مأزق إسرائيل المصيري أمام غزة

ياسر مناع
25-06-2018
ترجمة: ياسر مناع

نشر موقع صحيفة "يديعوت احرنوت" الإلكتروني مقالاً للخبير العسكري رون بن يشاي بعنوان (التسوية أم الحسم مأزق إسرائيل المصيري أمام غزة ) والذي يتحدث فيه عن الخيارات الإسرائيلة فيما يتعلق بقطاع غزة، حيث قال إن الجيش الاسرائيلي يقدر بأن المواجهة مع قطاع غزة قد وصلت إلى مفترق طرق، ويعتقد مسؤولون في هيئة الأركان أن أربع سنوات من الهدوء منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة قد وصل الى نهايتها، وان " إسرائيل " اليوم تقف على مفترق طرق ومن الضروري أن تقرر ما إذا كانت ذاهبة الى مواجهة عسكرية أو تسوية سياسية.

ان التسوية التي يدور الحديث عنها في أروقة ما يسمى " وزارة الدفاع الكرياه في تل أبيب"، والمجلس الوزراي المصغر ليس فقط تقديم تسهيلات ومساعدات إنسانية بل أنها مجموعة من الخطوات حيث تشمل وقف إطلاق النار بشكل دائم، وقيود مشددة على عمليات التسليح والدعم العسكري لفصائل المقاومة في قطاع غزة.

ويجري النقاش في المؤسسة العسكرية حول مصطلح " الحسم " الذي يعني عملية عسكرية تحتاج حركة حماس ومن ورائها حركة الجهاد الإسلامي سنوات للتعافي من أثارها، سواء بإختيار التسوية السياسية - الدبلوماسية أو العملية العسكرية يبقى الهدف هو إجبار حماس على الاختيار بشكل واضح ولفترة أطول أنها حركة حاكمة مدنية تعمل لصالح سكان القطاع، أم أنها حركة مقاومة تشن حرب استنزاف متنوعة، بهدف طرد " إسرائيل " من أرض الإسلام – فلسطين - .

في هذه المرحلة لا يدور الحديث عن عملية عسكرية بهدف إسقاط حماس من السلطة في قطاع غزة، ستحاول إسرائيل تجنب الفوضى في القطاع الى أن يتم ايجاد حاكم بديل فعال في غزة، هذه الفوضى ستنتقل حتمًا إلى "إسرائيل " مما تضطرها الى العودة للسيطرة على مليوني شخص من سكان غزة، وتحمل العبء الاقتصادي والعسكري والسياسي الثقيل الذي يترتب على ذلك.

وهنالك هدة مهام تقع على عاتق المؤسسة العسكرية يجب تنفيذها على جبهة غزة وهي حسب الأهمية هي:
1. التفكير ، والتخطيط ، وإعداد وتدريب الجيش الإسرائيلي للمعركة الكبرى القادمة في قطاع غزة، حيث سيتم اتخاذ قرارات واضحة وسريعة تجبر حماس والفصائل الأخرى على المطالبة بوقف إطلاق النار في غضون فترة زمنية قصيرة .
2. إبطال تهديد أنفاق المقاومة، وتوفير حماية شخصية لمستوطني غلاف غزة وشعور بالأمان.
3. العمل على منع اختطاف جنود ومدنيين إسرائيليين، ومنع التسلل الجماعي لغزة إلى داخل الأراضي المحتلة وإحباط محاولات تعطيل بناء الجدار الأمني على طول حدود قطاع غزة، وإكمال بناء الجدار البحري على شاطئ زيكيم.
4. منع الفصائل الفلسطينية في غزة من تكثيف إطلاق النار والطائرات بدون طيار، والحد من قدرة الفصل على إعداد المفاجآت للجيش.

وأضاف بن يشاي أن صحيفة "يديعوت احرنوت" قد علمت بشكل الخطة الهجومية الرئيسية القادمة على غزة، حيث تتكون من مراحل مبنية بطريقة تجعل الجيش الإسرائيلي قادراً على تكييفها مع متطلبات القيادة السياسية وأهداف القتال التي يحددها المجلس الوزراء الأمني، وتعتمد الخطة على ثلاث أركان رئيسية وهي:
1. دفاع بشكل قوي عن منطقة النقب الغربي.
2. الدفاع عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
3. توجيه ضربة عسكرية قوية للبنية التحتية منذ البداية ومناورة سريعة الى داخل قطاع بهدف تقسيمه الى عدة أقسام أو إحتلال جزء منه.

وان الهدف الأساسي من ذلك هو منع حماس و الجهاد الإسلامي من تحقيق إنجازات ولاسيما إعلامية وإجبارهما على المطالبة بوقف إطلاق النار خلال فترة قصيرة، وهنالك أهداف أخرى التي لا تقل أهمية وتتمثل في منع " إسرائيل " والجيش من الإعتماد على وسيط ( طرف ثالث ) في صياغة ترتيبات إنهاء الحرب، تجنباً لإملاءات تفرضها الفصائل الفلسطينية على إسرائيل كما حدث في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ونوه الى أن هنالك مصلحة إستراتيجية لدى مصر في قطع العلاقات بين حماس وصحراء سيناء ( معقل داعش ) التي تشكل تهديدًا استراتيجيًا للنظام في مصر، وفي الوقت نفسه تشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، وفق ادعائه.
وأضاف بأن إسرائيل أيضا لا تريد أن تبدأ أو تنجر إلى حرب، وبالتالي فإن الترتيبات السياسية والاقتصادية والإنسانية هي الخيار المفضل الآن لجميع الأطراف، وأن المصريين هم الآن الوسيط الوحيد الذي لديه القدرة على التأثير، الي لم ينجح خلال الحرب الأخيرة في إدارة التفاوض بين " إسرائيل " والمقاومة مما ادى الى إستمرار القتال عدة أسابيع أخرى.

وختم الكاتب مقاله بأن الحكومة الإسرائيلية تكرر ذات الخطأ، فبدلاً من البحث عن وسيط أو مجموعة من الوسطاء التي تؤثر على المنطقة والعالم - التي لديها كل القدرة والرغبة في المساعدة في إعادة بناء الإنسانية في غزة – فإن مجلس الوزراء يجري المناقشات النظرية والفلسفية المشاريع التي لا تتحقق -.

على أية حال فإن المعركة القادمة في غزة التي سوف يسقط فيها جنود من الجيش الإسرائيلي ويرتقي الآلاف من سكان غزة، لن تتوقف هذه البربرية الإسرائيلية.