وعادت حليمة الفلسطينية لعادتها القديمة!!
جودت صيصان
07-02-2021
جودت صيصان
عجبًا لأمر بعض المسؤولين الفلسطينين الذين ينتظرون تلميحًا أو تصريحًا، ولو كان من أصغر موظف في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليزُف لنا البشائر وأخبار الانتصارات عن قرب عودة الأفراح والليالي الملاح في إشارة إلى احتمالية عودة الاتصالات والمفاوضات مع الإدارة الأمريكية أو عودة الدعم الأمريكي لبعض المشاريع في فلسطين، والتي يذهب معظم أموالها إلى الخبراء الأجانب والمستشارين والإداريين، ولا يتبقى منها سوى الفُتات لينُفق على هذه المشاريع.
أوهام وحقائق
ما لا يختلف عليه اثنان راشدان أن تسويق وتضخيم هذه الخطوات المتناهية الصغر، وكأنها تحولات استراتيجية في السياسىة الأمريكية يجب الاحتفاء بها وسيكون لها ما بعدها، لا يعبر عن حقيقة المشهد، فقد أصبح معلومًا، لدى الصغير قبل الكبير ولدى عامة الناس قبل سياسييهم ومُثقفيهم، بأن السياسة الخارجية الأمريكية محكومة بالمؤسسة، والقضية الفلسطينية جزء من هذه السياسة التي ترى في "إسرائيل" حليفًا استراتيجيًا، وترى في الفلسطينيين أقليةً قوميةً لها بعض الحقوق الإنسانية فقط، وبالتالي فإنها لن تخدم القضية الفلسطينية ولن تقربنا خطوةً واحدة نحو تحقيق الأهداف الوطنية، بل كل ما في الأمر أن البعض سيجدُ فيها فرصةً لعودته إلى المشهد السياسي والتفاوضي العبثي.
جردة حساب
على مدى أكثر من ثلاثين عامًا، على الأقل، وبجردة حساب بسيطة ومختصرة نجد أن جميع الاتصالات والمؤتمرات الدولية والجلسات التفاوضية الثنائية والثلاثية والرباعية الإقليمية منها والدولية ومع كل الدعم والمساعدات المالية، لم تقم الدولة الفلسطينية ولم تحصل التنمية الاقتصادية، ولم تتوقف عمليات المصادرة والضم والتهويد والقتل والاعتقال .... الخ.
إن كل ما سبق من شواهد ودلائل ووقائع عايشناها، وما زلنا نعايشها في كل لحظة، هي بمثابة أجراس الإنذار التي لا تتوقف لتُحذر مستمعيها من الغرق في الأحلام، أو كسحر الحكاية التي كانت تُحكى لنا حتى ننام، ولنبقى نعيش في مسلسل الأوهام!
وعادت حليمة ...
وبناء عليه، ليس مستغربًا بأن تعود حليمة الفلسطينية لعادتها القديمة، وخاصة مع قُرب حلول موسم الانتخابات لتسمعنا اسطوانتها المشروخة عن عبقرية برنامجها السياسي الذي يتسم بالبراغماتية والواقعية والوطنية، ويحظى بالاعتراف والقبول من قبل كل الأطراف الإقليمية والعربية والدولية، والأهم أنه يضمن استمرار الدعم والمساعدات الدولية والحياة التفاوضية، ناسيةً أومتناسية أنها حتى الأمس القريب كانت تعيش حصارًا وأزمة مالية رغم أن برنامجها السياسي كما هو منذ ثلاثين عامًا، إنه برنامجٌ إبداعي له سر وخلطة سحرية من السمك واللبن والتمور الهندية!
لا تفرحوا بفوز بايدن
وأخيرًا لست هنا بصدد تحليل مواقف جو بايدن وفريقه من القضية الفلسطينية، فهناك الكثير من المقالات والتحليلات والتقارير الإعلامية التي أفاضت بالحديث حول هذا الموضوع ولكني أجد لزامًا عليّ أن أذكّر بمقولة جو بايدن في جلسة رسمية في الكونغرس "لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا أن نوجدها لأنها توفر علينا كثيرًا من العناء في الشرق الأوسط" ... فهل بقي هناك من أمل أو رجاء أو عُذر للفَرِحين!!!