مطلوب برامج انتخابية واقعية ومقنعة
جودت صيصان
16-03-2021
مقالة
مطلوب برامج انتخابية واقعية ومقنعة
جودت صيصان
اعتاد الناس في فلسطين منذ الانتخابات التشريعية والرئاسية الأولى عام 1996، وكذا في الانتخابات الثانية عام 2005، على سماع ومشاهدة برامج انتخابية فضفاضة تغلب عليها عبارات عامة وشعاراتية في التعامل مع القضايا الرئيسية التي تهمهم وحل المشاكل التي تواجههم .
التجربة الفلسطينية في الانتخابات والحُكم؛ أظهرت حجم المفارقة ما بين البرامج الانتخابية البرّاقة والممارسات الفعلية على أرض الواقع، وبالإضافة إلى الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي في أوساط الفلسطينيين، ستساهم في تطوير الوعي الانتخابي لدى المواطن الفلسطيني بحيث يستطيع أن يُميز بين البرنامج الانتخابي الفاعل أو الواهم الذي لا يوازي بين طموحه بالحرية والاستقلال من جهة وتحقيق مطالبه المجتمعية من جهة أخرى ويتناسب مع قدرات الحزب أو القائمة الانتخابية، وبالتالي يُعتقد بأن البرنامج الانتخابي بالإضافة إلى مصداقية وموثوقية القائمة أو الائتلاف الانتخابي، ستكون من المعايير الأساسية لاختيار القوى السياسية من الناخب الفلسطيني.
الفلسطينيون اليوم يتطلعون إلى رؤية برامج انتخابية واضحة ومدروسة بعمق، بحيث تُعطي للناخب الفلسطيني هامشًا كبيرًا ومهمًا، ليميز بين البرنامج الانتخابي لهذه القائمة أو تلك، وليمنح ثقته وصوته للقائمة التي عبرت بصدق عن آماله وطموحاته وأحلامه ويحجبها عن أخرى.
فإذا فازت في هذه الانتخابات الأحزاب والقوائم والقيادات الفاسدة والفاشلة التي يعارضها الشعب ويُعاني منها ويحتج على ممارساتها التي جرّت على البلاد والعباد كل هذه المصائب والويلات على كافة الأصعدة والمجالات، فهل يُعقل أن الناس المتضررين من فسادهم هم الذين صوتوا لهم؟ أم هو تعبير عن ضعف وقصور الوعي الانتخابي بشكل عام؟
إن أراد المحتجون أو المستاؤون أو الرافضون أو المتضررون مما وصل إليه الحال في فلسطين الحبيبة التغيير، فيجب أن يكون لهم دور إيجابي في التعامل مع الانتخابات، ليس فقط عن طريق الانتخاب والتصويت للقائمة المناسبة، بل أيضًا من خلال ابتكار طرق جديدة لمناقشة البرامج الانتخابية للقوائم المختلفة ومقارعة السياسيين ورفع مستوى الوعي الاتخابي لدى الناخب إلى أقصى حد ممكن، لأن الجماعات والأحزاب السياسية أصبحت أكثرقُدرة وتمرسًا في التأثير على إرادة الناخب سواء من خلال الغموض والتضليل في برامجها الانتخابية أو عبر الدعاية الانتخابية أو حتى تقديم الرشى لصالح مرشحي قائمتها الانتخابية، فكم توهّم الناس في الأحزاب والمرشحين تخليصهم من معاناتهم، واتضح بعدها، وعلى مدار 16 عامًا – منذ الانتخابات التشريعية عام 2005 – أنها قد باعتهم الوهم والكذب والخداع والتضليل، ولم تُقدم لهم سوى ما يخدم مصالها، وبعيدًا عن المصالح الوطنية الموعودة والتعبير عن إرادة الناخبين.
مطلوب برامج انتخابية واقعية ومقنعة
جودت صيصان
اعتاد الناس في فلسطين منذ الانتخابات التشريعية والرئاسية الأولى عام 1996، وكذا في الانتخابات الثانية عام 2005، على سماع ومشاهدة برامج انتخابية فضفاضة تغلب عليها عبارات عامة وشعاراتية في التعامل مع القضايا الرئيسية التي تهمهم وحل المشاكل التي تواجههم .
التجربة الفلسطينية في الانتخابات والحُكم؛ أظهرت حجم المفارقة ما بين البرامج الانتخابية البرّاقة والممارسات الفعلية على أرض الواقع، وبالإضافة إلى الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي في أوساط الفلسطينيين، ستساهم في تطوير الوعي الانتخابي لدى المواطن الفلسطيني بحيث يستطيع أن يُميز بين البرنامج الانتخابي الفاعل أو الواهم الذي لا يوازي بين طموحه بالحرية والاستقلال من جهة وتحقيق مطالبه المجتمعية من جهة أخرى ويتناسب مع قدرات الحزب أو القائمة الانتخابية، وبالتالي يُعتقد بأن البرنامج الانتخابي بالإضافة إلى مصداقية وموثوقية القائمة أو الائتلاف الانتخابي، ستكون من المعايير الأساسية لاختيار القوى السياسية من الناخب الفلسطيني.
الفلسطينيون اليوم يتطلعون إلى رؤية برامج انتخابية واضحة ومدروسة بعمق، بحيث تُعطي للناخب الفلسطيني هامشًا كبيرًا ومهمًا، ليميز بين البرنامج الانتخابي لهذه القائمة أو تلك، وليمنح ثقته وصوته للقائمة التي عبرت بصدق عن آماله وطموحاته وأحلامه ويحجبها عن أخرى.
فإذا فازت في هذه الانتخابات الأحزاب والقوائم والقيادات الفاسدة والفاشلة التي يعارضها الشعب ويُعاني منها ويحتج على ممارساتها التي جرّت على البلاد والعباد كل هذه المصائب والويلات على كافة الأصعدة والمجالات، فهل يُعقل أن الناس المتضررين من فسادهم هم الذين صوتوا لهم؟ أم هو تعبير عن ضعف وقصور الوعي الانتخابي بشكل عام؟
إن أراد المحتجون أو المستاؤون أو الرافضون أو المتضررون مما وصل إليه الحال في فلسطين الحبيبة التغيير، فيجب أن يكون لهم دور إيجابي في التعامل مع الانتخابات، ليس فقط عن طريق الانتخاب والتصويت للقائمة المناسبة، بل أيضًا من خلال ابتكار طرق جديدة لمناقشة البرامج الانتخابية للقوائم المختلفة ومقارعة السياسيين ورفع مستوى الوعي الاتخابي لدى الناخب إلى أقصى حد ممكن، لأن الجماعات والأحزاب السياسية أصبحت أكثرقُدرة وتمرسًا في التأثير على إرادة الناخب سواء من خلال الغموض والتضليل في برامجها الانتخابية أو عبر الدعاية الانتخابية أو حتى تقديم الرشى لصالح مرشحي قائمتها الانتخابية، فكم توهّم الناس في الأحزاب والمرشحين تخليصهم من معاناتهم، واتضح بعدها، وعلى مدار 16 عامًا – منذ الانتخابات التشريعية عام 2005 – أنها قد باعتهم الوهم والكذب والخداع والتضليل، ولم تُقدم لهم سوى ما يخدم مصالها، وبعيدًا عن المصالح الوطنية الموعودة والتعبير عن إرادة الناخبين.