معضلة اسرائيل مع الذئاب المنفردة الفلسطينية
معضلة اسرائيل مع الذئاب المنفردة الفلسطينية
تستمر الحالة الفلسطيينة الثورية منذ أكثر من عامين والتي بدأت بتنفيذ العديد من العمليات الفردية في الداخل الفلسطيني المحتل واستمرت مع دخول الفصائل الفلسطينية بشكل مباشر في الحالة وظهور التشكيلات العسكرية والتي باتت تتحصن في عدة نقاط في الضفة الغربية .
وتبدو العمليات الفردية والتي ظهرت بشكل كبير في انتفاضة القدس 2015 من أهم المعضلات التي تواجهها اسرائيل وتستصعب الاحاطة بها وذلك لعدة أسباب:
. العمل الفردي لا يمكن كشف نواياه؛ فكثير من منفذي العمليات حصلوا سابقا على تصريح للعمل في الداخل المحتل وهم أشخاص أوضح التشييك الأمني أن لا خطر منهم على الأمن الإسرائيلي وليس لها ماض مقلق يسترعي المراقبة والحذر وفق أجهزة الأمن.
العمل الفردي غير مقيد من حيث الادوات؛ حيث تعددت أنواع العمليات التي خاضها الشبان الفلسطينون خلال السنوات الماضية، بين دهس وطعن وصولا لإطلاق وحتى التفجير بجهد فردي مثل عملية الاسير اسلام فروخ، وبالتالي يصعب التبنؤ وحتى حصر الأدوات التي قد تستخدم في تنفيذ عمل فدائي.
العمل الفردي لا يظهر في منطقة محددة؛ فقد تكون على حاجز أو شارع او في الداخل أو على أبواب المسجد الاقصى أو في أي مكان يستطيع الفلسطيني الوصول إليه؛ وبالتالي يصعب حصر المنفذين المحتملين في حيز مكاني أو تركيز المراقبة والأدوات الاحترازية بشكل مختلف.
تسارع الأحداث وتعدد الدوافع التي تزيد من احتمالية تنفيذ عمليات، فعنف المستوطنين والتوسع الاستيطاني الكبير، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وعمليات القتل اليومية من العوامل المهمة التي تستحيل معها انهاء حالة العمل الفردي بالاضافة لما يبذل من جهد جماعي منظم عبر الفصائل.
. الدعم الذي توفره الفصائل للعمل الفردي والتحشيد الاعلامي وخاصة في ظل التواصل الاجتماعي والاشادة الكبيرة التي يحظى بها المنفذون وكذلك مستوى الالتفاف حول عوائلهم حيث وصل الأمر لتحويل بعض العائلات لأيقونات مؤثرة.
. المخاطر الكبيرة التي تواجهها اسرائيل سواء من المناطق التي تستصعب دخولها في الضفة الغربية وحرب الاستنزاف الطويلة مع قطاع غزة والمخاطر المتصاعدة في الشمال، بالاضافة للحرب غير المعلنة في الخارج مع الفصائل وكذلك المحور الايراني وغيرها، بالتالي يصبح الجهد الأمني متوزعا ينفذ من خلاله الفلسطيينون لتنفيذ عمليات نوعية مؤثرة.
لا يمكن أن تقدم السلطة والمحيط تقديم مساعدة جوهرية في ظل انعدام الهوية السياسية للمنفذين غالباً وعدم وجود بنى تنظيمية وقيادة يمكن التحاور معها أو الوصول معها لتهدئة.
الوعي الجمعي الفلسطيني والذي انعكس رشداً في العمل الفردي الذي بات يرد بشكل واضح ومتسلسل حسب ايقاع الفعل الاسرائيلي لدرجة وصلت ليقين توقع العمليات بعد المجازر واقتحامات المسجد الاقصى.
مما سبق يظهر استحالة القضاء على ظاهرة العمليات الفردية والتي باتت تأخذ منحى مؤثرأ في الساحة ويمكن من خلالها اعتبار الذئاب المنفردة التنظيم الفلسطيني الاشد فتكا والاخطرعلى امن الاحتلال متوازيا مع العمل التنظيمي الذي تحسن أداؤه في ساحة الضفة.