ما بين النكبة واليوم وقابلية الهزيمة من جديد
وليد الهودلي
29-10-2019
كتب: وليد الهودلي
كانت قابلية الهزيمة قد أصابتنا نحن الفلسطينيين ما قبل هزيمة ثمانية واربعين حتى النخاع ، كل عوامل الهزيمة قد توفرت فينا وكل عوامل النصر قد توفرت فيهم ، صحيح هناك عوامل خارجية وهناك انتداب بريطاني قد ساعد في تحقيق أهدافهم فينا ، لكن العوامل الداخلية التي نخرتنا ووفرت فينا قابلية الهزيمة بسخاء هي الاساس ، فلو كنا على غير تلك الحال وكانت المقاومة او الثورة قد رتبت صفوفها وأخرج الشعب لها مستلزماتها البشرية والمادية لصمدت ولتحطمت كل مؤامراتهم ، لكنّا ببساطة أو سذاجة راهنا على دولا عربية بجيوشها التي صُنعت على عين مستعمرها بأنها ستحقق لنا النصر والتحرير ، لقد كنا بكل موضوعية مهزومين في كل ميادين العلم والتطور والثقافة والتربية والادارة والتنمية ، مهزومين ومتخلفين اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا قبل أن نهزم عسكريا ، وعلى صعيد الاخيرة لم يستطع الشعب الفلسطيني أن يخرج لقتال المحتل سوى ما يقارب عشرين ألفا بأسلحة قديمة في مواجهة ما يقارب سبعين الفا من المقاتلين المدربين وباسلحة متطورة في حينها، بهذا كيف يكون النصر ؟ الخروج للقتال يحتاج الى ان نعدّ له عدته : " ولو ارادوا الخروج لأعدوا له عدة " ، لم نستعد للقتال في كل الميادين بدءا من الاعداد النفسي والاجتماعي وانتهاءا بالاعداد العسكري المقاوم . فكانت الهزيمة النكراء ونُكب الشعب الفلسطيني وطُهّر عرقيا من وطنه ، لم ترحمه العصابات الصهيونية بعقليتها المجرمة ولم يرحمه أحد وأصبح بين عشية وضحاها متسوّلا على موائد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، وبسهولة أيضا انطلت عليه الحيلة وأصبحت قضيته كيف يبقى على قيد الحياة وأقصى ما يتمنى وظيفة في وكالة الغوث هذه .
واليوم وبعد ان انتفض الشعب الفلسطيني انتفاضتين وآلت أموره الى نكبة الانقسام وتشتُّت ريح ثورته وانتفاضتيه، تحوّل الى شعب ومقاومة محاصرة حصار الصديق قبل العدو في غزة وحالة من عودة قابلية الهزيمة بكل مقوماتها في الضفة ، بكل موضوعية وتجرد ما الذي يلجم الاحتلال من إعادة سيناريو الثمانية واربعين ؟ في غزة هناك مقاومة ومعادلة الردع المتبادل وحسابات الاحتلال ليست سهلة ، هناك ما يخسره حالة العودة الى منطق الاحتلال المباشر ولكن ما الذي يخسره في الضفة إن أراد ذلك ؟ هل هناك حدود لخيال عقله المتطرف المجرم ؟ هل هناك ما يمنعه من المحيط العربي أو يشكل له تهديد حقيقي من الدول العربية وجيوشها ؟ اليس الامر مشابه لما كنا عليه سنة ثمانية واربعين بل هو أسوأ أمام حمى التطبيع المستعرة في الواقع العربي الرسمي المحيط والمخزي هذه الايام ؟ لقد تعلمنا أن مردّ الامر كله هو الاعتماد على النفس فماذا أعددنا لمقومات المواجهة ولجم أهداف أعدائنا والتي باتت ملموسة على الارض خاصة بما يحدث في القدس والاغوار ومناطق مفتوحة للضم والاستيطان وممارسة كل ما يحلو له لتحويلنا الى جيتوهات معزولة بينما فلسطين كلها مستباحة لهم من نهرها الى بحرها .
لقد ساهمنا بأيدينا من تكريس قابلية الاحتلال والهزيمة من خلال تجفيف ينابيع المقاومة والمواجهة بكافة أشكال المواجهة الممكنة ، لقد تراجعت ثقافة المقاومة وتراجع منسوب انتماء الناس لقضيتهم الى صالح الانشغال بقضايا كثيرة دخلت عالمنا واحتلت اولوية ومكانة اهم وأعمق من قضيتنا المركزية : القدس والتحرير والعودة .
لن يمنع هذا العقل الصهيوني المجرم المتطرف المتغطرس من ممارسة أي عدوان جديد قد يصل الى سيناريو النكبة من جديد خاصة وهو يرى ما حل في المحيط العربي من حولنا فيرى نفسه قد قصّر كثيرا بأن سبقه الاخرون في عمليات التهجير والقتل والتدمير ،والعالم الحر أصبح يستسيغ مثل هذا الاجرام ، والرؤية السياسية الصائبة تتطلب الاستعداد لكل السيناريوهات المتوقعة فهل نعيد الاعتبار لدورنا الحقيقي في التحرير بدل الاستعداد من جديد للرحيل ؟؟ المسالة تتطلب التحرك سريعا بدءا من الرؤية السياسية الرشيدة والبرنامج الوطني الفعال وتعزيز ثقافة المقاومة ومحاربة الفساد وبرنامج وطني يحشد كل مقومات المواجهة الحقيقية وليست الشكلية والتصدي لكل خطط وبرامج الاحتلال ، ويصبح حينئذ القول بانهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية من نافلة القول اذ يصبح تحصيل حاصل لا يختلف عليه اثنان . لنحرّر أنفسنا من قابلية الهزيمة أولا ونضعها على طريق تحقيق الانتصار وليختلف ما نحن عليه اليوم على ما كنا عليه سنة ثمانية واربعين .
كانت قابلية الهزيمة قد أصابتنا نحن الفلسطينيين ما قبل هزيمة ثمانية واربعين حتى النخاع ، كل عوامل الهزيمة قد توفرت فينا وكل عوامل النصر قد توفرت فيهم ، صحيح هناك عوامل خارجية وهناك انتداب بريطاني قد ساعد في تحقيق أهدافهم فينا ، لكن العوامل الداخلية التي نخرتنا ووفرت فينا قابلية الهزيمة بسخاء هي الاساس ، فلو كنا على غير تلك الحال وكانت المقاومة او الثورة قد رتبت صفوفها وأخرج الشعب لها مستلزماتها البشرية والمادية لصمدت ولتحطمت كل مؤامراتهم ، لكنّا ببساطة أو سذاجة راهنا على دولا عربية بجيوشها التي صُنعت على عين مستعمرها بأنها ستحقق لنا النصر والتحرير ، لقد كنا بكل موضوعية مهزومين في كل ميادين العلم والتطور والثقافة والتربية والادارة والتنمية ، مهزومين ومتخلفين اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا قبل أن نهزم عسكريا ، وعلى صعيد الاخيرة لم يستطع الشعب الفلسطيني أن يخرج لقتال المحتل سوى ما يقارب عشرين ألفا بأسلحة قديمة في مواجهة ما يقارب سبعين الفا من المقاتلين المدربين وباسلحة متطورة في حينها، بهذا كيف يكون النصر ؟ الخروج للقتال يحتاج الى ان نعدّ له عدته : " ولو ارادوا الخروج لأعدوا له عدة " ، لم نستعد للقتال في كل الميادين بدءا من الاعداد النفسي والاجتماعي وانتهاءا بالاعداد العسكري المقاوم . فكانت الهزيمة النكراء ونُكب الشعب الفلسطيني وطُهّر عرقيا من وطنه ، لم ترحمه العصابات الصهيونية بعقليتها المجرمة ولم يرحمه أحد وأصبح بين عشية وضحاها متسوّلا على موائد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، وبسهولة أيضا انطلت عليه الحيلة وأصبحت قضيته كيف يبقى على قيد الحياة وأقصى ما يتمنى وظيفة في وكالة الغوث هذه .
واليوم وبعد ان انتفض الشعب الفلسطيني انتفاضتين وآلت أموره الى نكبة الانقسام وتشتُّت ريح ثورته وانتفاضتيه، تحوّل الى شعب ومقاومة محاصرة حصار الصديق قبل العدو في غزة وحالة من عودة قابلية الهزيمة بكل مقوماتها في الضفة ، بكل موضوعية وتجرد ما الذي يلجم الاحتلال من إعادة سيناريو الثمانية واربعين ؟ في غزة هناك مقاومة ومعادلة الردع المتبادل وحسابات الاحتلال ليست سهلة ، هناك ما يخسره حالة العودة الى منطق الاحتلال المباشر ولكن ما الذي يخسره في الضفة إن أراد ذلك ؟ هل هناك حدود لخيال عقله المتطرف المجرم ؟ هل هناك ما يمنعه من المحيط العربي أو يشكل له تهديد حقيقي من الدول العربية وجيوشها ؟ اليس الامر مشابه لما كنا عليه سنة ثمانية واربعين بل هو أسوأ أمام حمى التطبيع المستعرة في الواقع العربي الرسمي المحيط والمخزي هذه الايام ؟ لقد تعلمنا أن مردّ الامر كله هو الاعتماد على النفس فماذا أعددنا لمقومات المواجهة ولجم أهداف أعدائنا والتي باتت ملموسة على الارض خاصة بما يحدث في القدس والاغوار ومناطق مفتوحة للضم والاستيطان وممارسة كل ما يحلو له لتحويلنا الى جيتوهات معزولة بينما فلسطين كلها مستباحة لهم من نهرها الى بحرها .
لقد ساهمنا بأيدينا من تكريس قابلية الاحتلال والهزيمة من خلال تجفيف ينابيع المقاومة والمواجهة بكافة أشكال المواجهة الممكنة ، لقد تراجعت ثقافة المقاومة وتراجع منسوب انتماء الناس لقضيتهم الى صالح الانشغال بقضايا كثيرة دخلت عالمنا واحتلت اولوية ومكانة اهم وأعمق من قضيتنا المركزية : القدس والتحرير والعودة .
لن يمنع هذا العقل الصهيوني المجرم المتطرف المتغطرس من ممارسة أي عدوان جديد قد يصل الى سيناريو النكبة من جديد خاصة وهو يرى ما حل في المحيط العربي من حولنا فيرى نفسه قد قصّر كثيرا بأن سبقه الاخرون في عمليات التهجير والقتل والتدمير ،والعالم الحر أصبح يستسيغ مثل هذا الاجرام ، والرؤية السياسية الصائبة تتطلب الاستعداد لكل السيناريوهات المتوقعة فهل نعيد الاعتبار لدورنا الحقيقي في التحرير بدل الاستعداد من جديد للرحيل ؟؟ المسالة تتطلب التحرك سريعا بدءا من الرؤية السياسية الرشيدة والبرنامج الوطني الفعال وتعزيز ثقافة المقاومة ومحاربة الفساد وبرنامج وطني يحشد كل مقومات المواجهة الحقيقية وليست الشكلية والتصدي لكل خطط وبرامج الاحتلال ، ويصبح حينئذ القول بانهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية من نافلة القول اذ يصبح تحصيل حاصل لا يختلف عليه اثنان . لنحرّر أنفسنا من قابلية الهزيمة أولا ونضعها على طريق تحقيق الانتصار وليختلف ما نحن عليه اليوم على ما كنا عليه سنة ثمانية واربعين .