لو كانت الجامعة العربية تحمل آمالنا؟ّ!

وليد الهودلي
12-09-2020



وليد الهودلي

من دواعي حقي كمواطن عربي أن أحلم ولو للحظات رؤية عابرة أو أضغاث أحلام جاءتني عل حين يقظة أن الجامعة العربية قد نزلت عليها ارداة حرّة وسيادة مستقلة من السماء، عندئذ ماذا بوسعها أن تفعل؟

  • بداية لا بد من العمل لاعادة الاعتبار للجامعة وإعادة وزنها الذي فقدته على مرّ الأيام وأصبحت بلا وزن ولا قيمة تذكر وذلك من خلال الاعمال لا الاقوال.

  • نبدأ بالطموح العالي حيث ستختار لها إدارة ناجحة وأمين عام يعمل مع فريق عمل على خطة استراتيجية ينبثق عنها لجان في كل مجالات التطوير والسعي قدما نحو هدف الوحدة العربية وقد تكون متدرجة وعلى مراحل تبدأ بتقديم دراسات عن نماذج عالمية ناجحة في الإدارة الشاملة الموحدة للبلاد فبالامكان البدء باتحاد اقتصادي كالاتحاد الأوروبي ثم باتحاد كونفدرالي ثم فدرالي على سبيل المثال.

  • وحتى لا نرفع السّقف عاليا نخفّض قليلا بمعالجة الصراعات القائمة بتشكيل لجان تحمل صلاحيات عالية ومدعومة من الجامعة ذات الوزن الثقيل والفاعل فيبدأ العمل الجدي بتضميد الجراح النازفة ووضع الحلول الملزمة لكل أطراف الصراع وإذا لزم الامر تبعث الجامعة قوات لفض الصراع على قاعدة " فإن بغت احداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تعود الى أمر الله" .

  • واذا كان هذا السقف عاليا نخفضه قليلا بأن ينبثق عن الجامعة لجان إغاثة للوقوف مع المنكوبين والمناطق المهمشة وأن تقف الدول الغنية مع الفقيرة بمدّ يد العون وفتح المجال لتبادل الخبرات وتوزيع المساعدات وتشغيل الايدي العاملة والمساهمة في حل مشكلات البطالة بفتح المجال لها في الدول الغنية التي تحتاجها.

  • وبالامكان طرح موضوع التنمية والتبادل التجاري والمعرفي ووضع الخطط لنهضة اقتصادية شاملة وتشجيع المنتج العربي وتطوير الصناعات المحلية وفتح الأسواق العربية لها وفق تسهيلات وتشجيعات تدعم هذه الصناعات والمنتجات.

  • أما موضوع الصراع العربي الإسرائيلي فيبقى في دائرة الصراع واشتباك النقيض مع النقيض وتبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية لامة العرب وهذا يتطلب الوقوف الجادّ مع الفلسطينيين كالاتي:

  • تبنّي الفلسطينيين الرازخين تحت الاحتلال تبن كامل بحيث يتم دعم صمودهم بكل متطلبات الصمود من دعم اقتصادهم وتأمين ارزاقهم واعتمادهم على أنفسهم من خلال الاهتمام الكامل بتحسين اوضاعهم المعيشية وعدم اضطرارهم للعمل في مصانع وورش أعدائهم.

  • تعزيز الروح الوطنية للفلسطينيين واشعارهم بأنهم ضمن أمة عربية داعمة ومساندة لهم وهم جزء منها وهي جزء منهم وتدعيم الثقافة التي تصنع جيل النصر والتحرير واعدادهم ليكونوا راس حربة في عملية التحرير القادمة لا محالة.

  • تبني اسر الشهداء والأسرى وكل متضرر من الاحتلال بما يليق بتضحياتهم ويرفع من شأن القيم التي دفعتهم للتضحية في سبيل أوطانهم.

  • بث روح تحرير فلسطين في روع الجيوش والشعوب العربية والعمل الدائم بكل اشكال التعبئة الروحية والمادّية .


من حق المواطن العربي الحرّ أن يحلم وبداية التغيير تبدأ بحلم، واذا كان لا بدّ من أن نحلم فلنحلم أحلام الاحرار، ولنرفع سقوفنا ما استطعنا لذلك سبيلا، خاصة وأن سقفهم يتهاوى وينتظر من يعمل على تسريع سقوطه.

بقي أن نقول ان الإرادة الحرّة التي بدأنا بها المقال لا تنزل من السماء بل يصنعها أهل الأرض.