هل تتجه سوريا نحو الاستقرار؟

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، دخلت سوريا مرحلة انتقالية معقدة، تشهد عمليات سياسية مكثفة من عدة أطراف فاعلة ومؤثرة في الساحة السورية عبر بوابات مختلفة، كما أن البلد بدأت تتجه نحو الاستقرار السياسي بعد تولى أحمد الشرع منصب الرئيس الانتقالي، وأعلن أن البلاد ستحتاج إلى أربع إلى خمس سنوات لإجراء انتخابات رئاسية، مشيرًا إلى ضرورة إعادة بناء البنية التحتية وتحديث البيانات الانتخابية.
ورغم مشهد الاستقرار السياسي الذي تساهم فيه عدد من الأطراف، لكن لا تزال التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية قائمة. خاصة في الجزء الشمال الشرقي من البلاد الذي يشهد تعقيدا تحديات أمنية وسياسية مختلفة عن بقية أجزاء البلاد الأخرى.
حيث تجري حاليًا محادثات بين الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول مستقبل هذه القوات. تشمل المناقشات إمكانية تفكيك قسد ودمج مقاتليها في الجيش الوطني، مع التأكيد على ضمان حقوق الأكراد في الدستور الجديد.
في صورة موازية لأزمات النفوذ التي نشأت مع مسار عسكرة الثورة السورية، برزت شخصيات محلية في مناطق مثل درعا. من بين هذه الشخصيات أحمد العودة، الذي يُنظر إليه كقائد محلي مؤثر. حتى الآن، لم يعرف مصير اللواء الذي يقوده ويعتبر الأقوى عسكريا في جنوب سوريا بمنطقة درعا، في ظل نفيه لما أعلن عنه وزير الدفاع السوري عن حل التشكيلات العسكرية.
توقعات علاقة اللاعبين الأساسيين في مستقبل سوريا
- تركيا: تسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها في شمال سوريا، خاصة في المناطق الحدودية. تستمر التوترات مع القوات الكردية، وتراقب أنقرة عن كثب تطورات الإدارة الجديدة لضمان مصالحها الأمنية.
- إيران: مع تغيير النظام في سوريا، تواجه إيران تحديات في الحفاظ على نفوذها. تسعى الإدارة الجديدة إلى تفكيك السياسات الاقتصادية الاشتراكية من عهد الأسد، مما قد يؤثر على المصالح الإيرانية في البلاد.
- إسرائيل: تراقب إسرائيل التطورات في سوريا بحذر، خاصة فيما يتعلق بنفوذ إيران وحزب الله. قد تسعى إلى تعزيز أمن حدودها الشمالية والتأكد من عدم تصاعد التهديدات الأمنية.
- الأردن: يرحب الأردن بالتغيير في سوريا، نظرًا للعلاقات التاريخية والجغرافية. قد يسعى إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع الإدارة الجديدة، خاصة فيما يتعلق بملف اللاجئين.
- الإمارات والسعودية: تسعى دول الخليج، بما في ذلك الإمارات والسعودية، إلى دعم إعادة إعمار سوريا وتقليل النفوذ الإيراني. قد تقدم هذه الدول دعمًا ماليًا واستثماريًا للإدارة الجديدة.
تحليل وتقدير الموقف
تواجه سوريا مرحلة انتقالية معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح الداخلية والخارجية في ظل سعي الإدارة الجديدة إلى إعادة بناء البلاد وتعزيز الاستقرار، مع مواجهة تحديات أمنية واقتصادية كبيرة. يضاف للتحديات الداخلية، تحديات خارجية مرتبطة في القبول الدولي للنظام السياسي الناشئ في دمشق والذي يخضع لمفاوضات مع عدة أطراف دولية وإقليمية التي لم تحسم موقفها العلني منه.