإخضاعها للحكم العسكري البريطاني، وكان لها دور كبير في فتح آفاق جديدة للهجرة اليهودية.[19] من هنا بدأت الموجة الثالثة للهجرة اليهودية إلى فلسطين والتي امتدت منذ 1919 حتى 1923، وبلغ حينها عدد اليهود حوالي 35 ألف يهودي، أي ما يعادل ثمانية آلاف مهاجر سنوياً، وترافق مع هذه الهجرة العديد من الأحداث، أهمها سياسات الحكومة البريطانية في تهويد فلسطين، من خلال منح الوكالة اليهودية تذاكر سفر للمهاجرين اليهود من أجل توزيعها على اليهود في الدول الأوروبية.[20]
المرحلة الرابعة من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، امتدت منذ 1924 حتى 1931. تضمنت هذه الفترة عدداً كبيراً من اليهود المهاجرين إلى فلسطين، والذين بلغوا حوالي 78 ألف مهاجر، وذلك رغم ادعاء الحكومة البريطانية بمراقبة الهجرة اليهودية للبلاد، لكن الوكالة اليهودية لم توقف الهجرة، وتمكنت من إدخال اليهود بطرق مختلفة، وجندت جميع الوسائل لتحقيق هذا الهدف.[21]
موجة الهجرة الخامسة بدأت منذ عام 1932 حتى 1939، وبلغ فيها عدد المهاجرين اليهود 265 ألف يهودي، ومثلوا 44% من الهجرة اليهودية العالمية، وجاءوا هؤلاء اليهود من وسط أوروبا وشرقها،[22] وشكلت هذه المرحلة ذروة الهجرة والاستيطان اليهودي، الذي شهد تصاعداً كبيراً.[23]
والموجة السادسة والأخيرة من الهجرات اليهودية والتي امتدت منذ 1939 حتى 1948، بلغ فيها عدد اليهود حوالي 135 ألف يهودي، منهم 48 ألف يهودي من العمال الزراعيين، وخلال هذه المرحلة تركز الاستيطان على محاولة استيعاب اليهود المهاجرين وتوطينهم.[24]
وفي عام 1948، حين إعلان قيام "إسرائيل"، شرّدت ما يقارب 736 ألف فلسطيني من أرضهم، والذين يشكلون نسبة 50.2% من تعداد الشعب الفلسطيني في ذلك العام. ورغم ذلك، شكّل بقاء جزء من الشعب الفلسطيني متشبثاً بأرضه، أحد أبرز جوانب المأزق الصهيوني من الوجود الفلسطيني وبقائه.[25] واستكمالاً للسياسة الاستعمارية الإسرائيلية في فلسطين، استطاعت "إسرائيل" في عام 1967، إحكام السيطرة واحتلال ما تبقى من فلسطين، وتهجير الفلسطينيين.[26]
يتضح مما ذكر سابقاً، أن عملية الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين قد أخذت طابعاً سياسياً مع بداية ظهور الحركة الصهيونية، والبدء في التفكير بضرورة بناء الدولة اليهودية، وأن الحركة الصهيونية استطاعت تحقيق هدفها وفق برامج واسعة ومحكمة من أجل تحقيق هجرة منتظمة. إذاً هناك العديد من العوامل التي ساعدت الحركة الصهيونية في تحقيق أهدافها، منها ضعف الدولة العثمانية، والاستعانة بالقوى الاستعمارية مثل بريطانيا، وما قدمته لليهود، خاصة "وعد بلفور".
ثانياً: سمات الاستعمار الاستيطاني في فلسطين
هناك فرق بين مفهومي الاستعمار والاستيطان، إذ يُنسب الاستعمار الى الهيمنة والسيطرة الأشمل على المنطقة المُستوطنة، في حين نجد أن الاستيطان، هو "إعادة إنتاج النماذج الأوروبية لمجتمع المستوطنين في أراضٍ جديدة يُزعم أنها غير مأهولة،" لذلك فالاستعمار هو "استغلال من جانب مجتمع أجنبي ووكلائه الذين احتلوا البلد التابع لخدمة مصالحهم الخاصة وليس مصالح السكان الخاضعين." [27]
وبالتالي يَكمن الفرق ما بين مستعمرات الاحتلال ومستعمرات الاستيطان، بأن الأخيرة تقوم بهدف الاستيطان، في حين أن مستعمرات الاحتلال كان يُعتقد بأنها تُوفر للمُستَعمر فوائد استراتيجية واقتصادية لفترة من الزمن. [28]
وأثبتت العديد من الدراسات والحالات التي خضعت للاستعمار قديماً وحديثاً، بأن هناك اختلافاً بنيوياً ما بين الاستعمار الاستيطاني والاستعمار الاستغلالي. إذ تميز الاستعمار الاستيطاني اليهودي عن بقية نظم الاستعمار الاستيطاني في العالم، بالاستيلاء على الأرض واستغلال سكانها واقتلاعهم من أرضهم، وطرد السكان الأصلانيين وتهجيرهم.[29] وينطلق مُنظرو دراسات الاستعمار الاستيطاني من منظور أنثروبولوجي، فيجد باتريك وولف بأن المستعمرات الاستيطانية تقوم بالدرجة الأولى على فرضية إزالة السكان الأصلانيين أو نقلهم من أرضهم. ونجد أن لورينزو فريتشيني يقدم شرحاً لمفهوم الاستعمار الاستيطاني، والذي ميّزه بعدة مميزات، أولها، العلاقة الاقصائية مع السكان الأصلانيين، وعلاقته الدائمة مع الأرض المستعمرة، وتوظيف الخطاب الأيديولوجي الإقصائي.[30]
ويؤكد وولف بأن حالة الصراع الأساسي في حالة الاستعمار الاستيطاني إنما تقوم بشكل أساسي على الأرض من أجل محاولة السيطرة عليها، وواضح بأن المستعمر جاء ليبقى في الأرض.[31] وهذا لا يتحقق إلا بالطرد أو الإبادة أو الاندماج، ونفي السكان الأصليين، وهذا ينطبق على الحالة الفلسطينية.
يفهم وولف الحالة الصهيونية بأنها حالة استعمار استيطاني، مكثف، ولا مثيل له على الإطلاق، وأن منطق الإبادة في، هذا الاستعمار، في أوضح تجلياته، ورغم أنها تتقاطع مع العديد من النماذج الموجودة في العالم، إلا أن المشروع الإسرائيلي أثبت تفوقه على العديد من النماذج الأخرى.[32]
لذلك، نجد أن الاستعمار الاستيطاني اليهودي قد تميّز عن بقية النظم الاستعمارية الأخرى في العالم، بصفة أساسية، تتمثل بأنه مشروع استيطاني إحلالي عنصري، سعى إلى إحلال يهود العالم محل السكان الفلسطينيين، وبذلك نجد أن الأركان الأساسية التي قام عليها الاستعمار الاستيطاني اليهودي،[33] هي:
- تهجير اليهود إلى فلسطين، وإغرائهم بالأراضي والممتلكات العربية، بالإضافة إلى المساعدات التي مُنحت لهم من الجهات الأمريكية والبريطانية والأوروبية الأخرى.
- السعي لترحيل وتهجير العرب الفلسطينيين من أراضيهم، من خلال ممارسة السياسات التهجيرية، المتمثلة بالقتل والهدم وارتكاب المذابح، وتنفيذ الحروب العدوانية، التي كانت تهدف الى تشريد إلعرب الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم.
- إقامة المستعمرات اليهودية على الأراضي الفلسطينية وتوطين اليهود المهاجرين فيها.
لذلك يتضح بأن مفهوم الاستيطان الاستعماري المُمارس من قبل "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية، إنما هو عملياً استراتيجية لاستمرار إنجاز الرؤية الصهيونية في إحياء قومي وديني وجغرافي "للشعب اليهودي" في فلسطين، وذلك بادعاء الحق التاريخي والموروث في فلسطين. ولتأمين استمرار هذا الاستيطان الذي تمارسه "إسرائيل"، تتجه نحو استعمال العديد من آليات السيطرة على الموارد الاقتصادية والأيديولوجية والاجتماعية في الحيز المحيط.[34]
لذلك تُعدّ "إسرائيل" من الدول الاستعمارية الاستيطانية، كونها دولة قامت على تملّك أراضٍ تعود إلى آخرين وتحديداً هنا "إلى الفلسطينيين،" من خلال عملية تهميش أو هدم أو إزالة لهذه المجموعات السكانية.[35] ورغم أن الاستعمار مكروه بسبب طابعه الاستغلالي والمهيمن، فإن هناك العديد من المواقف التي اعتمدها الصهيونيون من أجل جلب المستعمر اليهودي، وتبرير وصمة الاستيطان في "إسرائيل"،[36] وكل ذلك تحقق برعاية قوة إمبريالية (بريطانية ثم أمريكية).
ولا بد من الإشارة إلى أن التحالف الغربي الصهيوني كان له دور كبير في الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، إذ إن "إسرائيل" ليست فقط قاعدة استعمارية للغرب، بل تُعدّ من قبيل النفوذ اليهودي ذي القدرة على صنع القرار الغربي،[37] ولذلك، يتضح بأن الغرب الاستعماري الإمبريالي هو المسؤول عن حقبة الاستعمار والعبودية، من خلال استغلال الديموقراطيات الغربية للعديد من الوسائل من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية.[38] إذ لطالما تمتلك الإمبريالية وعلى رأسها الصهيونية الغربية، جميع المقدرات الاقتصادية والثقافية والإعلامية من أجل توجيه الديمقراطيات وفق ما تدعي، وقولبتها وفق ما يخدم مصالحها بالدرجة الأولى، وبالتالي يبقى العنف من أشد الأشكال وحشية.[39]
ومما تقدم تبيّن أن الاستعمار الذي تعاني منه فلسطين هو استعمار استغلالي إحلالي، ومستمر حتى اليوم، من خلاله مارست "إسرائيل" شتى أنواع العنصرية، وطرد السكان الأصليين ونفيهم، والسيطرة على أراضيهم، وممتلكاتهم، وتغيير حقائق أرض الواقع بما يتلاءم مع مشاريعها الاستيطانية، مدعومًا بالعنف والقوة العسكرية.
إذاً إن سمة الاستعمار الاستيطاني في فلسطين هي البقاء، ولذلك، كان الهدف الأساس في سياسات "إسرائيل" الاستعمارية في فلسطين هو إحكام السيطرة على الأرض، وطرد السكان الأصليين، وإعلان إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وفرض شرعية تخدم مصالحها وأهادفها الاستعمارية الاستيطانية.
ثالثاً: دوافع الاستعمار الاستيطاني في فلسطين
هناك العديد من الدوافع التي بدأت تظهر جلياً بظهور معالم المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين، أهمها الدافع الديني. إذ لم تخف الحركة الصهيونية منطلقاتها الدينية التي كانت تُبرر وجودها في فلسطين، فالفكر الصهيوني يقوم على أساس ضرورة إيجاد دولة يهودية نقية، تجمع كافة يهود العالم، لذلك سعت إلى تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وهذا تطلب بالضرورة إقامة العديد من المستوطنات من أجل استيعاب المهاجرين الجدد.[40] ولكن لا بد من الإشارة إلى ما تناوله فايز صايغ في كتابه "الاستعمار الصهيوني في فلسطين"، "بأن العقيدة الصهيونية لا تعتبر الديانة أو اللغة بأنهم الرباط القومي المفترض لليهود، وذلك لأن الصهيونيين في الواقع الذين يؤدون الفرائض، عددهم قليل نسبياً، وأن اللغة العبرية لم تبعث إلا بعد ولادة الصهيونية. لذلك يمكن القول بأن الدافع الأول للاستعمار الصهيوني هو أن تتابع الأمة اليهودية عملية تحقيق قومي ذاتي بمساعدة عملية إعادة تجميع لليهود في أرض معينة، وإقامة دولة مستقلة فوق هذه الأرض."[41] وهذا يعني أن الحجج الدينية التي تتذرع بها "إسرائيل" إنما هي حجج واهية، وتتحجج بها فقط من أجل الترويج لروايتها الصهيونية، تحت الحجة الدينية والأحقية بالأرض.
لذلك، لطالما كانت عمليات الاستعمار الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مرتبطة باعتبارات أيديولوجية دينية أو صهيونية، من خلال مساعي "إسرائيل" بربط هذه العمليات بالمنطلقات الأيديولوجية السائدة عند الكيان المحتل، إذ هناك ادعاء بأن "لإسرائيل" حقوقاً تاريخية في الضفة الغربية "منطقة يهودا والسامرة،" والتي تُعدّ المركز للدول اليهودية القديمة "دولة سليمان وداوود"، بحسب التوظيف الصهيوني للرواية التوراتية، لذلك، حاولت "إسرائيل" العمل على إحياء المواقع والأماكن الأثرية اليهودية والتي لها صلة بالفترة الزمنية التي عاشها اليهود في فلسطين.[42]
قدمت "إسرائيل" العديد من الدوافع التي تمزج بين الدوافع التاريخية والدينية، لتبرير مشروعها الاستيطاني، عدّت بموجبها المستوطنين السكان الأصلانيين، ونفت هذه المكانة عن السكان الأصلانيين الفلسطينيين العرب، تحت الذريعة الدينية.[43]
وينبثق عن الدافع الديني، الدافع التاريخي، إذ إن كليهما مرتبطان ببعضهما البعض، فالدافع التاريخي ينطلق في تبرير الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين، من الادعاء بامتلاك الحق التاريخي في كامل فلسطين، بحكم الوجود اليهودي في هذه البلاد، ما قبل حوالي ألفي عام، حيث كان لهم، بحسب الدعاية الصهيونية، مملكتان، واحدة في الجنوب عُرفت باسم يهوذا، وعاصمتها أورشليم، والأخرى السامرة، وعاصمتها شكيم.
يسعى هذا الادعاء التاريخي، كالادعاء الديني، إلى تبرير الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين، وخاصة في مسألة الأحقية في الأرض، والادعاء بأن لا مالك لهذه الأرض إلا هم فقط دون سواهم.[44] ويتضح بذلك ارتباط المبرر الديني مع التاريخي، مما يشكّل ارتباطاً واضحاً ومتسلسلاً في تبرير العمليات الاستيطانية في "إسرائيل"، وتبرير الوجود اليهودي، من أجل الحيلولة دون قيام دولة فلسطين، والسعي لإيجاد حقائق تخدم الطرف الإسرائيلي على حساب الأحقية الفلسطينية.
ومن أهم دوافع الاستعمار الاستيطاني، السعي لخلق حقائق استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى تصبح عودة الفلسطينيين لهذه الأراضي مستحيلة، وكان واضحاً أن الاستيطان الإسرائيلي لعب دوراً كبيراً في رسم حدود الكيان الصهيوني، وتحديداً منذ بداية عرض خطط تقسيم فلسطين وصولاً إلى صدور قرار التقسيم رقم 181 سنة 1947، ومن الواضح أن الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي سعى إلى توسيع حدوده بما يحقق أهدافه في السيطرة على الأرض.[45] وتغيير الحقائق عليها لنفي الوجود الفلسطيني وتبرير الوجود الصهيوني.
الدافع الأمني، إذ سعت "إسرائيل" من خلال الاستيطان الممتد على كافة الأراضي الفلسطينية إلى تحقيق أهداف أمنية. يبدو ذلك واضحاً من خيارات الحكومة الإسرائيلية في اختيارها لمواقع الاستيطان، والنقاط العسكرية في المرتفعات، والحواجز المنتشرة وصولاً الى جدار الفصل العنصري.[46]
تُعدّ المستوطنات سوراً أمنياً للكيان الإسرائيلي، وبالتالي كان واضحاً بأن خطط بناء المستوطنات جاءت على شكل أحزمة دائرية، ذات اتصالٍ سهل مع المستوطنات الأخرى والعمق الإسرائيلي، وجاء وعي بنائها متماشياً مع النظرة الإسرائيلية لمفهوم الحدود الآمنة، والتي كانت من أهم مقومات نظرية الأمن الإسرائيلي.[47]
وساهم الدافع الاقتصادي في سياسة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين، حيث يهدف بالدرجة الأولى إلى استغلال الموارد الطبيعية والاقتصادية في فلسطين بما يخدم ويدعم البناء الاقتصادي للكيان الصهيوني. ونجد أن الدافع الاقتصادي يتداخل مع الدافع الأمني وتحديداً في المناطق الحدودية، إذ إن كل عمل زراعي في مستعمرات الحدود، يعدّ ربحاً صافياً "لإسرائيل"، من خلال وضع الجيش النظامي في المستعمرة، واستغلال الأخيرة في العمل الزراعي كنشاط أساسي، لذلك، شكّل الدافع الاقتصادي دافعًا في الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.[48]
ويعدّ الدافع السياسي، من أهم دوافع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين، إذ يكمن الهدف السياسي للاستيطان في تقوية المركز السياسي "لإسرائيل"، عن طريق سيطرتها الكاملة على الأرض وتوسيع رقعتها الجغرافية، من خلال إضفاء الشرعية على المستوطنات، والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية.
كما سعت "إسرائيل" لاستخدام المستوطنات للمزايدة السياسية، من خلال استخدام المستوطنات ورقة ضغط وأداة تأثير ومساومة في أي مرحلة من مراحل المباحثات، بالإضافة الى السعي لخلق واقع يصعب تغييره بقرار سياسي، وقطع أي محاولة لإعادة حكم هذه المناطق للسيطرة الفلسطينية.[49] ولذلك، نجد أن الدوافع الأخرى تخدم الدافع السياسي، والذي يضمن إقامة دولة "إسرائيل" الكبرى، والتي قامت عليها الفكرة الصهيونية، فالاستيطان عند السياسة الاستعمارية الإسرائيلية ليس هدفاً في حد ذاته، بقدر ما هو وسيلة للاستيلاء السياسي على فلسطين.[50]
رابعاً: استراتيجيات الاستعمار الاستيطاني في فلسطين
أجمع مؤسسو الصهيونية على أن هناك مجموعة من الاستراتيجيات لا بد من اتباعها من أجل تحقيق أهدافهم الاستعمارية في فلسطين، ومن أهم هذه الاستراتيجيات والتي -على سبيل المثال لا على سبيل الحصر-، الاستيلاء على الأرض العربية الفلسطينية، من خلال تهجير السكان العرب واتباع العديد من الأساليب العنصرية الاستعمارية لإحكام السيطرة على الأرض.[51] وهو ما توضحه مقولة عضو الكنيست يشعياهو بن فورت 1972: "لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضيهم وتسييجها". فالاستيطان أساس العقيدة الصهيونية لديهم.
قامت المنظمات والمؤسسات الصهيونية على تطبيق هذه الاستراتيجية، وكان أهمها الصندوق القومي اليهودي الذي تأسس عام 1903، وشركة الكيرن كيمت لشراء الأراضي التي تأسست عام 1927.[52] وتاريخياً قامت "إسرائيل" بمصادرة الأراضي العربية الفلسطينية، وإدخال المهاجرون اليهود الجدد، وتهجير السكان الفلسطينيين، وتحديداً من منطقة حيفا وعكا واللد وبيسان.[53]
وتحقيقاً لسياسة التوسع الاستعماري، سعت "إسرائيل" إلى إقامة المستوطنات حيث كان المرتكز الأساس لإقامتها هو تحقيق الاستعمار الاستيطاني، والسعي لإحداث تغيرات ديموغرافية، بالاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي والممتلكات العربية الفلسطينية وتهويدها.[54]
ولذلك، نجد أن عمليات الاستيطان، سمحت بمصادرة الأراضي الفلسطينية العربية، وإعطاء الشرعية "لإسرائيل" من أجل التصرف بالأراضي المملوكة للعرب وكأنها صاحبة الأرض الشرعية، من خلال توسيع المستوطنات، أو مصادرتها لصالح مؤسسة صهيونية يهودية.[55]
وتسهيلاً لاستراتيجياتها الاستعمارية في فلسطين، فرضت "إسرائيل" العديد من التشريعات القانونية، والتي كان الهدف منها تمكين الوجود اليهودي، ونفي وطرد السكان الأصليين الفلسطينيين.[56] وعلى سبيل المثال، نذكر قانون الكنيست الإسرائيلي عام 1980، والذي يُعدّ من التشريعات الإسرائيلية غير القانونية، التي من خلالها أحكمت "إسرائيل" سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، إذ ينص القانون على أن "إسرائيل" هي المالك القانوني لجميع الأراضي الواقعة في الضفة الغربية، وأنها ليست من قبيل الأملاك الخصوصية، وبموجب ذلك، استمرت "إسرائيل" في مصادرة الأراضي الفلسطينية، وطرد السكان الأصليين. [57]
ومن الاستراتيجيات الاستعمارية التي مارستها "إسرائيل"، إحداث خلل ديموغرافي، فالبعد الديموغرافي من أكثر العناصر التي شكلت تخوفاً للجانب الإسرائيلي، لذلك كان هدف الوجود اليهودي في فلسطين هو إخفاء الأصلاني الفلسطيني، من خلال استغلال السكان والأرض لتحقيق الهدف الأساسي وهو تمكين الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.[58] وهو ما تكشفه مقولة أول رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بن غوريون: بأن على "إسرائيل" عمل كل شيء لضمان ألا يعود أحد الفلسطينيين المطرودين إلى بيوتهم. فقد اتبعت إسرائيل سياسة الترحيل والطرد بحق الفلسطينيين، تحقيقاً لاستراتيجيتها الاستعمارية، والمتمثلة في إحداث خلل في الديموغرافيا الفلسطينية لصالح الديموغرافيا الإسرائيلية. [59]
وضمن الاستراتيجيات التي اتبعتها "إسرائيل" في سياساتها الاستعمارية الاستيطانية، تهويد القدس، من خلال عزل المدينة بالكامل، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها، وذلك تحت حجة الحفاظ على الأمن الإسرائيلي، وقد قامت "إسرائيل" بممارسات استيطانية عنصرية في القدس، تتمثل في إغلاق المنافذ، وتطويقها بالمستعمرات، وبناء جدار الفصل العنصري. [60] وعمدت إلى تغيير الميزان الديموغرافي في القدس لصالح اليهود، من خلال اتباع سياسة مصادرة الأراضي العربية، وتهجير السكان الفلسطينيين، من أحل تفريغ المدينة المقدسية من الكثافة العربية، والسعي لتطويقها قدر الإمكان بكثافة بشرية يهودية، وهذا ما يتوافق مع سياستها الاستعمارية. [61]
في المحصلة، نجد بأن السياسة الاستعمارية الإسرائيلية جاءت منسجمة ومتطابقة مع جوهر الاستراتيجية الصهيونية التي هدفت بالأساس إلى إحكام السيطرة على الأرض، وطرد السكان الأصليين الفلسطينيين، والتوسع في إقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي بما يخدم سياسة "إسرائيل" الاستعمارية والتي تُعدّ من أخطر أنواع الاستعمار على مر العصور وأبشعها.
قائمة المصادر والمراجع
- إبراهيم، بلال محمد صالح. الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وأثره على التنمية السياسية،" رسالة ماجسيتر، جامعة النجاح الوطنية، 2010.
- بركات، نظام محمود. الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين: بيم النظرية والتطبيق. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1988.
- بريجية، عيسى. "دور التاريخ في فهم السياسة الإسرائيلية: التشابه بين الحروب الصليبية والحركة الصهيونية أنموذجاً،" مجلة دراسات بين المقدس، العدد 20 مجلد 1 (2020)، 91.
- جورج حداد، "الامبريالية والعنف،" مجلة احوار المتمدن، العدد 3176 (2010) شوهد في 14\4\2022: https://bit.ly/3M0KD5V
- حباس، وليد. "مفهوم الاستعمار الاستيطاني: نحو إطار نظري جديد،" مجلة قضايا إسرائيلية، العدد 66 (تموز 2017)، 115.
- حسين، غازي. الاستيطان اليهودي في فلسطين: من الاستعمار الى الإمبريالية. دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب، 2003.
- الخريف، رشود محمد. "الصراع الديمغرافي العربي الإسرائيلي: الى أين،" مجلة الأمن والحياة، العدد 231 (نوفمبر 2001)، 33.
- خمايسي، راسم. "استراتيجيا الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وأثره على التخطيط القطري والتنمية في فلسطين،" مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد 10، العدد 37 (شتاء 1999)، 45.
- خمايسي، راسم. "المستوطنات الإسرائيلية وأساليب سلب الأرض وتخطيطها،" مجلة قضايا إسرائيلية. العدد 68 (2018)، 51-52.
- روحانا، نديم. "الاستعمار الاستيطاني والصراع بين الفلسطينيين والحركة الصهيونية: إشكاليات ومساهمات نظرية،" مجلة عمران، العدد 38 (خريف 2021)، 7.
- روحانا، نديم. "الصهيونية ومعضلة شرعية الاستعمار الاستيطاني: الرد بالدين على المقاومة الفلسطينية،" مجلة عمران، العدد 38 (خريف 2021)، 51
- الزرو، نواف "فلسفة ومضامين وأهداف تداعيات الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين،" موقع الهدف الإخباري، يونيو 2020. شوهد في: 6\3\2022: https://bit.ly/3tsD4x8
- زريق، رائف. "الأرض، القانون، الأيديولوجيا،" مجلة قضايا إسرائيلية، العدد 54 (أغسطس 2014)، 9.
- زريق، إيليا. "الصهيونية والاستعمار،" مجلة عمران، العدد 8 (ربيع 2914)، 9.
- زريق، إيليا. "الفلسطينيون في إسرائيل: ملاحظات نقدية على تقرير أكاديميين في الجامعات الإسرائيلية،" مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 47. (2001)، 112.
- زريق، إيليا. "الديمغرافيا والترانسفير: طريق إسرائيل الى اللامكان،" مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 55 (صيف 2003)، 51.
- سبع، شافية. تطور الانتداب البريطاني على فلسطين 1920-1948، رسالة ماجستير، جامعة محمد خيضر، 2015.
- السقا، أباهر. "نحو إعادة التفكير في الأطر المفاهيمية لتحليل السياق الفلسطيني الاستعماري،" مجلة عمران، المجلد 10، العدد 39 (شتاء 2022)، 43.
- سلامة، علاء الدين محمد حسن. "الاستيطان اليهودي في فلسطين 1882-1948،" أكاديمية دراسات اللاجئين، 2017.
- صايغ، فايز. الاستعمار الصهيوني في فلسطين. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1989.
- طعمة، نقولا. "الدور الفرنسي في توطين اليهود في فلسطين،" موقع الميادين الاخباري، مقالة علمية منشورة، أيلول 2019. شوهد في 22\3\2022: https://bit.ly/38bmdb3
- عامر، محمد عبد المنعم. تاريخ الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين. القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2002.
- عثمان، حسن صالح. "سياسة هربرت صموئيل وأثرها في تهويد فلسطين،" مجلة شؤون عربية، العدد 52 (ديسمبر 1987)، 109.
- عطايا، أمين. فلسطينيو الأرض المحتلة العام 1948: الواقع الديمغرافي والاجتماعي والسياسي،" مجلة شؤون فلسطينية، العدد 207 (يونيو 1990)، 15.
- عطايا، أمين. "الواقع الديمغرافي في الأراضي العربية المحتلة 1967-1988،" مجلة شؤون عربية، العدد 60 (ديسمبر 1989)، 114.
- قاسم، عايش أحمد يوسف. الصراع الديموغرافي الفلسطيني الإسرائيلي 2000-2030، رسالة ماجسيتر، جامعة الأزهر.
- اللحام، سعيد. "المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية 2021: الأبعاد الاستراتيجية،" مجلة دراسات شرق أوسطية، العدد 96. (2001)،116.
- المسيري، عبد الوهاب. "الاستعمار الاستيطاني الصهيوني: أهدافه وآلياته وسماته الأساسية،" موقع المجد. شوهد في 5\3\2022: https://almajd.ps/news4088/
- الميسري، عبد الوهاب محمد. الأيديولوجيا الصهيونية: دراسة في علم اجتماع المعرفة، الجزء الأول. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1978.
- ميساء شقير، "منظور الاستعمار الاستيطاني في فلسطين: ما بين المعرفي والسياسي والاستعماري،" موقع باب الواد، 2017. شوهد في 22\3\2022: https://bit.ly/3uNHuze
- معتوق، سمير أحمد. الأساس الجغرافي للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية 1967-1985، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، 1989.
- محمد، وليد عبود، وشفيق، عبير وفيق، "موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين حتى عام 1948،" مجلة مداد الآداب، العدد 6 (2013)، 337.
- مقدادي، إسلام. العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين 1936-1948، رسالة ماجسيتر، الجامعة الإسلامية، 2009.
- نافع، بشير موسى. الامبريالية والصهيونية والقضية الفلسطينية. القاهرة: دار الشروق، 1999.
- هيئة التحرير، الامبريالية والصهيونية والمقاومة، مركز الدراسات الاشتراكية (2008).
- واكيم، واكيم. "لاجئون في وطنهم: الحاضرون الغائبون في إسرائيل،" مجلة الدراسات الفلسطينية. العددان 45-46 (2001)، 98.
المراجع باللغة الإنجليزية
- Porat, Amir ben. ” immigration, proletarianization, deproletarianizion; a case of the Jewish working class in Palestine 1881- 1914,” theory and society 20 (April, 1991): 246.
- Wolfe, Patrick. "Settler colonialism and the elimination of the native," Journal of Genocide Research, 4 (2006), pp. 337.
[1] رائف زريق، "الأرض، القانون، الأيديولوجيا،" مجلة قضايا إسرائيلية، العدد 54 (أغسطس 2014)، 9.
[2] عيسى بريجية، "دور التاريخ في فهم السياسة الإسرائيلية: التشابه بين الحروب الصليبية والحركة الصهيونية أنموذجاً،" مجلة دراسات بين المقدس، العدد 20 مجلد 1 (2020)، 91.
[3] عبد الوهاب المسيري، "الاستعمار الاستيطاني الصهيوني: أهدافه وآلياته وسماته الأساسية،" موقع المجد.
شوهد في 5\3\2022: https://almajd.ps/news4088/
[4] عبد الوهاب محمد الميسري، الأيديولوجيا الصهيونية: دراسة في علم اجتماع المعرفة، الجزء الأول (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1978)، 127.
[5] فايز صايغ، الاستعمار الصهيوني في فلسطين (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1989)، 8.
[6] غازي حسين، الاستيطان اليهودي في فلسطين: من الاستعمار الى الإمبريالية (دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب، 2003)، 16.
[7] علاء الدين محمد حسن سلامة، "الاستيطان اليهودي في فلسطين 1882-1948،" أكاديمية دراسات اللاجئين، 2017، 11.
[8] محمد عبد المنعم عامر، تاريخ الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، 77.
[9] نقولا طعمة، "الدور الفرنسي في توطين اليهود في فلسطين،" موقع الميادين الاخباري، مقالة علمية منشورة، أيلول 2019.
شوهد في 22\3\2022: https://bit.ly/38bmdb3
[10] شافية سبع، تطور الانتداب البريطاني على فلسطين 1920-1948، رسالة ماجستير، جامعة محمد خيضر، 2015، 59-60.
[11] وليد عبود محمد وعبير وفيق شفيق، "موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين حتى عام 1948،" مجلة مداد الآداب، العدد 6 (2013)، 337.
[12] غازي حسين، الاستيطان اليهودي في فلسطين: من الاستعمار الى الإمبريالية، 16.
[13] عايش أحمد يوسف قاسم، الصراع الديموغرافي الفلسطيني الإسرائيلي 2000-2030، رسالة ماجسيتر، جامعة الأزهر، 2012، 21.
[14] عبد الوهاب الميسري، الأيديولوجية الصهيونية، ج1، 133.
[15] Amir ben porat, ” immigration, proletarianization, deproletarianizion; a case of the Jewish working class in Palestine 1881- 1914,” theory and society 20 (April, 1991): 246
[16] وليد عبود محمد وعبير وفيق شفيق، "موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين حتى عام 1948،" 337.
[17] إسلام مقدادي، العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين 1936-1948، رسالة ماجسيتر، الجامعة الإسلامية، 2009، 3.
[18] حسن صالح عثمان، "سياسة هربرت صموئيل وأثرها في تهويد فلسطين،" مجلة شؤون عربية، العدد 52 (ديسمبر 1987)، 109.
[19] وليد عبود محمد وعبير وفيق شفيق، "موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين حتى عام 1948،" 338
[21] وليد عبود محمد وعبير وفيق شفيق، "موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين حتى عام 1948،" 340.
[22] شافية سبع، تطور الانتداب البريطاني على فلسطين 1920-1948، رسالة ماجستير، جامعة محمد خيضر، 2015، 60.
[23] وليد عبود محمد وعبير وفيق شفيق، "موجات الهجرة اليهودية الى فلسطين حتى عام 1948،" 341.
[24] شافية سبع، تطور الانتداب البريطاني على فلسطين 1920-1948، 60.
[25] أمين عطايا، فلسطينيو الأرض المحتلة العام 1948: الواقع الديمغرافي والاجتماعي والسياسي،" مجلة شؤون فلسطينية، العدد 207 (يونيو 1990)، 15.
[26] أمين عطايا، "الواقع الديمغرافي في الأراضي العربية المحتلة 1967-1988،" مجلة شؤون عربية، العدد 60 (ديسمبر 1989)، 114.
[27] إيليا زريق، "الصهيونية والاستعمار،" مجلة عمران، العدد 8 (ربيع 2914)، 9.
[28] إيليا زريق، "الصهيونية والاستعمار،" مجلة عمران، العدد 8 (ربيع 2914)، 9.
[29] نواف الزرو، "فلسفة ومضامين وأهداف تداعيات الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين،" موقع الهدف الإخباري، يونيو 2020.
شوهد في: 6\3\2022: https://bit.ly/3tsD4x8
[30] وليد حباس، "مفهوم الاستعمار الاستيطاني: نحو إطار نظري جديد،" مجلة قضايا إسرائيلية، العدد 66 (تموز 2017)، 115.
[31] Patrick Wolfe, "Settler colonialism and the elimination of the native," Journal of Genocide Research, 4 (2006), pp. 337.
[32] ميساء شقير، "منظور الاستعمار الاستيطاني في فلسطين: ما بين المعرفي والسياسي والاستعماري،" موقع باب الواد، 2017.
شوهد في 22\3\2022: https://bit.ly/3uNHuze
[33] غازي حسين، الاستيطان اليهودي في فلسطين: من الاستعمار الى الإمبريالية، 21.
[34] راسم خمايسي، "استراتيجيا الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وأثره على التخطيط القطري والتنمية في فلسطين،" مجلة الدراسات الفلسطينية، المجلد 10، العدد 37 (شتاء 1999)، 45.
[35] أباهر السقا، "نحو إعادة التفكير في الأطر المفاهيمية لتحليل السياق الفلسطيني الاستعماري،" مجلة عمران، المجلد 10، العدد 39 (شتاء 2022)، 43.
[36] إيليا زريق، "الصهيونية والاستعمار،" مجلة عمران، العدد 8 (ربيع 2914)، 8.
[37] بشير موسى نافع، الامبريالية والصهيونية والقضية الفلسطينية (القاهرة: دار الشروق، 1999)، 10.
[38] جورج حداد، "الامبريالية والعنف،" مجلة احوار المتمدن، العدد 3176 (2010).
شوهد في 14\4\2022: https://bit.ly/3M0KD5V
[40] بلال محمد صالح إبراهيم، الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وأثره على التنمية السياسية،" رسالة ماجسيتر، جامعة النجاح الوطنية، 2010، 34.
[41] فايز صايغ، "الاستعمار الصهيوني في فلسطين،" 28-29.
[42] نظام محمود بركات، الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين: بيم النظرية والتطبيق (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1988)، 240-241.
[43] نديم روحانا، "الصهيونية ومعضلة شرعية الاستعمار الاستيطاني: الرد بالدين على المقاومة الفلسطينية،" مجلة عمران، العدد 38 (خريف 2021)، 51
[44] سمير أحمد معتوق، الأساس الجغرافي للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية 1967-1985، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، 1989، 22-23.
[45] عبد الوهاب المسيري، "الاستعمار الاستيطاني الصهيوني: أهدافه وآلياته وسماته الأساسية،" موقع المجد.
شوهد في 7\3\2022: https://almajd.ps/news4088/
[46] بلال محمد صالح إبراهيم، "الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وأثره على التنمية السياسية،" 38.
[47] نظام محمود بركات، "الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين: بيم النظرية والتطبيق،" 238.
[48] سمير أحمد معتوق، "الأساس الجغرافي للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية،" 39-40.
[49] محمود نظام بركات، "الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين: بين النظرية والتطبيق،" 242-243.
[50] بلال محمد إبراهيم، "الاستيطان الإسرائيلي في الضفة العربية وأثره على التنمية السياسية،" 40.
[51] إيليا زريق، "الفلسطينيون في إسرائيل: ملاحظات نقدية على تقرير أكاديميين في الجامعات الإسرائيلية،" مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 47. (2001)، 112.
[52] غازي حسين، الاستيطان اليهودي في فلسطين: من الاستعمار الى الإمبريالية، 18.
[53] واكيم واكيم، "لاجئون في وطنهم: الحاضرون الغائبون في إسرائيل،" مجلة الدراسات الفلسطينية. العددان 45-46 (2001)، 98.
[54] غازي حسين، الاستيطان اليهودي في فلسطين: من الاستعمار الى الإمبريالية، 20.
[55] راسم خمايسي، "المستوطنات الإسرائيلية وأساليب سلب الأرض وتخطيطها،" مجلة قضايا إسرائيلية. العدد 68 (2018)، 51-52.
[56] سعيد اللحام، "المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية 2021: الأبعاد الاستراتيجية،" مجلة دراسات شرق أوسطية، العدد 96. (2001)،116.
[57] بلال محمد صالح إبراهيم، الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وأثره على التنمية السياسية، جامعة النجاح الوطنية، 2010، 41-41.
[58] رشود محمد الخريف، "الصراع الديمغرافي العربي الإسرائيلي: الى أين،" مجلة الأمن والحياة، العدد 231 (نوفمبر 2001)، 33.
[59] إيليا زريق، "الديمغرافيا والترانسفير: طريق إسرائيل الى اللامكان،" مجلة الدراسات الفلسطينية، العدد 55 (صيف 2003)، 51.
[60] بلال محمد صالح إبراهيم، الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وأثره على التنمية السياسية، جامعة النجاح الوطنية، 2010، 40.
[61] نظام محمود بركات، "الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين: بيم النظرية والتطبيق،" 221-222.