نظام التعليم عن بُعد يحرم نحو 650 ألف طالب فلسطيني من التعليم ... فما الحل ؟
جودت صيصان
24-12-2020
جودت صيصان
مع إعلان رئيس الوزراء محمد اشتية عن إغلاق جميع المدارس الحكومية والأهلية والخاصة مع التحول إلى نظام التعليم عن بُعد اعتباراً من يوم الأحد 20/12/2020، وفي ظل ضبابية المشهد الكوروني المتمثل في الخوف من وصول سلالات جديدة من هذا الوباء أسرع انتشارا ظهرت في بعض دول العالم أو وقت وصول اللقاحات ومدى فاعليتها وبالتالي صعوبة معرفة متى ستعود الأوضاع لطبيعتها أهي لأشهر ؟ أم لسنوات ؟ تبرز الحاجة للإجابة على العديد من التساؤلات المشروعة حول هذا الموضوع والتي من أهمها:
السؤال الأول: ما مدى سوء الأزمة التعليمية في ظل نظام التعليم عن بُعد ؟
وما هو النطاق الفعلي للأزمة؟
إن ما يُقارب من مليون و 350 ألف طالب فلسطيني يلتحقون بالمدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة. إلا أن 49% منهم لم يُشاركوا في أنشطة التعليم عن بُعد لأسباب مختلفة من أهمها عدم وجود الانترنت – حسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين بتاريخ 20/10/2020 – وإذا ما انتقلنا من مجرد حساب عدد الطلبة خارج نظام التعليم عن بُعد إلى كيفية ونوعية التعليم ومخرجاته لمن هم داخله ( حوالي 51% ) نجد أنفسنا أمام أزمة تعليمية من نوع آخر، فبالرغم من غياب الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة إلا أن ما ورد في تقرير مركز الاحصاء يُشير إلى أن:
- 40% من الأسر الذين شارك أطفالهم في أيٍ من الأنشطة التعليمية خلال فترة الإغلاق قيموا التجربة بأنها سيئة، ولم تؤد الغرض منها.
- 39% قيموا التجربة بأنها جيدة، أدت الغرض منها، ولكن هناك مجالاً لتحسين التجربة.
- 21% قيموا التجربة بأنها جيدة وأدت الغرض منها.
السؤال الثاني : هل بوسعنا فعل شيء حيال هذه الأزمة الكبيرة والواسعة والصامتة ؟
الإجابة باعتقادي نعم ممكن، ولكن هناك ثلاثة متطلبات أساسية للنجاح وهي:
- التخطيط : لا شك بأن وزارة التربية والتعليم تتحمل المسؤولية الأكبر بحكم الصلاحيات المخولة لها لكنها بالتأكيد ليست الوحيدة لذا لا بُد من إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة بشكلٍ فاعل كمجالس أولياء الأمور ، المؤسسات خاصة، المجتمع المدني،الخبراء ...الخ حتى يكون الجميع مشاركاً في التخطيط والدعم وتحمل المسؤولية، لضمان حق التعليم وعدالة الوصول اليه لكل أطفال فلسطين دون استثناء.
- المتابعة والتقييم: لتحسين مخرجات التعلم يجب تتبع وتقييم أداء المعلمين وإنجازات الطلبة،
لأن مشاركة الطلبة في أنشطة التعليم عن بُعد دون أن يكون هناك تعلم ذو قيمة جعل الكثير من ذوي العلاقة وحتى بعض التربويين يصرحون بأن التعليم عن بُعد هو بُعد عن التعليم وهذا مجافي للحقيقة تماماً لأن فساد التطبيق ليس دليلا بأي حال من الأحوال على فساد الفكرة،هذا عوضاً عن أن نظام التعليم عن بُعد قد أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات والتجارب العالمية مدى فاعليته ونجاحه.
- الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال : فنحن لا نعيش في جزيرةٍ نائية ولا في صحراءٍ خالية وبالتالي يمكننا من خلال دراسة هذه التجارب – وهنا أقصد التجارب الجمعية للدول – انتقاء ما يتناسب مع بيئتنا التربوية والتعليمية والوطنية وليس الاقتصار على الاهتمام بتجاربٍ فردية ناجحة وملهمة – على أهميتها - وتصديرها وكأنها تمثل الحالة العامة للتعليم في البلاد.
ويبقى السؤال: هل ستنجح فلسطين في إنقاذ التعليم ؟