مركز القدس: 39% من المقدسيين يُفضلون الهوية الفلسطينية

فريق المركز
14-05-2020



في ظل ما تُعانيه المناطق المقدسية التي دفعها جدار الفصل العنصري إلى خارج أسوار المدينة، مع بقاء تلك المناطق تابعة للقدس ادارياً، مع احتفاظ سكانها بالهوية المقدسية الصادرة عن الاحتلال، وفي ظل معاناتها من تهميش واضح، وتدهور في نطاقات حياتية متعددة.

قام مركز القدس بعمل استطلاع شمل شريحة من السكان، لبحث العديد من الأسئلة ذات الصلة بالأمور الحياتية، وكذلك المقارنة ما بين الاقامة المقدسية والفلسطينية.

لكن قبل ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأبحاث الصهيونية، أشارت قبل عدّة سنوات من اليوم أنّ الفلسطينيون سكان القدس، يفضلون الجنسية "الإسرائيلية" على تلك الفلسطينية، حيث أشار 52% من المُستطلعين رغبتهم بالحصول عليها، أكثر من حصولهم على الجنسية الفلسطينية.

اليوم وفق ذات الاستطلاع، شهدت الأرقام انقلاباً كبيراً، حيث نزلت هذه النسبة إلى 15% فقط، في إشارة إلى الشعور الفلسطيني العام بأنّ حلم الدولة الفلسطينية، مُقدم على أي مشروع آخر، وبأنّ الفلسطيني الذي يعيش في القدس ويحمل الهوية المقدسية الصادرة عن الاحتلال، لا يُريد من الاحتلال أبعد من ذلك، بل يُريد الخلاص منه.

وقد تم عمل الاستطلاع من قبل معهد واشنطن بالتعاون مع باحثين فلسطينيين، بإشراف الدكتور ديفيد بولوك، والذي أشار إلى أنّ حماس، تركيا والحركة الإسلامية كان لها دور في تغيير هذا التوجه لديهم.

ووفق النتائج الاستطلاعية، فإنّ العام 2015 والذي شهد تفضيل 52% من سكان القدس الفلسطينيين للجنسية الإسرائيلية، ليس له أي بعد أيديولوجي، بل مرتبط برغبتهم بالعمل والتعليم، وكذلك الوصول بأريحية إلى شواطئ البحار التي يُسيطر عليها الاحتلال، في الداخل الفلسطيني.

لكن عند سؤال الفلسطينيين حيال التغيير الكبير لديهم في هذا التوجه، فقد كانت الإجابات ذات ارتباط كبير في الصراع:

  1. انتفاضة القدس في العام 2015 والرد الصهيوني الإجرامي على تلك الأحداث.

  2. الشعور الفلسطيني العام بأنّ الاحتلال بالفعل يُشكل تهديداً للمسجد الأقصى.

  3. التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين المقدسيين وعدم تقديم خدمات تُذكر.


وبالعودة إلى استطلاع مركز القدس، فقد كشف نتائج العينة المستطلعة، ردّاً على سؤال، ما بين الهوية المقدسية الصادرة عن الاحتلال، والهوية الفلسطينية الصادرة عن السلطة، أيّهما تفضل؟ حيث أشار 39% تفضيلهم الفلسطينية، مقابل 42% المقدسية، فيما 19% بقوا على الحياد.

وعند الحديث عن أبرز المشاكل التي يُعانيها المقدسيون، فقد أشار المستطلعين أنّها تتراوح ما بين الحياتية والسياسية، ومحاولة الاحتلال المستمرة التضييق عليهم ودفعهم للهجرة نحو خارج أسوار المدينة، لتفريغها لصالح اليهود.

وعن أسباب الشريحة التي تُفضل الهوية الفلسطينية على تلك المقدسية المعروفة بالزرقاء، فقد كانت مرتبطة بالواقع الحياتي الصعب، وكذلك الجانب السياسي، وعند سؤالنا أيٍّ من الأسباب التالية يأتي في المُقدمة، كانت النسب موزعة على النحو التالي:

  1. غياب الخدمات عن مناطق سكنهم، حيث تُعاني تلك المناطق من أزمة النفايات، وسوء الخدمات التحتية 24%.

  2. الضرائب المرتفعة التي ترهق المواطن المقدسي وتبقيه غالباً قريباً من خط الفقر 22%.

  3. الاضطرار للسكن في مناطق مزدحمة جداً مثل كفر عقب، وعناتا وغيرهما 19%.

  4. التمييز العنصري ما بين الفلسطيني واليهودي لصالح الأخير، خاصة في مجالات العمل، التعليم والعلاج 16%.

  5. الحواجز على أبواب القدس، والتي تُعيق حركة الفلسطينيين بشكل كبير، وتدفعهم إلى ساعات من الانتظار 14%.

  6. غير ذلك 5%.


ولم يُخفِ من يفضلون الهوية المقدسية على تلك الفلسطينية، شعورهم بأنّ هذا الواقع الصعب بات غير محتمل، لكن تبقى للهوية المقدسية ميزات، مرتبطة بالأمور الحياتية، وكذلك السياسية والحرب على الهوية، وقد كانت أبرز المُسببات التي تدفعهم للتمسك على النحو التالي، مرتبة وفق النسب التالية:

  1. الارتباط بالقدس، وسهولة الوصول إلى الأماكن المقدسة 42%.

  2. توفر فرص عمل أفضل في الداخل المحتل لحملة الهوية المقدسية 21%.

  3. سهولة التحرك في المدن الفلسطينية المحتلة في الداخل 17%.

  4. وجود خدمات أفضل فيما يتعلق بالتأمين الصحي، والدراسة 14%.

  5. غير ذلك 6%.


الخيارات في النطاق الأول المتعلقة بمن فضلوا الهوية الفلسطينية، أو الثاني بمن فضلوا الهوية المقدسية، كان بالإجمال مُجمع عليها من المُستطلعين، ولكن رتبوا الخيارات وفق ما رأوه من ارتباطها بأمورهم الحياتية المباشرة.