كيف نجحت "إسرائيل" في ثني بولندا عن قرارها ؟
عماد أبو عواد
25-02-2018
عماد أبو عواد *مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني
قبل نحو اسبوعين من الآن، سنت بولندا تشريعاً، يمنع استخدام مصطلح مخيمات الابادة البولندية، والتي فيها تبرئة لبولندا ومواطنيها من المحرقة التي ارتكبتها الحركة النازية بحق يهود اوروبا، خلال الحرب العالمية الثانية، هذا التشريع أوقف "إسرائيل" على أقدامها فيما انفكت حتى استطاعت دفع بولندا لتجميد القانون، والأبعد من ذلك، أنّ بعثة بولندية ستصل إلى "إسرائيل"، للتوافق على صياغة جديدة للقانون!، رغم أنّ "إسرائيل"، بطيفها السياسي تجاوزت حدود الدبلوماسية والأدب، في سيل خطاباتها الموجه ضد بولندا بُعيد التشريع.
هذا التراجع السريع، يفتح قريحة القارئ أمام العديد من الأسئلة، والتي على رأسها كيف بإمكان "إسرائيل" تحقيق هذه الانجازات الدبلوماسية على مستوى الحكومات رغم التراجع الكبير على مستوى الشعوب عالمياً؟ وكيف سينعكس ذلك على مسيرة القضية الفلسطينية والتي باتت أكثر تآكلاً في ظل ادارة الظهر من القريب ووضعها تحت حدّ السيف من البعيد؟.
سياسة الضغط الإسرائيلية تعتمد على العديد من الركائز الأساسية، والتي غالباً ما باتت تؤثر بشكل كبير، وتؤتي ثمارها بشكل متسارع.
أولاً: استخدام الولايات المتحد بدورها العالمي كقوّة أولى في العالم من أجل التأثير على الكثير من الدول للصالح الإسرائيلي.
ثانياً: سياسة الضغط الإعلامي الكبير، واستغلال المحرقة، والتي باتت عقيدة اسرائيلية أكثر منها تاريخاً، كباروميتر للإنسانية العالمية، ومحاولة الاستفادة من وقوعها مالياً وسياسياً.
ثالثاً: التواصل المباشر مع متخذي القرار في الدول، وارسال بعثات لمتابعة القضايا التي تمس "إسرائيل"، قبل اتخاذ القرارات ونضوجها.
رابعاً: البقاء على علاقة قوّية مع الدول المؤثرة في العالم، والتي في كثير من الأحيان على تناقض، كحفاظها على حلفها مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت علاقة وثيقة مع روسيا، الهند والمحاولة مع الصين.
خامساً: استغلال الشخصيات اليهودية العالمية، والتي تتميز بثرائها الكبير، للعمل لصالح الدولة العبرية.
سادساً: الاستفادة من التطور الاقتصادي والتكنولوجي الكبير، للضغط على الدول المعارضة للسياسات الإسرائيلية، خاصة أنّ "إسرائيل" من الدول المؤثرة تكنولوجياً.
سابعاً: ارسال بعثات اسرائيلية ضمن خطة "كل اسرائيلي سفير"، للعمل لتحسين صورة "إسرائيل"، أمام العالم.
ثامناً: العمل على نسج علاقات قوّية مع الشخصيات السياسية اللامعة في الدول، حتى ما قبل وصولها إلى سدّة الحكم والتأثير، أملاً بتحقيق تعاون مستقبلي يخدم سياستها.
تاسعاً: استغلال العلاقات مع الدول العربية، للترويج على أنّ الصراع لم يعد موجود، وأنّ المعطل لعملية السلام هو الشعب الفلسطيني.
هذا النجاح للدبلوماسية الإسرائيلية، بغض النظر عن المسبب الرئيس الذي دفع بولندا للتراجع، يحمل الكثير من المؤشرات، التي في غالبها سلبي على القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي بات التراجع هو ميزة القضية الأولى عالمياً ولسنوات، باتت "إسرائيل"، أكثر قدرة على اختراق الساحات العالمية، العربية، والأهم من ذلك اسرائيلياً، الوصول لساحات جديدة كالشرق الأقصى.
ولعلّ هذه النجاحات الإسرائيلية، والتي تحتاج إلى وقفة فلسطينية جادة بتحقيق وحدة داخلية، ورسم خطة استراتيجية واضحة، إلّا أنّها وقبل كل شيء، تتطلب أن يتحمل الاحتلال الإسرائيلي عبء احتلاله، وعبء الصورة السيئة لممارسته على الأرض، حيث بتنا نشهد، صورة ترتسم في العالم، توحي بأنّ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، معقد، لدرجة أن الضحية والجلاد يتحملان ذات المسؤولية عنه!.
قبل نحو اسبوعين من الآن، سنت بولندا تشريعاً، يمنع استخدام مصطلح مخيمات الابادة البولندية، والتي فيها تبرئة لبولندا ومواطنيها من المحرقة التي ارتكبتها الحركة النازية بحق يهود اوروبا، خلال الحرب العالمية الثانية، هذا التشريع أوقف "إسرائيل" على أقدامها فيما انفكت حتى استطاعت دفع بولندا لتجميد القانون، والأبعد من ذلك، أنّ بعثة بولندية ستصل إلى "إسرائيل"، للتوافق على صياغة جديدة للقانون!، رغم أنّ "إسرائيل"، بطيفها السياسي تجاوزت حدود الدبلوماسية والأدب، في سيل خطاباتها الموجه ضد بولندا بُعيد التشريع.
هذا التراجع السريع، يفتح قريحة القارئ أمام العديد من الأسئلة، والتي على رأسها كيف بإمكان "إسرائيل" تحقيق هذه الانجازات الدبلوماسية على مستوى الحكومات رغم التراجع الكبير على مستوى الشعوب عالمياً؟ وكيف سينعكس ذلك على مسيرة القضية الفلسطينية والتي باتت أكثر تآكلاً في ظل ادارة الظهر من القريب ووضعها تحت حدّ السيف من البعيد؟.
سياسة الضغط الإسرائيلية تعتمد على العديد من الركائز الأساسية، والتي غالباً ما باتت تؤثر بشكل كبير، وتؤتي ثمارها بشكل متسارع.
أولاً: استخدام الولايات المتحد بدورها العالمي كقوّة أولى في العالم من أجل التأثير على الكثير من الدول للصالح الإسرائيلي.
ثانياً: سياسة الضغط الإعلامي الكبير، واستغلال المحرقة، والتي باتت عقيدة اسرائيلية أكثر منها تاريخاً، كباروميتر للإنسانية العالمية، ومحاولة الاستفادة من وقوعها مالياً وسياسياً.
ثالثاً: التواصل المباشر مع متخذي القرار في الدول، وارسال بعثات لمتابعة القضايا التي تمس "إسرائيل"، قبل اتخاذ القرارات ونضوجها.
رابعاً: البقاء على علاقة قوّية مع الدول المؤثرة في العالم، والتي في كثير من الأحيان على تناقض، كحفاظها على حلفها مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت علاقة وثيقة مع روسيا، الهند والمحاولة مع الصين.
خامساً: استغلال الشخصيات اليهودية العالمية، والتي تتميز بثرائها الكبير، للعمل لصالح الدولة العبرية.
سادساً: الاستفادة من التطور الاقتصادي والتكنولوجي الكبير، للضغط على الدول المعارضة للسياسات الإسرائيلية، خاصة أنّ "إسرائيل" من الدول المؤثرة تكنولوجياً.
سابعاً: ارسال بعثات اسرائيلية ضمن خطة "كل اسرائيلي سفير"، للعمل لتحسين صورة "إسرائيل"، أمام العالم.
ثامناً: العمل على نسج علاقات قوّية مع الشخصيات السياسية اللامعة في الدول، حتى ما قبل وصولها إلى سدّة الحكم والتأثير، أملاً بتحقيق تعاون مستقبلي يخدم سياستها.
تاسعاً: استغلال العلاقات مع الدول العربية، للترويج على أنّ الصراع لم يعد موجود، وأنّ المعطل لعملية السلام هو الشعب الفلسطيني.
هذا النجاح للدبلوماسية الإسرائيلية، بغض النظر عن المسبب الرئيس الذي دفع بولندا للتراجع، يحمل الكثير من المؤشرات، التي في غالبها سلبي على القضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي بات التراجع هو ميزة القضية الأولى عالمياً ولسنوات، باتت "إسرائيل"، أكثر قدرة على اختراق الساحات العالمية، العربية، والأهم من ذلك اسرائيلياً، الوصول لساحات جديدة كالشرق الأقصى.
ولعلّ هذه النجاحات الإسرائيلية، والتي تحتاج إلى وقفة فلسطينية جادة بتحقيق وحدة داخلية، ورسم خطة استراتيجية واضحة، إلّا أنّها وقبل كل شيء، تتطلب أن يتحمل الاحتلال الإسرائيلي عبء احتلاله، وعبء الصورة السيئة لممارسته على الأرض، حيث بتنا نشهد، صورة ترتسم في العالم، توحي بأنّ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، معقد، لدرجة أن الضحية والجلاد يتحملان ذات المسؤولية عنه!.