مركز القدس: استدعاء مصر لهنية كان في الوقت "بدل الضائع"
عماد أبو عواد
14-05-2018
كتب: عماد أبو عوّاد - مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني
لم يكن من الغريب أن يقوم نظام عبد الفتاح السيسي، استدعاء قيادة المقاومة في غزة للتباحث في مسيرات العودة، التي انطلقت منذ الثلاثين من آذار المنصرم، إلّا أنّ تأخر الاستدعاء للحظات الأخيرة، يدلل على أنّ الأطراف كافة لا تريد استمرار هذه المسيرات، بل ولديها تخوفات كبيرة حيال نتائجها.
وفي الوقت الذي لا يختلف فيه الكثيرون، حيال أنّ النظام المصري شريك عملي وفعّال في الحصار المفروض على قطاع غزة، يُمكن القول أنّ ذات النظام يُسيّر مقدراته مؤخراً، وتدخلاته في المحيط الغزي، لخدمة الأجندة الاحتلالية، الأمر الذي عبرت "إسرائيل" في غير مرة، عن عميق شكرها للتعاون المصري ضد المقاومة في غزة.
ويرى مركز القدس في قراءته، أنّ الدعوة المصرية جاءت متأخرة جداً، وقد ساهم في خروجها العديد من العوامل:
أولاً: إدراك "إسرائيل" أنّ مسيرات العودة، تُشكل بالفعل خطراً عملياً على الأرض، فاجأها ولم تكن تتوقع هذا التفاعل الجماهيري على الأرض.
ثانياً: "إسرائيل" تريد من خلال هذه الدعوة، تمرير الاحتفالات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بهدوء تام، دون وجود أحداث قد تسيطر على المشهد الاحتفالي.
ثالثاً: إلى لحظة انطلاق المسيرة الأضخم هذا اليوم، لا تمتلك الجهات الأمنية، تكتيكاً واضحاً في التعامل معها، وهذا ما ظهر من خلال التصريحات المتتابعة.
رابعاً: "إسرائيل" لا تريد حرباً خلال الفترة الحالية، وهي تدرك أنّ الحرب القادمة ضد القطاع ستكون أكثر ضراوة من سابقاتها، في ظل التقديرات المختلفة حيال قدرات المقاومة.
خامساً: اشتعال الأمور على الجبهة الغزية، سيجر الضفة هي الأخرى لموجات جديدة من العمليات الفردية، التي لا زالت تقلق "إسرائيل" بشكل كبير.
سادساً: "إسرائيل" تتجهز لحسم ملف الشمال، بمعنى بلّورة رؤية واضحة، لبسط نفوذها وسيطرتها على الجولان السوري ومحيطه، الأمر الذي يدفعها للبعد عن افتعال جبهة مع غزة.
سابعاً: المستوى السياسي الإسرائيلي وكذلك الأمني، يسعى للعمل على فصل قطاع غزة، عملياً ورسمياً عن الضفة الغربية، بحيث يُمهد ذلك للتفرغ الإسرائيلي، لحسم ملف الضفة باتجاه معين، كبقاء الأوضاع على حالها، أو ضم الضفة إلى الكيان.
من ناحية المقاومة الفلسطينية، فإنّ الإدراك العام أنّ الدعوة المصرية ليست بريئة، وإن كانت المقاومة قد انتظرت هذه الدعوة منذ ما يزيد عن الشهر، حيث كان من الواضح أنّ هدف المسيرات بشكل أساس، هو كسر الحصار، لكن مجيء تلك الدعوات في اللحظات الأخيرة، أعطى الانطباع العام أنّ هذه ما هي إلّا خديعة، يُريد الأطراف من خلالها تمرير الاحتفالات الإسرائيلية بهدوء، ولم يكن للمقاومة قدرة أو رغبة اتخاذ قرار حاسم للأسباب التالية:
أولاً: إدراك قيادة المقاومة، أنّ هذا التوقيت، مثير للريبة، ولا يدع مجالاً للشك سوى أنّه لتهدئة الأوضاع مرحلياً، ولن يتمخض عنه الكثير من النتائج.
ثانياً: اتخاذ القرار بالإيجاب أو الرفض، كان سيدفع الكثيرين لاتهام المقاومة بالانسحاب أو الافراط، إلى جانب أنّ قيادة حماس وحدها لا تريد التفرد باتخاذ القرار.
ثالثاً: ترك الأمور للميدان، كان القرار الأكثر حكمّة، حيث لا بد أن يرى الاحتلال وأعوانه، أنّ غزة التي أريد لها الحصار، خرجت بجيل همّه وطموحه القدس.
رابعاً: ترك الأمور تصل إلى ذروتها، خلال الرابع عشر والخامس عشر من آذار، هو الذي من شأنه أن ينضج اتفاقاً مشرفاً، يشمل على الأقل رفع الحصار عن غزة.
خامساً: أدركت المقاومة، أنّه في السياسة لا بد أن يكون للحراك على الأرض، دوره في دفع عجلة السياسي لتحقيق مطالب شعبه، الأمر الذي دفع المقاومة، لإبقاء الكلمة للميدان.
سادساً: لم ترد المقاومة أن يكون احتفال تل ابيب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، احتفالاً هادئاً، بل تريد تذكير العالم، أنّ لهذه الأرض، ملّاك تاريخيون، غُيّبوا عنها قصراً.
ختاماً، يرى المركز أنّ الصورة على الأرض تحمل بين طيّاتها، صورتين، الأولى صورة احتلال خائف ومرتعش وفاقد للرؤية، رغم صورة النصر بسبب الدعم الأمريكي، والثانية، فلسطيني مصر على استعادة حقّه، ومستعد لتقديم نفسه في سبيل تحقيق حلمه بالعودة إلى أرضه وتحقيق حياة كريمة.
لم يكن من الغريب أن يقوم نظام عبد الفتاح السيسي، استدعاء قيادة المقاومة في غزة للتباحث في مسيرات العودة، التي انطلقت منذ الثلاثين من آذار المنصرم، إلّا أنّ تأخر الاستدعاء للحظات الأخيرة، يدلل على أنّ الأطراف كافة لا تريد استمرار هذه المسيرات، بل ولديها تخوفات كبيرة حيال نتائجها.
وفي الوقت الذي لا يختلف فيه الكثيرون، حيال أنّ النظام المصري شريك عملي وفعّال في الحصار المفروض على قطاع غزة، يُمكن القول أنّ ذات النظام يُسيّر مقدراته مؤخراً، وتدخلاته في المحيط الغزي، لخدمة الأجندة الاحتلالية، الأمر الذي عبرت "إسرائيل" في غير مرة، عن عميق شكرها للتعاون المصري ضد المقاومة في غزة.
ويرى مركز القدس في قراءته، أنّ الدعوة المصرية جاءت متأخرة جداً، وقد ساهم في خروجها العديد من العوامل:
أولاً: إدراك "إسرائيل" أنّ مسيرات العودة، تُشكل بالفعل خطراً عملياً على الأرض، فاجأها ولم تكن تتوقع هذا التفاعل الجماهيري على الأرض.
ثانياً: "إسرائيل" تريد من خلال هذه الدعوة، تمرير الاحتفالات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بهدوء تام، دون وجود أحداث قد تسيطر على المشهد الاحتفالي.
ثالثاً: إلى لحظة انطلاق المسيرة الأضخم هذا اليوم، لا تمتلك الجهات الأمنية، تكتيكاً واضحاً في التعامل معها، وهذا ما ظهر من خلال التصريحات المتتابعة.
رابعاً: "إسرائيل" لا تريد حرباً خلال الفترة الحالية، وهي تدرك أنّ الحرب القادمة ضد القطاع ستكون أكثر ضراوة من سابقاتها، في ظل التقديرات المختلفة حيال قدرات المقاومة.
خامساً: اشتعال الأمور على الجبهة الغزية، سيجر الضفة هي الأخرى لموجات جديدة من العمليات الفردية، التي لا زالت تقلق "إسرائيل" بشكل كبير.
سادساً: "إسرائيل" تتجهز لحسم ملف الشمال، بمعنى بلّورة رؤية واضحة، لبسط نفوذها وسيطرتها على الجولان السوري ومحيطه، الأمر الذي يدفعها للبعد عن افتعال جبهة مع غزة.
سابعاً: المستوى السياسي الإسرائيلي وكذلك الأمني، يسعى للعمل على فصل قطاع غزة، عملياً ورسمياً عن الضفة الغربية، بحيث يُمهد ذلك للتفرغ الإسرائيلي، لحسم ملف الضفة باتجاه معين، كبقاء الأوضاع على حالها، أو ضم الضفة إلى الكيان.
من ناحية المقاومة الفلسطينية، فإنّ الإدراك العام أنّ الدعوة المصرية ليست بريئة، وإن كانت المقاومة قد انتظرت هذه الدعوة منذ ما يزيد عن الشهر، حيث كان من الواضح أنّ هدف المسيرات بشكل أساس، هو كسر الحصار، لكن مجيء تلك الدعوات في اللحظات الأخيرة، أعطى الانطباع العام أنّ هذه ما هي إلّا خديعة، يُريد الأطراف من خلالها تمرير الاحتفالات الإسرائيلية بهدوء، ولم يكن للمقاومة قدرة أو رغبة اتخاذ قرار حاسم للأسباب التالية:
أولاً: إدراك قيادة المقاومة، أنّ هذا التوقيت، مثير للريبة، ولا يدع مجالاً للشك سوى أنّه لتهدئة الأوضاع مرحلياً، ولن يتمخض عنه الكثير من النتائج.
ثانياً: اتخاذ القرار بالإيجاب أو الرفض، كان سيدفع الكثيرين لاتهام المقاومة بالانسحاب أو الافراط، إلى جانب أنّ قيادة حماس وحدها لا تريد التفرد باتخاذ القرار.
ثالثاً: ترك الأمور للميدان، كان القرار الأكثر حكمّة، حيث لا بد أن يرى الاحتلال وأعوانه، أنّ غزة التي أريد لها الحصار، خرجت بجيل همّه وطموحه القدس.
رابعاً: ترك الأمور تصل إلى ذروتها، خلال الرابع عشر والخامس عشر من آذار، هو الذي من شأنه أن ينضج اتفاقاً مشرفاً، يشمل على الأقل رفع الحصار عن غزة.
خامساً: أدركت المقاومة، أنّه في السياسة لا بد أن يكون للحراك على الأرض، دوره في دفع عجلة السياسي لتحقيق مطالب شعبه، الأمر الذي دفع المقاومة، لإبقاء الكلمة للميدان.
سادساً: لم ترد المقاومة أن يكون احتفال تل ابيب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، احتفالاً هادئاً، بل تريد تذكير العالم، أنّ لهذه الأرض، ملّاك تاريخيون، غُيّبوا عنها قصراً.
ختاماً، يرى المركز أنّ الصورة على الأرض تحمل بين طيّاتها، صورتين، الأولى صورة احتلال خائف ومرتعش وفاقد للرؤية، رغم صورة النصر بسبب الدعم الأمريكي، والثانية، فلسطيني مصر على استعادة حقّه، ومستعد لتقديم نفسه في سبيل تحقيق حلمه بالعودة إلى أرضه وتحقيق حياة كريمة.