موقف حماس من التصعيد الأخير
فريق المركز
29-02-2020
قراءة (9)
مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني
حينما تم اغتيال القيادي في سرايا القدس، بهاء أبو العطا، وما تبعه من تصعيد خاضه الجهاد الإسلامي ضد "إسرائيل"، وخلال الجولة الأخيرة أيضاُ تساءل الكثيرون أين حماس من المواجهة، هناك من تساءل من مُنطلق ايمانه أنّ حماس التي تُمثل العمود الفقري للمُقاومة، هي من تستطيع ايلام الاحتلال، فيما التيار الآخر الذي ينطلق من منطلقات الخلاف مع حماس أيّاً كان سلوكها.
بعد جولتي التصعيد خرجت قيادات الجهاد الإسلامي تؤكد أنّ المقاومة كلّ المقاومة، كانت تدير عملية الرد، رغم أنّ من قام بالتنفيذ هو الجهاد، مُشيرين أنّ حجم التنسيق الكبير داخل الغرفة المُشتركة للمقاومة يُمثل حالة فريدة، من التنسيق والتوافق وقرار الرجل الواحد.
إنّ تكتيك المقاومة المسؤول في الجولات الأخيرة، يُشير إلى عُمق كبير ليس فقط في الأداء، بل في فهم حيثيات المعركة بالصورة الأمثل، وما حرب العقول التي تُخاض هناك، وما كشفت عنه المقاومة، ويكشف عنه الاحتلال، لأمرٌ يؤكد العمل المتواصل، في ظروف معقدةٍ صعبة، ويُمكن فهم سلوك المُقاومة في التصعيدين الأخيرين ضمن مجموعة من النقاط أهمها:
- الرد على انتهاكات الاحتلال سياسة أصيلة تُمارسها المُقاومة، حيث أنّها لم تترك الميدان أمام أي اختراق إسرائيلي، الأمر الذي جعل ميزان الردع موجود، ومنع من استمرار تمادي الاحتلال في الاستهداف العسكري المُمنهج الذي كانت تتبعه إسرائيل كسياسة لا ترتد في وجهها.
- الرد على حجم الحدث هو السياسة الأمثل للتعاطي مع الاحتلال، ولاستنزاف قواه، ومن يُتابع حجم الألم في داخله جرّاء مُعضلة غزة، وعدم قدرته في التعاطي معها، لرأى أنّ غزة تُشكل عُقدة كبيرة للاحتلال بمستوياته القيادية المُختلفة.
- عدم دخول حماس في جولة التصعيد الأخيرة، ساهم بأن جعل الاحتلال يحسب حساب عدم التمادي، حيث أنّ دخول الجهاد وحده، مسنوداً بالمقاومة، دفع الاحتلال لعدم توسيع دائرة الاستهداف خشية دخول بقية أذرع المُقاومة وتحديداً حماس.
- ليس من الحكمة في المرحلة الحالية خوض حرب شاملة، حيث أنّ المُقاومة ترى أنّها لا زالت في طور الاعداد، وخوض حروب بين الفينة والأخرى، يجعلها تحت طائلة الاستنزاف، الأمر الذي سينعكس سلباً على قدرتها في الأداء في المواجهة المقبلة، الآتية لا محالة. ورغم ذلك فإنّها لم تسمح للاحتلال بالتمادي دون ردٍ يتناسب مع الحدث.
- لا زالت المُقاومة تبحث عن مخرج من الحصار دون الحاجة للحرب الشاملة التي تُرهق غزة، ومع ذلك فإنّها لا بدّ تدرك أنّ تلك المحاولات التي لم يُكتب لها النجاح الكامل، لا زالت أسلم من حرب شاملة في ظل ظروف إقليمية معقدة، رغم استعدادها الكبير لها.
تكتيك المُقاومة الفلسطينية وتبادل الأدوار، واحتضان حماس للمقاومة في غزة، يُشير أن هناك تكامل كبير بين أذرعها المُختلفة، وما احتضان غزة للمُقاومة إلّا إشارة واضحة على عمق ايمانها بها، وتبنيها الكامل لها، في ظل حكمة وحرب عقول باتت تُميز غزة عن سواها.